الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

مرحلة انتقال الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب

مرحلة انتقال الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب

مرحلة انتقال الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب

الكاتب: دانيال هيرتزبيرج

ترجمة: أ. لجين بن جديد

في العشرين عام الماضية، قام دانيال وزملائه بإدارة مجموعة من المهارات الاجتماعية للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد، والذين تترواح أعمارهم مابين 5 إلى 18 عامًا. إن هذا البرنامج يقوم على تعليم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد كيفية التعرف على العواطف وكيفية إجراء المحادثات، وحل المشكلات، وكيفية بناء الصداقات الحقيقية. 

منذ حوالي خمس سنوات، تواصل معنا بعض الذين أنهوا البرنامج وكان التواصل بشأن مساعدتهم في كيفية الانتقال إلى مرحلة الشباب، فقد كانوا قلقين بشأن التحديات التي تنطوي على الالتحاق بالكلية، واختيار المسار الوظيفي، و النجاح في العمل، والعيش بشكل مستقل، و كيفية تكوين العلاقات الاجتماعية. حيث أن كانت الموارد المتاحة قليلة بالنسبة لهم.

إن غالبًا ما يحصل الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد على نتائج اجتماعية ومهنية أقل من أي مجموعة من الإعاقات الأخرى، حيث يواجهون صعوبة في تلقي الأجر المادي، وصعوبة تكوين العلاقات وصعوبة المشاركة في المجتمع.

أبدى الباحث وزملاؤه في رغبته في بمساعدة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث قاموا بإنشاء منهجًا دراسيًا يساعد الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد على إدارة الضغوط والتحديات المرتبطة بالانتقال إلى مرحلة الشباب مع تدريب الوالدين ومقدمي الرعاية والأشخاص ذوي الصلة للمساعدة في كيفية تعلم وتنفيذ المهارات. 

قام الباحثون بتحليل الأدبيات المتعلقة بالتدخلات المستخدمة مع الأفراد المشخصين بالفصام والذين لديهم مشاكل مماثلة في كيفية التكيف مع متطلبات حياة البالغين، بناء على ذلك تم تطوير برنامج مدته 20 أسبوعًا للأفراد المشخصين اضطراب طيف التوحد. حيث يجمع البرنامج بين إدراج المهارات الاجتماعية المناسبة لهذا العمر  مع وحدة التدريب الوظيفي على المهارات التكيفية والتي تم تطويرها في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس بتدريس المهارات الاجتماعية والمهارات الاستقلالية ومهارات الحياة اليومية الأخرى.

شملت المجموعة التجريبية 13 مشاركًا من الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد حيث تتراوح أعمارهم ما بين 18-24 عامًا. مع تضمين ملتقى لأولياء أمور المشاركين أسبوعيًا لمناقشة الصعوبات التي يواجهها الأفراد البالغين وأيضًا حضور المحاضرات حول الخدمات المقدمة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد.

أشارات نتائج التدريب غير المنشورة إلى ارتفاع مستوى الرضا للشباب ذوي اضطراب طيف التوحد وأولياء أمورهم، وقد أفاد المشاركين أيضًا عن وجود تحسن ملحوظ في مهارات التخطيط والتنظيم.

الإصدار الثاني 2.0

لقد طور الفريق والمتعاونين أيضًا برانمجًا من الإصدار الثاني يتضمن وحدات حول كيفية التعامل مع الإجهاد وتطوير مهارات التكيف، والهدف هنا هو التقليل من تعرض الشباب من ذوي اضطراب طيف التوحد من تجنب المواقف الاجتماعية حيث نعتقد أن هذا السلوك مسؤول عن وجود الإحصائيات المحبطة من النتائج الاجتماعية والمهنية.

مدة البرنامج 20 أسبوعًا، حيث تضمنت المجموعات لكل من الشباب ذوي اضطراب طيف التوحد و المدربين الاجتماعيين، أولياء الأمور، تم تصميم المناهج بطريقة تمنحهم فرصًا للتفاعل والتعاون.

تتضمن الوحدة الأولى من أربعة دروس تمهيدية لتعليم المفاهيم الأساسية، مثل فهم السياقات الاجتماعية حيث أن فكرة السلوك الاجتماعي قد يختلف خلال المواقف والسياقات الاجتماعية مع الأفراد البالغين، تتضمن الدروس أيضًا الاستماع الفعَال وإعطاء التغذية الراجعة للشباب ذوي اضطراب طيف التوحد.

تتكون الوحدة الثانية من ستة دروس منها تعلم التدخلات القائمة على مبادئ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يتم تضمينه لمعرفة كيفية التعامل مع المشاعر السلبية وعند الانخراط في المواقف غير المريحة بدًلا من تجنبها. أيضًا تتضمن الوحدة الثالثة خمسة دروس مصممة لمساعدة المشاركين على فهم وبناء العلاقات مع الأصدقاء بشكل فعَال وتوضيح الاختلاف و القواعد  والحدود المتعلقة في العلاقات سواءَ كانت مع الأصدقاء أو مع المدير أو مع الوالدين باستخدام العلاج السلوكي المعرفي بدلًا من تجنب الانخراط فيها.

تركز الدروس الأربعة الأخيرة على مكان العمل، حيث يركزون على كيفية ” ما يمكن فعله” في هذه المواقف وإدراك المواقف الاجتماعية التي تشمل الزملاء والرؤساء وتقديم الملاحظات وتلقيها بشأن الوظيفة ، أيضًا قد يطلب من المشاركين الحصول على العمل مقابل أجر مادي أو العمل التطوعي، وإكمال المهام الأسبوعية مع المدربين الاجتماعيين.

تم إجراء البرنامج باستخدام المشاركين في قائمة الانتظار كمجموعة ضابطة، شمل التحليل 41 شخص، تتراوح أعمارهم ما بين 18و 38 عامًا، من الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد و الحاصلين على ذكاء أكبر من 70. تم اختيار المشاركين عشوئيًا كما تم التدخل ومراقبة الخطة العلاجية. تلقى الأشخاص في المجموعة الأخيرة للتدخل بعد ستة أشهر من التجربة حيث تم تقييم المشاركين والمدربين الاجتماعية باستخدام استبيانات لقياس الأداء الاجتماعي والتكيفي وتحديد مهارات تقرير المصير والكفاءة الذاتية والقلق.

الخلاصة

كانت نتائج التجربة مشجعة على الرغم من أن المشاركين لم يقوموا بالإبلاغ عن انخفاض القلق، فقد تحسن الأداء التكيفي لديهم، وأيضًا التحسن الكبير في مهارات الاستقلالية في المنزل مثل، تحمل مسؤولية التنظيف وصيانة الممتلكات وإعداد الطعام وغيرها من الأعمال المنزلية، أبلغ المدربين الاجتماعيين أيضًا عن تحسن مهارات التواصل والتوجيه الذاتي مقابل مهارات تقرير المصير مثل تحديد الأهداف والتخطيط ومهارات الدفاع عن النفس.

تم الإبلاغ من قبل المشاركين عن تطور ثقتهم تجاه قدراتهم عند طلب الدعم الاجتماعي من الأسرة والأصدقاء في الأوقات الصعبة، أيضًا كان رضاهم عن التدخل مرتفعًا للغاية.

كانت التجربة مثرية بالدروس المهمة، على الرغم من أن في السابق لا يوجد مساعدة للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد على تطوير المهارات التكيفية والاجتماعية والمهنية ومهارات تقرير المصير فهي متطلبة في حياة البالغين لذلك يلزم إعادة تعلم هذه المهارات في المراحل العمرية ما قبل مرحلة الشباب. 

إن أعضاء المجموعة من الأطفال والمراهقين كانوا بحاجة إلى تعلم كيفية تعميم المهارات في المواقف المختلفة مع البالغين، وبالمثل لاحظ العديد من أولياء الأمور أنه عندما أصبح أطفالهم بالغين، كانوا بحاجة إلى المهارات التكيفية والاجتماعية والمهنية ومهارات تقرير المصير.

كما أن 20 أسبوعًا لا تكفي لتدريس الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد كيفية الانتقال إلى حياة البالغين، حيث أن من المفترض زيادة المدة الدراسية. 

أفاد المشاركين أن أكثر مكونات البرنامج قيمة هي التعرف على بيئة العمل وتعلم المهارات التنظيمية والتعرف على كيفية المشاركة لطرح الأفكار الإيجابية والسلبية ورفع نقاط القوة لديهم.

من خلال هذه التجربة نجح أولياء الأمور في تمكين الاستقلالية لأبنائهم البالغين. مثال، سمح أحد أولياء الأمور في مجموعتنا لابنها ذو اضطراب طيف التوحد بالسفر بمفرده إلى مدينة نيويورك لزيارة صديق. إن هذه التجربة جعلته يشعر بالقوة والاستقلالية. حيث أن مساعدة الوالدين للسماح لأطفالهم بأن يكونوا أكثر استقلالية ولكن بحذر وأمان.

المرجع

How to help young adults with autism transition to adulthood | Spectrum | Autism Research News (spectrumnews.org)