تدريب أطفال التوحد على التواصل الغير لفظي
المشاركين في تأليف هذا المقال كبير مسؤولي العلوم لدى Autism Speak ، جيري داوسون وطبيبة علم النفس الإكلينيكي لورين إلدر.
والسؤال الأكثر شيوعاً من قبل الأهالي والمختصين في مجال اضطراب طيف التوحد هو ” كيف يمكننا تعزيز وتنمية اللغة الغير لفظية لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد”.
قبل طرح الاستراتيجيات الفعَالة مع الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد في تنمية اللغة الغير لفظية من المهم أن نتذكر أن كل فرد مشخص باضطراب طيف التوحد هو شخص فريد من نوعه، لذلك قد لا تتناسب الاستراتيجيات المستخدمة مع كل الأفراد وقد تختلف من طفل إلى طفل آخر حتى وإن كانت مستخدمة بالشكل الصحيح ،لذلك إن كل طفل مشخص باضطراب طيف التوحد قادر على تعلم التواصل ولكن الطرق تختلف باختلاف ما إذا كانت اللغة لفظية أو غير لفظية ،إن الأفراد غير الناطقين المشخصين باضطراب طيف التوحد لديهم الكثير من المهارات للتواصل من خلال الدعم البصري وتفعيل التقنيات المساعدة لهم.
أهم الاستراتيجيات الفعَالة لتعزيز وتطوير اللغة الغير لفظية لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد وتدريبهم على التواصل الغير لفظي منها:
استراتيجية اللعب والتفاعل الاجتماعي
إن الأطفال غالباً ما يتعلمون خلال اللعب والتفاعل الاجتماعي ويشمل ذلك تعلم اللغة حيث أن اللعب التفاعلي مع الأطفال يوفر الفرص الممتعة لتحفيز و تدريب أطفال التوحد على التواصل الغير لفظي من خلال إعطاء الطفل مجموعة واسعة ومتنوعة من الألعاب المفضلة لديه، وتعزيز التفاعل الاجتماعي يمكن أن يكون عن طريق الغناء مع الطفل، وترديد أغاني الطفل المحببة له والتفاعل بلطف أثناء اللعب معه.
لذلك عند تدريب الأطفال المشخصين باضطراب طيف على التواصل من خلال اللعب قم بالجلوس أمام الطفل وحاول أن تكون قريباً من مستوى العين حتى يسهل على الطفل رؤيتك وسماعك.
التقليد
إن تقليدك لطفلك المشخص باضطراب طيف التوحد من خلال تقليد الأصوات وتقليد سلوكيات اللعب سوف يشجعه لتقليدك مما يزيد من التواصل عن طريق لعب الأدوار، لكن تأكد أن السلوك الذي تقلده مناسب.
مثال: عندما يقوم الطفل باللعب ودحرجة السيارة قم بدحرجة السيارة أيضًاً ولكن في حال أن الطفل قام برمي السيارة لا تقوم بتقليد رمي السيارة!
التواصل غير اللفظي
يجب التركيز على التواصل غير اللفظي عند تدريب الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل حيث يمكن للإيماءات والتواصل بالعين أن تبني أساس اللغة عند الأطفال.
إجراءات تدريب أطفال التوحد على التواصل الغير لفظي:
1- المبالغة بـالإيماءات وتعبيرات الوجه عند التواصل.
2- يجب على الوالدين أو الأخصائي استخدام التعبيرات الجسدية والصوتية عند التواصل.
3- يجب استخدام الإيماءات التي يسهل على الطفل تقليدها مثل، التصفيق ، ورفع اليدين للأعلى.
4- يجب على الوالدين أو الأخصائي الاستجابة للطفل عندما ينظر إلى اللعبة أو يقوم بالإشارة لها من خلال إعطاء اللعبة للطفل أو قم بالإشارة إلى اللعبة قبل إعطائها للطفل.
مثال: عندما تقول ” أنظر” يجب أن تمد يدك للشيء المشار إليه ، وعندما تجاوب بـ “نعم” يجب أن تقوم بهز رأسك للإيماء بذلك.
إعطاء المساحة للطفل
يجب على الوالدين والأخصائي ترك المساحة الكافية للطفل عند التواصل، لذلك من الطبيعي أن يشعر الوالدين بالعجلة على استجابة الطفل الفورية ولكن من المهم أن يتحلى الوالدين بالصبر ومنح الطفل الكثير من الفرص للتواصل حتى لو لم يكن الطفل ناطق.
مثال: عندما تطرح سؤالاً على طفلك أو تراه يريد شيئاً ما، يجب التوقف لعدة ثوانٍ وأنت تنظر إليه، سرعة استجابك لسلوك طفلك التواصلي سوف تعزز شعور الطفل بقوة التواصل.
اللغة المستخدمة عند التواصل
يجب أن تكون اللغة المستخدمة عند تدريب أطفال التوحد على التواصل الغير لفظي بسيطة وغير معقدة حتى يساعد طفلك على تقليد الكلام و اتباع التعليمات الصادرة منك.
إذا كان الطفل غير ناطق فغالباً ما يجب التحدث بكلمات فردية وتسمى هذه بالقاعدة الفردية.
مثال: عند اللعب بالكرة مع طفلك قول “أرمي” أو “الكرة”.
ملاحظة: إذا ابنك ناطق، استخدم العبارات التي تحتوي على كلمة واحدة أكثر من ابنك عند التحدث معك.
الاهتمامات
يجب على الوالدين والأخصائي اتباع اهتمامات الطفل بدلاً من مقاطعة الطفل عند التحدث واستخدام القاعدة الفردية.
كيفية اتباع اهتمامات الطفل:
يجب التحدث مع الطفل عند انخراطه بالألعاب المفضلة لديه وسرد الأفعال التي يقوم بها.
مثال: إذا كان الطفل يلعب بصندوق الأشكال الهندسية فيمكن للوالدين أو الأخصائي التحدث معه بقول ” في” عندما يضع الشكل في المكان الصحيح ، ويمكن قول ” شكل” عندما يحمل الشكل و ” أرمي الشكل” عندما يقوم الطفل بالتخلص من الأشكال للبدء في اللعبة من جديد.
ملاحظة: يجب التحدث مع الطفل باستخدام المفردات التي تجذب اهتمامه مما يساعد ذلك على تعلم بعض من المفردات الجديدة المرتبطة بها.
التقنيات المساعدة والدعم البصري
يمكن للتقنيات المساعدة والدعم البصري أن تحل مكان اللغة اللفظية من خلال تطويرها وتعزيزها عند الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد.
وتشمل الأجهزة المساعدة مثل، جهاز الآيباد والتطبيقات التي تحتوي على الصور التعبيرية حيث يمكن أن يحتوي الدعم البصري على مجموعة واسعة من الصور التي يمكن للطفل استخدامها للإشارة والطلب للاحتياجات اليومية المختلفة.
عند استخدام واختيار هذه الاستراتيجيات يجب على الوالدين التحدث مع الأخصائيين المؤهلين لدعم وتطوير اللغة غير اللفظية لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد.
المرجع:
Teaching nonverbal autistic children to talk | Autism Speaks
