الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

تدريب الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل

تدريب الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل

تدريب الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل 

إن تدريب الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل يعد من أكثر الأهداف المهمة في حياة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ومساعدتهم على تطوير مهارات التواصل في الحياة اليومية، لذلك عندما لا يكون هناك مهارات لغوية للتواصل فقد لا يكون هناك مهارات لغوية فعَالة للتواصل وللتعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم  مع الآخرين، لذلك قد يتخذ الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد السلوكيات غير المرغوب فيها مثل السلوكيات العدوانية أو سلوكيات إيذاء النفس كبديل للتواصل مع الآخرين، قد لا تكون هذه السلوكيات غير المرغوب فيها فقط للتعبير عن التواصل وغالبًا ما تكون هذه السلوكيات غير مفهومة للآخرين.

التدريب على التواصل الوظيفي (FCT)

إن التدريب على التواصل الوظيفي (FCT) من أكثر الاستراتيجيات الفعَالة في تدريب الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل، لذلك قد يتضمن التدريب على التواصل الوظيفي تعليم الطفل ذو اضطراب طيف التوحد طرق نقل المعلومات باستخدام اللغة والإشارات والإيماءات والصور لتحقيق الأهداف المطلوبة.

ويطلق على التواصل الوظيفي “وظيفي” لأنه لا يعلم الأطفال فقط تسمية العناصر (أي ربط اللون الأحمر بصورة تفاحة) ولكنه يركز على استخدام الكلمات والإشارات للحصول على الشيء المرغوب فيه مثل طلب (الطعام، الألعاب، الأنشطة).

يتضمن التدريب على التواصل الوظيفي استخدام التعزيز الإيجابي لتعليم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على اللغة والتواصل الفعَال مع الآخرين والقدرة على التعبير  لتلبية احتياجاتهم المختلفة.

كيفية استخدام التدريب على التواصل الوظيفي مع الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

تشرح الأخصائية النفسية “ستيفاني لي” كيفية عمل أخصائي تحليل السلوك المعتمد على كيفية تطبيق التدريب على التواصل الوظيفي (FCT)، من خلال البدء بتحديد وتقييم المفضلات للطفل واستخدام المعززات على شكل صور تمثل المعزز المطلوب، لذلك إذا كان الطفل يحب بعض من الشخصيات الكرتونية أو بعض من الأطعمة المفضلة مثل “الشوكولاتة” حيث يتم استخدام هذا العنصر من خلال الصور ومن ثم نقوم بتعليم الطفل الصورة التي تمثل العنصر المطلوب.

في البداية، يجب استخدام استراتيجية “التعلم الخالي من الأخطاء”, حيث يقوم محلل السلوك المعتمد من خلال تعليم الطفل الصورة التي تمثل العنصر المطلوب ومن ثم الحصول على المكافأة ومن ثم تكرار هذه الاستراتيجية في كل مرة نحصل فيها على الاستجابات المطلوبة من الطفل وصولًا بتلاشي التلقين حتى يتمكن الطفل من النجاح باستقلالية عند التواصل مع الآخرين، بمجرد أن يستخدم الطفل الكلمة أو الإشارة أو الصورة عند وجود العنصر المطلوب.

في الخطوة التالية، يجب على محلل السلوك المعتمد القيام “بالتعميم” خارج المواقف المحددة والتي تم تدريس العناصر المطلوبة فيها. 

مثال، إذا كان الطفل يشاهد التلفاز ويريد أن يأكل “الشيبس” فقد يقوم الطفل باستخدام الكلمة كطريقة للحصول على العنصر المطلوب “الشيبس” مع استخدام التعزيز عند ظهور هذه المهارة، وبعد استخدام هذه الكلمات أو الصور باستمرار من الممكن إضافة بعض من الكلمات الجديدة لبناء المخزون عند الطفل تدريجيًا.

وبمجرد أن يتعلم الطفل التواصل من خلال الصور أو الكلمات التي يستخدمها يجب على الأشخاص المحيطين به استقبالها حتى يتمكن الطفل من الحصول على العنصر المطلوب.

أهداف التدريب على التواصل الوظيفي (FCT)

إن غالبًا ما يعتمد سرعة تقدم الأطفال مع التدريب على التواصل الوظيفي على الأداء الوظيفي أو المستوى المعرفي لديهم. بالنسبة للأطفال الذين لديهم احتياجات أكثر تعقيدًا أو ضعفًا شديدًا في اللغة، غالباً ما تكون الاحتياجات أكبر للتدريب على التواصل الوظيفي باستخدام الكلمات أو الصور. لذلك قد يكون المخزون قليل لدى الطفل ولكن عند التدريب على التواصل الوظيفي قد  تكون هذه من أكثر الصور أو الكلمات التي يحتاج إليها في الحياة اليومية.

سيتمكن بعض الأطفال من التحدث بجمل كاملة باستخدام بعض التقنيات المساعدة وقد يكتسب بعض الأطفال الآخرين الكلمات الفردية فقط لذلك يجب تحديد الأهداف والاحتياجات المناسبة لكل طفل والتي تتوافق مع قدراته الفردية.

إن للوالدين دور مهم في تعزيز التدريب وممارسة ما تعلمه الطفل عن طريق استخدامه في المواقف الحياة اليومية، أيضاً عند تنفيذ التدريب على التواصل الوظيفي في المدرسة يجب على المعلمين مساعدة الأطفال على ممارسة الكلمات المتعلمة.

التدريب على التواصل الوظيفي (FCT) و السلوكيات غير المرغوب فيها

تم تطوير التدريب على التواصل في الوظيفي منذ الثمانينات كطريقة لتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها بما في ذلك السلوكيات العدوانية وسلوكيات إيذاء النفس، وكانت الفكرة بأن هذه السلوكيات ناتجة عن عدم قدرة الطفل على التعبير وتوصيل الاحتياجات بشكل فَعال.

لذلك إن التدريب على التواصل الوظيفي للتقليل من السلوكيات المشكلة، فإن نقطة البداية هي النظر إلى وظائف السلوك والتقييم الوظيفي للسلوك وعادة ما يتطلب الملاحظة والمراقبة الدقيقة للطفل.

إذا كان الطفل يضرب رأسه على الحائط، أو يضرب نفسه، أو يضرب طفلاً آخر، فما وظيفة هذا السلوك؟

إن الوصول إلى وظائف السلوك يتطلب النظر إلى مكونات السلوك الا وهي سوابق السلوك، والسلوك نفسه، ونتائج السلوك من خلال طرح بعض من الأسئلة التالية:

  • ما الذي حدث قبل حدوث السلوك؟
  • متى يتم حدوث هذا السلوك؟
  • مع من يحدث هذا السلوك؟
  • ما الذي حدث بعد حدوث السلوك؟

لذلك إن تدريب الطفل على التواصل الوظيفي وتعليمه الطرق لكيفية توصيل احتياجاته يمكن أن يعمل على إطفاء هذه السلوكيات لأن من الممكن أن يستخدم الطفل هذه السلوكيات غير المرغوب فيها كطريقة للتواصل مع الآخرين.

استبدال سلوكيات إيذاء النفس باستخدام اللغة 

إن السلوكيات التي يستخدمها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى  لإيذاء النفس عادة ما تكون هذه السلوكيات تحت إحدى هذه الوظائف التالية:

  • لفت الانتباه
  • الحصول على شيء ملموس
  • الهروب 
  • التعزيز الذاتي

لذلك عندما يؤدي سلوك ضرب الرأس إلى لفت الانتباه أو للحصول على شيء يريده الطفل أو للهروب من من المهام المقدمة له، فقد يتم تعزيز هذه السلوكيات عن طريق الخطأ ويمكن أن يساعد التدريب على التواصل الوظيفي على التغيير من هذه الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها.

لذلك بمجرد أن يتعلم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل باستخدام الصور أو الكلمات للطلب فمن المرجح أن يقوم الطفل باختيار السلوك المناسب بدلاً من السلوك غير المناسب و المؤذي للنفس.
لذلك يمكن تطبيق التدريب على التواصل الوظيفي مع جميع الأعمار، ولكن من المهم أن يتم تطبيق التدريب على التواصل الوظيفي في عمر مبكر لأن ما نعرفه عن تطوير اللغة هو أنه كلما كان التدخل مبكراً كلما كانت النتائج بشكل أفضل لذلك يجب التدخل المبكر في بناء وتطوير مخزون الطفل للتواصل بشكل أكبر والعمل على التدريب على التواصل الوظيفي.

المرجع:

Helping Children With Autism Learn to Communicate – Child Mind Institute