دمج الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد في الفصول الدراسية الشاملة
إن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي ينطوي على تحديات في مجال التفاعل الاجتماعي والكلام والتواصل الغير اللفظي والسلوكيات المقيدة المتكررة، وصعوبة الانتقال من نشاط لآخر.
في عام 1975 تم وضع قانون التعليم لجميع الأطفال المعاقين. حيث تمت إعادة تسمية القانون في عام 1990 إلى قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة (Individuals with Disabilities Education Act (IDEA. هذا القانون غير منظومة تعليم الأفراد ذوي الإعاقة في الولايات المتحدة لأنه ضمن لهم حق التعليم في المدارس العامة بما في ذلك الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد في الفصول الدراسية الشاملة.
ما هي الفصول الدراسية الشاملة؟
يمكن أن يمثل اضطراب طيف التوحد تحديًا في الفصول الدراسية الشاملة للطلاب والمعلمين. حيث تم حل هذه المشكلة في الماضي من خلال فصل الطلاب ذوي الإعاقة في الفصول الدراسية الخاصة بهم. ومع ظهور قانون (IDEA) عام 1975 بدأت المدارس في دمج الطلاب ذوي الإعاقة بما في ذلك في الفصول الدراسية الشاملة.
في الفصول الدراسية الشاملة قد يحصل الطلاب ذوي الإعاقة على وقت تعليمي أطول، و يقل عدد مرات الغياب عن المدرسة وقد يحققون نتائج أفضل ما بعد المرحلة الثانوية بما في ذلك الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال توفير الفرص لتكوين العلاقات مع أقرانهم، حيث أنه قد يقضي الطلاب ذوي الإعاقة 80% أو أكثر من وقتهم الدراسي في الفصول الدراسية الشاملة.
معلمي الفصول الدراسية الشاملة
يجب على معلمي التعليم العام خلق البيئة الآمنة حتى يتمكن جميع الطلاب من التعلم، كما يجب أن يكونوا على دراية تامة لاحتياجات الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من حيث الاحتياجات الأكاديمية، الاجتماعية، العاطفية. على سبيل المثال، يتطلب على معلمي التعليم العام في الفصول الدراسية الشاملة تصميم الخطط والتعليمات بما يتناسب مع احتياجات الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والتأكد أيضًا من أن جميع الطلاب يمكنهم الاستفادة منها لذلك يجب وضع الخطة التعليمية الفردية مع أعضاء الفريق التعليمي في المدرسة.
التغييرات في الفصول الدراسية الشاملة
قد تشمل التغييرات المادية في الفصول الدراسية الشاملة ما يلي:
- تغيير الإضاءة من خلال زيادة أو خفض مستويات الإضاءة أو السماح للطلاب بارتداء النظارات الشمسية.
- يمكن الحد من الضوضاء المحيطة والصاخبة من خلال وضع السجاد والوسائد، وتوفير سدادات الأذن أو سماعات الرأس للتقليل من الضوضاء.
- توفير أنواع مختلفة من المقاعد، مثل الكراسي الهزازة أو مقاعد البين باج أو وسائد للمقاعد.
في الجانب الاجتماعي، إن غالبًا ما يحتاج المعلمين إلى تغيير جوانب إدارة الفصل الدراسي للطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد
- قد يعمل الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل جيد مع القوانين الصفية في الفصل الدراسي.
- قد يحتاج الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد إلى الراحة قبل الانضمام مرة أخرى إلى الأنشطة الصفية.
- قد ينخرط بعض الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد في السلوكيات النمطية التكرارية من أجل تهدئة أنفسهم. مثل، رفرفة اليدين أو الكتابة على الورق. لذلك يجب أن يكون لدى المعلمين المعرفة الكفاية لهذه السلوكيات والسماح بها من أجل خلق البيئة الآمنة للطلاب واستبدال هذه السلوكيات بالسلوكيات المناسبة وذلك للتعبير عن أنفسهم في الفصل الدراسي.
- في بعض الحالات قد تشمل التغييرات السلوكية في الصف الدراسي بأكمله. مثل، إذا كان صوت التصفيق عالي بالنسبة لبعض الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد في هذه الحالة يمكن للمعلم أن يوجه الطلاب للتعبير عن التقدير بطريقة أخرى.
يجب على المعلمين أخذ الاحتياجات الأساسية والمشاكل الحسية لدى الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد لضمان مشاركة جميع الطلاب وإظهار أفضل ما لديهم في الفصل الدراسي.
طلاب التعليم العام في الفصول الدراسية الشاملة
لا يذكر قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة إلا القليل عن كيفية تأثير سلوك الطالب ذو اضطراب طيف التوحد على زملائه في الفصل الدراسي.
على الرغم من أن المخاوف من أن الفصول الدراسية الشاملة يمكن أن تتداخل مع تعلم الطلاب ذوي النمو الاعتيادي، حيث أن الأبحاث المحدودة حول هذا الموضوع ليست دقيقة. لذلك قد يستفيد الطلاب ذوي اضطراب التوحد من الطلاب ذوي النمو الاعتيادي خاصة في المهارات الاجتماعية حيث أظهرت الدراسات أن الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد قد يكتسبون المهارات الاجتماعية والفهم والقبول في الفصول الدراسية الشاملة، و لكن الأمر سيتطلب المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت الفوائد التي تعود على الطلاب تفوق السلبيات المحتملة.
المرجع
How Autism Affects the Inclusive Classroom – Lamar University Online
