الأسس التاريخية للتربية الخاصة
تعود جذور التربية الخاصة إلى القرن الثامن عشر والتاسع عشر في أوروبا، حيث بدأت الحركة الإصلاحية لتحسين أوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
في العصور الوسطى وحتى القرن السابع عشر، كانوا الأشخاص ذوي الإعاقة عرضة للتهميش والاستبعاد من المجتمعات. لكن مع بداية القرن الثامن عشر، ظهرت فكرة مفادها أن هؤلاء الأشخاص يستحقون التعليم والرعاية الملائمة.
قبل القرن الثامن عشر، كانت التربية الخاصة تعتبر مجالًا ناشئًا وغير متطور في كثير من الثقافات والمجتمعات حول العالم. لم يكن هناك وعي كافٍ حيال حقوق واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وبالتالي لم يتم تقديم الدعم والرعاية اللازمة لهم.
في تلك الفترة، كان الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون من أحكام وتمييز اجتماعي ضدّهم، حيث كانوا يعتبرون تحديًا للمجتمع ومصدرًا للخزي والعار على أسرهم. لم يتلقَ الأطفال ذوي الإعاقة تعليمًا مناسبًا في المدارس العامة، و انتهجت العديد من الدول سياسة “إخفاء” هؤلاء الأطفال عن المجتمع من خلال إيوائهم في مؤسسات الإيواء.
في القرن الثامن عشر، الذي عرف أيضاً بعصر التنوير ، بدأت تظهر أفكار وآراء مختلفة وجديدة كان لها دور في تغيير النظرة لذوي الإعاقة في الحقب الزمنية القادمة .
بدأ الاهتمام بتشكيل توجهات تربية الأشخاص ذوي الإعاقة على نطاق أوسع، وتوسع انتشار العديد من المدارس الخاصة التي تهتم بتعليم الأطفال ذوي الإعاقة. بدأت أيضًا المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية في العمل على توعية المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين حياتهم.
يمكن القول إن التربية الخاصة في القرن الثامن عشر لا تزال في طور التأسيس وتطور، وكانت بدايات جهود تحسين ظروف حياة الأشخاص ذوي الإعاقة. وبالرغم من أنها لم تكن متطورة كما هي عليه اليوم، فإنها فتحت الأبواب أمام توسع توجهات التربية الخاصة وتقديم الدعم والرعاية اللازمة لهؤلاء الأشخاص.
في القرن التاسع عشر، ظهرت قوانين وتشريعات تحمي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتكفل لهم فرص الحصول على التعليم والرعاية المناسبة. أصبح من الواضح أن هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى مدارس خاصة تتناسب مع احتياجاتهم الفردية، بدلاً من الاندماج في المدارس العامة.
ظهرت أيضًا حركات وجمعيات تعمل على تعزيز التربية الخاصة ونشر الوعي حول حقوق الأفراد ذوي الإعاقة
في القرن العشرين، شهدت التربية الخاصة تطورًا هائلاً وتحولًا جذريًا. كان هذا القرن عصرًا من التقدم في مجال التعليم وفهمنا لاحتياجات الطلاب ذوي الإعاقة. تم بناء أسس جديدة لتوفير التعليم الشامل والمتكامل لهؤلاء الطلاب، وتم تأسيس العديد من البرامج والمنظمات التي سعت لتحقيق هذا الهدف النبيل.
تزايد الوعي بأهمية التربية الخاصة في القرن العشرين دفع الحكومات والمؤسسات التعليمية إلى توفير المزيد من الموارد والتدريب للمعلمين والأخصائيين لتلبية احتياجات طلاب التربية الخاصة. تم توفير برامج تدريبية متخصصة للمعلمين لتعلم كيفية التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة وتطوير المناهج الدراسية التي تلبي احتياجاتهم المحددة.
بدأ تاريخ التربية الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة زاد بشكل كبير مما يستلزم توفير خدمات متنوعة، أيضًا زيادة الوعي والاهتمام بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
في هذا الوقت، بدأت المدارس العامة في توفير خدمات للطلاب ذوي الإعاقة، و تم تأسيس البرامج المخصصة والفصول الخاصة لهؤلاء الطلاب في المدارس العامة.
كانت التربية الخاصة هدفاَ للانتقادات وإثارة للجدل ومن أهم القضايا التي كانت محل انتقاد وجدل في القرن العشرين :
- نظم التصنيف والمسميات التشخيصية
- التمثيل الغير العادل للأقليات في برامج التربية الخاصة
- التعليم في المدارس والصفوف الخاصة
- عدم فعالية البرامج والأساليب المستخدمة
- طرق تشخيص فئات الإعاقة
بعض من الأسماء المهمة والناشطة في تاريخ التربية الخاصة
دوروثيا ديكس | ناشطة أمريكية كان أول من دافعت عن حقوق ذوي الإعاقة العقلية والنفسية وأسست أول سلسلة من دور الرعاية لهم |
ألفريد بينيه | عالم النفس الفرنسي الذي وضع أول اختبار فردي للذكاء |
بيدرو بونسي | الإسباني الذي يعد أول معلم للصم في التاريخ |
شارلز ميشل | الفرنسي الذي أسس أول مدرسة لتعليم ذوي الإعاقة |
لويس بريل | الفرنسي الذي اخترع نظام بريل للقراءة والكتابة للمكفوفين |
ماريا منتسوري | الطبيبة والمربية الإيطالية التي طورت المنحنى التعليمي الذي مازال يعرف في العالم كله باسمها |
فالنتين هوي | الفرنسي الذي أسس أول مدرسة للمكفوفين في العالم |
ثوماس هوبكنز | الأمريكي الذي أسس أول مدرسة للصم في أمريكا |
المرجع :
الخطيب ، جمال أحمد (2013م ) . أسس التربية الخاصة . الدمام : مكتبة المتنبي