استخدام الأجهزة الإلكترونية وتأثيرها على الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد
إن استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة لها من الأضرار السلبية للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد ولكن؛ هل هناك علاقة بين اضطراب طيف التوحد واستخدام الأجهزة الإلكترونية؟ إن الجلوس أمام الأجهزة لفترات طويلة يمكن أن يؤثر سلبًا على الأطفال ولكن ليست الأجهزة الإلكترونية سببًا لاضطراب طيف التوحد. ومع ذلك، بالنسبة لذوي اضطراب طيف التوحد فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يساعدهم على معالجة المعلومات في الحياة الواقعية بسهولة.
الأجهزة الإلكترونية وعلاقتها باضطراب طيف التوحد
غالبًا ما يواجهون الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في فهم العالم من حولهم وأيضَا صعوبة في التنقل. بالإضافة إلى وجود السلوكيات النمطية التكرارية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، مما يجعل من الصعب عليهم التفاعل مع الآخرين.
وفقَا لبحث نشرته مجلة اضطراب طيف التوحد واضطرابات النمو، فإن الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد قد يقضون وقتا أطول أمام الأجهزة مقارنة بالآخرين غير المشخصين باضطراب طيف التوحد.
يقضي حوالي 64.2% من ذوي اضطراب طيف التوحد أوقات فراغهم في مشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو.
13.2% من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد قد يقضون وقتًا على مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكترونية والدردشة.
ايجابيات استخدام الأجهزة الإلكترونية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد
في مقال نشرته صحيفة هافينغتون بوست، كان به رأي الآباء في الأجهزة الإلكترونية وقالوا إنها “أداة مهمة تساعد أطفالهم على التواصل، وتطوير المهارات الاجتماعية، وتعزيز قدرتهم على التعلم ، وتخفيف القلق لديهم”.
إن استخدام الأجهزة الإلكترونية لها من الفوائد العديدة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، منها :
- تقلل التوتر لهم وذلك من خلال ألعاب الفيديو المفضلة لديهم ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت.
- وجود المثيرات البصرية والسمعية و التي ليست متواجدة في التفاعلات الواقعية وجهاً لوجه مع الأشخاص الآخرين.
- يوجد بها أدوات تعليمية بصرية فعالة، تساعد الأفراد ذوي اضطراب طيف على التعلم,
- فرصة لسد الفجوات التعليمية الموجودة في الفصول الدراسية التقليدية.
سلبيات استخدام الأجهزة الإلكترونية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد
على الرغم من أن استخدام الأجهزة الإلكترونية لذوي اضطراب طيف التوحد يمكن أن يكون مفيدًا، إلا أنه من المهم مراقبتهم وتنظيم الأوقات لهم بحيث لا يتم استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، فعند عدم المراقبة وتنظيم الأوقات لهم فقد تظهر بعض من السلبيات، منها:
- اضطرابات النوم ، وزيادة التوتر
- قلة التفاعل الاجتماعي وتطور اللغة
- تفاقم المشاكل الحسية، واضطراب الوسواس القهري، والقلق الاجتماعي
- انخفاض الانتباه والتركيز
- احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية
- التعرض للمحتوى غير اللائق
- قلة النشاط البدني، مما قد يؤدي إلى السمنة
كيفية إدارة الوقت عند استخدام الأجهزة الإلكترونية للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد
من المهم وضع قواعد عند استخدام الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد للأجهزة الإلكترونية، بالنسبة للأطفال والشباب من ذوي اضطراب طيف التوحد، ينبغي مراعاة النقاط التالية فيما يتعلق بوقت استخدام الأجهزة:
- تنظيم الوقت: تخصيص قدرًا معينًا من الجلوس على الأجهزة والألتزام به، ثلاث ساعات يوميا هو الحد الأقصى لوقت استخدام الأجهزة الإلكترونية.
- استخدام الأجهزة الإلكترونية كمعزز: وذلك بعد قيام الأطفال بالأنشطة غير المحببة مثل التنظيف أو الواجبات المنزلية أو الأعمال المنزلية الأخرى.
- مراقبة نشاطهم عبر الإنترنت: نظرًا لأن العالم الرقمي مليء بعمليات الاحتيال والنصب، فمن السهل إغراء الأطفال بها، ولهذا السبب يجب على الآباء مراقبة نشاطهم عبر الإنترنت.
- التنبيه قبل نهاية وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية: التنبيه قد يكون قبل انتهاء الوقت بـ 10 دقائق أو خمس دقائق من الممكن استخدام مؤقتًا لتسجيل الوقت حتى يكونون على دراية بالوقت الذي يقضونه والوقت المتبقي.
يعد العمر عاملاً في تحديد مقدار الوقت عند إستخدام الأجهزة الإلكترونية، الأوقات الموصى بها لكل فئة عمرية:
- الأعمار التي من 3 إلى 5 سنوات الأوقات الموصى بها هي من 0.5 إلى ساعة
- الأعمار التي من 5 إلى 7 سنوات الأوقات الموصى بها هي من ساعة إلى ساعة ونصف
- الأعمار التي من 7 إلى 12 سنة الأوقات الموصى بها هي من ساعة إلى ساعة ونصف
- الأعمار التي من 12 إلى 15 سنة الأوقات الموصى بها هي من ساعة ونصف إلى ساعتين
- الأعمار من 16 وأعلى الوقت الموصى به هو ساعتين
التوازن هو المفتاح
إن الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية قد تساعد الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد على التعلم والتفاعل مع الآخرين. تسهل الأجهزة الإلكترونية العديد من المهام للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد مما قد يجعل من السهل عليهم الأداء باستقلالية. أيضَا تعمل الأجهزة الإلكترونية على التقليل من المشتتات و التي قد تزيد من القلق والتوتر لديهم. مما لا شك فيه أن الأجهزة الألكترونية ضرورية لمساعدة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد في الحياة اليومية. حيث إن الآثار السلبية والمشاكل الصحية قد تنتج عند استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة.
الأسئلة الشائعة
هل استخدام الأجهزة الإلكترونية يسبب اضطراب طيف التوحد؟
لا، ولكن وجدت دراسة أن استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة من الممكن أن يكتسب الطفل أعراض اضطراب طيف التوحد وخاصة المشاكل الحسية.
ما هو مقدار الوقت الذي يجب أن يقضيه الفرد ذوي اضطراب طيف التوحد أمام الأجهزة الإلكترونية؟
يحذر المختصين الآباء من مخاطر قضاء الأطفال الصغار لمدة ثلاث ساعات أو أكثر يوميًا أمام الأجهزة الألكترونية وذلك قد يعيق نمو الدماغ السليم خاصة لمن في السن المبكر.
هل استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة قد يضر الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟
إن غالبًا ما يواجه الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد تحديات في التفاعل والتواصل الاجتماعي، وعند استخدامهم للأجهزة الإلكترونية لفترات أطول قد يؤدي ذلك إلى تفاقم هذه التحديات. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد السلوكيات النمطية المتكررة وعند الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يمكن أن تعزز هذه السلوكيات .
هل يؤدي استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة إلى زيادة التحفيز الحسي؟
عند استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة من الممكن أن يساهم في زيادة التحفيز الحسي وذلك بسبب طبيعة الوسائط المتعددة سريعة الحركة ومشاهدتها لفترات طويلة.
المرجع
https://www.autismparentingmagazine.com/screen-time-kids-with-asd/