الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

استراتيجية تحليل المهمة في تحليل السلوك التطبيقي

pexels august de richelieu 4260756

استراتيجية تحليل المهمة في تحليل السلوك التطبيقي

ترجمة: أمجاد مسلم الفهمي

إن رعاية طفل ذو اضطراب طيف التوحد هي رحلة مليئة بالتحديات الفريدة ولكنها غنية أيضًا بفرص النمو، في هذه الصورة العامة تظهر استراتيجية تحليل المهمة في تحليل السلوك التطبيقي كإستراتيجية بسيطة ولكنها قوية، إنها ليست مجرد استراتيجية ولكنها مسار يفتح الأبواب لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد لاستكشاف قدراته والتغلب على الصعوبات اليومية، يمكن تحويل المهام اليومية إلى فرص للنجاح والنمو، وتمكين الطفل ذو اضطراب طيف التوحد للتعلم والتكيف والازدهار، يتعلق تحليل المهمة بتنمية الإمكانات وتحويل كل يوم إلى رحلة مجزية من التعلم والتطوير.  

ما هي استراتيجية تحليل المهمة في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)؟

استراتيجية تحليل المهمة في تحليل السلوك التطبيقي هي أداة قيمة بشكل لا يصدق، حيث تعمل كدليل لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد، فهي تفكك المهام الصعبة إلى خطوات صغيرة لإمكانية القيام بها، يمكن تشبيه هذه الاستراتيجية على أنها قطع لغز مصممة ليتم تركيبها حتى تكتمل الصورة حيث تمثل كل قطعة خطوة من خطوات عملية التعلم، تتكيف هذه الطريقة مع قدرات كل طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد مما يمهد الطريق لسلسلة من الإنجازات الصغيرة، كل خطوة يتم إتقانها تؤدي إلى تعزيز الثقة لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد، وعند حدوث تقدم صغير يتم الاحتفال بهذا التقدم مما يؤدي إلى اكتساب مهارات وسلوكيات جديدة، إن هذه الاستراتيجية تتمحور بتقديم طريق لتطوير المهارات ويتماشى مع أسلوب تعلم الطفل ذو اضطراب طيف التوحد والاحتفال بكل خطوة تم تحقيقها على طول الطريق.

لماذا تعد استراتيجية تحليل المهمة مهمة في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)؟

تتميز إستراتيجية تحليل المهمة بقدرتها على التكيف، مما يجعلها مناسبة تمامًا للاحتياجات المختلفة لدى كل طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، أي إنها تحترم فردية كل طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، وأن كل رحلة تعلم لدى كل طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد لا تشبه الأخرى، تضمن هذه الاستراتيجية بتقديم شعور الاهتمام والدعم لدى كل طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، إن تحليل المهمة تدعم البيئة بأنها تكون بيئة تعلم شاملة من خلال التوافق مع نقاط القوة والصعوبات المختلفة لكل طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، إنها أداة لا تعزز الإحترام فقط، بل أيضًا تحتفي بالاختلافات في أساليب وخطوات التعلم، وهذا يضمن أن كل طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد لديه فرصة للازدهار والتطور إلى أقصى إمكاناته في إطار يفهم احتياجاته الفردية ويتكيف معها.

فوائد استراتيجية تحليل المهمة: تقدم استراتيجية تحليل المهمة في تحليل السلوك التطبيقي فوائد لا تقدر بثمن لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد، حيث تعزز تعلمه وتجاربه اليومية، يتناول هذا القسم مزايا مهمة لهذه الاستراتيجية ويسلط الضوء على كيفية تعزيز الاستقلالية و تبسيط المهام المعقدة وإثراء مهارات الحياة، وكلها ضرورية لنمو الطفل ذو اضطراب طيف التوحد ورفاهيته.

  • تعزيز الاستقلالية: إن تحليل المهمة يمكّن الطفل ذو اضطراب طيف التوحد من إتقان المهام بالسرعة التي تناسبه، مما يشعره بـ القوة والاعتماد على ذاته، وهذه الاستقلالية لا تقتصر على إتقان المهام فحسب؛ بل تتعلق ببناء المزيد من الثقة لمواجهة الصعوبات المستقبلية.
  • تبسيط الصعوبة: قد يكون التعامل مع المهام اليومية أمرًا شاقًا بالنسبة لطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، تعمل استراتيجية تحليل المهمة على تفكيك هذه المهام إلى مهام أبسط، وتحويل الأنشطة الصعبة إلى خطوات يمكن القيام بها وتحقيقها، مما يجعل عملية التعلم أكثر سهولة في الوصول إليها.
  • توسيع مهارات الحياة: تتجاوز استراتيجية تحليل المهمة المهام الأساسية لتشمل مجموعة من المهارات الحياتية الأخرى، بدءًا من الحفاظ على النظافة الشخصية إلى تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي، فهو يوفر نهجًا شاملاً يزود الطفل ذو اضطراب طيف التوحد بالأدوات اللازمة للتنقل في مواقف الحياة المختلفة بسهولة أكبر وطمأنينة.
  • تعزيز مهارة حل المشكلات: لا تقم استراتيجية تحليل المهمة على التدريب على المهام المحددة فحسب، بل تعزز أيضًا القدرة على حل المشكلات، من خلال تقسيم المهام يتدرب الطفل ذو اضطراب طيف التوحد على كيفية التعامل مع الصعوبات بطريقة منهجية، وتطوير مهارات التفكير النقدي التي تعد ضرورية في الحياة اليومية.
  • تعزيز مهارات التواصل: عندما ينخرط الطفل ذو اضطراب طيف التوحد في تحليل المهمة، فإنه غالبًا ما يحتاج إلى التواصل بشأن احتياجاته وتقدمه والتحديات التي تواجهه يعزز هذا التفاعل مهارات التواصل لديه، والتي تعد ضرورية للتعبير عن نفسه وفهم الآخرين في البيئات الاجتماعية والتعليمية.

كيفية تطبيق استراتيجية تحليل المهمة: 

تخيل أنك تقوم بتدريب طفلك على كيفية تنظيف أسنانه، وهي مهمة قد تبدو بسيطة، ولكنها تكون معقدة للغاية، يتم تقسيم هذه المهارة إلى خطوات واضحة وقابلة للتطبيق:

  1. الإمساك بفرشاة الأسنان: لا يتعلق الأمر فقط بالتقاط شيء ما بل يتعلق أيضًا بالمهارات الحركية الدقيقة والتعرف على الأدوات.
  2. وضع معجون الأسنان: هنا، نركز على التحكم والدقة، ومعرفة الكمية المناسبة.
  3. تنظيف كل قسم من الفم: هذه الخطوة ضرورية للتنظيف الكامل، وتدريبه على الاهتمام بالتفاصيل والصبر.
  4. غسل فرشاة الأسنان: خطوة نحو الحفاظ على النظافة والتعقيم.
  5. شطف الفم: خطوة أخيرة وتأكد على اكتمال كافة خطوات التنظيف.

من خلال تقسيم مهارة تنظيف الأسنان إلى هذه الخطوات المميزة، يمكن للطفل ذو اضطراب طيف التوحد التعامل مع كل جزء بثقة ووضوح، الأمر لا يتعلق فقط بنظافة الأسنان؛ بل يتعلق بتدريبه على الاستقلالية والمسؤولية بطريقة مريحة وقابلة للتحقيق.

المرجع:

https://circlecareservices.com/task-analysis-in-aba-therapy/