ماهي العبارات المتكررة ؟
ترجمة: أ. شروق السبيعي
العبارات المتكررة هي تكرار أو قراءة سطور من الأفلام أو البرامج التلفزيونية أو الكتب أو كلمات تم سماعها من قبل أشخاص آخرون، غالبًا ما يستخدم الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد العبارات المتكررة كشكل من أشكال التواصل، ويمكن أيضًا استخدامها كمحفز للاستمتاع أو المساعدة في تنظيم الحواس.
ما هي العبارات المتكررة؟
يمكن أن يكون تكرار الكلام شكلاً من أشكال المصاداة ونعني بالمصاداة تكرار للكلمات أو الأصوات التي تم سماعها ويمكن أن تكون فورية أو متأخرة، المصاداة الفورية هي تكرار الكلمة أو العبارة بعد سماعها مباشرة، و المصاداة المتأخرة هي تكرار الكلمة أو العبارة في وقت لاحق، غالبًا العبارات المتكررة مثالاً على المصاداة المتأخرة.
يُطلق على العبارات المتكررة أيضًا “لغة الأفلام” أو “لغة التلفزيون” لأنه شائع تكرار سطور من الأفلام أو البرامج التلفزيونية عند العبارات المتكررة ، يمكن لبعض الذين يستخدمون العبارات المتكررة حفظ أجزاء كبيرة من أفلامهم أو برامجهم المفضلة وتكرار مشاهد كاملة أو فقرات كبيرة من الحوار بسهولة، على الرغم من أن العبارات المتكررة تُصنف أحيانًا على أنها غير فعالة إلا أنه إذا نظرنا إليها من خلال عدسة التنوع العصبي، يمكن اعتبار العبارات المتكررة مهارة مفيدة تدل على ذاكرة ممتازة والقدرة على الاستفادة من سجل ذهني كبير فيه عبارات محفوظة.
من يستخدم العبارات المتكررة؟
إن العبارات المتكررة أمر شائع عند الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وخاصة أولئك الذين يستخدمون لغة الجشطالت، إن معالجة اللغة الجشطالتية هي طريقة لتعلم وبناء اللغة في “قطع” كبيرة، على عكس الكلمات المنفردة، الأشخاص الذين يستخدمون لغة التحليل يتعلمون كلمة واحدة في كل مرة ثم يقومون ببناء عباراتهم من خلال وضع هذه الكلمات معًا كما لو كانت “كتل بناء”، يتعلم الأشخاص الذين يستخدمون لغة الجشطالت اللغة في عبارات أو جمل، ثم يستخدمون هذه القطع من اللغة كوحدة واحدة، ولأن اللغة غالبًا ما يتم تعلمها واستيعابها في جمل كاملة فقد يبدو أن متعلمي لغة الجشطالت لديهم قواعد نحوية أكثر تعقيدًا أو تفوق أعمارهم.
البعض يستخدم العبارات المتكررة خارج مجتمع اضطراب طيف التوحد كوسيلة للتواصل الاجتماعي، هناك عبارة متكررة اجتماعية تستخدم عادةً في الحياة اليومية عند تبادل التحية، مثل: مرحبا، كيف حالك ؟ ، يمكن أن تكون العبارات المتكررة الاجتماعية عبارة عن تلك العبارات التلقائية المستخدمة للتواصل والتواصل السريع، قد يحفظ الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد ويتبنون ويستخدمون مجموعة واسعة من النصوص الاجتماعية كوسيلة للتعامل في التفاعلات الاجتماعية.
لماذا يستخدم الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد العبارات المتكررة؟
من المهم أن ندرك أن العبارات المتكررة هي شكل صحيح للتواصل والتعبير، حتى وإن لم يفهمها المستمع في بعض الأحيان، يمكن أن تخدم العبارات المتكررة عدة أغراض للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
تبسيط التواصل
إن أحد الاستخدامات الأساسية للعبارة المتكررة هو التواصل، فالعبارات المتكررة المستخدمة في المحادثة يمكن أن تسهل التواصل من خلال تقديم جمل أو فقرات جاهزة للتعبير عن أفكار الأشخاص، وبالنسبة للعديد من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد فإن التحدث عن الأفكار قد يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة، أو قد يكون في بعض الأحيان صعبًا للغاية، إن استخدام نص وتوظيف عبارات أو حتى فقرات سمعها شخص ما من قبل سواء في فيلم أو على شاشة التلفزيون أو من شخص آخر يمكن أن تنقل ترجمة مفيدة وفورية للأفكار إلى كلمات يمكن أن تكون مفيدة للاستخدام في التواصل مع الحفاظ على الطاقة أيضًا.
التواصل الاجتماعي
قد يستخدم الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد أيضًا العبارات المتكررة كطريقة فعّالة وممتعة للتواصل والتفاعل مع بعضهم البعض، بالنسبة لبعض الأشخاص ذوي التنوع العصبي قد يكون تبادل السطور المألوفة من فيلم أو برنامج تلفزيوني مفضل طريقة مفضلة للتواصل وقضاء الوقت معًا.
الإخفاء
يمكن أن يكون استخدام العبارات المتكررة كشكل من أشكال “إخفاء” سمات اضطراب طيف التوحد لدى الأشخاص في محاولة للاندماج وعدم ملاحظة اختلافهم، يمكن لأي شخص ذو اضطراب طيف التوحد استخدام الإخفاء، ولكنه قد يكون شائعًا بشكل خاص بين الإناث ذوي اضطراب طيف التوحد واللاتي قد يستخدمن الملاحظة وتقليد الآخرين لإخفاء سمات اضطراب طيف التوحد، لهذا السبب يميلون الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد إلى عدم التعرف على هويتهم وعدم تشخيصهم وتشخيصهم بشكل خاطئ لفترات طويلة، وقد لا يتم تشخيصهم حتى مرحلة البلوغ وقد يستحيل ذلك.
التحفيز
يمكن استخدام العبارات المتكررة كنوع من التحفيز، وهو اختصار لـ “السلوك التحفيز الذاتي”، يجد بعض الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد أن نطق السطور من الأفلام أو التلفزيون أمر ممتع أو مهدئ، سواء من خلال التجربة الحسية الداخلية المتمثلة في نطق الكلمات والعبارات، أو من خلال سماع الكلمات أو العبارات المنطوقة بصوت عالٍ، يمكن أن يكون التحفيز ممتعًا كما أنه أداة مفيدة للتنظيم الذاتي وتهدئة الذات وإدارة المدخلات الحسية للبيئة لتجنب الشعور بالإرهاق، يعد التحفيز جزءًا مهمًا من حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وهو ضروري للتنظيم والتركيز والحفاظ على التوازن.
أمثلة على العبارات المتكررة الخاصة باضطراب طيف التوحد
عندما يستخدم شخص ذو اضطراب طيف التوحد النصوص يمكن أن تكون النصوص واضحة وسهلة التعرف عليها مثل الموجودة في فيلم أو يمكن دمجها في المحادثة بطريقة قد لا يدرك المستمع حتى أن النصوص موجودة، بالنسبة لبعض الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يستخدمون النصوص فقد لا يكررون الكلمات من الفيلم أو البرنامج التلفزيوني فحسب، بل قد يتبنون أيضًا اللهجة وأنماط الكلام والسلوكيات وغيرها من خصائص الشخصية التي تم مشاهدتها، في الأساس قد “يصبح” نفس الشخصية مؤقتًا أثناء نطق السطور، بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يستخدمون النصوص قد يكونون قادرين على “رؤية” أو “سماع” المصدر الأصلي للحوار في مخيلتهم في نفس الوقت أثناء نطق السطور.
عندما يتم دمج النصوص بسلاسة في المحادثة فقد تكون متوافقة مع ما “يتوقع” المستمع سماعه، على سبيل المثال: إذا سأل شخص ما كيف حاله اليوم؟ واستعار ذلك الشخص سطر من فيلم Pippi Longstocking “كما يمكن توقعه!” فإن النص يتطابق إلى حد ما مع ما قد يتوقع المستمع سماعه، وقد يمر دون أن يلاحظه أحد باعتباره نصًا، أو قد يرد الشخص بشيء قد يتضح على أنه نص، مثل “نحن آسفون – يجب تقديم جميع الأسئلة كتابيًا” (ويلي ونكا)، والذي قد يقع خارج الردود التي يتوقعها السائل،مع ذلك قد ينقل شعورًا أو احساسًا يرغب المتحدث في التعبير عنه.
من المهم أن نتذكر أن المعنى الذي ينوي كاتب النص نقله قد يكون مختلفًا تمامًا عن المعنى الحرفي للكلمات نفسها، قد يستخدم الشخص ذوي اضطراب طيف التوحد أيضًا النصوص المكتوبة كحافز مع المحادثة في نفس الوقت، ولكن دون أن يقصد أن تكون النصوص جزءًا من المحادثة نفسها عندما يتم استخدام النصوص المكتوبة كحافز، فقد يقرأ الشخص النصوص لنفسه فقط قد يتم تكرار نفس النص عدة مرات لأنه ممتع عند قوله أو سماعه أو قد يكون من المريح تكراره.
خيارات العلاج والدعم
لا يتطلب اضطراب طيف التوحد في حد ذاته أي علاج على الإطلاق، ولكن هناك مجالات مشتركة قد يستفيد منها بعض الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد من الدعم.
علاج النطق
أحد المجالات التي قد يكون الدعم فيها مفيدًا في بعض الأحيان هو النطق واللغة والتواصل، وبالتالي فإن طلب الدعم من أخصائي أمراض النطق واللغة المرخص قد يكون مفيدًا، نظرًا لأن العبارات المتكررة هي اشارة على معالجة اللغة الجشطالتية، فمن المفيد البحث عن أخصائي أمراض النطق واللغة قادر على معالجة اللغة الجشطالتية، وكيفية دعم معالجة اللغة الجشطالتية على أفضل وجه لتعمل مع طرق التواصل طبيعية أكثر.
وسائل أخرى للتواصل
من المهم أيضًا أن نتذكر أن التواصل ليس بالضرورة الكلام المنطوق هو الهدف النهائي وبالتالي فإن العديد من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يستفيدون أيضًا من استخدام وسائل إضافية تساعدهم على التواصل بما في ذلك لغة الإشارة وجهاز التواصل المعزز والمساعد (AAC) وبطاقات الصور أو الكتابة، يمكن أن تكون وسائل التواصل البديلة هذه مفيدة للغاية وضرورية للأشخاص الذين قد يجدون أن الكلام المنطوق مرهق أو يحتاجون إلى طاقة أكبر مما قد يكون متاحًا لهم في لحظة معينة، عند دعم شخص ذو اضطراب طيف التوحد من المفيد للغاية استخدام وسيلة للتواصل الأكثر راحة له.
العلاج الوظيفي
هناك دعم آخر يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وهو العلاج الوظيفي، يمكن للأخصائي العلاج الوظيفي أن يساعد في تسهيل فهم أي اختلافات أو احتياجات حسية قد تكون موجودة، ثم إنشاء نظام حسي للمساعدة في ضمان تلبية الاحتياجات الحسية للأشخاص، يمكن لأخصائيين العلاج الوظيفي أيضًا المساعدة في أنشطة الحياة اليومية (ADLs)، والتنظيم العاطفي، والمهارات الحركية الدقيقة.
العلاج النفسي لدعم مشاعر التوتر والمخاوف الأخرى
يمكن أن تكون الاستشارة أو العلاج النفسي أيضًا تدخل مفيدًا للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين قد يرغبون في الحصول على الدعم فيما يتعلق بمشاعر التوتر أو القلق أو الاكتئاب أو الإرهاق أو التحولات الحياتية أو أي مشاكل أخرى تتعلق بالصحة النفسية، يمكن أن يقدم العمل مع أخصائي اضطراب طيف التوحد أو التنوع العصبي أو التأكيد على التنوع العصبي مساحة مفيدة وداعمة لاستكشاف أي صراعات أو صعوبات أو مخاوف أو استكشاف نقاط قوتهم.
كما هو الحال مع أي نوع من أنواع العلاج، يجب أن يكون الهدف دائمًا هو تحديد ودعم احتياجات الشخص ذو اضطراب طيف التوحد، وليس محاولة تغييرها لتبدو أكثر طبيعية، الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم طريقتهم الخاصة في أن يكونوا موجودين والتعبير عن أنفسهم والتواصل، يمكن أن يكون القبول الحقيقي أحد أهم العناصر لدعم الصحة العامة وراحة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
الفكرة النهائية
إن العبارات المتكررة هي أداة مفيدة للتواصل والتنظيم الذاتي والاستمتاع، وهي تُستخدم بشكل متكرر بين الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، ومع زيادة المعرفة والفهم للعبارة المتكررة، أصبح من الشائع الاعتراف بها كجزء فريد ومميز ومهم من ثقافة اضطراب طيف التوحد.
المرجع:
https://www.choosingtherapy.com/scripting-autism/