اضطراب طيف التوحد وفقدان السمع عند الأطفال
ترجمة: أ. شروق السبيعي
إن طفل واحد من بين 59 طفلاً الذين تم تشخيصهم بفقدان السمع يتم تشخيصهم أيضًا باضطراب طيف التوحد وقد يكون من الصعب على الآباء تمييز الأعراض بينهما، وفي بعض الحالات يتم تشخيص الأطفال الذين لديهم اضطراب طيف التوحد خطأً على أن لديهم فقدان سمع بسبب تداخل السلوكيات والأعراض بين التشخيصين.
من المهم التعرف على أعراض اضطراب طيف التوحد وفقدان السمع وإجراء تشخيص لأطفالكم، حيث أن التدخل المبكر يمكن أن يحدث فرقًا في جودة حياة أطفالكم.
أعراض فقدان السمع
قد يعاني بعض الأطفال من فقدان سمع خلقي (عند الولادة)، كما قد يتطور فقدان السمع أثناء مرحلة الطفولة و بصفتكم كآباء قد تلاحظون أعراض مشاكل السمع حتى لو لم يشكو أطفالكم من عدم قدرتهم على السمع
يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- عدم التفاعل مع الضجيج.
- تأخر في الكلام.
- نطق الكلمات بشكل خاطئ باستمرار.
- يبدو أنهم يتجاهلونكم أو يتجاهلون الآخرين الذين يتحدثون إليهم.
- مشاكل سلوكية في المنزل أو المدرسة.
- استخدام أجهزة الترفيه أو الأجهزة الأخرى ويكون مستوى الصوت مرتفع.
إذا كانوا أطفالكم لديهم من أي من هذه الأعراض، حددو موعدًا لرؤية طبيب الأطفال ومناقشة مخاوفكم.
أعراض اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب معقد يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك مشاكل سلوكية و صعوبات في التواصل ومشاكل نفسية وأحيانًا الهوس والقيام بسلوكيات متكررة.
الأعراض التي تحاكي فقدان السمع
قد يتصرف الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بشكل مشابه للأطفال المشخصين بفقدان السمع، وتظهر هذه المشاكل بشكل خاص في تفاعلاتهم مع الآخرين.
تشمل الأعراض المشابهة ما يلي:
- قلة التواصل البصري الطبيعي: يتجنب العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد التواصل البصري، وقد ينظرون الأطفال المشخصين بفقدان السمع إليكم عندما يعرفون أنكم تتحدثون إليهم، لكنهم قد لا يلتفتون للنظر إليكم إذا لم يعرفوا أنكم تحاولون جذب انتباههم.
- المصاداة: قد يكرر الأطفال المشخصين بفقدان السمع الكلمات لمحاولة فهمها، وقد يكرر الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد الكلمات كنمط سلوكي.
- تأخر اللغة: يواجه الأطفال الشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبة في تطوير اللغة اللفظية وغير اللفظية، في حين أن الأطفال الذين لا يستطيعون السمع جيدًا قد يواجهون صعوبة في سماع الأصوات وإعادة إصدارها.
- تأخر المهارات الاجتماعية: قد يواجه الأطفال المشخصين بفقدان السمع من صعوبة في التواصل، بينما قد يواجه الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد مجموعة من الصعوبات الاجتماعية، من الإحراج إلى الإحباط والسلوك غير المعتاد.
- العزلة الاجتماعية: إن الإحباط أو الحزن بسبب صعوبات التواصل يمكن أن يدفع الأطفال المشخصين بفقدان السمع إلى تجنب الآخرين، في حين أن الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد قد يصبحون متوترين ومضطربين عندما يكونون بالقرب من الناس.
هناك تداخل بين سلوكيات الطفولة في اضطراب طيف التوحد والسلوكيات المرتبطة بفقدان السمع، لذلك قد يكون من الصعب التمييز بين الحالات.
اضطراب طيف التوحد مع فقدان السمع
الأطفال المشخصين بفقدان السمع لديهم معدل أعلى من المتوسط في تشخيصهم بالتأخر في النمو، بما في ذلك اضطراب طيف التوحد، على الرغم غير معروف الزيادة الدقيقة في خطر الحدوث، إذا تم تشخيص أطفالكم بفقدان السمع بناءً على اختبارات موضوعية، قد تلاحظون أيضًا أعراضًا سلوكية لا تتوافق تمامًا مع ما قيل لكم فيما يتعلق بفقدان السمع.
قد تشمل أعراض اضطراب طيف التوحد أو أي اضطراب نمائي آخر ما يلي:
- عدم الاهتمام بالآخرين.
- عدم الاعتراف بتعبيرات الوجه.
- مشاعر غير طبيعية و تعبيرات انفعالية.
- تركيز غير معتاد على المهام المتكررة التي لا تؤدي بالضرورة إلى تطوير مهاراتهم، مثل: رمي الكرة بنفس الطريقة تمامًا دون تعلم كيفية لعب هذه الرياضة.
- تأخر إدراكي.
- الاضطراب والانفعال.
- الحركات المتكررة مثل: التأرجح أو هز الرأس.
تحدثوا مع طبيب أطفالكم حول سلوكياتهم وما إذا كان هناك تقييم آخر قد يكون ضروريًا ويتجاوز فقدان السمع.
يمكن أن يرتبط فقدان السمع عند الأطفال بأسباب وراثية أو مشاكل في النمو، بما في ذلك اضطراب طيف التوحد، يمكن أن تكون مشاكل السمع في اضطراب طيف التوحد مجموعة متنوعة من الأسباب المحددة، بما في ذلك المشاكل الهيكلية.
على الرغم من وجود ارتباط بين التشخيصين، إلا أن الأطفال قد يتم تشخيصهم بفقدان السمع واضطراب طيف التوحد دون وجود ارتباط محدد بينهم، على سبيل المثال: قد يشخص الطفل باضطراب طيف التوحد وأيضًا يتم تشخيصه بفقدان السمع بعد الإصابة بعدوى في الأذن الداخلية أو بسبب صدمة في الرأس.
التشخيص
في بعض الأحيان يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد خطأً على أنه فقدان للسمع، أو يتم تشخيص إحدى التشخيصين قبل الآخر، ويدرك الأطباء أوجه التشابه وقد يقومون بتشخيص حالة واحدة بسبب وجود الحالة الأخرى.
ومع ذلك، قد لا يكون لدى أطفالكم فقدان سمع أثناء تشخيصهم باضطراب طيف التوحد، أو قد لا تظهر عليهم أعراض اضطراب طيف التوحد عندما يتم تشخيصهم بفقدان السمع، لذلك قد تكون الفحوصات الإضافية مع تقدمهم في العمر مفيدة.
اختبارات السمع
يمكن من خلال اختبار السمع عند حديثي الولادة اكتشاف استجابة الطفل لبعض الأصوات، بالإضافة إلى ذلك يتم عادةً جدولة الفحص الذي يمكن من خلاله اكتشاف العلامات المبكرة لفقدان السمع على فترات منتظمة في العديد من الحضانات والمدارس الابتدائية، إذا خضعوا أطفالكم لاختبار سمع في المدرسة، فحاولوا الحصول على النتائج وإحضارها معكم عند زيارة الطبيب،
إذا كان هناك أي قلق، فقد يقوم طبيب أطفالكم أيضًا بإجراء فحوصات إضافية، مثل:
- الفحص البدني للبحث عن تشوه أو عدوى في بنية الأذن
- اختبار السمع القوقعي
- اختبار السمع عن طريق الاستجابة المستحثة
إذا كانوا أطفالكم مشخصين بفقدان السمع، فقد تتضمن الرعاية الطبية فريقًا متعدد من التخصصات.
- أخصائي السمع هو أخصائي مدرب على تقييم فقدان السمع.
- طبيب الأعصاب هو أخصائي يمكنه تشخيص وعلاج الأمراض العصبية التي قد تساهم في فقدان السمع.
- يمكن لطبيب الأذن والأنف والحنجرة معالجة فقدان السمع المرتبط بالمشاكل الهيكلية.
- يمكن لأخصائي النطق أن يساعد أطفالكم على تعلم كيفية التواصل.
تشخيص اضطراب طيف التوحد
هناك العديد من الاختبارات المستخدمة للمساعدة في تشخيص اضطراب طيف التوحد، على الرغم من عدم وجود اختبار واحد يؤكد التشخيص.
يعد جدول مراقبة تشخيص اضطراب طيف التوحد من بين الاختبارات المستخدمة في تشخيص اضطراب طيف التوحد، بالنسبة للأطفال المشخصين بفقدان السمع، يمكن تعديل الاختبار باستخدام لغة الإشارة.
يمكن أيضًا تكييف الاختبارات التشخيصية الأخرى المستخدمة في تشخيص اضطراب طيف التوحد، مثل: المقابلة التشخيصية للتوحد المنقحة (ADI-R)، مع الأدوات البصرية للمساعدة في تحديد ما إذا كانوا الأطفال مشخصين باضطراب طيف التوحد أو فقدان السمع أو كليهما.
خدمات العلاج والتدخل
إذا تم تشخيص أطفالكم بفقدان السمع و/أو اضطراب طيف التوحد، فسوف يحتاجون إلى تدخل لكل تشخيص لديهم، قد تحتاج بعض التدخلات إلى تعديل لاستيعاب التشخيص الآخر.
تدخلات لفقدان السمع
هناك العديد من أنواع فقدان السمع التي يمكن أن تحدث مع اضطراب طيف التوحد، يمكن أن يكون فقدان السمع عند الأطفال جزئيًا أو كليًا، وقد يشمل إحدى الأذنين أو كلتيهما، بالإضافة إلى ذلك قد تكون المشكلة تقدمية أو قد تكون مستقرة.
تتضمن تدخلات فقدان السمع النظر في السبب، على سبيل المثال: قد يحتاج الأطفال المشخصين بالتهابات الأذن المتكررة إلى تركيب أنابيب للأذن، وقد يحتاج الأطفال المشخصين بمشاكل هيكلية إلى إجراء عملية جراحية، مثل: زراعة القوقعة، وقد يحتاج بعض الأطفال إلى استخدام سماعة أذن.
تدخلات لاضطراب طيف التوحد
إذا كانوا أطفالكم مشخصين باضطراب طيف التوحد، فهناك عدد من التدخلات التي قد تحتاجونها.
يمكن أن تشمل التدخلات لاضطراب طيف التوحد ما يلي:
- التدخل السلوكي لمساعدتهم على إدارة تصرفاتهم في المواقف المختلفة.
- تدخل علاج النطق لتحسين قدرتهم على التواصل.
- تدخل العلاج الوظيفي لتعلم العناية الذاتية والمهام اليومية.
- التدخل الدوائي للتحكم في أعراض المزاج والانفعالات.
قد تحتاج هذه التدخلات إلى تعديل إذا كانوا أطفالكم مشخصين بفقدان السمع، قد تكون الوسائل البصرية ولغة الإشارة والإيماءات مفيدة أثناء عمل أطفالكم مع الأخصائي.
المرجع:
https://www.verywellhealth.com/deaf-people-with-autism-1046724