تنمية التواصل البصري لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. أشواق العنزي
تعتبر القدرة على التواصل البصري أمراً بديهياً لدى معظم الأطفال ولكن بالنسبة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، قد يكون التواصل البصري في المواقف الاجتماعية تحديًا صعبًا. في هذا المقال، سنستعرض الاستراتيجيات الفعَالة لزيادة التواصل البصري لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، من خلال تبني استراتيجيات متنوعة.
استغلال أوقات تناول الطعام: يُعَدّ وقت تناول وجبات الطعام فرصة مثالية لتعزيز التواصل البصري. حينما يصل نمو عين الطفل وتطور تواصله، يمكنك استخدام ملعقة الطعام لجذب انتباهه، ورفع الملعقة باتجاه مسافة بين عينيك وعينيه، ثم ابتسم له وشاركه اللعب أثناء توجيه الملعقة نحو فمه. فيما يتعلق بالأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة، حاول أن تنتظر حتى تلتقي عينيك بعينيه قبل أن تقدم له الطعام أو تعطيه الكوب.
اللعب كوسيلة لتعزيز التواصل: استخدم الألعاب لزيادة التواصل البصري لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد. قم بتغطية وجهك بيديك ثم أبعدهما بلطف وانظر إلى عينيه وقم بإصدار بعض الأصوات مثل “بو” أو “peek-a-boo”، مع ابتسامة عريضة، أو قم بدغدغة وعناق الطفل وشجعه على التفاعل بالتواصل البصري.
اللعب في الأماكن العامة: يمكن للوالدين الاستفادة من الفرص المتواجدة في الأماكن العامة لتعزيز التواصل البصري، مثل الأرجوحة والمسبح. لذلك قم بالتواصل البصري مع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد عندما تمسكه للقفز في المسبح أو عندما يلعب وأنت تدفعه على الأرجوحة. أيضًا، يمكن للوالدين التفاعل بالتواصل البصري أثناء نفخ فقاعات الصابون.
تعزيز التواصل خلال المحادثات: استخدم استراتيجيات جذب الانتباه أثناء المحادثات مع طفلك، مثل ناديه باسمه وانتظر لحظة حتى يلتفت إليك. إذا كان غائباً في لعبه، اقترب منه برفق وضع يديك فوقه لكسر تركيزه، ثم ناده باسمه مرة أخرى وانتظر حتى يتفاعل بالتواصل البصري.
تشجيع التواصل البصري لدى الأطفال الناطقين من ذوي اضطراب طيف التوحد: يمكن للوالدين تشجيعهم على التواصل البصري خلال المحادثات. قم بتدريبهم على التواصل البصري أثناء تعلمهم الكلمات والعبارات الأساسية مثل “مرحبا”، “شكراً”، “من فضلك”، واستخدم التواصل البصري لتعزيز المفهوم.
تحفيز التواصل البصري خلال طلباتهم: عندما يطلب طفلك شيئاً، انتظر حتى ينظر إليك قبل أن تلبي طلبه. احمل اللعبة أو الطعام أمام عينيك، وعندما يتوجه بنظره نحوهما، قدمه له واستمر في تعزيز التواصل البصري.
القدوة: تجسد القدوة الأهمية الكبيرة للتواصل البصري. لذلك يجب على الوالدين ومقدمي الخدمة والمعلمين أن يكونوا نموذجًا للتواصل البصري أثناء التحدث مع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد. يجب استخدام التواصل البصري حتى عند الانشغال باستخدام الهاتف أو الكمبيوتر المحمول.
مساعدة الطفل على التواصل: عندما يفشل الطفل ذو اضطراب طيف التوحد في التواصل البصري في الوقت المناسب، يمكن تشجيعه من خلال لمس ذقنه بلطف، أو الإشارة إلى عينيك، أو حمل شيء مفضل له أمام عينيك. يمكن أيضًا استخدام عبارات مثل “وين عيني” أو “انظر إلي” لتذكيره بأهمية التواصل البصري.
كما يمكن مساعدة الأطفال الأكبر سنا من ذوي اضطراب طيف التوحد على التواصل البصري باستخدام طرق مختلفة لتعزيز التواصل البصري لديهم. على سبيل المثال، إذا قال الطفل شيئًا وأبعد نظره عنك، يمكنك أن تخبره بأن صوته منخفض قليلًا، مما يشجعه على التواصل معك بالعين أثناء الحديث.
تحفيز التواصل البصري من خلال التعزيز: يمكن تعزيز التواصل البصري بشكل إيجابي من خلال استخدام الإيماءات والعبارات الداعمة. يمكن أن تتضمن هذه العبارات عبارات مثل “أحب النظرة التي تقدمها عندما نتحدث” أو “أنت تبدو رائعًا عندما تنظر إلي”، مما يعزز شعور الطفل ذو اضطراب طيف التوحد بالاهتمام والتقدير.
التمرين اليومي: يجب ممارسة التواصل البصري مع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يوميًا في مختلف المواقف. على الرغم من أنه قد يكون التواصل البصري صعبًا في البداية، إلا أن التمارين المستمرة ستساهم في تحسين هذه القدرة بمرور الوقت.
التواصل البصري خلال التفاعلات الاجتماعية: يمكن أن يكون التواصل البصري أمرًا مهمًا في بناء العلاقات الاجتماعية. من خلال تشجيع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد على استخدام التواصل البصري خلال التفاعلات الاجتماعية، ستساعده على تجنب الإحراج والعزلة وتحقيق نجاح في اللقاءات الاجتماعية المختلفة.
في الختام، يمثل التواصل البصري عنصرًا أساسيًا في تطوير وتحسين مهارات التواصل لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. من خلال الاستراتيجيات المذكورة أعلاه ومن خلال الصبر والتشجيع المستمر، يمكن للوالدين تعزيز التواصل البصري لدى الأطفال ومساعدتهم على تحقيق التواصل الناجح في مختلف مجالات حياتهم.
المرجع