الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

لماذا يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف طيف التوحد مع أنفسهم؟

لماذا يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف طيف التوحد مع أنفسهم؟

لماذا يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف طيف التوحد مع أنفسهم؟

ترجمة: أ. شروق السبيعي

هل سبق لك مررت بجانب طفل ما وسمعته يتحدث مع نفسه؟ هل لاحظت يومًا أن الأطفال وخاصة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يتحدثون مع أنفسهم أكثر من غيرهم؟ لماذا الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يتحدثون مع أنفسهم أكثر من غيرهم؟

هناك العديد من الأسباب التي تؤثر على القيام بالحديث مع النفس، سواء كانوا الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد أو أطفال طبيعيين، دعونا نلقي نظرة على بعض هذه الأسباب وما يجب أن يعرفه آباء الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد عندما يتحدث أطفالهم مع أنفسهم.

ما هو الحديث مع النفس؟

في أبسط تعريف له، إن الحديث مع النفس هو قيام الأطفال بالتحدث مع أنفسهم فهو صوتهم الداخلي أو حوارهم الداخلي.

تخيل كأن هناك طفلًا ما يقول كل شيء ولكن بصوت عالٍ وليس بداخل رأسه، قد لا يدرك بعض الأطفال أنهم يتحدثون مع أنفسهم، بينما قد يتحدث آخرون باستمرار مع أنفسهم ويدركون كيف يمكن أن يساعدهم ذلك.

عندما يتعلق الأمر بالأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، فإن الحديث مع النفس قد يظهر بأشكال لا حصر لها فبعضهم مثل ابني الأكبر يندمج في محادثة كاملة.

إنه في الأساس حواره الداخلي بالكامل فهو يناقش الأمور مع نفسه وفي بعض الأحيان يجري محادثات خيالية يتولى فيها أدوار أشخاص آخرين وكأنه في مسرحية فردية حيث يتولى كل الشخصيات.

بالنسبة للآخرين، قد يكررون كلمات أو عبارات اعتبروها مهمة لأي سبب كان، قد تشمل هذه العبارات التي يسمعونها في المنزل أو سطرهم المفضل أو مشهد من فيلم أو برنامج تلفزيوني، يكون لدى العديد من هؤلاء الأطفال في ما يسمى بـ “المصاداة”، وهو تكرار السطور التي يسمعونها من والديهم أو معلمينهم.

ومن المهم ملاحظة أن الحديث مع النفس لا يقتصر على اضطراب طيف التوحد، قد يتحدث العديد من الأطفال بصوت عالٍ كشكل من أشكال حل المشاكل أو التعبير عن الذات.

لماذا يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مع أنفسهم؟

قد يتساءل الآباء عن سبب تحدث أطفالهم مع أنفسهم كلما سمعوا ذلك، وقد يكون هناك مجموعة متنوعة من الأسباب المؤدية لظهور هذا السلوك، وهي:

  • المشاكل الحسية.
  • التنظيم العاطفي.
  • المعالجة الإدراكية.

يمكن لأي سبب من هذه الأسباب أو مجموعة من هذه الأسباب أن تؤدي إلى قيام الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بالتحدث مع أنفسهم، ومع ذلك يمكن لأي سبب من هذه الأسباب أو كلها أن تكون مفيدة لمن تحب.

المشاكل الحسية

يواجه العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من مشاكل في المعالجة الحسية، وقد يكونون شديدي الحساسية أو غير حساسين للمثيرات.

في حين يسعى هؤلاء الأطفال إلى الحصول على المحفزات الحسية من خلال الحديث مع أنفسهم، فإنهم قد يطورون استراتيجيات للتكيف مع شيء قد يرهقهم، وفي هذه الحالة الحديث مع أنفسهم لا يعمل كتواصل لفظي فحسب، بل يعمل أيضًا على مساعدتهم على تجنب الضغط الحسي.

تنظيم المشاعر

لا يزال الحديث مع النفس يساهم بشكل كبير في مساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على إدارة مشاعرهم بشكل فعال، فهو يمنحهم شعورًا بالتحكم والراحة الذاتية، وأداة قيمة تساعد على تحسين التفاعل الاجتماعي وتقدم فرصًا لإدارة شعور  القلق.

المعالجة الإدراكية

يمكن أن يساعد التحدث مع النفس أيضًا في دعم الأطفال في حل المشاكل والمعالجة الإدراكية، ويمكن أن يقدم رؤى قيمة حيث يخطط الأطفال لأفعالهم ويناقشون المهام التي قد تكون صعبة بالنسبة لهم.

وبالإضافة إلى هذه الأسباب، فإن التحدث مع النفس يمكن أن يعزز التواصل ويطور التعبير عن الذات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مما يمنحهم متنفسًا لمشاعرهم.

نصائح لتقليل الحديث مع النفس لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

على الرغم من عدم وجود ضرر في حديث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مع أنفسهم، إلا أنهم قد يتحدثون مع أنفسهم في أوقات غير مناسبة، قد يحتاج الآباء إلى مساعدة أطفالهم ذوي اضطراب طيف التوحد في فهم الوقت المناسب للتحدث مع أنفسهم والأوقات المناسبة لاستخدام استراتيجيات التهدئة الأخرى.

الطريقة الأكثر فعالية للحد من الحديث مع النفس لدى ذوي اضطراب طيف التوحد هي تعليمهم مهارات بديلة، قد يندمج الأطفال في الحديث مع أنفسهم عندما يشعرون بالملل كوسيلة لإثارة اهتماماتهم.

يمكن للآباء المساعدة في إيجاد طريقة من خلال القيام بسلوكيات مناسبة تشعرهم بالمرح لتقليل الحديث مع النفس في تلك اللحظات.

في المدرسة، قد يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مع أنفسهم أثناء الدروس، وقد يكون هذا بسبب حاجتهم إلى تكرار الأشياء التي تُقال لهم.

لقد وجدت الأبحاث أن المعلمين يمكنهم زيادة مشاركة الأطفال أثناء عملية الشرح، وبعد ذلك من الممكن أن يركزون الأطفال على الجزء التالي من الدرس بدلاً من تكرار ما يُقال لهم.

يتعين على الآباء تحديد الوقت المناسب لمحاولة تقليل الحديث مع النفس والوقت المناسب لاستخدامه.

ممارسة الفهم والقبول

لا يوجد خطأ في أن يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مع أنفسهم، ففي بعض الأحيان يخفض من مشاعر التوتر والقلق ويساعد الأطفال على تنظيم أفكارهم ومشاعرهم، كما يمكن أن يلعب الحديث مع النفس دورًا أساسيًا في صحة الأطفال بشكل عام.

يجب على الآباء أن يمنحوا أطفالهم الوقت الكافي لمعالجة حديثهم مع أنفسهم، ولكن يجب عليهم أيضًا أن يكونوا على دراية بالبيئة المحيطة بهم ومتى يكون من المناسب أو غير المناسب ممارسة هذا الحديث، خذوا وقتًا واستمعوا إلى محادثاتهم مع أنفسهم، يمكن أن يساعدكم ذلك على التطور معًا وتحسين الروابط بينكما.

الأسئلة الشائعة

س: هل يعتبر الحديث مع النفس في اضطراب طيف التوحد شكلاً من أشكال التكرار الصوتي؟

ج: قد يلجأ بعض الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد إلى التحدث مع أنفسهم كشكل من أشكال التكرار اللفظي، ويشمل ذلك السلوكيات المتكررة والتعبيرات الصوتية التي قد تساعد في الانضباط الذاتي ومع ذلك، يجب ملاحظة إلى أن التحدث مع النفس في اضطراب طيف التوحد ليس كله تكرارًا صوتيًا.

س: ما هي المصاداة في اضطراب طيف التوحد؟

أ: المصاداة هي تكرار الأطفال كلمات أو جمل شخص آخر، وعادةً ما يكرر الأطفال كلمات أو جمل الآباء أو المعلمين أو الأفلام أو برامج تلفزيونية مفضلة.

س: هل من الطبيعي أن يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مع أنفسهم باستمرار؟

ج: يقوم العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمراجعة المحادثات أو إجراء سيناريو اجتماعي حيث يتحدثون مع أنفسهم بشكل مستمر تقريبًا، غالبًا ما تكون هذه السلوكيات المتكررة مصدرًا للراحة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

س: ما هو تكرار مقاطع الكلام في اضطراب طيف التوحد؟

ج: هو تكرار الأطفال لكلماتهم الخاصة، في كثير من الأحيان يكرر الأطفال سطورًا بصوت منخفض، وغالبًا قد يظهر هذا على هيئة تشنج لاإرادي عصبي.

المرجع: 

https://www.autismparentingmagazine.com/autistic-people-talk-to-themselves/