الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

هل دماغ الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يختلف عن الدماغ الطبيعي؟

هل دماغ الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يختلف عن الدماغ الطبيعي؟

هل دماغ الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يختلف عن الدماغ الطبيعي؟

إن دماغ الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يشترك في العديد من أوجه التشابه مع الدماغ الطبيعي، إلا أن هناك اختلافات واضحة في جوانب مختلفة في الإدراك والتفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد وتساهم هذه الاختلافات في تنوع الأعراض لديه. 

سنبدأ بالاختلاف الإدراكي: توجد ثلاثة جوانب رئيسية لهذا الاختلاف وهي:

معالجة المعلومات

يمكن أن تختلف طريقة معالجة المعلومات بين دماغ الطفل ذو اضطراب طيف التوحد والدماغ الطبيع ، غالبًا ما يفضل الطفل ذو اضطراب طيف التوحد معالجة المعلومات بطريقة محددة ومفصلة ويكون تركيزه على التفاصيل الصغيرة، يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة القدرة على ملاحظة الأنماط والتفاصيل التي قد يتجاهلها الآخرون ، ومن ناحية أخرى تتم معالجة المعلومات في الدماغ الطبيعي بطريقة أوسع وأكثر شمولية.

التكامل الحسي

غالبًا ما يكون لدى الطفل ذو اضطراب طيف التوحد اضطراب في التكامل الحسي حيث تكون بعض المدخلات الحسية مثل الأصوات أو الأضواء أو الملمس أو الروائح مزعجة و تؤثر على قدرته على التركيز والتفاعل مع البيئة المحيطة به، من ناحية أخرى فإن الدماغ الطبيعي لا يوجد به أي خلل في التكامل الحسي 

الانتباه والتركيز

يعد الانتباه والتركيز من الوظائف الادراكية المهمة في الدماغ ولكن تختلف في دماغ الطفل ذو اضطراب طيف التوحد قد ترتكز في اهتمامات أو موضوعات محددة وقد يكون غير قادر على التنقل بين المهام على العكس من ذلك فإن الطفل ذو النمو الاعتيادي قادرًا على التركيز ولديه مرونة بالتنقل بين المهام  

الاختلاف في التواصل الاجتماعي : توجد ثلاثة جوانب مهمة تؤدي إلى اختلاف في التواصل الاجتماعي وهي:

صعوبة التفاعل الاجتماعي

ان الطفل ذو اضطراب طيف التوحد غالبًا ما يواجه صعوبة في التفاعل الاجتماعي وأنه غير قادر على فهم وتفسير الإشارات الاجتماعية ولغة الجسد وتعبيرات الوجه وهذا قد يجعله غير قادر على الاندماج مع الآخرين، بالإضافة إلى ذلك قد يجد صعوبة في التعامل مع المواقف الاجتماعية وصعوبة في بدء المحادثات والحفاظ على التواصل البصري، وفهم طبيعة الأخذ والعطاء.

مهارات التواصل 

يمكن أن تختلف مهارات التواصل أيضًا بين الطفل ذو اضطراب طيف التوحد والطفل ذو النمو الاعتيادي، أن الطفل ذو اضطراب طيف التوحد قد يكون غير قادر على التعبير بشكل لفظي أو غير لفظي وقد يواجه صعوبة في المهارات اللغوية الواقعية مثل الفهم واستخدام الإيماءات ونبرة الصوت، وقد يفضل التواصل من خلال طرق بديلة مثل استخدام الوسائل البصرية أو لغة الإشارة أو أجهزة التواصل المساعدة.

نظرية العقل

تشير نظرية العقل إلى القدرة على فهم وإسناد الحالات العقلية والمعتقدات والرغبات والنوايا إلى الذات والآخرين و أيضًا إدراك أن للآخرين لديهم أفكار ومشاعر ووجهات نظر قد تختلف عن أفكارهم ومشاعرهم.

إن قدرات نظرية العقل يمكن أن تختلف بين الأطفال ذوي النمو الاعتيادي ولكن بالنسبة للطفل ذو اضطراب طيف التوحد قد يواجه صعوبة في تطويرها أو اكتسابها وقد يؤثر ذلك قدرته على التنبؤ وفهم أفكار ومشاعر الآخرين مما قد يؤدي إلى صعوبة أو عدم التعاطف معهم.

إن فهم هذه الاختلافات في التواصل الاجتماعي أمر بالغ الأهمية لإنشاء مجتمع متقبل ومتفهم وقادر على دعم ذوي اضطراب طيف التوحد.

القدرات ونقاط القوة 

في حين أن هناك اختلافات كبيرة بين دماغ الطفل ذو اضطراب طيف التوحد والدماغ الطبيعي، فمن المهم أن ندرك أن لكل منهما نقاط قوة وقدرات مختلفة خاصة بهم من المهارات والمواهب التي يمتلكها الطفل ذو اضطراب طيف التوحد، منها:


  • التعرف على الأنماط: غالبًا ما يتفوق الطفل ذو اضطراب طيف التوحد في التعرف على الأنماط المعقدة وفهمها ويمكن رؤية هذه القدرة في مجالات مختلفة مثل الموسيقى والرياضيات والفنون البصرية.
  • الاهتمام بالتفاصيل: يميل الطفل ذو اضطراب طيف التوحد إلى الاهتمام بالتفاصيل ويمكنه التركيز على مهام أو مواضيع محددة لفترات طويلة يمكن أن يؤدي هذا الاهتمام بالتفاصيل إلى أداء استثنائي في المجالات التي تتطلب الدقة مثل الهندسة أو برمجة الكمبيوتر أو البحث العلمي.
  • التركيز المفرط: من الممكن أن يكون الطفل ذو اضطراب طيف التوحد قادر على التركيز المفرط في نشاط معين مما يؤدي إلى إنتاجية ملحوظة في مجالات اهتمامه.
  • مهارة التذكرة: قد يمتلك الطفل ذو اضطراب طيف التوحد مهارة تذكر استثنائية، خاصة في مجالات اهتمامه. يمكن أن يشمل ذلك تذكر كميات هائلة من المعلومات مثل الحقائق التاريخية أو البيانات العلمية أو تفاصيل محددة من الكتب أو الأفلام.

من المهم تقدير ودعم هذه المهارات والمواهب المختلفة، لأنها قد تساهم في تنوع القدرات البشرية وتطور المجتمع .

الدماغ الطبيعي 

في حين أن الطفل ذو اضطراب طيف التوحد لديه نقاط قوة خاصة به، فمن الضروري أيضًا التعرف على مزايا الأداء الطبيعي للدماغ. بعض هذه المزايا تشمل:

  • المهارات الاجتماعية:  إن الطفل ذو النمو الاعتيادي قادر على التفاعلات الاجتماعية ويمكنه فهم الإشارات غير اللفظية والاستجابة لها والحفاظ على المحادثات المتبادلة وفهم التوقعات الاجتماعية.
  • التفكير المرن: إن الطفل ذو النمو الاعتيادي يمكنه التفكير بمرونة والتكيف مع المواقف الجديدة والتنقل بسهولة بين المهام المختلفة وتعديل خططه.
  • التعاطف ونظرية العقل: إن نظرية العقل تسمح بالفهم العميق للمشاعر والنوايا ووجهات النظر.
  • المعالجة الحسية: إن الطفل ذو النمو الاعتيادي لا يكون لديه اضطراب في التكامل الحسي ويمكنه معالجة المعلومات الحسية.

إن كل دماغ لديه قدرات ونقاط قوة، حيث إن غالبًا ما يمتلك الطفل ذو اضطراب طيف التوحد مهارات ومواهب استثنائية يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في مجالات مختلفة، مثل الرياضيات والفن والموسيقى وعلوم الحاسب.

القبول والدمج

يعد القبول والدمج أمرًا مهمًا لتعزيز مجتمع يقدر الاختلافات وتقديم الدعم المناسب والتسهيلات لذوي اضطراب طيف التوحد في البيئات التعليمية بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأماكن العمل تهيئة البيئة لذوي اضطراب طيف التوحد الذين يمتلكون نقاط قوة ومواهب فريدة. ومن خلال تعزيز الدمج والقبول يمكن أن يكون لكل فرد بغض النظر عن اختلافه لديه فرصة متساوية للمشاركة والمساهمة في المجتمع.

التوعية والدعم 

من المهم تثقيف عامة الناس حول اضطراب طيف التوحد والاختلافات النمائية العصبية الأخرى و يمكننا إنشاء مجتمع أكثر تعاطفاً ودعماً من خلال زيادة الوعي، أيضَا من المهم تقديم الموارد والدعم للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم لضمان حصولهم على الأدوات والمساعدة اللازمة.

في الختام

إن الاختلاف بين دماغ طفل ذو اضطراب طيف التوحد والدماغ الطبيعي لا يعتبر عجزًا بل هو اختلاف في معالجة المعلومات والتفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. إن فهم التنوع العصبي وتقبله أمر بالغ الأهمية لتعزيز الاندماج والتقبل. ومن خلال تقييم نقاط القوة والقدرات المختلفة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يمكننا إنشاء مجتمع أكثر قبولًا يستفيد من مساهمات الجميع.

المرجع

https://www.abtaba.com/blog/autistic-brain-vs-normal-brain