استراتيجية دعم السلوك الإيجابي (PBS)
ترجمة أ. نجاة الرمضان
ما هو دعم السلوك الإيجابي؟
دعم السلوك الإيجابي عبارة عن مجموعة من الاستراتيجيات القائمة على الأبحاث المستخدمة لتحسين نوعية الحياة وتقليل المشكلات السلوكية من خلال تعليم مهارات جديدة وتغيير بيئة الفرد. يشمل دعم السلوك الإيجابي على:
تقييم المخرجات ونتائج التدخل:
في الماضي، تم تصميم استراتيجيات دعم السلوك الإيجابي لتقليل المشكلات السلوكية دون النظر في كيفية تأثير هذه التدخلات على مجالات حياة الفرد الأخرى. بالرغم من أن التدخل كان مصمم لتقليل المشكلات السلوكية إلا أنه يعطي نتائج محدودة التركيز على دعم وتعديل السلوك المستهدف فقط. أما الآن فيتم تقييم فعالية خطة دعم السلوك وفقًا لمعايير مختلفة عن المعايير الحالية. حيث يتم قياس فاعلية التدخل إذا أدت النتائج إلى نجاح الفرد وزيادة رضاه الشخصي. كما يتم تعزيز المهارات الاجتماعية عبر بيئات العمل والتعليم والترفيه المحيطة بالفرد. فمن المهم أن تشمل النتائج زيادة جودة الحياة التي يحددها ميول الفرد واحتياجاته، والتي تغير نمط حياته إلى الأفضل.
العلاقة بين دعم السلوك الإيجابي والفحص الطبي:
تشير الأبحاث التي أجريت في إطار منهج تحليل السلوك التطبيقي أهمية التفاعل بين سلوك الفرد والبيئة المحيطة به. في تحليل السلوك، يمكن دراسة العوامل البيئية للسلوك التي يمكن تغييرها للتحكم في السلوك. حيث تؤكد استراتيجيات برنامج تعديل السلوك على أهمية تنفيذ البرنامج من خلال الحياة اليومية العادية. كما تؤكد هذه الاستراتيجيات أيضًا على أهمية تزويد الأفراد بمعلومات طبية وفسيولوجية كاملة. في السابق، تم إجراء التدخلات السلوكية والنفسية بشكل منفصل وفي بعض الحالات يتم طلب تعاون محدد بين محللي السلوك والطاقم الطبي.
يسلط البحث الجديد الضوء على أهمية المعلومات المتعلقة بالصحة والحالة النفسية والبيولوجية للفرد، والتي على أساسها يتم تطوير خطة دعم سلوك إيجابي للفرد.
الإجراءات المحددة:
التدخل الفردي التابع لمنهج تحليل السلوك تم تحقيقه باستخدام طريقة بحثية تسمى تصميم البرنامج الفردي أو تصميم الخطة الفردية. تعد تصميمات البرامج الفردية فعالة جدًا عند دراسة المتغيرات التي تؤثر على سلوك الفرد. غالبًا ما يقوم المتخصصون بالقيام بتدخلات كثيرة أثناء التعامل مع المتغيرات المتعددة والمتغيرة باستمرار. نتيجة لذلك، يتم استخدام عدد كبير من استراتيجيات البحث المختلفة لتقييم نجاح الدعم السلوكي الإيجابي. تتضمن هذه الاستراتيجيات التجارب التي تعزل متغير واحد بينما تحافظ على ثبات كل العوامل الأخرى. يقوم أخصائي السلوك بتنفيذ تدخلات كثيرة على بيئة الحياة اليومية للفرد لقياس نجاح التدخلات التي تم وضعها في خطة الفرد. يمكن أن تتضمن وسائل لتقييم البحث النوعي، الاستبيانات، مقاييس التقييم، المقابلات، التحليلات الترابطية، المراقبة المباشرة، والمعلومات التي يتم الإبلاغ عنها ذاتيًا.
تغيير الأنظمة:
هناك العديد من خطط دعم السلوك الإيجابي لم يتم تنفيذها بسبب المشاكل المرتبطة بالطريقة التي تم فيها تطوير تلك الخطط.
هذه المشاكل يمكن أن تكون متعلقة بنوعية المصادر، أو مشاكل متعلقة بتطوير الموظفين وبناء الفريق. وقد تمتد المشاكل الى مرحلة اختيار الدعم السلوكي الجيد ومدى مناسبتها للعميل وللأفراد المسؤولين عن تنفيذ الخطة. اتباع استراتيجيات التقييم والتدخل المبكر تعتبر الطريقة الأفضل لضمان نجاح الخطة السلوكية.
خطة التدخل لدعم السلوك من مركز الأبحاث للتأهيل والتدريب:
تحتوي خطة دعم السلوك الإيجابي على بيانات موجزة تصف التدخلات الفعالة لتغيير سلوك الفرد المستهدف. يتضمن كل تدخل مبرراً ونظرة عامة وأمثلة وقضايا واحتياجات وأسئلة شائعة حول السلوك. فالغرض من سلسلة خطط دعم السلوك هو توفير معلومات حول العناصر المهمة التي تدعم وضع الخطة السلوكية.
لا تحتوي كل خطط دعم السلوك على توصيات ثابتة للتنفيذ، بل يتم وضع سياق التخطيط والتقييم بحسب بحالة الفرد.
دعم السلوك الإيجابي على مستوى المدرسة والمؤسسة:
تحتوي خطط دعم السلوك الإيجابي نهجًا قائمًا على المجتمع يتضمن معرفة المزيد حول البيئة التي يعيش فيها الطفل أو البالغ. ثم يتم العمل بشكل تعاوني مع الجميع في هذا الإطار لتصميم استراتيجيات تعزز مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي الإيجابي. يعد خفض السلوك المستهدف محور الخطط، بحيث يتفاعل جميع الأطفال والبالغين داخل الخطة بطرق إيجابية ومعنوية. تحتوي خطط دعم السلوك الإيجابي على استراتيجيات لتعليم مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي وتعزيز المهارات المكتسبة بحيث يتلقى جميع المشاركين بتنفيذ الخطة الدعم اللازم. مع الأخذ بعين الاعتبار قد يحتاج بعض الأفراد إلى دعم إضافي لتحقيق النجاح. و وضع استراتيجيات واضحة في وقت مبكر لتحديد الأفراد المحتاجين لدعم إضافي يعد جزء مهم لضمان نجاح خطة الدعم. حيث يعد التدخل المبكر وتخصيص وقت إضافي مخصص للفرد أو موجه للمجموعة وتغيير البيئة بطرق تحول دون حدوث السلوك المستهدف للمحافظة على المهارات المكتسبة من الخطة.
في نهاية المطاف، قد تكون هناك الحاجة إلى خطط دعم السلوك الإيجابي الشامل والفردي والمصمم خصيصًا لضمان حصول الأفراد على الدعم الذي يحتاجون إليه ليكونوا ناجحين، وللتقليل من حدوث السلوك المستهدف. تُعرف هذه الاستراتيجيات باسم استراتيجيات الوقاية الثلاثية. على الرغم من أن تطوير خطة دعم السلوك الإيجابي قد تبدو مختلفة في بيئة الطفولة المبكرة أو المدرسة العامة أو عند العمل مع الأفراد البالغين من ذوي الإعاقة، إلا أن الأنظمة والعمليات متشابهة.
المرجع:
Positive Behavior Support – The Association for Positive Behavior Support (apbs.org)