الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

تدخلات علاجية غير قائمة على الأدلة لاضطراب طيف التوحد

pexels ekaterina bolovtsova 6372924

تدخلات علاجية غير قائمة على الأدلة لاضطراب طيف التوحد

ترجمة: أ. أمجاد الفهمي

إن أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يسعون بشتى الطرق لمساعدة أطفالهم ومن الممكن أن يقعون ضحية لـ إعلانات مضللة تشجعهم على تجربة علاجات غير آمنة ومكلفة وغير فعالة وغير قائمة على الأدلة، إن من مسؤولية أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد هو التأكد قبل البدء بالتدخل العلاجي و بإمكانهم التأكد من قبل الطبيب الخاص بأطفالهم عما إذا كان التدخل العلاجي أثبت فعاليته وآمن في الدراسات الطبية أم لا 

إنه من الممكن لأي شخص أن ينشر دراسة على الإنترنت للترويج عن فعالية هذه التدخلات الخاطئة والغير قائمة على الأدلة، تعد عمليات الاحتيال في المجال الطبي منتشرة في الولايات المتحدة، وغالبًا ما يتم استهداف أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث يتم استغلالهم و يخدعونهم بالعديد من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة

ولمعرفة إذا كان التدخل العلاجي قائمًا على الأدلة يجب التحقق من الدراسات العلمية المصممة جيدًا وإظهار تحسينات مستدامة وقابلة للقياس في المناطق المستهدفة، وهناك بعض الخصائص للتحقق من الدراسات على سبيل المثال لا الحصر:

  • أن تكون مجموعات المقارنة متطابقة جيدًا: أن يتم التطابق بين المشاركين الذي يتلقون العلاج الجديد وبين الذين لا يتلقون أي تدخل أو تدخل عادي في العمر والتوزيع بين الجنسين والتشخيص ومستوى الأداء وأي متغيرات أخرى قد تكون مربكة
  • التعيين العشوائي للمشاركين في مجموعات المقارنة
  • التخطيط قبل وبعد الاختبار: يتم قياس الأداء في اختبار معين قبل وبعد التدخل لقياس التغيير
  • استخدام عينات متماثلة: وهذا يعني أن الدراسة التي تختبر التدخلات للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ممن لديهم معدل ذكاء متوسط لا ينبغي أن تستخدم عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في سن المدرسة والذين لديهم تشخيص إعاقة عقلية
  • عدم ذكر التفاصيل للأفراد المشاركين في الاختبار: يجب على الباحثين والمشاركين ألا يعرفوا التفاصيل من أجل منع التحيزات أثناء جمع البيانات 
  • استخدام نماذج كبيرة بشكل مناسب بناءً على الأبحاث السابقة والتحليل الإحصائي

فيما يلي نظرة عامة على التدخلات العلاجية الغير قائمة على الأدلة والتي تم تداولها:

العلاجات الطبية الحيوية 

الإستخلاب (Chelation): لا يوجد أي دليل يدعم عملية الإستخلاب كعلاج بديل آمن لأن اضطراب طيف التوحد لا يحدث بسبب التسمم بالمعادن وفي عام (2005) توفي طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد بسبب تطبيق هذا التدخل العلاجي عليه وذلك لأن ارتبط عامل الاستخلاب بالكالسيوم في جسمه وتسبب في توقف قلبه، لم تُعلن أي ورقة منشورة في المجلة الخاضعة لمراجعة الأبحاث عن وجود مستويات غير طبيعية من الزئبق لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، وعلاوة على ذلك فإن أعراض التسمم بالزئبق تختلف عن أعراض اضطراب طيف التوحد، مما يجعل هذا التدخل العلاجي غير عملي لمعالجة الأعراض

العلاج بـ لابرون (Lupron): هو دواء مثبط لهرمون التستوستيرون يستخدم في علاج البلوغ المبكر (وهو أمر نادر) وسرطان البروستاتا وغيرها من الحالات ويعتمد استخدامه في علاج اضطراب طيف التوحد على فرضية مفادها أن هرمون التستوستيرون يزيد من التأثيرات السامة للزئبق، لا يوجد دليل على أن لابرون آمن او فعال لعلاج اضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون له آثار جانبية ضارة بما في ذلك الطفح الجلدي، وصعوبة التنفس أو البلع والخدر والوخز ومواجهة صعوبة أثناء التبول ووجود دم في البول وألم في العظام وألم في المنطقة الحساسة لدى الذكور وهشاشة العظام

العلاج بالأكسجين (HBOT): أثبت العلاج بالأكسجين فعاليته في علاج الغرغرينا والتسمم بأول أكسيد الكربون والعديد من الحالات الأخرى المرتبطة بالأكسجين في الدم، ولكن لا يوجد أي دليل يؤكد أنه يعالج اضطراب طيف التوحد باعتباره نقص الأكسجين في الدم، حيث فشلت الأدلة أيضًا في إثبات أن العلاج بالأكسجين باعتباره آمنًا أو فعالًا لعلاج اضطراب طيف التوحد، علاوة على ذلك إن اختلاف انواع المعدات الخاصة بالاكسجين تحمل نفس الفوائد سواء كانت هذه المعدات أقل تكلفة أو لا 

النظام الغذائي الخالي من الغلوتين والكازين (GFCF): أولئك الذين يروجون للوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين (البروتين الموجود في منتجات القمح والجاودار والشعير) والكازين (البروتين الموجود في منتجات الألبان) يزعمون أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم “أمعاء مسربة” تسمح بتناول المواد الأفيونية للإنتقال إلى مجرى الدم ومن ثم الإنتقال إلى الدماغ ويسبب ذلك بظهور سلوكيات، لا يوجد دليل على هذا الادعاء وقد وجدت الدراسات أنه بالمقارنة مع الأطفال الذين ينمون بشكل طبيعي فإن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لا يوجد لديهم المزيد من المواد الأفيونية في دمائهم، علاوة على ذلك وجد أن الأطفال الذين يتبعون نظام GFCF تكون عظامهم خفيفة مما قد يؤدي إلى هشاشة العظام، أشارت دراسة واسعة النطاق متعلقة بسلامة وفعالية نظام GFCF الغذائي إلى أن الأطفال الذين اتبعوا النظام الغذائي لديهم نتائج مماثلة لأولئك الذين لم يتبعوا النظام الغذائي

الخلايا الجذعية: إن العلاج بالخلايا الجذعية لاضطراب طيف التوحد غير قانوني في الولايات المتحدة، لكن هذا لم يمنع البعض من دول اخرى تقديمه كعلاج لاضطراب طيف التوحد، لا يوجد دليل على أن العلاج آمن أو فعال لاضطراب طيف التوحد، ولا يوجد ضمان بأن الخلايا الجذعية المستخدمة في هذه البلدان هي خلايا بشرية

حقن سيكريتين: سيكريتين هو هرمون يتحكم في عملية الهضم، يتم تحضيره حاليًا من الخنازير وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام جرعة واحدة من السيكريتين عند وجود مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القرحة أو ضعف وظيفة البنكرياس لدى البالغين، لكنها لم توافق رسميًا على اضطراب طيف التوحد، لا توجد بيانات حول سلامة أو فعالية الجرعات المتكررة من السيكرتين أو استخدامه لدى الأطفال، ذكرت المعاهد الوطنية لصحة الطفل والتنمية البشرية أن فعالية السيكرتين في علاج اضطراب طيف التوحد غير معلومة حاليًا

مضادات الفطريات: يعتقد بعض الأشخاص أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء تسبب اضطراب طيف التوحد، وبما أن الأدوية المضادة للفطريات يمكنها القضاء على البكتيريا، فإنهم يعتقدون أنها تعالج  اضطراب طيف التوحد في نفس الوقت، لا يوجد أي دليل علمي أن مضادات الفطريات تعالج اضطراب طيف التوحد، والأهم من ذلك أن علاج الأطفال بمضادات الفطريات قد يكون ضارًا ومن الآثار الجانبية المحتملة: الحكة والتهيج والحرقان والإسهال وآلام المعدة والطفح الجلدي، يتم امتصاص بعض العلاجات المضادة للفطريات، بما في ذلك ديفلوكان وسبورانوكس ولاميسيل ونيزورال في الجسم ويمكن أن تعيق عمل الكبد بمرور الوقت

المكملات الغذائية: من المهم الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن ولتحقيق هذا الهدف قد يوصي الأطباء بالمكملات الغذائية للأطفال بشكل عام بما فيهم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ومع ذلك قد يؤدي تناول المكملات الغذائية إلى ظهور مشكلة عندما يتم تناوله بشكل خاطئ في محاولة لعلاج أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، لا يوجد دليل علمي يشير إلى أن مكملات الغذائية يمكن أن تعالج اضطراب طيف التوحد، قد يكون تناول المكملات الغذائية دون استشارة الأطباء أمرًا خطيرًا، بعض المكملات الغذائية (مثل فيتامين أ) يمكن أن تكون سامة عند تناولها بجرعات عالية لفترات طويلة والبعض الآخر قد لا يحتوي على ما يدعونه

حليب الإبل: يقال أن حليب الإبل الطازج يعالج اضطراب طيف التوحد ويعالج الأعراض مثل تحسين التواصل البصري والمهارات الحركية وتقليل الالتهابات، على الرغم من أنه قد يكون مغذيًا إلا أنه لا يوجد بحث علمي يؤكد بأن حليب الإبل الطازج هو “علاج شامل” لاضطراب طيف التوحد

الماريجوانا: الماريجوانا مخدر غير مشروع ولا يدعم استخدامه في علاج  الأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد طبيًا ولا علميًا، تشمل الآثار الجانبية قصيرة المدى لهذا التدخل : ضعف في المهارات الادراكية، كما أن ارتبط استخدام الماريجوانا على المدى الطويل بانخفاض قدرات التعلم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالتدخين وانخفاض الدافع، وهناك دراسات جارية على مكونات كيميائية محددة تسمى القنب تساهم في علاج الصرع

لصقة النيكوتين: كشفت الدراسات البحثية عن وجود خلل في مستقبلات الأسيتيل كولين النيكوتين في أدمغة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وافترض بعض العلماء أن الأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد يمكن أن تكون بسبب هذا الخلل وتشير بعض النتائج على وجه التحديد إلى وجود نقص في هذه المستقبلات، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن عند تحفيز هذه المستقبلات أو زيادتها يمكن أن تقضي على أعراض اضطراب طيف التوحد. يعتقد مؤيدو هذا التدخل العلاجي أن النيكوتين الذي يتم إطلاقه في الجسم من اللصقة ينشط المستقبلات وينظمها وبالتالي يقلل من أعراض اضطراب طيف التوحد، على الرغم من وجود أساس منطقي يستند إلى نتائج علمية، لكن تطبيق هذا التدخل غير قائم على الأدلة ولم تثبت أي تجارب سريرية أن لصقات النيكوتين آمنة أو فعالة في علاج اضطراب طيف التوحد، ومن الآثار الجانبية الشائعة التي تم الإبلاغ عنها في الدراسات السريرية التي تقيم سلامة وفعالية هذا التدخل: تهيج الجلد ومشاكل في النوم بما في ذلك الأرق والكوابيس والصداع وعسر الهضم والعصبية

استخدام المبيض: يتم إعطاء الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مبيض مخفف عن طريق الفم أو من خلال حقنة شرجية وذلك من أجل محاولة علاج أعراض اضطراب طيف التوحد، يتم إعطاء جرعات المبيض بشكل مستمر وذلك بتوصية مؤيدو هذا العلاج بأن يشربون الأطفال خليط المبيض ما يصل إلى ثماني مرات في اليوم أو أن يحصلوا على حقنة شرجية حتى ثلاث مرات في الأسبوع، إن الأساس المنطقي للعلاج هو القضاء على البكتيريا والطفيليات والخميرة والمعادن الثقيلة وبالتالي القضاء على أعراض اضطراب طيف التوحد، لقد تم استنكار هذا التدخل العلاجي على نطاق واسع بسبب الضرر الذي يمكن أن يسببه مثل: حمى شديدة وإسهال وقيء ومضاعفات أخرى، بالإضافة إلى افتقاره الكامل إلى الأساس العلمي

التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS): هو إجراء يتم فيه استخدام تقنيات مغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ لتعزيز أو تقليل وظائف معينة، ويستخدم TMS حاليا لعلاج الأمراض النفسية بما في ذلك الاكتئاب والفصام. تشمل الآثار الجانبية قصيرة المدى الأكثر شيوعًا الصداع وعدم الراحة في فروة الرأس، يعد TMS جديدًا نسبيًا لذا فإن الآثار الجانبية طويلة المدى إن وجدت غير معروفة، التحقق حول فعالية هذا التدخل في علاج اضطراب طيف التوحد جاري حاليًا ، ولكن حتى الآن لا يوجد أي دليل يؤكد على فعاليته 

 

المرجع: 

https://autismsciencefoundation.org/beware-of-non-evidence-based-treatments/