الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

المفاهيم الخاطئة حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

pexels cottonbro 5077044

المفاهيم الخاطئة حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

ترجمة: أمجاد الفهمي

تستمر الأدلة الصادرة من الدراسات البحثية في تبديد المفاهيم الخاطئة حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فيما يلي بعض المفاهيم الخاطئة وتصحيح هذه المفاهيم من قبل الأبحاث:

“اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس اضطرابًا حقيقيًا”

في عام 1775 تم وصف حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في الكتاب المدرسي الذي نشره آدم وريكارد باللغة الألمانية ومنذ ذلك الوقت، تم نشر أكثر من 10000 منشور سريري وعلمي عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه،  وجدت الدراسات البحثية اختلافات عديدة بين الأفراد ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والأفراد الغير مشخصين به، إن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يؤثر على أنشطة الحياة الرئيسية بما في ذلك الأداء الاجتماعي والنفسي والأكاديمي والعملي، وهو اضطراب لمدى الحياة حيث تستمر الأعراض لدى غالبية الأطفال من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى مرحلة البلوغ، وتبلغ نسبة انتشار اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 57% إذا كان أحد الوالدين مشخص باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ، بالنسبة للتوأم إذا كان أحد التوأم من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه فإن نسبة تشخيص التوأم الآخر باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هي 70% إلى 80% ، وظهرت دراسات فحص الدماغ بوجود اختلافات في نمو دماغ الأفراد ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مثل رقة القشرة الدماغية في المناطق الأمامية وتضرر حجم التلفيف الجبهي السفلي ونسبة المادة الرمادية قليلة

“اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب إلى مرحلة الطفولة فقط”

إن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب لمدى الحياة كما تم توضيح ذلك من قبل دراسات طويلة الأمد للأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وكشفت دراسات  أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مستمر من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة وذلك بنسبة 50%-80% ومن مرحلة البلوغ بنسبة 35%-65%، وكانت إحدى الدراسات التي أجريت لدى ذكور ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وكانت متابعة لمدة 16 عامًا وجدت أن بنسبة 77٪ استمر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم، كما وجدت دراسة أجريت لدى الإناث ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تتراوح أعمارهن بين 6 و12 عامًا أن بعد 10 سنوات استمر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لديهن مع ارتفاع معدل محاولات الانتحار وإيذاء النفس، مقارنة بالإناث اللاتي لم يتم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل مبالغ فيه”

في كل عام يرتفع معدل تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال تقريبًا بنسبة 5٪ وذلك وفقًا للمسح الوطني لصحة الأطفال 2003-2011. وهذا الإرتفاع دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كان يتم تشخيص الأفراد بشكل مبالغ فيه أم لا ، لكن التقرير الذي يستند إلى المسح الوطني لعام 2014 لتشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ومتلازمة توريت وضح فيه أن الأفراد يتم تشخيصهم بعناية من قبل الأطباء، حيث تم تشخيص (9 من أصل 10) من 2976 طفلًا باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من قبل الأطباء المؤهلين للتشخيص، إن التفسيرات المحتملة لزيادة معدل التشخيص هي زيادة الوعي حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بين الأطباء وأولياء الأمور، وانخفاض وصمة العار حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتقديم تدخلات علاجية أفضل من السابق وايضًا من التفسيرات المحتملة هي التعرض قبل الولادة للسموم أو ارتفاع مستويات الرصاص في الدم

“يتم صرف الأدوية للأفراد ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل مبالغ فيه” 

تشير معظم الأدلة من الدراسات البحثية إلى أن التدخل العلاجي لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من خلال الأدوية إما مناسبة أو العكس ووفقًا لـ مسح الوطني لصحة الأطفال (NSCH) 2003-2011 من بين 5.1 مليون فرد كان 69% (أو 3.5 مليون) من الأفراد ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يتناولون أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وفي البيانات الواردة من المسح الوطني الخاص بالمراهقين أن أكثر من 10000 فرد تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا أن 20.4% من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تناولوا الأدوية، ومن بيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية بينت إلى أن معدل انتشار اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يبلغ 7.8% بين 3042 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عامًا، ولكن حوالي 48% منهم فقط كانوا يتلقون العلاج 

“سوء التربية يسبب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه”

وفقًا للبحوث والدراسات إن الأسباب الرئيسية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد تكون وراثية أو تكون بسبب مضاعفات الحمل والولادة وتلف الدماغ والتعرض للسموم والالتهابات، وأن الأسباب الاجتماعية بما في ذلك سوء التربية لا تؤدي إلى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ولكن من الممكن أن تساهم بشكل ضئيل جدًا في اختلافاتهم الفردية في أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، على الرغم من أن تعامل الأب والأم مع طفلهم لا يسبب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، إلا أنه يمكن أن يساهم في تفاقم الاضطرابات الأخرى مثل اضطراب التحدي المعارض (ODD) أو الاضطرابات السلوكية (CD)، وقد وجد أن غياب دور الأب ينتج ظهور أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

“يتم تشخيص أفراد الأقليات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وصرف الأدوية لهم بشكل مبالغ فيه” 

من نتائج المسح الوطني للمقابلة الصحية (NHIS) 2011-2013 أن الأفراد البيض غير اللاتينيين معدلات تشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أعلى من الأفراد الأقليات وذلك وفقًا لتقارير أولياء الأمور، تبلغ نسبة انتشار الأفراد البيض غير اللاتينيين 11.5% مقارنة بالأفراد السود غير اللاتينيين 8.9%  والأفراد ذوي الأصول الإسبانية 6.3% ، ووفقًا لتحليل من الدراسة الطولية للطفولة المبكرة، فصل رياض الأطفال دفعة 1998-1999 (وكان العدد = 17,100) أن الأطفال الأقليات كانوا أقل عرضة من الأطفال البيض للتشخيص باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، كما وجدت هذه الدراسة أن الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ايًا كان عرقهم هم أقل عرضة لصرف أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لهم 

“نسبة تشخيص الإناث باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أقل من الذكور  وأقل حدة في حال تشخيصهم”

لم يتم التعرف على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الإناث إلا في السنوات الأخيرة، وهناك المزيد من الدراسات البحثية التي أشارت إلى أن درجة الاضطراب لدى الإناث نفس الدرجة التي لدى الذكور، وانهم معرضون لخطر التشخيص بالاضطرابات والمشاكل الاخرى التي لدى الذكور مثل اضطراب التحدي المعارض والاضطرابات السلوكية وقصور في المهارات الأكاديمية والاجتماعية، قد يكون اضطرابات الأكل لدى الإناث المراهقات من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أكثر من الذكور، ولكن في مرحلة البلوغ يقل هذا الاختلاف، وأشارت دراسة متابعة للإناث اللاتي تتراوح أعمارهم بين 6-12 سنة لمدة 10 سنوات أجراها هينشو وآخرون، وجدت في عام 2012  أن هناك خطر كبير لمحاولات الانتحار وإيذاء النفس في مرحلة البلوغ بين الإناث، وفي أحدث بيانات التشخيص في المسح الوطني للمقابلة الصحية (NHIS) 2011-2013 التي أفاد بها أولياء أمور الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عامًا أن معدل التشخيص بلغ 13.3% للذكور  و 5.6% للإناث، وفي نماذج أخرى لمجموعة كبيرة وجدت نفس النسبة المماثلة بين الجنسين تبلغ 2.3: 1.0، ولكن في مرحلة البلوغ وجدت الدراسات أن معدل الانتشار هو نفسه تقريبًا بين الجنسين

المرجع: 

https://chadd.org/about-adhd/myths-and-misunderstandings/