الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

من الذي يمكنه القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد؟

من الذي يمكنه القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد؟

من الذي يمكنه القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد؟

ترجمة: أ. شروق السبيعي

تتساءل ماري عما إذا كان ابنها البالغ من العمر ست سنوات لديه اضطراب طيف التوحد، فهو يواجه صعوبات في التواصل ويقوم بسلوكيات متكررة، ومثل العديد من الآباء فإن السؤال الذي يخطر على بالهم هو: من الذي يمكنه القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد؟

يعد تشخيص اضطراب طيف التوحد معقدًا، والحصول على مصدر موثوق يمكن أن يقدم الحلول ويدعم الأطفال وأفراد أسرهم.

لقد زادت المصادر على مدار السنوات الأخيرة حيث أصبح الكثير من الناس لديهم الوعي حول اضطراب طيف التوحد (ASD)، ما هو؟ وكيف يبدو؟ وما الذي يجب البحث عنه؟، وعلى الرغم من أن الكثير من الناس إزداد وعيهم عن اضطراب طيف التوحد إلا أنه تشخيص اضطراب طيف التوحد صعب وهناك خطوط عريضة وتعليم مطلوب للتشخيص الصحيح.

أهمية التدخل المبكر

لسوء الحظ، لا يوجد فحوصات خاصة باضطراب طيف التوحد، مثل: فحوصات من خلال الدم أو المسح الضوئي، والتي من خلالها تقوم بتشخيص اضطراب طيف التوحد، يمكن لطبيب الأطفال أن ينظر إلى نمو الأطفال والاضطراب السلوكية التي قد يواجهونها في المدرسة أو المنزل أو أي مكان آخر.

يمكن تشخيص الأطفال باضطراب طيف التوحد في عمر مبكر يصل إلى ثمانية عشر شهرًا، ولكن يتم تشخيص الكثير منهم في عمر أكبر وحتى إلى مرحلة البلوغ، في حال تم تشخيص اضطراب طيف التوحد مبكرًا زادت احتمالية بدء خدمات التدخل المبكر ويمكن تقييم أي مشاكل في النمو أو السلوك.

وجدت الأبحاث أن التطور والنتائج الكبيرة تحدث عندما يتلقى الأطفال خدمات التدخل المبكر، يوصى بشدة أن يسعى الآباء ومقدمي الرعاية للحصول على المساعدة وطرح الأسئلة إذا كانت لديهم أي أسئلة أو مخاوف بشأن سلوكيات أطفالهم أو أي تأخير في النمو أو ظهور أعراض اضطراب طيف التوحد، فكلما تحدثوا وبدأو في إجراء التقييمات مبكرًا، كلما كان من الممكن أن يبدأون الأطفال في تلقي الدعم مبكرًا.

المؤشرات المبكرة لاضطراب طيف التوحد

يعد الاكتشاف والتدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية لمساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، ومعرفة المؤشرات المبكرة لاضطراب طيف التوحد خطوة أساسية في هذه العملية، من المهم ملاحظة أن كل طفل فريد من نوعه، وهذه المؤشرات ليست مؤشرات قاطعة تدل على وجود اضطراب طيف التوحد، ومع ذلك يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات تحذيرية مهمة للآباء ومقدمي الرعاية والأطباء المختصين للنظر فيها عند تقييم نمو الأطفال، فيما يلي بعض مؤشرات اضطراب طيف التوحد الأكثر انتشارًا عند الأطفال:

  • الصعوبات الاجتماعية: من المؤشرات المبكرة لاضطراب طيف التوحد صعوبة التفاعل الاجتماعي، قد لا يستجيب الرضع والأطفال الصغار الذين يتم تشخيصهم لاحقًا باضطراب طيف التوحد عند سماع أسمائهم أو لا يتواصلون بصريًا أو يكون لديهم اهتمامات محدودة للتعامل مع الآخرين.
  • تأخر في التواصل: يعد تأخر اللغة والتواصل من المؤشرات المبكرة الشائعة في اضطراب طيف التوحد، فقد لا يثرثرون الأطفال أو يستخدمون الإيماءات مثل: الإشارة أو التلويح كما هو متوقع لأعمارهم، وقد يواجهون أيضًا صعوبة في مهارات اللغة التعبيرية (التحدث) والاستقبالية (الإدراك).
  • السلوكيات المتكررة: غالبًا ما يظهر على الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد سلوكيات واهتمامات متكررة، قد يشمل ذلك ترتيب الألعاب أو التركيز الشديد على موضوع واحد أو القيام بحركات متكررة مثل: رفرفة اليدين أو التأرجح.
  • المشاكل الحسية: غالبًا ما تظهر المشاكل الحسية عند الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وقد يكون احساسهم للمثيرات الحسية عالية أو منخفضة مثل: الأضواء أو الأصوات أو الملمس أو التذوق.
  • صعوبة التغيير: قد يشعر الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بالانزعاج عندما يتم توقف روتينهم اليومي ويكون لديهم حاجة قوية للقيام بنفس الأفعال بشكل مستمر.
  • عدم القدرة على اللعب التخيلي: عادةً ما يمارس الأطفال التخيل أثناء نموهم، يقومون بمحاكاة الأنشطة اليومية أو يستخدمون الألعاب لتمثيل الأشياء، قد تكون مهارة اللعب التخيلي عند الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد محدودة أو غير موجودة.

من الذي يمكنه القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد؟ 

يمكن للعديد من الأطباء والمتخصصين المختلفين المساعدة في القيام بالتشخيص الرسمي، ومن بينهم:

  • طبيب نمو اطفال.
  • أخصائي نفسي.
  • طبيب الأعصاب.
  • طبيب نفسي. 

بشكل عام، يقوم الأخصائي النفسي بتشخيص اضطراب طيف التوحد ويشكل جزءًا كبيرًا من العملية، يحتاج الطبيب النفسي بما في ذلك الأخصائي النفسي الخاص بالأطفال وغيرهم من المتخصصين بالطب المؤهلين لتشخيص اضطراب طيف التوحد إلى خبرة واسعة ومعرفة بالعديد من الأعراض والتقييمات المرتبطة باضطراب طيف التوحد.

عند تشخيص اضطراب طيف التوحد، يستخدم الأخصائي النفسي المعلومات التالية أثناء عملية التشخيص:

  • تاريخ الأطفال الطبي (بما في ذلك تاريخ الأسرة لأي اضطرابات عقلية)
  • التحقق من المهارات الادراكية واللغوية والاجتماعية.
  • مقابلة الأطفال.
  • المقابلات والمحادثات مع الآباء وأفراد الأسرة والمعلمين وغيرهم من البالغين الذين يتواصلون مع الأطفال لفهم قدرات الأطفال في المهارات النفسية والسلوكية والاجتماعية بشكل أفضل.
  • التفاعل وملاحظة السلوك.
  • استبعاد أي احتمالات لتشخيص مختلف.

آخرون يمكنهم المساعدة

قد يلاحظ متخصصين آخرون المؤشرات قبل القيام بالتشخيص الرسمي للأطفال، في أغلب الأحيان المعلم هو أول من يلاحظ الصعوبات التي يواجهونها الأطفال أو تراجعهم في التواصل والتفاعل الاجتماعي والتعلم وغير ذلك، وقد تكون رؤيته ذات قيمة عالية في المراحل المبكرة من التشخيص والتدخل.

غير المعلم، يمكن للطبيب العام أو أخصائي العلاج الوظيفي التعرف على المؤشرات المبكرة لاضطراب طيف التوحد أيضًا، ورغم أنهم لا يمكنهم القيام بالتشخيص الرسمي، إلا أنهم يمكنهم الإحالة إلى متخصص يمكنه إجراء بعض التقييم والقيام بالتشخيص المناسب للأطفال والتحدث إليهم هي الخطوة الأولية الرائعة لمساعدة الأطفال على التعامل مع صعوبات اضطراب طيف التوحد.

من هم غير المؤهلين القادرين على القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد؟ 

قد يكون هناك العديد من الأطباء والمتخصصين في الصحة النفسية الذين يمكنهم تشخيص اضطراب طيف التوحد بشكل صحيح وأهمهم الطبيب النفسي، وهناك من هم غير مؤهلين. 

لا يمكن القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد بشكل صحيح إلا من قبل الأخصائي النفسي والطبيب النفسي بما في ذلك أخصائي نفسي للأطفال وطبيب نفسي للأطفال وطبيب الأطفال المتخصص في النمو وغيرهم من المتخصصين في الصحة النفسية، ومن المستحسن دائمًا اللجوء إلى مصادر عالية الجودة التي يمكنها أن تقدم الدعم والخدمات التي قد يحتاجونها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

إذا كانت هناك أي أسئلة أو مخاوف بشأن سلوكيات الأطفال أو نموهم أو حتى الأدوية أو الخدمات التي يتلقونها الأطفال، فيمكن للآباء التحدث إلى الطبيب، إذا لم يتمكن الطبيب من الإجابة على أسئلتهم فيمكنه إما إخبارهم بمن يمكنهم التواصل معه أو إحالتهم إلى شخص آخر يمكنه مساعدتهم.

في النهاية، قبل اختيار الأخصائي الذي يمكنكم الوثوق به لتشخيص حالة أطفالكم من الأفضل دائمًا القيام بالبحث أولاً، والتأكد من أنه معتمد قبل الإنطلاق في رحلة إدارة اضطراب طيف التوحد معه.

ما الذي يتطلبه التشخيص؟ 

يتطلب تشخيص اضطراب طيف التوحد العديد من الخطوات والجوانب المختلفة، ويمكن أن يكون التشخيص مستمرًا ويتضمن مدخلات من الآباء والمعلمين والبالغين الآخرين الذين يتواصلون مع الأطفال الذين يتم تشخيصهم.

يتضمن التشخيص ثلاثة عناصر رئيسية :

  1. الملاحظة 
  2. الفحص
  3. التشخيص

تتضمن ملاحظة الأطفال ملاحظة نموهم وتطور مهاراتهم وقدراتهم المختلفة، إذا كان هناك أي تطور أو تفاعل أو سلوك غير طبيعي، فيجب ملاحظته ومناقشته.

يلاحظ طبيب الأطفال نموهم وتفاعلاتهم واستجاباتهم أثناء الفحص السنوي أو زيارة المتابعة الصحية، وعادة ما يتم تدوين التاريخ الطبي والنفسي للأسرة عند ملء المستندات، وقد يناقش الطبيب أي سلوك مثير للقلق أو مراحل نمو قد تهمهم.

قد يقرر الطبيب بعد ذلك ضرورة إجراء فحص إضافي للنمو والسلوك، وإذا لم يتمكن طبيب الأطفال من القيام بذلك، فسوف يحيل الآباء إلى طبيب نفسي للأطفال أو طبيب متخصص آخر.

إن عملية الفحص عميقة كثيرًا بعض الشيء وتتضمن استبيانات وقوائم مراجعة أكثر تفصيلاً ليملأها الآباء، تتضمن هذه النماذج عادةً جوانب النمو مثل: الإدراك والمهارات النفسية والاجتماعية، يتم إجراؤها عادةً بواسطة ممرض أو طبيب أو مقدمي رعاية صحية أو طبيب أعصاب أطفال أو أخصائي علاج وظيفي أو غيرهم من المتخصصين في المدرسة أو الصحة النفسية.

بعد الخطوات السابقة تتم عملية التشخيص ويمكن المناقشة مع طبيب الأطفال، عند اكتمال التشخيص سيكون لدى الأطفال فرصة أكبر لتلقي خدمات التدخل المبكر أو غيرها من الخدمات وما إذا كان الفحص الجيني والاستشارة يمكن أن تفيد الأطفال وخطة العلاج الخاصة بهم.

هل من الجيد استشارة الطبيب؟

إذا كان الشخص يعتقد أن لديه اضطراب طيف التوحد أو إذا كانوا الآباء متأكدين من أن أطفالهم لديهم اضطراب طيف التوحد، فمن المستحسن التحدث إلى طبيب، يمكن للطبيب مساعدة الأطفال والآباء في التعامل مع مختلف الجوانب من تشخيص اضطراب طيف التوحد والدعم الذي قد يساعد.

في كثير من الأحيان، لن تقبل شركات التأمين والجلسات العلاجية سوى التشخيص الطبي أو المتخصص بالصحة النفسية، كما أن الحصول على دعم طبيب يتمتع بخبرة واسعة في اضطراب طيف التوحد، وما يمكن توقعه وأفضل الممارسات التي تفيد الأطفال يمكن أن يجعل العملية أسهل ومريحة كثيرًا، على الرغم من معرفتكم بشكل أفضل نوع المشاكل والصعوبات التي تواجهونها أنتم أو أطفالكم يوميًا، فإن القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد بأنفسكم ليس دائمًا قرارًا جيدًا، بالطبع هذا لا يعني أنه لا يجب عليكم القيام بالبحث لمحاولة فهم المشاكل، ولكن مشاركة تجاربكم مع متخصص معتمد هو دائمًا الشيء الصحيح الذي يجب عليكم فعله.

الخاتمة

إن تشخيص اضطراب طيف التوحد عملية معقدة ومتشعبة تتضمن خبرة العديد من المتخصصين، وعادة ما تتطلب هذه العملية مشاركة الطبيب والأخصائي النفسي والمتخصصين في النمو وغيرهم، ويشكل التشخيص الدقيق والمبكر أهمية بالغة بالنسبة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حتى يتمكنون من الحصول على الدعم والتدخل المناسبين.

 

الأسئلة الشائعة

س : من يمكنه تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD)؟

ج: عادة ما يتطلب تشخيص اضطراب طيف التوحد فريقًا من المتخصصين، بما في ذلك طبيب الأطفال والطبيب النفسي للأطفال وأخصائي نفسي إكلينيكي وطبيب أطفال متخصص في النمو، ويعمل هؤلاء المختصين معًا لتقييم وتشخيص اضطراب طيف التوحد.

س: هل يمكن للطبيب العام تشخيص اضطراب طيف التوحد؟

ج: إن الطبيب العام يمكنه أن يبدأ عملية التشخيص، وعادة ما يقوم بإحالة الأطفال الذين قد يكون لديهم اضطراب طيف التوحد إلى متخصصين لديهم خبرة في اضطرابات النمو، غالبًا ما يتطلب التشخيص الدقيق تقييم جوانب مختلفة من سلوك الأطفال ونموهم.

س: هل الأخصائي النفسي في المدرسة مؤهل لتشخيص اضطراب طيف التوحد؟

ج: يمكن للأخصائي النفسي في المدرسة أن يلعب دورًا قيمًا في تحديد مؤشرات اضطراب طيف التوحد في البيئة التعليمية، ولكن التشخيص الرسمي يتم عادةً من قبل المتخصصين في القطاع الصحي، مثل: الأخصائي النفسي الإكلينيكي أو المتخصصين في النمو، الذين تلقوا تدريب خاص في تشخيص اضطرابات النمو.

س: هل يمكن للآباء أو مقدمي الرعاية القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد لأطفالهم؟

ج: غالبًا ما يكونون الآباء ومقدمي الرعاية أول من يلاحظون مؤشرات اضطراب طيف التوحد في أطفالهم، ورغم أن ملاحظاتهم مهمة، إلا أنه يتعين على المتخصصين المؤهلين القيام بالتشخيص الرسمي، ويمكن أن تساعد ملاحظات الآباء في عملية التشخيص وتقدم رؤية بالغة الأهمية.

س: هل يحتاج البالغون الذين قد يكون لديهم اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة مختلفة من المتخصصين للتشخيص؟

ج: عملية التشخيص للبالغين تشبه عملية التشخيص الخاصة بالأطفال، حيث تشمل متخصصين لديهم خبرة في التقييمات النمائية والنفسية، ومع ذلك قد يختلف المتخصصين المعنيين حسب أعمار الأطفال وظروفهم الخاصة.

المرجع: 

https://www.autismparentingmagazine.com/who-can-diagnose-autism/