التعاون بين المعلمين والأسر ومقدمي الرعاية لتعزيز نجاح الطلاب ذوي الإعاقة
ما المقصود بالتعاون؟
التعاون هو أداة فعَالة تسمح لمعلمي العام ومعلمي التربية الخاصة و المساعدين التربويين وذوي العلاقة الآخرين بالعمل معًا لتلبية احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة.
إن التعاون مهم للحفاظ على بيئات الدمج الشاملة، أي أنه لا ينبغي أن يكون معلم واحد مسؤولًا عن تقديم المعرفة للمتعلمين نظرًا لتنوع واختلاف القدرات بين الأفراد ذوي الإعاقة.
قد يعمل الطلاب مع العديد من الأشخاص داخل مبنى المدرسة لذلك قد يخلق التعاون ظروفًا آمنة للطلاب والمعلمين لمشاركة المعرفة وحل المشكلات بشكل جماعي.
تشمل الأهداف الأساسية للتعاون
تحديد الممارسات التعليمية الأكاديمية، والسلوكية، والاجتماعية الفعَالة ومشاركتها، والتأكد من أن الممارسات متسقة بين جميع مقدمي الخدمة، والتأكد من ضمان استفادة الطلاب من هذه الممارسات.
يعتمد التعاون الفعَال على التواصل الجيد وصولًا لطرق التعاون عالية الجودة منها:
- التخطيط التعاوني للدروس بين مقدمي الخدمة ( نظام الدعم متعدد المستويات).
- التعاون مع أولياء الأمور ومقدمي الرعاية لتوسيع عملية التدريس والتعلم بعد الحصص المدرسية.
- التعاون مع مقدمي الخدمات ذات الصلة للطالب وكذلك المساعدين التربويين.
سيكون التعاون ممارسة صفية حيوية عند العودة للتعلّم في الصف الدراسي لأن الطلاب سيعودون إلى المدرسة بمختلف الحاجات، بما في ذلك الحاجة الأكاديمية، والسلوكية، والاجتماعية، والعاطفية.
لتلبية هذه الاحتياجات بشكل فعَال، يجب التعاون مع معلمي الطلاب السابقين و المساعدين التربويين. لضمان بدء العام الدراسي بالشكل الصحيح مع الطلاب، كما يُنصح بتنفيذ الاجتماعات السريعة مع معلمي الطلاب السابقين.
اسأل معلمي الطلاب السابقين عن الطلاب الذين نجحوا خلال جائحة كوفيد-19، وكذلك الطلاب الذين واجهوا تحديات خلال العام الماضي، يجب أن يكون السؤال عن الاستراتيجيات الناجحة في التعلم والتي اتبعها المعلمين في السنة السابقة.
لقد ساعد أولياء الأمور ومقدمي الرعاية دورًا كبيرًا في تعليم الأطفال خلال جائحة كوفيد-19، من خلال تلبية الاحتياجات التكنولوجية، وتقديم الدعم التعليمي، والدعم الاجتماعي، والعاطفي.
يجب على المعلم أن يضع خطة للتعلم من خلال عقد المقابلات مع أولياء أمور الطلاب، ومناقشة ما تم العمل عليه في الخطة وما لم يتم العمل عليه في العام الماضي، وتضمين الطلاب في هذه المقابلة حتى تتكون لديهم الرؤية الكاملة لذلك إن التعاون المبكر ما بين أولياء الأمور والمعلمين قد يعمل على بناء العلاقات الإيجابية للعام الدراسي الجديد.
يقوم التعاون على إشراك جميع الطلاب بما في ذلك النسبة البالغة 1 من بين 5 من الطلاب المشخصين بصعوبات التعلم وتشتت الانتباه، توصلت العديد الدراسات إلى أن وجود الطلاب ذوي الإعاقة في المدارس التي تقوم على ثقافة التعاون قد يتفوقون على أقرانهم الطلاب في المدارس التي لا تقوم على ثقافة التعاون ما بين الطلاب.
حيث يمكن للتعاون أن يجمع بين المعلمين ذوي الاتجاهات والمعارف المختلفة لتلبية تنوع الأداء الدراسي. مثال، يمكن لمعلم التعليم العام العمل بالتعاون مع معلم التربية الخاصة في تعليم مهارة القراءة و تحديد الاستراتيجيات الفعَالة لدعم الطلاب للوصول إلى أقصى قدر ممكن على مستوى الصف الدراسي.
يمكن أن يكون التعاون أداة لإنشاء تجارب تعليمية متسقة يستفيد منها جميع الطلاب وخاصة الطلاب ذوي الإعاقة بتنفيذ ثابت للاستراتيجيات الفعَالة و إجراء التغييرات المناسبة لتلبية احتياجات المتعلمين في الصف الدراسي.
كيف يلبي التعاون احتياجات الطلاب في الصف الدراسي بعد جائحة كوفيد- 19؟
في هذا العام، أجرى NCLD ومعهد CERES التابع لجامعة بوسطن مسحًا لأكثر من 2400 معلم. تم سؤالهم عن كيفية تصوراتهم ومشاعرهم في العام الدراسي وكيف كانت تجاربهم مع الطلاب خلال عملية التعلم وخصوصًا مع الطلاب ذوي الإعاقة.
أفاد المعلمين ببعض الملاحظات حول الدروس المستفادة خلال الجائحة، بما في ذلك ما يريد المعلمين الاحتفاظ به للعام الدراسي القادم وما يأملون تغييره.
وجد أن التعاون هو إحدى الاستراتيجيات الرئيسية لتلبية احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة من خلال تنظيم الأوقات في الجداول مثل التقييم الشامل وتحديد نقاط القوة لدى الطلاب ذوي الإعاقة التي يمكن توظيفها في البيئات المختلفة، حيث تعتبر أوقات التعاون فرصة لتحديد احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة والتأكد من تطبيق التدخلات الصحيحة.
مهارات التعاون الفعَال:
التعاون الفعَال ليس مجرد الحصول على الوقت والمكان المناسب للتعاون بين الطلاب ذوي الإعاقة والزملاء في الصف الدراسي. لذلك قم بالتفكير في كيفية تهيئة الطلاب ذوي الإعاقة للتعاون الفعَال بين الزملاء في الصف الدراسي.
يجب على المعلم تحديد ما هو مطلوب مسبقًا من الطلاب، وتدريس المهارات الأساسية بشكل واضح من خلال تضمين النمذجة والتعزيز، قد لا نحتاج إلى مستوى دعم مكثف ولكن هناك مهارات يجب علينا استخدامها لتحقيق أقصى قدر ممكن من التعاون الفعَال.
فيما يلي بعض من الاقتراحات لتحسين الاجتماعات و تسهيل مشاركة المعلم فيها:
المهارات | الخطوات |
الاستعداد |
|
الاستماع الفعال | -كُن حاضرًا وافتح المساحة للتركيز على جدول الاجتماع وأهدافه. – استمع بانتباه للآخرين ودعهم ينهون أفكارهم بكاملها، واستمر في طرح الأسئلة للوصول إلى فهم أكبر للموضوع. – إيقاف تشغيل الهواتف المحمولة. |
التلخيص |
|
الاستفسار |
|
إيصال الأفكار |
|
التكامل |
|
التعاطف |
|
ضع في اعتبارك أن هذه الممارسات قد تمتد أيضًا إلى العمل بشكل تعاوني مع أولياء الأمور ومقدمي الرعاية، حيث يمكن أن يساعد التعاون الفعَال في الاستفادة من معرفة اهتماماتهم وثقافة أولياء الأمور. كما رأينا خلال جائحة كوفيد-19، قد يلعب أولياء الأمور دورًا رئيسيًا في دعم تعليم الطلاب، لذلك يجب علينا التعاون مع أولياء الأمور لمساعدة الطلاب وضمان تحقيق أقصى قدر ممكن من نجاح جميع الطلاب في الصف الدراسي.
التعاون ومراقبة التقدم الفعَال
في المدارس التي تطبق نظام الدعم متعدد المستويات قد يرتبط التعاون في مراقبة التقدم، لذلك يجب على المعلمين عدم العمل على انفراد، و من المهم توزيع فرص حل المشكلات بين معلمي العام ومعلمي التربية الخاصة والمساعدين التربويين لتحسين نتائج الطلاب.
بما أننا نتطلع إلى العام الدراسي الجديد، فإننا نعلم أن الطلاب سيعودون بحاجات وقدرات مختلفة لذلك يجب على المعلمين بناء علاقات جيدة في بداية العام الدراسي مع الطلاب وإجراء التقييمات التشخيصية، مثل التقييم الشامل لجميع المهارات، و معرفة أداء الطالب الحالي و ما إذا كان الطالب يحرز تقدمًا مناسبًا على مدار العام والتعرف على الطلاب الذين لديهم النقص في المهارات الأساسية.
عند اعتماد درجات أداء الطلاب الحالي، سترغب في مراقبة تقدم الطلاب في استجابتهم للتدخلات والدروس اليومية، حيث يمكن مراقبة أداء تقدم الطلاب من خلال الواجبات في نهاية الدروس أو من خلال التقييمات الأسبوعية.
على المعلم جمع البيانات وتحليلها لضبط الدروس اليومية. مثال، في نهاية كل درس يجب تقديم تقييمًا قصيرًا متوافقًا مع أهداف الطلاب. وتحديد الطلاب الذين استوعبوا الهدف والذين يحتاجون إلى وقت إضافي أو حتى طريقة تعليمية مختلفة.
بناءً على الاستجابات، يمكن للمعلم إنشاء مراجعة إضافية في بداية الدرس المقبل للطلاب في الصف الدراسي، أو إنشاء درس لمجموعة صغيرة من الطلاب المحددين. على المعلم أيضَا التواصل مع المعلمين الآخرين في الصف الدراسي لتبادل الأفكار حول ضبط آليات التدريس و التعليمات، حيث يمكن للمعلم المساعد أن يعمل مع الطلاب لدعم المجموعات الصغيرة.
من الممكن أن لا يكون هناك تقدم للطلاب عند استخدام هذا النوع من التعليم التعاوني، لذلك يجب على المعلم استخدام هياكل التعاون في المدرسة. مثل فريق دعم الطلاب ذوي الإعاقة للحصول على أفكار إضافية حول كيفية دعم الاحتياجات المختلفة بالطريقة الصحيحة. تمثل هذه الخطوة الحاسمة للتدخل بفعَالية وضمان حصول الطلاب للتعليم الذي يدعم جميع الاحتياجات الفردية المختلفة.
المرجع:
Collaboration: Partnering with colleagues, families, and caregivers to promote student success. NCLD. (2021, August 26).