الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

فهم الاحتراق النفسي لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد

فهم الاحتراق النفسي لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد

فهم الإحتراق النفسي لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد

ترجمة: أ. شروق السبيعي

تناقش الدكتورة دورا رايماكر، الأستاذة المساعدة في جامعة بورتلاند ستيت، البحث الذي يستكشف تجارب الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد مع الإحتراق النفسي، ويشمل ذلك ما الذي يشعرون به الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، ولماذا يحدث هذا الإحتراق وما الذي يمكن فعله لتوقفه.

غالبًا ما يتحدث الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد عن الإحتراق النفسي كمصدر للقلق، لكن هذا الإحتراق بدأ للتو في الظهور في نقاشات أوسع، أجرت شراكة طيف التوحد الأكاديمي في البحث والتعليم (AASPIRE) دراسة نوعية لفهم وتحديد الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد بشكل أفضل (Raymaker et al. 2020)، تضمنت الدراسة مقابلات مع أشخاص بالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد وتحليل مصادر الإنترنت العامة.

تعريف الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد

ومن خلال ما تعلمناه، قمنا بإنشاء التعريف التالي للاحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد

الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد هو متلازمة ناتجة عن ضغوط الحياة المزمنة وعدم التوافق بين التوقعات والقدرات دون وجود دعم مناسب، يتميز باحتراق كامل لفترة طويلة (عادةً ما يكون لمدة 3 أشهر أو أكثر) والشعور بالإرهاق وفقدان الوظيفة وانخفاض القدرة على تحمل الضجيج.

الخصائص والتأثير 

يصف المشاركين في البحث تجربة الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد بأنه احتراق مزمن وفقدان للمهارات وانخفاض القدرة على تحمل الضجيج، كما وصفوه بأنه يؤثر على كل جزء من حياتهم ويستمر لفترات طويلة من الزمن، وقد عانى الكثيرون منهم لأول مرة من الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد أثناء مرحلة البلوغ أو التخرج من التعليم الثانوي أو في مواقف أخرى من الانتقالات والتغيرات في التوقعات النمائية. 

كان للاحتراق النفسي لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد العديد من التأثيرات السلبية على حياتهم، وسلط العديد منهم الضوء على الصعوبات التي يواجهونها فيما يتعلق بصحتهم، وخاصة صحتهم النفسية، وتحدثوا عن كفاحهم من أجل العيش باستقلالية، وفقدانهم للثقة بالنفس، والخوف من أن يكون فقدان المهارات بسبب الإحتراق النفسي في ذوي اضطراب طيف التوحد دائمًا، وتحدثوا أيضًا عن الافتقار إلى التعاطف من جانب الأشخاص الطبيعيين والذين واجهوا صعوبة في فهم أو التعامل مع تجارب الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وتحدث بعض الأشخاص عن زيادة في ظهور أفكار انتحارية والسلوك الانتحاري.

الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد

وصف الأشخاص مجموعة من ضغوطات الحياة.

  • إخفاء سمات اضطراب طيف التوحد، على سبيل المثال: عن طريق قمع سلوكيات اضطراب طيف التوحد أو التظاهر بأنهم غير مشخصين باضطراب طيف التوحد أو العمل بجد والتصرف بطريقة تختلف عن اضطراب طيف التوحد.
  • توقعات صعبة أو غير قابلة للتحقيق من قبل الأسرة أو المدرسة أو العمل أو المجتمع بشكل عام.
  • الضغط الناتج عن العيش في بيئة غير مجهزة لاستيعاب الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، على سبيل المثال: إدارة الضغط الناتج عن التواجد في بيئات صاخبة.
  • التغيرات والانتقالات الحياتية التي تسبب التوتر لأي شخص، على سبيل المثال: الانتقال من المدرسة إلى العمل، أو يواجهون أزمة في الصحة النفسية، أو وفاة شخص قريب.

كما وصفوا أيضًا الحواجز التي تمنع من الحصول على الدعم أو التخفيف من التوتر.

  • التلاعب أو الرفض عند محاولة وصف الإحتراق النفسي، على سبيل المثال: الناس تخبرهم بأن الجميع لديهم هذه التجارب، وأنهم بحاجة فقط إلى بذل المزيد من الجهد، أو أنهم يختلقون ذلك.
  • عدم وجود حدود أو دفاع عن النفس فيما يتعلق بقول “لا” أو أخذ استراحة أو طلب المساعدة، قد يكون هذا بسبب الصدمة أو الخوف أو الافتقار إلى المساعدة في التعلم أو تاريخ من الاستجابات السلبية من الآخرين عندما حاولوا ذلك.
  • عدم القدرة على أخذ استراحة من التوتر الدائم (“كيف تأخذون استراحة من الحياة؟”).
  • عدم كفاية الموارد والدعم الخارجي، على سبيل المثال: عدم كفاية خدمات ذوي الإعاقة، ونقص الدعم الاجتماعي المفيد لهم.

لقد ساهمت عوامل الضغط الحياتية مجتمعة في تراكم الضغط، كما أن الحواجز التي منعت الحصول على الدعم تعني أنهم غير قادرين على التخلص من الضغط، وفي مرحلة ما تجاوزت التوقعات من الأشخاص لأي شيء كانوا قادرين على القيام به، واستسلم كل منهم، ونتيجة لذلك تم تشخيصهم بالإحتراق النفسي، أو كما لخص أحد المشاركين في الدراسة:

‘الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد هو حالة من التعب الجسدي والنفسي والتوتر المضاعف وانخفاض القدرة على إدارة مهارات الحياة والمدخلات الحسية و/أو التفاعلات الاجتماعية والتي تأتي من سنوات من الإرهاق الشديد بسبب محاولة تلبية المطالب التي لا تتزامن مع احتياجاتنا.’ 

الحد من الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد أو توقفه 

أخبرونا المشاركين عن الطرق التي وجدوها لتخفيف أو توقف الإحتراق النفسي لديهم، والنصائح التي يقدمونها للآخرين.

  • القبول والدعم – التفاعل مع الآخرين الذين يمكنهم قبولهم كما هم، دون الحاجة إلى التظاهر أو التخفي، يمكن أن يكون ذلك بشكل فردي مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو على مستوى المجتمع من المجموعات ذات الثقافات المتقبلة أو على مستوى الأقران، وخاصة العثور على أشخاص آخرين من ذوي اضطراب طيف التوحد يمكنهم التحقق من تجاربهم وتقديم المعلومات والدعم العاطفي/الاجتماعي من خلال التجربة الحياتية.
  • للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد – الاهتمام باحتياجات اضطراب طيف التوحد مثل: القيام بالسلوكيات التحفيزية وقضاء الوقت مع الاهتمامات المكثفة وأشياء تساعدهم على الراحة وكشف الأقنعة واستخدام نقاط القوة في اضطراب طيف التوحد أو القيام بالأشياء بطريقة اضطراب طيف التوحد.
  • الدعم الرسمي – الحصول على تغييرات معقولة في المدرسة أو العمل، والدعم المادي مثل: وجود شخص يوفر المشتريات الغذائية، ودعم الصحة النفسية.
  • تقليل الضغط – أخذ إجازة وأخذ المزيد من فترات الراحة و تقليل النشاط الاجتماعي أو أنواع أخرى من الأنشطة الأكثر إرهاقًا.
  • الدفاع عن النفس والصحة – تعلم كيفية وضع حدود وتوقعات صحية من الآخرين، وما يجب فعله عندما لا يحترم الآخرون الحدود، تعلم كيفية طلب المساعدة بطريقة قد يستجيب لها الآخرين وعيش نمط حياة صحي قدر الإمكان (على سبيل المثال: وصف المشاركين أن ممارسة الرياضة والنوم وتناول الطعام الجيد والقيام بالأشياء التي تجعلهم سعداء كيف ساعدهم ذلك في الخروج من الإحتراق النفسي في اضطراب طيف التوحد بمجرد حصولهم على الطاقة الكافية للقيام بذلك).
  • معرفة الذات – تعلم كيفية التعرف على العلامات المبكرة للاحتراق النفسي والتصرف بناءً عليها (على سبيل المثال: إلغاء الخطط الاجتماعية للحصول على المزيد من الراحة)، والحصول على تشخيص اضطراب طيف التوحد، وفهم أنماط السلوك والمشاعر الخاصة بالأشخاص.

التوصيات والخطوات التالية

نوصي بزيادة الوعي حول الإحتراق النفسي، والتواصل مع مجتمع اضطراب طيف التوحد والأقران الذين يفهمون الإحتراق النفسي، يجب التحقق من تجارب الأشخاص الذين يصفون أنهم في حالة من الإحتراق النفسي، سواء استخدموا المصطلح أم لا، نوصي الأخصائيين والأطباء بتعلم كيفية التعرف على الإحتراق النفسي لدى الأشخاص وتقديم استراتيجيات للتخفيف منه. 

بشكل عام، نوصي الآخرين بأن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة المترتبة على تعليم الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد على إخفاء أو قمع سمات اضطراب طيف التوحد لديهم، قد ترغب برامج منع الانتحار في النظر في الدور المحتمل للاحتراق النفسي، نحن ندعم بقوة التدخلات التي تهدف إلى خفض التمييز والوصمة المرتبطة باضطراب طيف التوحد والإعاقة في المجتمع، وتحسين الوصول إلى التغييرات المعقولة والقبول.

ورغم أن هذه النتائج تشكل بداية مهمة للحديث، فإنها مستمدة من دراسة نوعية صغيرة أجريت على عينة غير عشوائية، كما أنها تقتصر على اضطراب طيف التوحد ونحن نشعر بأن هذه التجربة قد تكون واسعة النطاق للأشخاص ذوي الإعاقة، ولذلك فإننا نوصي بشدة بإجراء المزيد من البحوث في هذا المجال الجديد والعاجل، وخاصة بالتعاون مع الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يمكنهم المساهمة بخبراتهم المكتسبة من تجاربهم الحياتية.

المرجع: 

https://www.autism.org.uk/advice-and-guidance/professional-practice/autistic-burnout