الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

في هذه المقالة سنوضح العلاقة ما بين اضطراب طيف التوحد والانتقائية في الطعام، وتقديم بعض الاستراتيجيات لمساعدة الوالدين ومقدمي الرعاية لتحسين انتقائية الطعام.

اضطراب طيف التوحد و الانتقائية في الطعام

أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي، ينطوي على تحديات في مجال التفاعل الاجتماعي والكلام والتواصل الغير لفظي والسلوكيات التكرارية المقيدة، وصعوبة الانتقال من نشاط لآخر. ومن أكثر أعراض اضطراب طيف التوحد شيوعًا هي انتقائية الطعام.

غالبًا ما يكون الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد انتقائيين في الطعام المقدم لهم وقد يكون لديهم تفضيلات قوية لقوام الطعام أو ألوان الطعام أو بعض النكهات المعنية.

 انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد 

غالبًا ما تعد انتقائية الطعام من أكثر المشاكل شيوعًا لدى الأطفال ذوي النمو الاعتيادي في سن معين، و خاصة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة التوحد واضطرابات النمو، فإن ما بين 70% من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد لديهم صعوبة في التغذية بما في ذلك الانتقائية في الطعام. قد ترجع انتقائية الطعام بسبب مجموعة متنوعة من العوامل. مثل، المشاكل الحسية، القلق، الروتين.

غالبَا ما يكون الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أكثر حساسية تجاه بعض قوام الطعام وروائح الطعام والتذوق عند الأكل مقارنة بالأطفال ذوي النمو الاعتيادي، وقد يجدون الأطعمة غير محببة بالنسبة لهم أو قد يتجنبونها تمامًا.

كما أنه من الصعب على الوالدين ومقدمي الرعاية توفير نظام غذائي صحي و متوازن، بسبب انتقائية الطعام حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى إحباط وقلق الطفل ذو اضطراب طيف التوحد.

استراتيجيات لتقليل انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

والسؤال الأكثر شيوعًا من قبل الوالدين ومقدمي الرعاية، كيف يمكنني تقليل انتقائية الطعام لدى طفلي ذو اضطراب طيف التوحد؟

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لمساعدة الوالدين ومقدمي الرعاية للتقليل من حدة انتقائية الطعام و بناء و تطوير سلوكيات تغذية سليمة، منها:

كن صبور

كن صبورًا عند تقديم الأطعمة الجديدة للطفل ذو اضطراب طيف التوحد، قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا للتكيف لذلك أن التحلي بالصبر أمر مهم عند البدء في تجربة الأطعمة الجديدة.

في البداية يجب تقديم كميات صغيرة من الأطعمة الجديدة بجانب الأطعمة المألوفة وتشجيع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد على التجربة، يجب على الوالدين ومقدمي الرعاية عدم إجبار الطفل على تناول الأشياء التي لا يريدها والاستمرار في تقديم الأطعمة الجديدة في كل مرة.

الوسائل البصرية والقصص الاجتماعية

إن استخدام الوسائل البصرية والقصص الاجتماعية من الممكن أن تقلل انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال الصور والرسوم البيانية لفهم مصادر الطعام وكيفية تحضيره.

أيضًا يمكنك من خلال القصص الاجتماعية إنشاء أهمية تناول الطعام الصحي، وفوائد تجربة الأطعمة الصحية الجديدة بالنسبة للطفل.

تنظيم الوقت

إن تنظيم أوقات وجبات الطعام وجعلها ممتعة للطفل ذو اضطراب طيف التوحد ستساعد الطفل على تجربة الأطعمة الجديدة خاصة إذا تم تقديمها بطرق ممتعة وجذابة من خلال استخدام الأطباق والأواني الملونة، وكذلك إشراك الطفل عند إعداد وجبات الطعام في المنزل.

طلب الدعم 

على الوالدين طلب المساعدة عندما تكون انتقائية الطعام لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد قد تؤثر عليه بشكل كبير، لذلك يجب على الوالدين طلب المساعدة من أخصائي التغذية للعمل على تنفيذ خطة علاجية تشمل الوجبات الصحية المتوازنة مع الأخذ في الاعتبار الطعام المفضل لدى الطفل وحساسيته تجاه بعض الأطعمة، يمكن لمحلل السلوك المعتمد أيضًا أن يساعد الطفل في التغلب على القلق وتحفيزه على تجربة الأطعمة الأخرى.

التدخل المبكر  و انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

إن أهمية التدخل المبكر هو الأساس للبدء في التقليل من حدة انتقائية الطعام لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، حيث أن كلما كان التدخل في وقت أبكر كلما تمكن الوالدين ومقدمي الرعاية من تحديد صعوبات التغذية ومعالجتها من قبل الفريق متعدد التخصصات بما في ذلك أخصائي التغذية ومحلل السلوك المعتمد من خلال تطوير خطة شاملة للتغلب على انتقائية الطعام ومساعدة الطفل ذو اضطراب طيف التوحد من النفور تجاه الأطعمة غير المألوفة لديه وتأسيس عادات غذائية سليمة.

تشير الأبحاث إلى أن التدخل المبكر قد يساهم بشكل كبير في التقليل من انتقائية الطعام لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، كما تم نشر دراسة في مجلة تحليل السلوك التطبيقي أن الأطفال الذين تلقوا التدخل المبكر بسبب صعوبات في التغذية قد أظهروا تحسنًا كبيرًا في قدرتهم على تناول أكثر  من مجموعة متنوعة من الأطعمة، مما يشير إلى أن التدخل المبكر قد يؤدي إلى التغيير المستمر في السلوك.

بالإضافة إلى أن تحسين انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لها من الفوائد الاجتماعية من خلال إشراكهم في الأنشطة الاجتماعية التي تتضمن الطعام أثناء الوجبات العائلية أو الأنشطة المدرسية حيث يمكن أن يؤثر ذلك في زيادة التفاعل الاجتماعي وتحسين جودة الحياة اليومية بشكل عام.

كيفية إشراك الطفل ذو اضطراب طيف التوحد خلال إعداد الوجبات 

تتمثل الاستراتيجية الفعَالة في التقليل من انتقائية الطعام لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من خلال إشراكهم في تنظيم وإعداد الوجبات من خلال منح الطفل إحساسًا للتحكم في خياراته الغذائية.

عند إشراك الطفل في إعداد الوجبات قد يتضمن بعض من الخطوات التالية منها:

التدريج

يجب البدء في المهام البسيطة وغير المعقدة عند البدء في إعداد الوجبات مع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد حيث يتم بعد ذلك زيادة المهام تدريجيًا حتى يصبح الطفل أكثر راحة وثقة بالوالدين ومقدمي الرعاية.

المتعة 

يمكن أن يكون الطهي وإعداد الوجبات نشاطًا ممتعًا للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال سرد القصص أو من خلال اللعب وذلك لجعل التجربة أكثر متعة بالنسبة للطفل.

اختيار الوصفات التي تحتوي على الأطعمة المألوفة

عند اختيار الوصفات يمكن دمج الأطعمة المألوفة التي يفضلها الطفل ذو اضطراب طيف التوحد حيث يساعد ذلك في بناء الثقة وجعله أكثر استعدادًا لتجربة الأطعمة الجديدة.

التجربة 

يجب تشجيع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد على تجربة قوام  وألوان الأطعمة أو بعض النكهات المعنية عن طريق إضافة بعض التوابل أو الأعشاب حيث يساعد ذلك في تشجيع الطفل على الاستعداد لتجربة الأطعمة الجديدة.

الأسئلة الشائعة والمتكررة

من الطبيعي أن يقلق الوالدين حول انتقائية الطعام لدى طفلهم من ذوي اضطراب طيف التوحد، و قد يكون هناك العديد من الأسئلة من قبل الوالدين أو مقدمي الرعاية حول انتقائية الطعام ومدى ارتباطها بتشخيص الطفل ذو اضطراب طيف التوحد، هنا نستعرض الإجابات التي قد تساعدك على فهم انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، منها:

لماذا الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد أكثر عرضة لانتقائية الطعام؟

أحد العوامل الرئيسية هي المشاكل الحسية تجاه بعض القوام والروائح وأذواق الأطعمة، مما قد يجعل هذه الأطعمة مصدرًا للحساسية المزعجة للطفل.

ما هي النتائج المترتبة على انتقائية الطعام لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد؟

يمكن أن تؤدي انتقائية الطعام إلى نقص التغذية، وكذلك صعوبة الحفاظ على وزن الصحي للطفل ذو اضطراب التوحد.

كيف يمكن أن نشجع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد على تجربة الأطعمة الجديدة؟

من خلال الاستراتيجيات المذكورة في المقالة، حيث يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية تنفيذها مع الطفل للتغلب على انتقائية الطعام وتطوير تطوير عادات و سلوكيات تغذية سليمة.

متى يجب على الوالدين طلب الدعم المهني؟

عندما تكون انتقائية الطعام مصدرًا للكثير من المشاكل الصحية مثل سوء التغذية أو القلق الشديد حول أوقات الوجبات، لذلك من المهم طلب الدعم المهني من أخصائي التغذية أو أخصائي تحليل السلوك المعتمد و المتخصص في صعوبات التغذية لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد.

الخاتمة

تعد انتقائية الطعام من أكثر  المشاكل شيوعًا لدى العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ولكن لا يجب أن تمتد هذه المشكلة لمدى الحياة.

من خلال فهم الأسباب الكامنة وراء انتقائية الطعام لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، واستخدام الاستراتيجيات الموضحة في المقالة، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية التقليل والحد من انتقائية الطعام بالتحلي بالصبر و طلب الدعم المهني من الأخصائيين، وتشجيع وتطوير المهارات للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لاتخاذ خيارات صحية أكثر.

المرجع:

Autism and Picky Eating: The Important Connection (thetreetop.com)