قناع أو إخفاء اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. أشواق العنزي
هل سمعت من قبل عن قناع أو إخفاء اضطراب طيف التوحد (Autism masking)
ما المقصود بالقناع أو التمويه؟
يعني إخفاء أو تمويه أجزاء من الذات من أجل التوافق بشكل أفضل مع من حولك، في بعض الأحيان قد يكون من الممتع إخفاء هويتك والتظاهر بأنك شخص آخر، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد فإن الإخفاء هو مهارة حياتية يطورونها للاندماج مع أقرانهم لضمان عدم ملاحظة خصائص اضطراب طيف التوحد لديهم. ولسوء الحظ عندما يصبح الإخفاء جزءًا من الروتين اليومي وهو أمر يشعر الأشخاص المشخصين باضطراب طيف التوحد أنه يجب عليهم الحفاظ عليه نظرًا لأن معاييرهم الاجتماعية تختلف عن الآخرين ممن حولهم، فإنهم غالًبا ما يواجهون ضغطًا أكبر لإخفاء أنفسهم الحقيقية والتوافق مع تلك الثقافة مع الأشخاص العاديين، وفي أكثر الأحيان عليهم قضاء حياتهم كلها في إخفاء سمات اضطراب طيف التوحد ومحاولة التكيف، وعلى الرغم من أن احتمالات الظهور كالآخرين ليست في صالحهم دائما كما أن ذلك يأتي بمشاكل كبيرة بالنسبة لهم، فهي غالبًا ما تكون الاستراتيجية الأكثر رسوخا وضررًا على صحتهم ورفاهيتهم وذلك لأن الإخفاء أو التمويه قد ينطوي على قمع بعض السلوكيات التي تكون مهدئة والتي يعتقد الآخرون أنها سلوكيات غريبة عند المشخصين باضطراب طيف التوحد كالسلوكيات النمطية المتكررة أو الاهتمامات المقيدة.
ما هو إخفاء اضطراب طيف التوحد؟
يستخدم مصطلح (إخفاء اضطراب طيف التوحد) لوصف السلوكيات التي يستخدمها الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد لقمع أو إخفاء الخصائص المميزة للاضطراب. يمكن أن يعني أيضًا تقليد أو عكس سلوك الأشخاص وتطوير محادثات ولغة تعمل في المواقف الاجتماعية.
بعض الأمثلة على إخفاء اضطراب طيف التوحد
- قد يحاول الشخص البالغ الذي لديه حساسية للصوت تجنب الاستجابة للضوضاء العالية.
- قد يحاول الطفل الذي ينخرط عادة في سلوكيات نمطية مثل لعق يديه أو التأرجح ذهابًا وإيابًا أن يوقف تلك الحركات.
- قد يتظاهر الشخص الذي يكافح لفهم اللغة بأن يتابع المحادثة.
حيث أن في كل حالة يكون الهدف من الإخفاء هو تجنب الحكم عليهم من قبل الآخرين على أنهم مختلفون، وقد يكون الإخفاء نتيجة طبيعية لبعض التدخلات مثل نهج تحليل السلوك التطبيقي (ABA) والذي يهدف إلى مساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تحسين وظائف السلوك لديهم.
الحالات الأكثر شيوعا لإخفاء اضطراب طيف التوحد
في وقت أو آخر، يسعى الجميع تقريبًا لكسب القبول وتلبية التوقعات الاجتماعية، بالنسبة للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد يمكن أن يكون هذا الضغط أكثر حدة لأنهم يشعرون بالفعل أن لديهم عجزا.
من هم الأكثر احتمالاً لإخفاء سمات اضطراب طيف التوحد ؟
- الأشخاص الذين يقعون في الطرف المعتدل من الطيف ويحتاجون إلى القليل من الدعم (درجة الاضطراب بسيط).
- إناث ذوات اضطراب طيف التوحد.
- المراهقون والشباب من ذوي اضطراب طيف التوحد.
- الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد الذين تعرضوا للتنمر أو عانوا من الرفض الاجتماعي.
- الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يسعون جاهدين لتحقيق هدف معين أو الحصول على شيء ما، مثل الحصول على وظيفة أو الرغبة في حضور الحفلات.
سلبيات إخفاء اضطراب طيف التوحد
يمكن أن يساعد إخفاء اضطراب طيف التوحد الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد على التوافق مع أقرانهم في المدرسة والعمل على المدى القصير، كما يمكن أن يساعدهم على اكتساب القبول الاجتماعي وتعزيز الثقة بالنفس بشكل أكبر، ولكن إذا أصبح الإخفاء جزءًا من الروتين اليومي للشخص فقد يخلق مشاكل جديدة، بما في ذلك:
- التشخيص المتأخر: يمكن أن يؤدي قمع بعض السلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا إلى تأخر التشخيص لمجموعة فرعية من الأطفال، وخاصة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد البسيط فقط وهذا يعني أنهم لن يتلقوا الرعاية اللازمة.
- الإرهاق: “إخفاء سمات اضطراب طيف التوحد يمكن أن يكون مرهقًا عاطفيًا وعقليًا وجسديًا”، كما يقول الدكتور جونسون هوبر، عندما يستخدم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد كل طاقتهم لقمع وإخفاء ذواتهم الأصيلة، لم يتبقى شيء لإقامة روابط اجتماعية وتعلم وتفكير إبداعي وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي شدة التركيز إلى الإجهاد والتهيج والغضب والإرهاق.
- تحديات الصحة العقلية: تشير الدراسات إلى أن البالغين الذين يخفون سمات اضطراب طيف التوحد هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب، لذلك من المهم للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد أن يشعروا بالقبول من قبل العالم الخارجي وأن يتلقوا المساعدة من قبل أفراد المجتمع خاصة للأفراد الذين يخفون اضطراب طيف التوحد.
قد يكون من الصعب معرفة كيفية دعم الفرد الذي يعاني من ضغط محاولة التكيف مع عالم لم يتم إعداده لطريقة تفكيره، حتى الأفراد الذين لم يتم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد قد يجدون أنفسهم يحاولون إخفاء الاختلافات مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت (ADHD) واضطراب المعالجة الحسية وصعوبات التعلم. قول الدكتور جونسون هوبر “حتى الأفراد الذين لم يتم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد قد ينخرطون في سلوكيات الإخفاء.”.
التوعية والعلاج:
سواء تم تشخيص فرد تهتم لأمره باضطراب طيف التوحد أو بعض الاضطرابات الأخرى، يمكنك استخدام الاستراتيجيات التالية لمساعدته على التنقل بشكل أفضل في العالم الخارجي:
- إظهار القبول: تأكد من أن الفرد يعرف أنه ليس عليه إخفاء نفسه الحقيقية معك بغض النظر عن درجة اضطراب طيف التوحد لذلك من المهم أن نؤكد له أنه يستحق الحب والقبول.
- لا تأخذ نوبات الغضب على محمل شخصي: إذا عاد طفلك إلى المنزل وأصبح سريع الانفعال أو متقلبًا أو قلقًا فتذكر أن الأمر لا يتعلق بك بالضرورة، حيث أن تلبية المطالب الاجتماعية طوال اليوم هو عمل شاق ومجهد للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد.
- قم بإعداد برنامج نصي بسيط: إعداد النصوص البسيطة لكي يحفظها الطفل ذو اضطراب طيف التوحد ويقوم باستخدامها في المواقف الاجتماعية، أيضًا يجب مساعدة المراهقين ذوي اضطراب طيف التوحد على إيجاد الطرق لتقليل إخفاء اضطراب طيف التوحد من خلال إعداد النصوص الاجتماعية حتى يكون لديهم ما يقولونه في البيئات والمواقف الاجتماعية المختلفة.
- إيجاد الحلول: قد يستفيد الأطفال الذين لديهم السلوكيات النمطية المتكررة من تبني حل أو سلوك بديل مقبول اجتماعيًا. لذلك إن الأطفال الذين يتأرجحون ذهابا وإيابا يمكنهم تجربة كرسي متمايل، يقول الدكتور جونسون هوبر: “قامت إحدى الحالات وهي شابة مشخصة باضطراب طيف التوحد لإبقاء يديها مشغولتان في الحياكة”.
المرجع:
Belcher.Hannah.(2022,July 07). Autistic people and masking. National Autistic Society.
https://www.autism.org.uk/advice-and-guidance/professional-practice/autistic-masking
Henry Ford Health Staff.(2023,April 20) Autism Masking Is Common. Here ‘s How To Recognize And Offer Support. Henry Ford Health