الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

هل غضب طفلي أمر طبيعي؟

هل غضب طفلي أمر طبيعي؟

هل غضب طفلي أمر طبيعي؟

ترجمة: أمجاد مسلم الفهمي

يصاب معظم الأطفال بنوبات غضب، وقد يهاجمون أحيانًا إذا شعروا بالإحباط أو يتمردون إذا طُلب منهم القيام بشيء لا يريدون القيام به، ولكن عندما يفعل الطفل هذه التصرفات في كثير من الأحيان بشكل متكرر أو لا يستطيع التحكم في أعصابه فقد يكون هذا غير طبيعي.

فيما يلي بعض العلامات التي يجب على الوالدين القلق بشأنها:

  • إذا كانت نوبات الغضب تحدث بعد السن المتوقع لنمو الطفل (حتى حوالي 7 أو 8 سنوات).
  • إذا كان سلوك الطفل يشكل خطرا على نفسه أو على الآخرين.
  • إذا كان سلوك الطفل يسبب له مشاكل خطيرة في المدرسة، و المعلمين فقدوا السيطرة.
  • إذا كان سلوك الطفل يتعارض مع قدرته على التعايش مع الأطفال الآخرين، فيتم استبعاده من اللعب والتجمعات الاجتماعية مثل حفلات أعياد الميلاد.
  • إذا كانت نوبات الغضب التي يعاني منها الطفل تسبب الكثير من الصراعات في المنزل وتعطل الحياة الأسرية.
  • إذا كان الطفل منزعج لأنه يشعر أنه لا يستطيع التحكم على غضبه، وهذا يشعره بالسوء تجاه نفسه.

فهم سبب غضب الطفل: 

عندما يستمر الطفل في الشعور بنوبات انفعالية مستمرة فإن ذلك عادة علامة على الضيق، والخطوة الأولى هي فهم ما الذي يحفز سلوك الطفل، هناك العديد من الأسباب الكامنة المحتملة، بما في ذلك:

  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD): العديد من الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وخاصة الأطفال الذين لديهم اندفاعية وفرط الحركة يواجهون صعوبة في التحكم على سلوكياتهم، وقد يجدون صعوبة كبيرة في اتباع التعليمات أو الإنتقال من نشاط إلى آخر، وهذا يجعلهم يعاندون ويغضبون، يذكر فاسكو لوبيز دكتوراه في علم النفس السريري: “أكثر من 50% من الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يكون لديهم تحدي ونوبات انفعالية” كما يمكن إن عدم قدرتهم على التركيز وإكمال المهام تؤدي إلى نوبات غضب و جدال وصراعات، ومن الممكن لم يذهبوا للتشخيص ومعرفة بأنهم من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، في الواقع أحيانًا يتم تجاهل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال الذين لديهم تاريخ من العدوان الشديد لأن هناك العديد من المشاكل الكبيرة التي يقومون بها.
  • القلق: الطفل الذي يبدو عليه الغضب والتمرد غالبًا ما يواجه من قلق شديد وغير معترف به، إذا كان طفلك لديه قلق وخاصة إذا كان يخفي ذلك فقد يواجه صعوبة في التعامل مع المواقف التي تسبب له الشعور بالضيق وقد يغضب عندما يفرض عليه متطلبات في المدرسة، على سبيل المثال: عندما يواجه ضغوطات لا يمكنه التعامل معها مثل شعوره بالقلق من موقف ما قد يرغب “بالقتال أو الهروب” وقد يصاب بنوبات غضب أو عندما يرفض القيام بشيء لتجنب الشعور بمصدر القلق الحاد.
  • تعرضه للصدمة أو الإهمال: إن الكثير من الأطفال الذين لديهم سلوكيات غير مرغوب فيها في المدرسة هي نتيجة لصدمة أو إهمال أو فوضى في المنزل، تذكر نانسي رابابورت أستاذة في كلية الطب بجامعة هارفارد ومتخصصة في رعاية الصحة النفسية في البيئة المدرسية ان: “الطفل الذي يواجه صعوبات في التعلم ولا يشعر بالأمان في المنزل قد يتصرف بشكل عدواني في المدرسة، مع أنواع من السلوكيات المخيفة إلى حد ما”، وتقول إن الأطفال الأكثر عرضة للخطر هم الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذين تعرضوا أيضًا لصدمة.
  • اضطراب صعوبات التعلم: عندما يسيئ طفلك التصرف بشكل متكرر في المدرسة أو أثناء وقت حل الواجبات المنزلية، فمن المحتمل أن يكون لديه اضطراب صعوبات تعلم ولكن لم يتم تشخيصه، لنفترض أنه يواجه الكثير من الصعوبات في مادة الرياضيات وهذه الصعوبات تشعره بالإحباط وسرعة الانفعال، بدلاً من أن يطلب المساعدة قد يمزق ورقة الواجب أو يبدأ بالعمل مع أطفال آخرين لتشتيت المعلم عن مشاكله الحقيقية.
  • صعوبة المعالجة الحسية: يواجه بعض الأطفال من صعوبة معالجة المعلومات الحسية التي يتلقونها من الآخرين المحيطين بهم، إذا كان طفلك لديه حساسية عالية أو منخفضة للمحفزات، فإن الأشياء مثل: الملابس “الخشنة” والضوء الزائد أو الضجيج يمكن أن تشعره بعدم الراحة أو القلق أو التشتت أو الضغط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبات غضب دون وضوح السبب.
  • اضطراب طيف التوحد (ASD): إن الطفل من ذو اضطراب طيف التوحد معرض أيضًا في كثير من الأحيان لنوبات غضب شديدة، إذا كان طفلك من ذوي اضطراب طيف التوحد فقد يكون صارم ويحتاج إلى روتين ثابت ليشعر بالأمان وأي تغيير غير متوقع يمكن أن يثير غضبه، قد يكون لديه مشاكل حسية تجعله فاقدا للسيطرة ويدخل في انهيار مستمر حتى يستنفد قواه، وقد يكون لديه قصور في مهارات اللغة والتواصل للتعبير عما يريده أو يحتاج إليه.

كيف يمكنك مساعدة الطفل “الغاضب”؟

إن العلاج الدوائي لن يساعد بشكل كبير على تغيير سلوكيات الطفل المتمردة أو العدوانية ولكن يمكن أن يساعد في خفض ظهور أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والقلق والاضطرابات الأخرى، ويحسن ظروف العمل على تلك السلوكيات، إن الإجراءات السلوكية التي تجعل الوالدين والطفل يعملون معًا لضبط المشاكل السلوكية تشكل مفتاحًا للمساعدة في تحسين الوضع.

معرفة المحفز

إن الخطوة الأولى في إدارة الغضب هي معرفة المحفز الذي يؤدي إلى نوبات الغضب لدى الطفل، على سبيل المثال: إذا كان الخروج إلى المدرسة يسبب مشكلة بالنسبة لطفلك، فقد تكون الحلول: وضع منبه، تجهيز الملابس والاستحمام قبلها بيوم، والاستيقاظ مبكرًا، يستجيب بعض الأطفال بشكل جيد عند تقسيم المهام إلى خطوات، ووضعها على الحائط.

التربية المستمرة 

عندما يحدث الغضب والانفعالات  من قبل الطفل فإن استجابة الوالدين أو مقدم الرعاية تؤثر على احتمالية حدوث السلوك مرة أخرى.

إذا كان سلوك الطفل خارجًا عن السيطرة أو يسبب مشاكل كبيرة، فمن الجيد القيام بتجربة برامج تدريب خطوة بخطوة خاصة للوالدين، تساعد هذه البرامج (مثل العلاج التفاعلي بين الوالدين والطفل PCIT، وتدريب الوالدين على الإدارة) على تدريب الوالدين لتعزيز سلوك الطفل الإيجابي من خلال تشجيعه، وتقديم إجراء مستمر للسلوكيات التي تريد خفضها، مع استجابات هادئة ومستمرة من قبل الوالدين يمكن الاعتماد عليها.

وفيما يلي بعض العناصر الأساسية التي يتم تدريب الوالدين عليها:

  1. لا تستسلم: قاوم إغراء إنهاء نوبة الغضب لدى طفلك بإعطائه ما يريده عندما يغضب، إن الاستسلام يعلمه أن نوبات الغضب ناجحة.
  2. حافظ على هدوئك وثباتك: ستكون في وضع أفضل للتلقين والمتابعة بشكل أفضل، وأكثر ثباتًا عندما تتحكم في مشاعرك، إن الاستجابات القاسية أو الغاضبة تميل إلى تصعيد عدوانية الطفل، سواء كانت لفظية أو جسدية، من خلال الحفاظ على هدوئك فأنت أيضًا تقدم نموذجًا لطفلك وتعلمه نوع السلوك الذي تريد رؤيته فيه.
  3. تجاهل السلوك السلبي وامتدح السلوك الإيجابي: تجاهل السلوكيات البسيطة، لأن الاهتمام السلبي مثل: التوبيخ أو إخبار الطفل بالتوقف قد يعزز أفعاله، بدلاً من ذلك امتدح واوصف السلوكيات التي تريد تشجيعها، (لا تقل فقط “أحسنت”، بل قل “أحسنت لأنك هادئ”).
  4. استخدم العواقب بشكل مستمر: يحتاج طفلك إلى معرفة العواقب المترتبة على السلوكيات السلبية، مثل: العقاب بالوقت المستقطع، وكذلك تقديم المكافآت للسلوكيات الإيجابية، مثل: قضاء الوقت على جهاز iPad، وعليك أن تظهر له أنك تلتزم بهذه العواقب في كل مرة.
  5. انتظر حتى تنتهي نوبة الغضب قبل التحدث: هناك شيء واحد لا تريد القيام به وهو محاولة التحدث مع الطفل الغاضب، وكما يقول الدكتور ستيفن ديكشتاين طبيب نفسي للأطفال والمراهقين “لا تتحدث مع الطفل عندما لا يكون موجود”. قم بشجيع الطفل على التدرب على المحادثة عندما لا يكون منزعجًا، وأنت أيضًا لا تفعل ذلك.
  6. القيام بإستراتيجيات تساعد على التهدئة: تحتاج أنت وطفلك القيام بإستراتيجيات تساعد على تهدئة الذات كما ما يسميه الدكتور ديكشتاين، وهي أشياء مثل: التنفس البطيء للاسترخاء، لأنك لا تستطيع أن تكون هادئًا وغاضبًا في نفس الوقت، ويضيف أن هناك الكثير من الاستراتيجيات لكن “الشيء الجميل في التنفس هو أنه متاح لك دائمًا”.

المرجع:

https://childmind.org/article/is-my-childs-anger-normal/