الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

دور معلم الظل في تحسين المهارات الاجتماعية والاستقلالية لذوي الإعاقة

دور معلم الظل في تحسين المهارات الاجتماعية والاستقلالية لذوي الإعاقة

ملخص

تهدف المقالة الحالية لإبراز دور معلم الظل في سد الثغرات التي تحد من تعليم التلاميذ ذوي الإعاقة في بيئة فصول التعليم العام مع اقرانهم من خلال مساعدتهم على التعليم في البيئات الأقل تقييداً، حيث يقوم معلم الظل بتوفير الدعم اللازم الذي يحتاجه الفرد في الأنشطة الصفية واللاصفية، وتطوير مهاراته الاجتماعية والأكاديمية. ركزت نتائج الدراسة الحالية على تسليط الضوء نحو أهمية دور معلم الظل في تطوير مهارات التلاميذ ذوي الإعاقة من عدة نواحي؛ منها مهارة إدارة الوقت، والمهارات الأكاديمية كالقراءة والكتابة، والمهارات الاجتماعية كالتفاعل مع أقرانهم، إلقاء التحية والانخراط في المحادثات الاجتماعية. وأوصت الدراسة بتوفير معلم ظل في مدارس الدمج والعمل على تطوير مهاراتهم من خلال ورش العمل والبرامج التدريبية والندوات.

مقدمة

يعد التعليم المدمج من أثرى مجالات التعليم التربوي لعمل البحوث والدراسات عليه. حيث قامت بعض الدول بتحديث المعايير القديمة وتبديلها بمعايير بحثية جديدة تبعا لنتائج للبحوث المقامة على الأفراد ذوي الإعاقة. علاوة على ذلك أصبح موضوع الدمج في المدارس العامة قضية مهمة ذاع صيتها. حيث أن الافراد ذوي الإعاقة هم أكثر فئة واجهت الإهمال سابقاً مما جعلهم يواجهون الكثير من المصاعب خصوصا في الانخراط مع المجتمع. هذا كله قد يرجع سببه الى قلة الوعي، الافتقار للدراسات الحديثة، والنظرة المجتمعية التي بدورها ساهمت في تفاقم تلك المصاعب. كانت المجتمعات تنظر لهم على أنهم عائق وعبء اجتماعي. يرجع قلة البحوث والمعلومات في هذا المجال الى عدم اهتمام الحكومات بهذه الفئة سابقا. أما حاليا، أخذ هذا المجال منحنى مختلف ذات نطاق أوسع؛ حيث أن الكثير من الدول قامت بالاتجاه الى فتح فصول خاصة لهم وتهيئة فصول المدارس العامة للدمج وتوظيف المعلمين المختصين لتقديم الدعم.

في الفصول العامة يواجه الأفراد ذوي الإعاقة تحديات كبيرة في التأقلم في البيئات الصفية وفهم واتباع القوانين مما يؤثر على فاعلية التعليم واكتساب المهارات التعليمية اللازمة والاندماج مع أقرانهم. هنا يأتي دور برامج الدمج وتوفير معلم ظل لتقديم الدعم. معلمون الظل هم معلمون يتبعون المناهج التقليدية لكنهم يقومون بالتحكم بالبيئة وتغيير الوسائل تبعاً لاحتياجات الفرد. حيث أن دور معلم الظل يكمن في تقديم الدعم الأكاديمي والاجتماعي بشكل فردي والقيام بعمل الاستثناءات اللازمة ليصل بالطالب الى النتيجة المرجوة باكتساب المعلومة او المهارة.

نظراً لحداثة الاهتمام بموضوع معلم الظل وقلة البحوث المتعلقة به لازال أولياء الأمور لديهم بعض التحفظات والمخاوف من ناحية فاعلية برنامج الدمج ووجود معلم ظل مع طفلهم. حيث أنهم يعتقدون أن وجود معلم ظل قد يرفع نسبة اعتمادية الطفل على المعلم بدلاً من أن يعتمد الطفل على نفسه. قد يحدث ويميل الطفل الى الاتكالية لكن ليس بسبب طبيعة الخدمة التي يقدمها معلم الظل، بل يحدث إن لم يكن المعلم مدرب وذو مهارة كافية لتقديم هذا النوع من الدعم. من هنا نأتي ببعض الخطوات التي تساهم بدورها في تحقيق الهدف من وجود معلم ظل في فصول الدمج؛ وهي كالآتي:

معلم الظل

اختيار معلم الظل المناسب من ضروريات نجاح البرنامج. يتم اختيار المعلم المناسب بناءً على:

  • الخبرة: يجب أن يكون لمعلم الظل خبرة كافية في العمل مع التلاميذ ذوي الإعاقة. حيث يكون على دراية بالاحتياجات الاستثنائية للأطفال وكيفية تقديم الخدمة بأفضل طريقة ممكنة.
  • المؤهلات: يجب أن يتمتع مدرس الظل بالمؤهلات المناسبة للوظيفة. يشمل ذلك شهادة في التربية الخاصة أو مجال ذي صلة.
  • الشخصية: يجب أن يكون مدرس الظل مناسبًا لعائلتك وطفلك. علاوة على ذلك؛ لابد أن يكون ذو شخصية تتحلى بالصبر والرحمة والتفهم قادرة على العمل بشكل جيد مع التلاميذ والبالغين.

بعد اختيار معلم الظل المناسب، لابد من السماح للمعلم بقضاء بعض الوقت مع الطفل وذلك لتحديد مستوى مهارات الطفل؛ بما في ذلك المهارات الاجتماعية، وتحديد طريقة الطفل في التعلم، والتواصل، وما إلى ذلك تحديداً أولياً.

الاجتماعات المدرسية

من المهم لمعلم الظل ومعلم الفصل والأخصائي الاجتماعي وأولياء الأمور التواصل والتعاون معاً بشكل فعال، لضمان الحصول على اجتماع ناجح، من الضروري أن يكون معلم الظل على دراية باهتمامات الطفل ونقاط القوة والضعف والتحديات السلوكية للطفل. أن يكون مدرس الفصل على دراية بأسلوب تعلم الطفل وكيف يتعلم بشكل أفضل. أن يكون الأخصائي الاجتماعي قادرًا على مواجهة أي تحديات سلوكية قد تواجه الطفل. وأخيراً، أن يشارك الوالدان في تعليم الطفل والحرص على التواصل باقي الفريق وذلك لضمان حصول الطفل على الدعم الذي يحتاجه.

فيما يلي بعض النصائح لتحقيق تواصل فعال بين الفريق:

  • عقد اجتماعات منتظمة لمناقشة تقدم الطفل وتحديد المجالات التي تحتاج إلى دعم إضافي.
  • ضرورة بقاء الفريق على اطلاع دائم بأي تغييرات تطرأ على حياة الطفل، مثل الأدوية الجديدة أو مواعيد العلاج.
  • المرونة والتهيؤ لتكييف المناهج بناءً على احتياجات الطفل.

كتابة أهداف واضحة

يعد تحديد أهداف واضحة قصيرة المدى وطويلة المدى أمرًا ضروريًا لمساعدة طفلك على الاندماج في المدرسة. حيث تضمن الخطة الواضحة تحديد سقف توقعات المعلمين وأولياء الأمور بشأن أداء الطفل. تساعد الأهداف قصيرة المدى معلمي الظل على متابعة عملية التعلم للطلاب وتوجيههم تدريجياً للوصول إلى الأهداف طويلة المدى. ولا ننسى أنه من المهم عند تحديد الأهداف أن تكون الأهداف قصيرة المدى قابلة للتحقيق في غضون أسبوع إلى شهر واحد، بينما يتم تحقيق الأهداف طويلة المدى في غضون بضعة أشهر أو سنة.

الملاحظة

مراقبة وتحديد احتياجات التعلم لدى الطفل بشكل مستمر؛ يتضمن ذلك تحديد مكامن الصعوبة عند الطفل بما فيها:

  • مهارات الطفل الاجتماعية.
  • مدى قابلية الطفل لاتباع قواعد الفصل.
  • القدرة على الانتقال من نشاط إلى آخر.

تساعد الملاحظة على تحديد أسباب المشكلات السلوكية وتقديم الحلول لها. قد يدخل ضمن المراقبة التحدث إلى الطفل والوالدين وغيرهم من المهنيين للحصول بيانات تؤدي إلى فهم أفضل للمشكلة. بمجرد تحديد السبب تحديداً دقيقاً، يمكن تقديم وتنفيذ الحلول.

 الخطة العلاجية

مدرس الظل هو الداعم المباشر الذي يساعد الطفل ذو الاحتياجات الخاصة على النجاح في المدرسة. بعد مراقبة وتحليل سلوك الطفل، سيقوم مدرس الظل بتصميم خطة لمساعدة الطفل على تحسين أدائه. وننوه بالذكر أن الخطة المقدمة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فقط؛ بل تتضمن هذه الخطة أهداف سلوكية واستراتيجيات تفاعلية مغزاها إيقاف السلوك الغير المرغوب فيه عند حدوثه وتعزيز السلوك المرغوب فيه.

نذكر هنا بعض الاستراتيجيات التفاعلية التي قد يقوم بها المعلم داخل الصف تبعاً للخطة التعليمية:

  • الوقت المستقطع: يتضمن ذلك إخراج الطفل من الموقف التعليمي لفترة قصيرة من الزمن إن احتاج الأمر.
  • التعزيز الإيجابي داخل الصف: مثلا مكافأة الطفل على السلوك الجيد ومنحه ملصقًا أو لعبة صغيرة.
  • تدريب الطفل على اكتساب المهارات الاجتماعية: يتضمن تعليم الطفل كيفية التفاعل مع الآخرين بطريقة إيجابية، تعليمه كيفية المشاركة، وكيفية التناوب، انتظار الدور، وحل المشكلات البسيطة.

مزيج الاستراتيجيات التفاعلية المستخدم له أهمية في مساعدة التلاميذ على تعلم السلوك المناسب.

تعميم المهارات المكتسبة

يتم تدريب معلمي الظل عادةً على اتباع نهج ABA القائم على فهم السلوك وتغييره ليقدموا الدعم للأطفال المصابين بالتوحد في الفصل الدراسي. تبعاً لنهج ABA الفردي، بمجرد أن يتعلم الطفل مهارة جديدة، يمكن لمعلم الظل مساعدته على تعميم هذه المهارة في المدرسة والبيئات المماثلة خارج المدرسة.

 تلاشي وجود معلم الظل تدريجيا

حتى يتم تحقيق الغاية القصوى من برنامج الدمج لابد أن تتلاشى خدمة معلم الظل للطفل حتى يصل الطفل الى الاستقلالية وتعميم تلك المهارات مع مدرسين مختلفين في بيئات مختلفة، وستمر الخطة الفردية بخطوات قبل الوصول إلى نقطة الاستقلالية. حيث يحتاج مدرس الظل أولاً إلى توضيح كيفية تنفيذ الخطة في الفصل الدراسي لمعلم الفصل حتى يتم فهم الخطة وتنفيذها بسلاسة. عندما يتمكن معلم الفصل من تنفيذ البرنامج بشكل مستقل وسلس، يمكن لمعلم الظل أن يلاشي المساعدة تدريجيًا عن طريق الابتعاد عن الطالب حتى يخرج تمامًا من الفصل الدراسي.

فيما يلي بعض النصائح الإضافية للوصول بالطالب الى الاستقلالية:

  • التحلي بالصبر والثبات؛ قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتكيف طفلك على الاستقلالية بدون معلم الظل.
  • قم بتقديم التعزيز؛ عندما يكون طفلك قادرًا على إظهار المهارات التي تعلمها بشكل مستقل، قم بتقديم التعزيز الإيجابي للطفل.
  • تواصل مع معلم الظل ومعلمي الفصل؛ من المهم التواصل مع معلم الظل ومعلمي الفصل حول تقدم طفلك. سيساعد هذا في ضمان أن يكون الجميع على نفس الصفحة وأن طفلك يحصل على الدعم الذي يحتاجه بالطريقة المطلوبة.

باتباع هذه النصائح، يمكنك مساعدة طفلك على التخلص من خدمة معلم الظل والنجاح بتحقيق أهداف برنامج الدمج.

 تقييم الأداء

أثناء مرحلة انسحاب معلم الظل، يحتاج المدرس إلى تقييم أداء الطالب باستمرار مع المعلمين. حيث أنه من الممكن إجراء بعض التعديلات على الخطة حسب أداء الطالب. يحدد التقييم أيضا الصعوبات التي واجهها المعلمون عند تنفيذ الخطة للعمل على تعديل الخطة تبعاً لذلك.

الخاتمة

 وجدت هذه الدراسة أن هناك علاقة إيجابية بين معلمي الظل وبين الدعم الأكاديمي والاجتماعي للأطفال ذوي الإعاقة في المدارس. حيث يلعب معلمو الظل دورًا قويًا وإيجابيًا في التعليم لما يقدمونه من الدعم الأكاديمي والاجتماعي للأطفال ذوي الإعاقة، مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يساعد معلمو الظل التلاميذ على تطوير مهاراتهم الاكاديمية في القراءة والكتابة والاستماع. كما أنها تساعد التلاميذ على تطوير المهارات الاجتماعية من ناحية أخرى كالتواصل، التحدث والاستماع، إدارة الوقت، تطوير مفهوم الصواب والخطأ، محدثة بذلك فارقاً جوهرياً في حياة الطفل.

وخلصت الدراسة إلى أن وجود معلم الظل مهم للأطفال ذوي الإعاقة خاصة في السنة الأولى من المدرسة ليصلوا بالطفل إلى الجلوس في بيئة دراسية والانخراط في عملية التعليم بشكل مستقل.

التوصيات

أولاً: توصيات لتحسين التدريب والدعم لمعلمي الظل

  • توفير مزيد من التدريب لمعلمي الظل حول كيفية العمل مع التلاميذ ذوي الإعاقة.
  • وضع إرشادات وتوصيفات وظيفية واضحة لمعلمي الظل.
  • تقديم الدعم من مديري المدارس والمعلمين.
  • توفير لمعلمي الظل فرصًا للتواصل مع معلمي الظل الآخرين.

ثانياً: توصيات لبعض النقاط التي يمكن للمدارس الشاملة القيام بها لتعزيز مهارات معلمي الظل

  • توفير فرص تدريب لمعلمي الظل.
  • خلق بيئة داعمة لمعلمي الظل.
  • توفير الموارد اللازمة.
  • التعرف على عمل معلمي الظل.

المراجع

 

Abdul Hamid, Hafiz Muhammad Irshadullah, and Zikra Faiz. (2021) Role of Shadow Teacher in the provision of Academic and Social Support for Children with Special Needs at Inclusive Schools.

Effective shadowing. Autism Partnership. (2023, April 28). http://www.autismpartnership.com.hk/en/news/effective-shadowing/