الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

اضطراب طيف التوحد وسلوك ضرب الرأس

pexels vlada karpovich 4617310

اضطراب طيف التوحد وسلوك ضرب الرأس 

ترجمة: أ. سارة العبودي

يعد سلوك ضرب الرأس أحد الأعراض الشائعة في اضطراب طيف التوحد، يتوقف سلوك الضرب لدى بعض الأطفال قبل الذهاب إلى المدرسة وقد يستمر البعض الآخر في المعاناة لسنوات، وقد أظهرت الدراسات أن ما يقارب 30% من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يؤذون أنفسهم ويظهرون سلوكيات مثل: ضرب الرأس وقرص أنفسهم، وهذا لا يضر فقط الأطفال بل أمر مثير للقلق لدى الآباء ولكل من يعتني بهم.

هل يمكن أن يؤدي سلوك ضرب الرأس إلى تلف الدماغ؟

بالنسبة للآباء الذين لديهم أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، فإن ضرب الرأس يمكن أن يكون مصدر قلق كبير، حيث يُخشى أن يؤدي ذلك إلى تلف الدماغ، نادرًا ما يتأثر الأطفال دون سن 3 سنوات بشدة على المدى الطويل بسبب ضرب الرأس, ومع ذلك مع تقدمهم في السن تزداد مخاطر التعرض لأضرار طويلة الأمد, يجب عرض الأطفال الذين من الممكن أن يتسببوا بإصابات على أخصائي حيث يمكنه اقتراح خطة علاج سلوكية للتخفيف من هذه السلوكيات المسببة للأذى الشديد.

لماذا يقوم الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد بسلوك ضرب الرأس؟

هناك أربعة أسباب رئيسية تدفع الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد إلى القيام بسلوك ضرب الرأس، ويمكن تحديد هذه الأسباب على النحو التالي:

  1. مشاكل المعالجة الحسية
  2. تخفيف الألم
  3. الشعور بالإحباط
  4. الحاجة إلى الاهتمام

1. مشاكل المعالجة الحسية

إن ضرب الرأس يمثل مشكلات في المعالجة الحسية والتي تنشأ إما عن عجز حسي أو زيادة في التحميل الحسي، قد يبدأ الأطفال في ضرب رؤوسهم عندما يكون الجهاز العصبي غير محفز بشكل كافٍ، على سبيل المثال: قد يكون هناك القليل من المدخلات الحسية أو لا يوجد أي مدخلات حسية من الأنظمة الحسية وبالتالي قد يبدأ الأطفال في ضرب رؤوسهم لتحفيز نظامه الدهليزي (الذي يدير حركة وتوازن النظام الحسي) ليشعرون بتحسن.

من ناحية أخرى، قد يكون ضرب الرأس ناتجًا أيضًا عن الجهاز العصبي عندما يكون عالي الحساسية ومفرط التحفيز, لأن النواقل العصبية لديهم غير قادرة على معالجة الإحساس من حولهم، وقيامهم بسلوك ضرب الرأس يساعدهم على الشعور بمزيد من الراحة نظرًا لأن الضوضاء والمشاهد البصرية والروائح والتذوق يمكن أن تكون مرهقة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد, وضرب الرأس هو منقذ لهم لتقليل التحفيز والتركيز على الإحساس من حولهم.

الحل: توفير البدائل الحسية

 بالنسبة للأطفال الذين قد يكونون غير محفزين، يمكن للآباء تهدئتهم باستخدام:

  • الأرجوحة القماشية الملعقة.
  • كرسي هزاز/متحرك.
  • وسادة اهتزازية / دمى حيوانات محشوة / اجهزة تدليك صغيرة.

بالنسبة للأطفال الذين قد يكونون مفرطي التحفيز، يمكن للآباء تهدئتهم باستخدام:

  • سماعات إلغاء الضوضاء.
  • ألعاب حسية للعب بها.
  • بيئة أحادية اللون ذات إضاءة منخفضة.

2. تخفيف الألم

على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا بعض الشيء، إلا أن ضرب الرأس غالبًا ما يكون وسيلة لتسكين الألم وليس العكس، وذلك لأنه يصرف انتباههم عن الألم أو الانزعاج، بالإضافة إلى ذلك أظهرت الأبحاث أن السلوك المؤذي للذات يزيد من إنتاج الإندورفين، ولهذا السبب يشعر الأطفال بتأثير يشبه التخدير وبالتالي لا يشعرون بالألم أثناء ضرب رؤوسهم.

الحل: حماية البيئة

لحماية الأطفال من الأذى، يمكن:

  • استخدام الخوذة.
  • تقديم بدائل آمنة لهم (كومة من الوسائد).
  • أضف حشوة مبطنة إلى المناطق التي تجد طفلك يضرب رأسه فيها كثيرًا.

3. الشعور بالإحباط

عندما يشعرون الأطفال بمشاعر قوية أو يغضبون، يقومون ايضاً بضرب رؤوسهم لأنهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بشكل فعال من خلال الكلمات، وقد يفعلون ذلك من خلال إظهار بعض الحركات الجسدية، يعتقد المتخصصين في النمو أن الحركة المنتظمة التي تُلاحظ عند ضرب الرأس تشبه حركة التأرجح في رحم الأم ثم في أحضان مقدم الرعاية عندما يكون الطفل رضيعًا، وبالتالي فهي تجلب الراحة لهم.

الحل: تعليم الأطفال استراتيجيات التكيف والتنظيم الذاتي

لمساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، يمكن للآباء أن يحاولوا:

  • العد حتى 10 أو 20.
  • علمهم أن يأخذوا أنفاسًا عميقة عندما يشعرون بارتفاع المشاعر.
  • اقرأ القصص الاجتماعية معهم للتحدث عن مهارات السلامة.

 4. الحاجة إلى الاهتمام

في بعض الأحيان قد يكون ضرب الرأس وسيلة للأطفال لطلب الاهتمام، خاصة إذا كانوا على يقين من أن هذا سيضمن لهم الاهتمام الذي يبحثون عنه وبالتالي قد يفعلون ذلك بشكل متكرر كلما احتاجوا إلى الاهتمام حتى يحصلوا عليه.  

الحل: أعطاء الأطفال الاهتمام المطلوب، ولكن ليس عندما يضربون رؤوسهم 

فعل هذا عن طريق:

  • محاولة عدم إثارة ضجة كبيرة حول السلوك لأنه قد يعززهم.
  • عدم تأنيب أو معاقبة الأطفال على ضرب رؤوسهم لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأمور.
  • قدم لهم اهتمامًا إيجابيًا عندما لا يقومون بسلوك ضرب الرأس.

ماذا يمكنني أن أفعل لحماية طفلي من إيذاء نفسه؟

قد يكون ضرب الرأس أمرًا مروعًا في بعض الأحيان، سواء للأطفال أو للآباء، بالإضافة إلى بعض الاستراتيجيات المذكورة أعلاه، يجدر بك تجربة تمارين المقاومة واستشارة طبيب الأطفال.

تتضمن تمارين المقاومة رفع الذقن أو رفع الأوزان الخفيفة، ومن الضروري أيضًا تتبع متى يضرب الأطفال رؤوسهم وإلى أي مدى، لتحديد مقدار الألم الذي يشعرون به بعد ذلك.

يجب أيضًا إبقاء طبيب الأطفال على اطلاع دائم بالإرشادات حول كيفية مساعدة الأطفال، وإذا ساءت الأمور يمكن لطبيب الأطفال إحالتك إلى متخصصين آخرين ومجموعات دعم الآباء للحصول على مزيد من المساعدة.

بشكل عام، قد يكون ضرب الرأس مزعجًا ومثيرًا للقلق، ومع ذلك يمكن لبعض الاستراتيجيات أن تساعد الأطفال على الفور، في حين أن بعض الاستراتيجيات الأخرى أكثر قدرة على التحكم في السلوك على المدى الطويل.

المرجع:

https://spectacokids.com/autism-and-head-banging/