الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

العلاقة بين اضطراب طيف التوحد والخيال

العلاقة بين اضطراب طيف التوحد والخيال

العلاقة بين اضطراب طيف التوحد والخيال 

ترجمة: أ. شروق السبيعي

الخيال مهم لتطور الإنسان ويساعد الأفراد على التفاعل في بيئتهم، هناك علاقة مثيرة للاهتمام بين اضطراب طيف التوحد والخيال لا ينبغي تجاهلها.

بالنسبة للآباء ومقدمي الرعاية، من المفيد إدراك كيف أن خيال الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد يختلف عن الخيال الطبيعي، كما أن إدراك ماهية الخيال ومصدره في الدماغ والتطور البشري قد يساعد المعلمين والآباء على تقوية خيال الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد و اللعب التظاهري لديهم.

ما هو الخيال؟

وفقًا لقاموس أكسفورد للغات فإن الخيال هو “القدرة أو الفعل المتمثل في تكوين أفكار أو صور أو مفاهيم جديدة لأشياء خارجية غير حسية”، الخيال هو الأساس للعب التظاهري والذي يمكن أن يكون وسيلة للأفراد لتطوير مهاراتهم المختلفة  التي تساعد على التفاعل مع العالم من حولهم.

قال ألبرت أينشتاين ذات مرة: “الخيال أهم من المعرفة، فالمعرفة محدودة في حين أن الخيال يشمل العالم بأسره ويشجع على التقدم ويولد التطور”. 

مع تعلم المزيد عن الخيال وارتباطه بالتفكير الإبداعي وحل المشاكل واللعب الخيالي والتفاعل الاجتماعي يمكن لبعض الأفكار أن تساعد في تطوير وتعزيز هذه المهارة.

هل الخيال غير موجود عند الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟

ليس من العدل التعميم والقول إن جميع الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد يجدون صعوبة في اللعب الخيالي، إن قول بأن قد يكون هناك فرد ذو اضطراب طيف التوحد يواجه صعوبة في المهارات الخيالية قد يساعد في فتح الباب أمام هذا الفرد لتلقي الدعم لتطوير هذه المهارة.

بصفتي أحد الوالدين، عندما أفكر في الخيال واللعب الخيالي أفكر في الأصدقاء الخياليين، يعد اللعب الخيالي جانبًا أساسيًا من جوانب التطور، فهو يوفر الوقت والمساحة التي يحتاجونها الأفراد لاختبار الأدوار والتفاعلات الاجتماعية المختلفة وتطوير وفهم كيفية عمل الأدوار الاجتماعية.

بالنسبة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يجدون صعوبة في اللعب التظاهري، قد تكون فرصة التفاعل وتعلم هذه الأدوار المختلفة وكيفية عملها في المجتمع محدودة، وهذا بدوره قد يؤثر على خيالهم الاجتماعي وتطورهم بسبب قلة الفرص.

ما يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية فعله

كما هو الحال مع أي شيء، فإن أفضل إجراء هو البدء بالقيام بشيء ما، البدء بتغيير صغير واحد قد يستمتع به الفرد.

إن معرفة الاهتمامات الخاصة لدى الأفراد والاستفادة منها قد يكون مصدر الإلهام الذي يحتاجونه، كما قد يكون من المفيد أيضًا وضع خطة تتضمن أهدافًا للتركيز عليها لبناء مهارات مختلفة وتقديم هذه الفرص للأفراد.

وقد يكون هناك أيضًا فريق خاص لاضطراب طيف التوحد متخصص في اللعب الخيالي أو الرمزي أو توسيع التفكير الإبداعي أو العديد من المجالات الأخرى.

لقد شاهدت مجموعات اجتماعية خاصة بالأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والتي لها أهداف مختلفة، مثل: زيادة التفاعل مع الآخرين وتعلم كيفية بدء المحادثة والحفاظ عليها والاستمتاع أثناء القيام بذلك.

إحدى المجموعات قامت بعرض كوميدي في متجر لبيع الآيس كريم/الحلوى، وعندما حان وقت مشاركة الجمهور تطلبت بعض التحديات التفكير الإبداعي وحل المشكلات.

إن هذه العناصر اجتمعت وجعلت المشاركة والتعلم أكثر متعة للجمهور، إن إضافة الإبداع إلى المشاريع العلاجية يمكن أن يفعل الكثير من الأشياء الرائعة لدى الأفراد، بما في ذلك مساعدتهم في العثور على طريقتهم الخاصة الإبداعية في القيام بالأشياء.

اللعب الحسي والخيالي  

يمكن أن تشكل العديد من الأشياء المختلفة مصدر تشتيت في أي يوم لأي فرد، والمضايقات البسيطة قد تكون مشكلة كبيرة بالنسبة للأفراد الذين لديهم مشاكل حسية.

عندما يتم تهيئة البيئة مع الاعتراف بالمشاكل الحسية المحتملة، فقد يعني ذلك الكثير بالنسبة للأفراد الذين لديهم مشاكل حسية، خاصة إذا كان من المتوقع حدوث تعلم وتطوير للمهارات.

إن التفكير فيما يفضلونه الأفراد أو الذي لا يفضلونه قد يساعد في تطوير اللعب الحسي إلى جانب اللعب الخيالي، وقد يشمل ذلك الملابس ذات الملمس المتنوع التي يرتدونها الأفراد، أو اللعب بالطين أثناء قراءة القصص، أو صنع وصفة من كتاب كانوا الأفراد ينظرون إليها، هناك العديد من الأشياء المختلفة التي يمكن القيام بها.

لماذا هذا مهم؟

عندما يتعلق الأمر بالأفراد ذوي اضطرابات طيف التوحد، فإن الخيال واللعب التظاهري قد يشكلان تحديًا لبعضهم، يجب أن يكون لدى الآباء أو مقدمي الرعاية خطة تساعد على خلق بيئة تشعر الأفراد بالراحة،

إن معرفة ما يحتاجه الأفراد للتطور اجتماعيًا ونمائيًا يمكن أن يكون بداية رائعة، يمكن للأخصائيين الآخرين أيضًا المساعدة في تقديم ما يحتاجونه الأفراد للتطور.

كل شيء يبدأ بالقيام بشيء ما يمكن أن يكون هذا الشيء بسيطًا مثل: إضافة اللعب الحسي أثناء وقت القصة، أو توفير أدوات اللعب التظاهرية ذات ملمس وأوزان مختلفة، وما إلى ذلك.

يعرف الآباء أطفالهم بشكل أفضل ومن الممكن أن يفهموا احتياجاتهم ويطلبوا الدعم عند الضرورة، يمكن للآباء ومقدمي الرعاية القيام بتطوير وتقوية الخيال لدى الأفراد.

الأسئلة الشائعة

س: هل يعتبر ضعف القدرة على الخيال أحد أعراض اضطراب طيف التوحد؟

ج: قد يظهر على الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد اختلافات في اللعب الخيالي والإبداع، ولكن من المهم ملاحظة أن ضعف القدرة على الخيال ليس من الأعراض الشائعة لاضطراب طيف التوحد، وفي حين أن التعبير عن الخيال قد يكون نادر  إلا أن العديد من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم طرق تفكير إبداعية.

س: كيف يؤثر اضطراب طيف التوحد على اللعب الخيالي عند الأفراد؟

ج: يمكن أن يؤثر اضطراب طيف التوحد على اللعب الخيالي عند الأفراد على قدرتهم على المشاركة في سيناريوهات تخيلية، مما يؤدي غالبًا إلى اللعب بألعاب نمطية ومتكررة كثيرًا أو حرفية، قد تساهم صعوبة التواصل الاجتماعي وتفضيلهم للروتين في ظهور صعوبات في الإبداع والمشاركة في اللعب الخيالي بشكل عفوي.

س: هل هناك نقاط قوة أو صعوبات محددة في الخيال مرتبطة باضطراب طيف التوحد (ASD)؟

ج: يمكن للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد أن يكونوا جيدين حقًا في بعض الأمور الخيالية، مثل: الاهتمامات المميزة، ومع ذلك قد يجدون صعوبة في التفكير بمرونة أو فهم الأفكار المجردة مما يدل على أن القدرات الخيالية يمكن أن تختلف كثيرًا عند الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد.

س: كيف يمكن للآباء والمعلمين تطوير ودعم الخيال لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟

ج: يمكن للآباء والمعلمين مساعدة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد على تطوير خيالهم من خلال إنشاء أنشطة تخيلية منتظمة ومنظمة بناءً على اهتمامات الأفراد، إن توفير بيئة داعمة وغير ناقدة تشجع على الإبداع، إلى جانب استخدام  الوسائل البصرية والعناصر الحسية يمكن أن يعزز المشاركة والتواصل لدى هؤلاء الأفراد.

المرجع : 

https://www.autismparentingmagazine.com/autism-and-imagination/