تأثير اضطراب طيف التوحد على المشاعر
ترجمة: أ. شروق السبيعي
يشعر الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد بكافة المشاعر تمامًا مثل أي شخص آخر، لكنهم قد يجدون صعوبة في فهم هذه المشاعر والتعبير عنها، إن احد الأعراض التي غالبًا ما تصاحب اضطراب طيف التوحد هي عدم القدرة على التعبير عن المشاعر، ومن الصعب مواجهة هذه المشاعر.
المشاعر
إن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يشعرون بالفرح والحزن والحب والغضب وجميع المشاعر وقد تبدو طريقتهم في إظهار وفهم هذه المشاعر مختلفة بعض الشيء عن الذي اعتدتم عليه.
إن المشاعر عميقة، وتختلف مشاعر كل شخص سواء كان من ذوي اضطراب طيف التوحد أو لا، لا يضع اضطراب طيف التوحد حدًا للمشاعر التي يمكن أن يشعر بها الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
تأثير عدم القدرة على التعبير عن المشاعر
يؤثر عدم القدرة على التعبير عن المشاعر “عدم وجود كلمات للتعبير عن المشاعر” على حوالي نصف الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، مقارنة بنحو 10% فقط من عامة السكان، وهذه الحالة تجعل من الصعب فهم المشاعر والتحدث عنها.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر في حد ذاته هو الذي يعبث بالإدراك الداخلي للمشاعر وليس اضطراب طيف التوحد، وهذا يجعل من الصعب على الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد التعبير عن مشاعرهم وإدارة سلوكياتهم.
ومن المثير للاهتمام بينت الأبحاث أن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يعبرون عن مشاعرهم لديهم مستويات طبيعية من التعاطف مع الآخرين، وعلى الجانب الآخر فإن الأشخاص الذين لايعبرون عن مشاعرهم سواء كانوا من ذوي اضطراب طيف التوحد أو لا، غالبًا مستوى تعاطفهم بالآخرين منخفض، وهذا يشير إلى أن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر هو السبب الحقيقي وراء عدم التعاطف مع الآخرين.
بالنسبة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين لا يعبرون عن مشاعرهم لا تعتقدون أنهم غير مهتمين، هم يشعرون بعمق و يهتمون بمشاعر الآخرين ولكن قد تكون طرق إظهار المشاعر والتي يقوم بها الأشخاص الطبيعين أمرًا صعبًا عليهم، إن فهم هذه الصعوبات المشاعرية يمكن أن يساعدنا في خلق بيئة أكثر تعاطفاً ودعماً للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
التعاطف واضطراب طيف التوحد
التعاطف أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بفهم مشاعر الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وعلى الرغم مما قد يعتقده البعض فإن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يشعرون بكافة المشاعر البشرية، وقد تتأثر قدرتهم على التعبير عن هذه المشاعر وفهمها لعوامل مثل: عدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
مستويات التعاطف مع الآخرين
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يعبرون عن مشاعرهم لديهم مستويات طبيعية من التعاطف مع الآخرين، والتعاطف هو فهم مشاعر الآخرين ومشاركة المشاعر مع الآخرين، وفي حين قد يواجه بعض الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعامل مع العلاقات الاجتماعية والتواصل غير اللفظي وإن قدرتهم على التعاطف قد تكون قوية مثل أي شخص آخر.
من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي عدم القدرة على التعبير عن المشاعر إلى إنخفاض مستوى التعاطف مع الآخرين، سواء كانوا الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد أو لا، حوالي نصف الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد هم غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم، مقارنة بنحو 10% فقط من عامة السكان.
تأثير عدم القدرة على التعبير عن المشاعر
إن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر يمكن يؤثر على الإدراك الداخلي مما يجعل من الصعب على الأشخاص فهم مشاعرهم في ذات اللحظة، وهذا قد يجعل من الصعب التحكم بالسلوكيات بشكل فعال، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر هو الذي يؤثر حقًا على الإدراك الداخلي وليس اضطراب طيف التوحد.
حتى مع عدم القدرة على التعبير عن المشاعر، إن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يهتمون بمشاعر الآخرين ويتفاعلون ولكن تكمن الصعوبة في التعبير عن هذه المشاعر بطرق قد تختلف عما يتوقعه الأشخاص الطبيعين، إن إدراك هذه الاختلافات وتقديم الدعم يمكن أن يساعد الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في التعامل مع تجاربهم المشاعرية.
إن فهم التعاطف وتأثير عدم القدرة على التعبير عن المشاعر يمكن أن يساعدنا في خلق بيئة أكثر شمولاً وداعمة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، و يمكننا مساعدتهم في تطوير فهم مشاعرهم والتعبير عنها من خلال معرفة قدراتهم المختلفة.
صعوبة التعبير عن المشاعر
قد يجد الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، وقد تظهر هذه الصعوبات بطرق مختلفة مما يؤثر على كيفية إظهار مشاعرهم والاستجابة للآخرين، إن فهم هذه الصعوبات هو المفتاح لخلق بيئة داعمة.
إظهار المشاعر
بالنسبة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد قد يكون إظهار المشاعر بطرق يفهمها الأشخاص الطبيعيين أمرًا صعبًا عليهم، وقد يكون هذا بسبب عدم القدرة على التعبير عن المشاعر، والذي يؤثر على حوالي نصف الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، ويجعل عدم القدرة على التعبير عن المشاعر من الصعب فهمها والتحدث بها.
قد يجد الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد والأشخاص الطبيعيين صعوبة في التعبير عن مشاعرهم من خلال تعابير الوجه أو لغة الجسد أو نبرة الصوت وقد يؤدي هذا إلى سوء الفهم ويجعل العلاقات العاطفية أكثر صعوبة، ولكن تذكروا أنهم ما زالوا يشعرون بعمق ويهتمون بمشاعر الآخرين.
الاهتمام وردود الأفعال
على الرغم من الصعوبات التي يواجهونها الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في إظهار مشاعرهم، إلا أنهم يهتمون بمشاعر الآخرين ويستجيبون لها ومن الخرافات الشائعة أنهم غير متعاطفين، فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يعبرون عن مشاعرهم لديهم مستويات طبيعية من التعاطف، أما الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين لا يعبرون عن مشاعرهم سواء كانوا من ذوي اضطراب طيف التوحد أو غير المشخصين به فقد يكون مستوى التعاطف منخفض.
حتى لو كان تعبيرهم عن مشاعرهم لا يتوافق مع المعايير المجتمعية فإن مشاعرهم صحيحة، إن التعرف على استجاباتهم العاطفية واحترامها يمكن أن يساعد في خلق بيئة داعمة.
إن فهم صعوبة التعبير عن المشاعر أمر بالغ الأهمية لتعزيز التعاطف والقبول، ومن خلال تقديم الدعم والفرص البديلة للتعبير يمكننا مساعدة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد على تجاوز رحلتهم العاطفية بثقة.
تنظيم المشاعر في اضطراب طيف التوحد
يعد تنظيم المشاعر أمرًا بالغ الأهمية لراحة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث أن صعوبة تنظيم المشاعر يمكن أن تؤدي إلى مشاكل مثل: إيذاء الذات ومشاكل التواصل الاجتماعي.
سلوكيات إيذاء الذات
غالبًا توجد علاقة بين صعوبة تنظيم المشاعر وسلوكيات إيذاء الذات عند الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، يمكن أن تكون نوبات الغضب والعدوانية وإيذاء الذات إشارات على صعوبة إدارة المشاعر استجابة للتوتر، إن هذه السلوكيات ليست متعمدة ولكن بسبب صعوبة إدارة المشاعر.
توجد تدخلات يمكن أن تساعد على تنمية مهارة تنظيم المشاعر، مثل: التأمل والاسترخاء والتقبل أظهرت نتائج واعدة في علاج تنظيم المشاعر واضطراب القلق، ومع ذلك فإن التدخل الفردي هو المفتاح، حيث تختلف الاستراتيجيات لدى كل شخص.
صعوبة التواصل الاجتماعي
أيضًا يمكن أن تؤثر صعوبة التواصل الاجتماعي على تنظيم المشاعر، إن الصعوبة في عدم فهم الإشارات الاجتماعية وضعف التواصل والصعوبة في إدراك المشاعر يمكن أن تساهم في صعوبة تنظيم المشاعر، هناك رابط قوي بين تنظيم المشاعر والتواصل الاجتماعي حيث يؤثر كل منهما على الآخر.
إن إدراك هذه الصعوبات أمر بالغ الأهمية لتقديم الدعم المناسب، ومن خلال تحديد الإستراتيجيات للتعامل مع سلوكيات إيذاء الذات وصعوبة التواصل الاجتماعي، يمكننا تعزيز الراحة النفسية للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
صعوبة التعامل مع المشاعر
قد يواجه الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعرف على المشاعر وفهمها، مما قد يؤثر على صحتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية، يمكن أن تؤدي صعوبة التعامل مع المشاعر إلى صعوبة تحديد المشاعر والتعبير عنها.
التعرف على المشاعر
إن أحد الصعوبات الرئيسية هو التعرف على المشاعر والتمييز بينها، وقد يكون هذا بسبب عدم القدرة على التعبير عن المشاعر أو الصدمة أو الانفصال عن المشاعر من اجل الحماية.
الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الغير قادرين على التعرف على مشاعرهم قد يجدون صعوبة في فهم مشاعرهم وقد يؤدي هذا إلى الإحباط وصعوبة التعبير عن المشاعر بشكل فعال.
فهم المشاعر
إن فهم المشاعر قد يكون صعبًا أيضًا بالنسبة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، و عدم القدرة على التعبير عن المشاعر هو الذي يساهم في عدم القدرة على فهم المشاعر والاتصال بها، وهو موجود لدى حوالي نصف الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
قد يؤدي هذا إلى صعوبة تعامل الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في المواقف الاجتماعية وبناء العلاقات، كما قد يؤدي أيضًا إلى عدم تنظيم المشاعر مثل: الانغلاق أو نوبات الغضب.
رغم أن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يواجهون صعوبة في التعامل مع المشاعر إلا أنهم يشعرون بالمشاعر الإنسانية، إنهم فقط يحتاجون إلى الدعم والتدخل لتطوير مهاراتهم في إدراك مشاعرهم وتنظيمها.
ضعف الإدراك في اضطراب طيف التوحد
غالبًا ما يواجه الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد ضعفًا إدراكيًا يؤثر على حياتهم اليومية بما في ذلك مشاعرهم، وهناك مجالان رئيسيان لهذا الضعف: ضعف الإدراك العصبي وضعف الإدراك الاجتماعي.
ضعف الإدراك العصبي
يشمل الإدراك العصبي: الإدراك والانتباه والذاكرة وإدارة المهام، وهذه المجالات قد تكون لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وخاصة إدارة المهام، تساعد هذه المهام في التخطيط والتنظيم وحل المشاكل واتخاذ القرار.
يمكن أن يؤثر ضعف إدارة المهام على تنظيم المشاعر والتفاعلات الاجتماعية والسلوك التكيفي، ويمكن أن تؤدي الصعوبة في التخطيط والتنظيم إلى صعوبة الاستجابة للمواقف العاطفية بشكل فعال.
ضعف الإدراك الاجتماعي
يتعلق الإدراك الاجتماعي بفهم الإشارات الاجتماعية والمشاعر والنوايا وغالبًا ما يواجه الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في هذا المجال، بما في ذلك الصعوبة في إدراك نظرية العقل (فهم أفكار الآخرين ونواياهم) وإدراك المشاعر.
يمكن أن تؤثر هذه الصعوبات على الفهم والتعاطف وقد يواجه الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعرف على مشاعر الآخرين وتفسيرها، مما يجعل العلاقات الاجتماعية صعبة.
يمكن أن تساعد برامج العلاج المعرفي في معالجة هذه الصعوبات، يركز العلاج المعرفي على تحسين المرونة المعرفية والذاكرة العاملة والقدرة على التخطيط، بينت الدراسات أن العلاج المعرفي يمكن أن يعزز المهارات الإدراكية والأعراض لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
إن الجمع بين برامج العلاج المعرفي الاجتماعي وغير الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل، ومن خلال استهداف هذه الصعوبات الإدراكية يمكن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد تطوير تنظيم مشاعرهم وتفاعلهم الاجتماعي.
إن فهم هذه الصعوبات الإدراكية أمر بالغ الأهمية لتطوير تدخلات فعّالة، ومن خلال معالجة هذه الصعوبات يمكننا تعزيز الراحة النفسية وتحسين جودة حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
العلاج المعرفي في اضطراب طيف التوحد
العلاج المعرفي هو نهج علاجي يهدف إلى خفض العجز المعرفي من خلال التمارين والتعزيز الإيجابي، ورغم أن الأبحاث حول العلاج المعرفي للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد لا تزال جديدة إلا أنها مبشرة بالخير.
العلاج المعرفي
العلاج المعرفي (CRT) هو أحد التدخلات المستخدمة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، و يتضمن المرونة المعرفية والذاكرة العاملة والتخطيط، ووجدت الأبحاث أن العلاج المعرفي يمكن أن يحسن القدرات الفكرية والمرونة الإدراكية والذاكرة العاملة والأعراض السريرية والأداء المدرسي للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
الهدف منه هو مساعدة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد على تطوير وتعزيز مهاراتهم الإدراكية وتطوير أدائهم العام وجودة حياتهم، من خلال تقديم تمارين منظمة تستهدف المجالات الإدراكية المتعلقة باضطراب طيف التوحد، ويهدف أيضًا إلى تعزيز القدرات الإدراكية وتعزيز السلوكيات التكيفية.
البرامج الاجتماعية وغير الاجتماعية
إن الجمع بين العلاج المعرفي والبرامج الاجتماعية وغير الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل، هناك علاقة قوية بين إدارة المهام وقدرات الإدراك الاجتماعي لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، إن معالجة كلا المجالين في وقت واحد يمكن أن يكون مفيدًا.
تركز البرامج غير الاجتماعية على المهارات الإدراكية الأساسية مثل: الانتباه والذاكرة وحل المشكلات، تساعد هذه البرامج الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد على تطوير الاستراتيجيات الإدراكية بشكل أفضل وتطوير الأداء العام، وتركز برامج العلاج الاجتماعية على تعزيز قدرة الإدراك الاجتماعي مثل: فهم الإشارات الاجتماعية والتعرف على المشاعر تهدف هذه البرامج إلى تطوير المهارات الاجتماعية وتعزيز التفاعل الاجتماعي والتواصل بشكل أفضل.
ومن خلال الجمع بين كلا النوعين من البرامج يمكن للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الاستفادة من نهج شامل يستهدف العجز المعرفي في مختلف المجالات مما يؤدي إلى تطوير الأداء الإدراكي والنتائج الاجتماعية.
قد تختلف فعالية برامج العلاج المعرفي من فرد إلى آخر، ومن الأهمية بمكان تصميم التدخل بما يتناسب مع الاحتياجات والقوة المحددة للشخص، مع مراعاة ملفه المعرفي الفريد وأهدافه.
بشكل عام، تقدم برامج العلاج المعرفي مثل: العلاج المعرفي السلوكي طرقًا واعدة لمعالجة العجز المعرفي لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، من خلال استهداف مجالات إدراكية محددة والجمع بين الأساليب الاجتماعية وغير الاجتماعية، تهدف هذه البرامج إلى تعزيز المهارات الإدراكية وتطوير الأداء العام.
المضاعفات السلوكية في اضطراب طيف التوحد
يأتي اضطراب طيف التوحد مصحوبًا بتحديات سلوكية مختلفة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، ومن بين المشاكل الشائعة صعوبة التواصل والمشاكل الحسية.
صعوبة التواصل
غالبًا ما يواجه الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة كبيرة في التواصل، سواء تواصل لفظي أو غير لفظي، وقد تشمل هذه الصعوبات تأخر تطور اللغة وصعوبة نطق الكلام وصعوبة الحفاظ على المحادثات، وقد يكرر البعض الكلمات أو العبارات دون فهمها بشكل كامل (المصاداة)، وقد يكون لديهم صعوبة في فهم اللغة واستخدامها بشكل هادف.
المشاكل الحسية
تعد المشاكل الحسية سمة شائعة أخرى في اضطراب طيف التوحد وقد يواجه الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد من حساسية عالية أو حساسية منخفضة للمدخلات الحسية، يمكن أن تؤدي الحساسية العالية إلى ردود فعل قوية تجاه الصوت أو الضوء أو الملمس أو الروائح أو التذوق أو اللمس ويمكن أن تؤدي الحساسية المنخفضة إلى صعوبة في حجب الأصوات الخلفية أو البحث عن تجارب حسية قوية أو عدم القدرة على الإحساس بالألم أو تغيير درجة الحرارة.
يمكن أن تؤثر هذه المشاكل على الحياة اليومية بشكل كبير، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أو الضيق في بيئات معينة. يمكن أن يساعد الدعم المناسب وتقديم التسهيلات في التعامل مع هذه الصعوبات الحسية.
إن فهم هذه المضاعفات السلوكية ومعالجتها أمر بالغ الأهمية لدعم الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وتعزيز راحتهم، ومن خلال التعرف على صعوبة التواصل والمشاكل الحسية وفهمها يمكننا خلق بيئة داعمة وشاملة.
المرجع: