المشاكل السلوكية لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد
إن المشاكل السلوكية لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد يمكن أن تحدث بطرق يصعب التعامل معها من قبل الأخصائيين أو الوالدين أو مقدمي الرعاية. لذلك ومن المشاكل السلوكية الشائعة لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد:
- رفض أو تجاهل الطلبات المقدمة من قبل الأخصائيين أو الوالدين أو مقدمي الرعاية.
- التصرف بطرق غير مناسبة في المواقف الاجتماعية. مثل، خلع الملابس في الأماكن العامة.
- إيذاء النفس أو إيذاء الأطفال الآخرين. مثل، العض أو ضرب الرأس.
والسؤال الشائع هو “لماذا قد ينخرط الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد في المشاكل السلوكية “؟
قد ينخرط الأطفال والبالغين المشخصين بالتوحد في بعض المشاكل السلوكية لأنهم:
- يواجهون صعوبة في فهم ما يحدث من حولهم. مثل، عدم فهم ما يتحدث به الآخرين أو التحدث معهم بطريقة غير لفظية.
- الصعوبة في التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم مما قد يؤدي ذلك إلى إحباط الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد.
- القلق الزائد بسبب ما يحدث ويدور من حولهم في البيئة.
إن حدوث المشاكل السلوكية لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد قد تكون ناتجة من بعض المحفزات المحددة، منها:
الروتين
يجب أن يحدث الروتين اليومي بشكل منظم ويمكن التنبؤ به من قبل الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد. حيث يمكن أن تحدث المشاكل السلوكية بسبب عدم انتظام الروتين اليومي. مثال، من الممكن أن ينزعج الطفل عند تغيير أوقات وجبة الطعام.
الانتقالات
قد يواجه الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبة في فهم الوقت والانتقال من نشاط إلى نشاط آخر.
المشاكل الحسية
غالبًا ما يعاني الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد من بعض المشاكل الحسية مثل ضعف الاستجابة وفرط الاستجابة. مثال، ضعف الاستجابة في لمس الأسطح أو بعض الأشياء المعينة لذلك قد ينزعج الطفل ذو اضطراب التوحد إذا لم يُسمح له باللمس، وفرط الاستجابة هو الانزعاج من الضوضاء أو الأصوات العالية.
التوقعات غير الواقعية
من الممكن أن تحدث بعض المشاكل السلوكية لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد بسبب إحباطهم بالتوقعات العالية عند أداء بعض المهارات المطلوبة. مثل، ارتداء الملابس باستقلالية.
الإرهاق
إن حدوث بعض الاضطرابات المتعلقة بالنوم لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد من الممكن أن تسبب بعض من المشاكل السلوكية لذلك يجب على الوالدين ومقدمي الرعاية الاهتمام بالنوم الجيد والكافٍ.
الألم أو المرض
يمكن أن يكون هناك بعض من المشاكل الصحية التي من الممكن أن تسبب المشاكل السلوكية لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد، لذلك يجب على الوالدين ومقدمي الرعاية عند الشك بوجود بعض من المشاكل الصحية استشارة الطبيب بذلك.
حالات أخرى
قد تحدث بعض من الحالات الصحية المصاحبة لاضطراب طيف التوحد. مثل، الصرع، القلق، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. حيث من الممكن أن تسبب هذه الحالات بعض من المشاكل السلوكية، كما إن التقييم الطبي هو الأساس للتدخل المبكر في خفض المشاكل السلوكية.
كيفية خفض المشاكل السلوكية لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد
إن تغيير السلوك يتطلب العديد من الخطوات لذلك يجب على الوالدين ومقدمي الرعاية أن يعملوا على فهم السلوك المشكل والأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا السلوك. هنا بعض من الخطوات التالية للحد من المشاكل السلوكية:
الخطوة 1: تحديد السلوك المستهدف
من خلال تحديد السلوك المستهدف (السلوك المشكل) والتركيز عليه. مثال، ربما قد يصرخ الطفل لجذب انتباه الآخرين.
الخطوة 2: تحديد وظيفة السلوك المستهدف
يجب ملاحظة السلوك المستهدف (السلوك المشكل) ومتى وكيف وأين سوف يحدث هذا السلوك، من الممكن أن يحدث السلوك المشكل خلال عطلة نهاية الأسبوع. مثال:
السلوك: الصراخ على الآخرين بصوت عالي.
الزمان: 4 مساءً ، يوم الاثنين 7 يونيو.
المكان: في السيارة في الطريق للعودة من المدرسة إلى المنزل.
ما حدث قبل السلوك (السوابق): توقف الأب عند البقالة لشراء الحليب.
ما حدث بعد ذلك (النتائج): محاولة الأب لتهدئة الطفل، ومن ثم العودة إلى المنزل دون شراء الحليب.
في هذا المثال، يبدو أن المحفز هو التغيير في روتين الطفل المعتاد للعودة ما بعد المدرسة.
ملاحظة: قد يخدم السلوك المشكل أكثر من وظيفة وليس وظيفة واحدة.
الخطوة 3: القيام بإجراء التغييرات
بمجرد أن يتم التعرف على وظائف السلوك المشكل، من الممكن أن يتم العمل على بعض من هذه الخطوات التالية لإجراء التغييرات في السلوك:
- استخدام الجداول البصرية لتنظيم الروتين اليومي للطفل.
- يجب التجهيز المسبق للطفل عند التغيير للروتين اليومي. مثال، من خلال إعطاء التعليمات شفهياً أو من خلال استخدام الصور .
- إضافة القصص الاجتماعية. مثال، صورة للمدرسة ، ثم صورة للبقالة، ثم صورة إلى المنزل بقصة اجتماعية. مثل “ماما سوف تأخذك من المدرسة ، ثم سوف نذهب إلى البقالة، ثم سوف نذهب إلى المنزل”.
- التدخل بشكل تدريجي في البيئات التي من الممكن أن ينزعج الطفل فيها. مثال، الذهاب إلى السوق عندما يكون أقل ازدحاماً.
- التواصل مع الطفل بشكل واضح. مثال، عدم إعطاء أكثر من طلب واحد في نفس الوقت، استخدام اللغة أو الصور التي يفهمها الطفل.
- الطلب. مثال، تعليم الطفل كيفية طلب الاحتياجات من خلال اللغة أو من خلال الإشارة أو من خلال الصور.
- التخطيط للمواقف الصعبة. مثال، لا تفعل بعض الأشياء الجديدة عندما يكون الطفل مُتعب، أيضاً توفير الوصول إلى الألعاب المفضلة للطفل في الأماكن المزعجة له.
- تقديم المديح و الثناء بشكل فوري عندما يقوم الطفل بالسلوكيات المناسبة.
تحسين التواصل والمهارات الاجتماعية
إن تحسين التواصل والمهارات الاجتماعية قد يؤدي إلى التقليل من المشاكل السلوكية لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد، من خلال العمل على تحسينها مع الأخصائي القائم مع الطفل وتضمينها ضمن الخطة التربوية الفردية.
المرجع:
Challenging behaviour & autism: 3-18 years | Raising Children Network