
دور جداول التعزيز في تدخل تحليل السلوك التطبيقي
ترجمة: أ. شروق السبيعي
يعمل تحليل السلوك التطبيقي، أو تدخل ABA، بشكل جيد لمساعدة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد (ASD) على التغلب على الصعوبات التي يواجهونها فيما يتعلق بالتواصل والتفاعلات الاجتماعية والمشاكل السلوكية لأنه يعتمد على الأدلة المستندة إلى الأبحاث العلمية.
باستخدام المعرفة التي تم اكتسابها من خلال هذا البحث، يساعد أخصائيو ABA في تصميم خطط علاجية للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد تتناسب بشكل خاص مع نقاط قوتهم الفريدة والتحديات التي يواجهونها.
إنها خطة علاج مرنة للغاية وقابلة للتخصيص والتكيف، والتي من خلالها سيقوم الأخصائيون بجمع البيانات وتحليلها باستمرار لمساعدة مرضاهم على تحقيق أهدافهم بشكل أفضل.
هناك العديد من الاستراتيجيات التي يستخدمها أخصائيو تحليل السلوك التطبيقي (ABA) لدعم مرضاهم، وأغلبها يعتمد على التعزيز الإيجابي. وقد أظهرت الأبحاث أنه عندما يحصل الأطفال المشخصين باضطراب طيف بالتوحد على تعزيز إيجابي عند إتمام الطلبات أو إظهار السلوكيات الإيجابية، فإنهم يكونون أكثر عرضة لتكرار تلك الطلبات و/أو السلوكيات في المستقبل.
لذلك، غالبًا ما يستخدم تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) جداول التعزيز لضمان تعلم الأطفال وتطورهم بشكل صحيح. تساعد هذه الجداول في تحديد توقيت تقديم المكافآت ومدى تكرارها.
فيما يلي، سنناقش دور جداول التعزيز في تحليل السلوك التطبيقي.
جدول المحتويات:
- ما هو جدول التعزيز؟
- كيف يتم تصنيف جداول التعزيز المتقطع؟
ما هو جدول التعزيز؟
جدول التعزيز هو بروتوكول معتمد يمكن لأخصائيو تحليل السلوك التطبيقي (ABA) و الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين وغيرهم اتباعه عند تقديم التعزيزات للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. إحدى هذه القواعد قد تنص على أنه يجب تقديم التعزيز في كل مرة يستجيب فيها الأطفال بشكل صحيح لطلب ما أو عن كل استجابتين صحيحتين يقدمونها.
من خلال إعداد جدول للتعزيز، يستطيع أخصائيو تحليل السلوك التطبيقي (ABA) مساعدة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على الاستجابة بالطريقة التي يرغبون فيها، أو إتمام الطلبات مثل تنظيف أسنانهم، وارتداء الملابس، وتناول وجبة خفيفة.
هناك نوعان من جداول التعزيز – المستمر والمتقطع.
التعزيز المستمر يكون عادةً مفيدًا لتعليم المهارات الجديدة، ولكنه غالبًا ما يكون غير عملي على المدى الطويل. وذلك لأنه يتضمن مكافأة الأطفال بعد كل مرة يكملون فيها المهمة بنجاح.
مع مرور الوقت، يتم استبدال هذا بنظام تعزيز متقطع يحدث بشكل أقل تكرارًا. وفي النهاية، يؤدي ذلك إلى تعزيز السلوكيات وجعلها أكثر قوة واستمرارية.
كيف يتم تصنيف جداول التعزيز المتقطع؟
نظرًا لاختلاف الطلبات، يجب أن تكون جداول التعزيز المتقطع مرنة بما يكفي لتتكيف مع المتطلبات المختلفة. وبالتالي، يمكن تصنيف التعزيز المتقطع إلى نسب ثابتة أو متغيرة.
النسبة الثابتة أسهل قليلاً في الفهم، لأنها تتطلب عددًا محددًا من الأحداث التي يجب أن تحدث قبل تقديم المكافأة. يمكن تشبيهها بتسلق السلالم.
كل خطوة يخطوها الأطفال – أي كل استجابة صحيحة يقدمونها – تقربهم أكثر من الوصول إلى قمة السلم حيث توجد المكافأة. وفقًا للطفل والحالة الخاصة، قد يحتاجون إلى صعود ثلاث ‘درجات’ للحصول على المكافأة.
غالبًا ما يؤدي نهج النسبة الثابتة إلى معدلات استجابة ثابتة وعالية، حيث يتوقع الأطفال الحصول على المكافأة مع كل خطوة يحققونها. كما أنهم يميلون إلى العودة للاستجابة بشكل متكرر لأنهم يتطلعون للحصول على المكافأة التالية.
يساعد هذا النهج في تأسيس سلوكيات بسيطة يجب على الأطفال إظهارها بشكل متكرر، مثل الأوامر الأساسية أو غسل أيديهم.
أما النسبة المتغيرة، فهي لا تتطلب عددًا معينًا من الاستجابات قبل تقديم المكافأة. بل إن عدد الاستجابات يختلف بشكل عشوائي قبل أن يتم تقديم المكافأة.
وبطبيعة الحال، فإن نهج النسبة المتغيرة لا ينتج نفس نمط الاستجابة المتوقع كما هو الحال في نهج النسبة الثابتة، لأن الأطفال لا يستطيعون التنبؤ بدقة بموعد حصولهم على المكافأة.
على الرغم من أن هذا قد لا يبدو إيجابيًا، إلا أن النسبة المتغيرة تعزز فعليًا المزيد من المرونة والاستدامة على المدى الطويل. بما أن نمط المكافآت يتغير باستمرار، فإن الأطفال لا يعتمدون على المكافآت الفورية، مما يسهم في تعزيز التغييرات السلوكية على المدى الطويل.
من الناحية المثالية، يُستخدم نهج النسبة الثابتة للسلوكيات الأكثر تعقيدًا مثل إدارة المشاعر أو إتمام الواجبات المنزلية. وذلك لأنه يشجع الأطفال على التكيف والمشاركة بشكل مستقل.
المرجع:
https://bluegemsaba.com/the-role-of-reinforcement-schedules-in-aba-therapy/