الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

اضطرابات النوم واضطراب طيف التوحد

اضطرابات النوم واضطراب طيف التوحد

اضطرابات النوم واضطراب طيف التوحد 

الكاتبة: هانا فرفارو

بقلم: أ. لجين بن جديد

إن النوم الجيَد والمتواصل ليس مضمونًا لأي فرد، ولكن غالبًا ما نجد أن الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد يواجهون صعوبة في النوم الجيَد و المتواصل. حيث يمكن أن تؤدي السلوكيات التكرارية والتي بدورها قد تجعل دورة النوم أكثر صعوبة.

تعد اضطرابات النوم لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من بين أكثر الاهتمامات إلحاحَا للوالدين ومع ذلك يعد البحث في جانب اضطرابات النوم من بين أقل الجوانب دراسة لاضطراب طيف التوحد، و ما يعرفه الباحثون حتى الآن فقط عن  أسباب ونتائج – وعلاج – اضطرابات النوم  في اضطراب طيف التوحد.

ما مدى شيوع اضطرابات النوم لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

أشارت دراسة أُجريت عام 2019 ، وهي واحدة من الدراسات التي حققت انتشارًا في اضطرابات النوم لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، تشير الدراسة إلى أن ما يقارب 80% من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في مرحلة ما قبل المدرسة كانوا يعانون من اضطرابات النوم.

وتعد اضطرابات النوم بين الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أو الاضطرابات النمائية الأخرى كما هي بين الأطفال ذوي النمو الاعتيادي.

ما هي أنواع اضطرابات النوم الشائعة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

يميل الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد إلى الإصابة بالأرق وقد يستغرق النوم عادةً ما بين متوسط 11 دقيقة ويعتبر طول المدة المذكورة أكثر من الأطفال ذوي النمو الاعتيادي عند النوم، والاستيقاظ بشكل متكرر  أثناء الليل.

كما أنه من الممكن أن يعاني بعض الأطفال بانقطاع النفس أثناء النوم أيضًا وهي حالة تجعلهم يتوقفون عن التنفس عدة مرات أثناء الليل. 

قد يقضي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حوالي 15% من وقت نومهم في مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهذا الأمر له من الأهمية للتعلم والاحتفاظ بالذكريات. على عكس الأطفال ذوي النمو الاعتيادي حيث يقضون حوالي 23% من نومهم في حركة العين السريعة  (REM).

هل قلة النوم  تؤثر على إنتاجية الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

تشير الأدلة على أن قلة النوم لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد قد تؤدي إلى تفاقم السمات الأساسية لاضطراب طيف التوحد. مثل، ضعف المهارات الاجتماعية.

عندما لا يحصل الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على قسط كافٍ من النوم غالبًا ما يكون ظهور السلوكيات التكرارية أكثر شدة في شكلها وصعوبة تكوين الصداقات مقارنة بالأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الآخرين، وحصولهم على درجات أقل عند تطبيق اختبارات الذكاء.

 ومع ذلك، لا يوجد دليل ما إذا كانت هذه المشاكل ناجمة عن قلة النوم، أو أنها قد تساهم في ذلك أو أنه قد تكون كلاهما مسبب في حدوث المشاكل السلوكية.

قد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2009 أن الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد و ويعانون من اضطرابات النوم قد يكونون في قمة نشاطهم ويسهل تشتيت انتباههم بعكس الأفراد الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم.

لماذا قد يعاني الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الصعوبة عند النوم؟

يعاني العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من بعض الحالات الأخرى المصاحبة. مثل: مشاكل الجهاز الهضمي، و اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) ، والقلق. ومن المعروف أن أي حالة من هذه الحالات قد تؤدي إلى اضطرابات النوم.

أيضًا، حدوث تقلصات البطن و الإمساك قد تساهم في استيقاظ الفرد ذو اضطراب طيف التوحد في الليل بشكل متكرر. 

وكذلك الحساسية من الضوء، أو الصوت، أو اللمس، قد تؤثر على جودة النوم و قد تكون اضطرابات النوم أيضًا مؤشرًا على وجود الاكتئاب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، و على الرغم من عدم وضوح ما إذا كان الاكتئاب سببًا أو نتيجة لاضطرابات النوم.

إن تناول الأدوية نتيجة الحالات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد لها من الدور في التأثير على النوم. مثال، يتناول العديد من الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بعض الأدوية التي من الممكن أن تسبب الأرق لديهم.

كما أشارت الدراسات، أن في بعض الحالات قد يحمل الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الطفرات الجينية و التي تجعلهم عرضة لاضطرابات النوم أكثر من الأفراد ذوي النمو الاعتيادي.

 إن الطفرات الجينية بدورها تعمل على التحكم في دورة النوم والاستيقاظ أو ذات الصلة بالأرق، وتؤثر الطفرات أيضًا على مستويات الميلاتونين، وهو الهرمون الطبيعي الذي يتحكم في النوم.

كيف يمكن للباحثين تقييم اضطرابات النوم لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

يمكن لاختبار تخطيط النوم أن يعمل على تتبع موجات دماغ الفرد وحركة العين والأطراف وأنماط التنفس أثناء النوم وهو من أكثر الاختبارات شيوعًا، حيث يتطلب أجهزة استشعار وأسلاك وأجهزة كمبيوتر متعددة، وعادةً ما يتم إجراؤه في المختبر.

إن إجراء هذه الطريقة القياسية ليست دائمًا عملية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، بسبب احتياجهم لإجراءات روتينية محددة في وقت النوم. تم إجراء مجموعة بحثية من خلال إحضار معدات تخطيط النوم إلى منازل الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد لمحاولة التغلب على هذه المشكلة.

يعد اختبار الرسم البياني من أقل اختبارات النوم تعقيدًا، وهو جهاز يشبه ساعة اليد و يقوم بتسجيل حركات الفرد طوال الليل. يمكن للوالدين استخدام الجهاز في المنزل لتسجيل مقدار الوقت الذي ينام فيه الفرد كل ليلة.

يمكن للباحثين أيضًا إجراء المقابلات مع العائلات أو طلب منهم تسجيل الملاحظات حول نوم أطفالهم للتعرف على أنماط النوم المختلفة ولكن من الممكن أن تكون هذه الأساليب أكثر عرضة للخطأ لاعتمادها على ذاكرة الأفراد.

هل هناك بعض من العلاجات المتاحة لمساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على النوم بشكل أفضل؟

يمكن للوالدين أو مقدمي الرعاية للطفل ذو اضطراب طيف التوحد إنشاء الروتين اليومي. مثل، ترتيب أنشطة ما قبل النوم لذلك يمكن تغيير درجة الحرارة أو الإضاءة في غرفة النوم. حيث يمكن أن يؤدي الالتزام بالروتين المحدد لأوقات النوم والاستيقاظ إلى تنظيم وضع الدماغ والجسم على جعل النوم في جدول منظم وفي روتين يومي.

لقد تم إصدار الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أدوية الأرق. مثل (Ambien) ويستخدم للأفراد البالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد ولا يتم استخدامه للأطفال. بالنسبة لاضطرابات النوم الأكثر خطورة مثل انقطاع النفس اليومي، حيث يوصي الأطباء باستخدام جهاز التنفس الليلي مثل جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) أو عمل الجراحة في حالات نادرة.

ولكن بالنسبة للعديد من اضطرابات النوم، يمكن أن تكون مكملات الميلاتونين خيارًا جيدًا. حيث تشير الأبحاث إلى أن بعض المكملات قد تساعد الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على النوم بشكل أسرع وأفضل.

هل سيؤدي النوم الجيَد إلى تحسين نوعية حياة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

الجواب: ليس أكيد بالتحديد، ولا توجد دراسة نهائية توضح حول هذا الموضوع.

 ولكن تشير الأبحاث إلى أن الأطفال ذوي النمو الاعتيادي وذوي اضطراب طيف التوحد الذين يخضعون لعملية الجراحة للتخفيف من مشاكل التنفس أثناء النوم قد أظهروا تواصلًا اجتماعيًا واهتمامًا أفضل بالإضافة إلى السلوكيات التكرارية قد قلت بشكل كبير.

تم إجراء دراسة صغيرة تضمنت تناول مكملات الميلاتونين للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وقد أظهرت النتائج إلى ارتفاع مستوى تحسن النوم حيث تم الإبلاغ بذلك من قبل الوالدين.

قالت طبيبة الأطفال أنجيلا ماكسويل هورن، أستاذ مساعد لطب الأطفال في جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي..” إن النوم الأفضل لن يحسًن من اضطراب طيف التوحد”. ولكن يبدو  أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين لديهم جدول وروتين نوم منتظم قد يتعلمون بشكل أفضل، من حيث قلة ظهور الانفعالات والمشاكل السلوكية.

المرجع:

Sleep problems in autism, explained | Spectrum | Autism Research News (spectrumnews.org)