سلوكيات الهروب أثناء المهام لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد
الكاتبة: إيمي سبيل ماجستير تحليل السلوك التطبيقي
ترجمة: أ. لجين بن جديد
قد يواجه الوالدين والمعلمين تحديات في السلوكيات غير المرغوب فيها ومن التحديات الأكثر شيوعًا ألا وهي سلوك الهروب لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. عادة ما يسمع محللي السلوك عبارات مثل:” طفلي يتذمر ويقوم بالرفض باستمرار عندما أطلب منه شيئًا” لا سيما المعلمين ” أتمنى أن يتبع الطالب التعليمات من المرة الأولى”. إن سلوك الهروب لا يسبب التحدي والعرقلة للإدارة فحسب، بل قد يكون من الصعب أيضًا التغلب على السلوك بدون التدخل والدعم المناسب.
ما هو سلوك الهروب في تحليل السلوك التطبيقي؟
في تحليل السلوك التطبيقي نشير إلى سلوك الهروب وهو الهروب من الحدث الغير مرغوب أو تجنبه أو تأجيله. وقد تشمل وظيفة سلوك الهروب في إيقاف الطلب أو المهمة، ولكن قد تعمل الاستجابة على منع حدوث الهروب ولكن بمرور الوقت قد يستمر السلوك وذلك لفاعليته في الهروب من الحدث الغير مرغوب أو تجنب الأشياء غير المحببة في البيئة.
السلوكيات التي تحافظ على سلوك الهروب
إن سلوكيات الهروب قد تأتي في جميع الطرق. حيث أن ما قد يستخدمه الطفل لتجنب العمل يمكن أن يعتمد على البيئة أو نوع المهمة أو مقدار الجهد المطلوب.
بعض الأمثلة على كيفية ظهور سلوكيات الهروب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
- الهروب عندما يدعو المعلم الطالب للاصطفاف أثناء الملعب
- دفع الطعام أو رميه على الأرض أثناء تناول الطعام
- تأخير وقت النوم
- نوبة الغضب أو العدوان الجسدي عندما يحاول أحد الوالدين تمشيط شعر الطفل
- التحدث إلى صديق أثناء المهام في الصف الدراسي
- استبدال الكلمات أو تجنب العبارات في المحادثات الصعبة أو التي من الممكن أن تظهر فيها التأتأة
- التذمر من صعوبة حل المسائل الحسابية عندما يساعد أحد الوالدين الطفل في حل الواجبات المنزلية
سلوكيات الهروب واضطراب طيف التوحد
يتساءل العديد من الآباء والمعلمين، لماذا قد يعتبر الهروب من السلوكيات الشائعة جدًا بين الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد؟
في حين أن جميع الأطفال من ذوي النمو الاعتيادي قد ينخرطون في سلوكيات الهروب من وقت لآخر، إلا أن العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد لديهم معدلات أعلى لسلوكيات الهروب.
قد تظهر سلوكيات الهروب لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بسبب افتقارهم إلى المهارات اللازمة للنجاح في المواقف المعقدة.
يمكن أن تكون سلوكيات الهروب فعَالة في حصول الطفل على ما يريده بالضبط وهو الهروب ! حتى لو استغرق الأمر بضع ثوانٍ فقط لتغيير السلوك المشكل، فقد يكون ذلك كافيًا لتأخير المهمة وتحفيز الطفل على الاستمرار في استخدام السلوك المشكل كأداة للهروب.
متى يمكن أن تكون سلوكيات الهروب مشكلة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
ليست كل سلوكيات الهروب المستمرة تمثل مشكلة. قد ينخرط الأطفال من ذوي النمو الاعتيادي في بعض أشكال سلوكيات الهروب وتجنب المهام. فكر في ارتداء حزام الأمان لتجنب الإصابة، أو ارتداء النظارات الشمسية للهروب من أشعة الشمس، أو مسح الأنف بالمنديل لإنهاء الآثار غير السارة لسيلان الأنف.
إذا كانت سلوكيات الهروب المستمرة قد تأتي في جميع الطرق، فكيف يعرف الوالد أو المعلم الوقت المناسب للتدخل؟
عندما تكون سلوكيات الهروب تمنع الطفل من تعلم المهارات الجديدة، أو التفاعل اجتماعيًا مع الأصدقاء أو العائلة، أو قد تسبب ضررًا لنفسه أو للآخرين، عند عمل خطط التدخل للتقليل من سلوك الهروب يمكن النظر إلى أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم القدرة على تنبؤ و ملاحظة و وجود البالغين من حولهم، لذلك بمجرد ملاحظة سلوكيات الهروب و وضع الخطة العلاجية مبكرًا كلما كان ذلك أفضل. من خلال المتابعة المستمرة، يمكن للطفل أن يتنبأ بأن سلوكيات الهروب لن تكون فعالة حيث يمكن أن تظهر بشكل أقل.
كيفية التقليل من سلوك الهروب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
لا يوجد حل واحد أو خطة علاجية موحدة للتقليل من السلوكيات التي تحافظ على سلوك الهروب، لذلك يجب التدخل من خلال وضع الخطط العلاجية الفردية للتقليل من السلوك غير المرغوب فيه.
إن مجال تحليل السلوك التطبيقي مفيد للوالدين والمعلمين للتقليل من سلوكيات الهروب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال توفير التدخلات والاستراتيجيات المناسبة، تتضمن بعض استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي ما يلي:
توفير الوصول إلى فترات الراحة بشكل متكرر وفي أوقات منتظمة: قد يجد العديد من الوالدين والمعلمين أنفسهم بضيق من الوقت على الرغم من أنهم قد يستجيبون بشكل جيد تحت الضغط. لذلك قد يحتاج الطفل ذو اضطراب طيف التوحد إلى فترات من الراحة وبشكل متكرر ومنتظم حتى يكون التدخل فعالًا.
تعليم الطفل طلب الاستراحة أو طلب المساعدة: إذا كان الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يفتقد مهارة كيفية طلب الاستراحة أو كيفية طلب المساعدة في المهام الصعبة، فقد يستخدم السلوك غير المرغوب فيه بدلًا من ذلك. يجب على الوالدين والمعلمين تدريب وتعزيز الطفل على طلبه للاستراحة، إذا كان الطفل غير ناطق فيجب وضع الصور أمام الطفل أو استخدام الإشارات أو تسليم بطاقة “الاستراحة” أو “المساعدة” إلى أحد الوالدين أو المعلمين.
استخدم الجداول البصرية للإشارة إلى وقت الاستراحة المتاح: يمكن أن تساعد الجداول البصرية في طلب الاستراحة، أيضًا يمكن تذكير الطفل ذو اضطراب طيف التوحد بوقت القيام بالأنشطة المفضلة أو وقت التوقف عن العمل. إن معرفة فترة الاستراحة القادمة يمكن أن يقلل من احتمالية سلوك الهروب لتجنب المهام القادمة.
تقليل المهمة: في بعض الأحيان قد يكون طول أو عدد خطوات النشاط سبب الهروب أو تجنب المهام. مثال، إذا كان الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يستطيع البدء في أداء الواجب المنزلي دون وجود السلوكيات غير المرغوب فيها ولكنه يميل إلى الإحباط أكثر فأكثر مع تزايد الوقت، فقد يكون من المفيد جدًا هنا أن نقلل من مهام الواجب المنزلي مع وضع فترات الراحة بين المهام.
السماح للطفل باختيار ترتيب المهام: تعتبر استراتيجية الاختيار فعَالة مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. يمكن للوالدين والمعلمين تزويد الطفل بالجدول البصري للمهام التي يجب إكمالها والسماح لهم بترتيب المهام بالطريقة التي يفضلونها.
وضع المهام السهلة وصولًا بالمهام الأكثر تعقيدا: يمكن قياس ذلك على أن الإحماء قبل التمارين الرياضية و هو أفضل طريقة للبدء بالتمارين الشاقة حيث يمكن أن ينطبق ذلك على الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في المهارات الاجتماعية. يمكن البدء بممارسة السيناريوهات السهلة ومن ثم التدريب على المهام الأكثر تعقيدَا في المواقف الاجتماعية.
استراتيجية “أولا… ثم…..”: يمكن استخدام هذه الاستراتيجية للتقليل من سلوكيات الهروب وذلك بوضع المهمة المطلوبة ومن ثم النشاط المفضل الطفل حيث توضح هذه الاستراتيجية توقعات واضحة للطفل.
من المهم أن نلاحظ أن لكل من هذه التدخلات الإيجابيات والسلبيات. حيث يمكن أن يعتمد ذلك على سلوك الطفل والمحفزات المتواجدة في البيئة. قد يتطلب الأمر مجموعة من الاستراتيجيات للتقليل والحد من سلوكيات الهروب. إذا كان لديك أسئلة حول سلوك طفلك من ذوي اضطراب طيف التوحد فيجب استشارة أخصائي التوحد أو محلل السلوك المعتمد للحصول على التدخل والدعم المناسب.
المرجع
What are Escape Behaviors? (appliedbehavioranalysisprograms.com)