
تعزيز العلاقة بين الإخوة في الأسر التي فيها أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. رزان بن دهر
تُعد العلاقة بين الإخوة لها أهمية كبيرة في تطور الإنسان، حيث يمكن أن تقدم الحب والدعم مدى الحياة كما أنها تعزز المهارات الاجتماعية والنمائية والسلوك الإيجابي في مرحلة الطفولة، وأيضًا تساهم العلاقات الصحية بين الإخوة في زيادة السعادة وتعزيز وحدة الأسرة بشكل قوي.
تتشابه الحياة الأسرية للطفل الذي لديه أخ أو أخت من ذوي اضطراب طيف التوحد مع حياة أي أسرة أخرى، ولكن إخوة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أو الحالات المشابهة يواجهون تحديات فريدة، فيمرون بمشاعر وتجارب متنوعة نتيجة لهذا الوضع، قد يشعر الأطفال الصغار بالحيرة ويتساءلون: (ما خطب أخي أو أختي؟) و (لماذا لا تنطبق علينا نفس القواعد؟)، أما المراهقون فقد يظهرون مستوى عالٍ من القلق بشأن احتمالية تعرض أخيهم أو أختهم لنوبة غضب، خاصة في الأماكن العامة، بينما يتساءل الشباب عما إذا كان من المتوقع أن يتولوا رعاية أخيهم أو أختهم في المستقبل، جميع هذه الأسئلة مهمة ويجب مناقشتها.
عندما يواجه الآباء والأمهات التحديات الكبيرة المتمثلة في رعاية طفلهم ذو اضطراب طيف التوحد، إلى جانب التزامات الأسرة والحياة اليومية، قد يجدون صعوبة في تحديد الوقت والطريقة المناسبة لمعالجة التحديات الفريدة التي قد يواجهها الأطفال الآخرون في الأسرة، يمكن للآباء والأمهات دعم الإخوة في التعامل مع تجربتهم، ومساعدتهم على تطوير مهارات تعزز العلاقات القوية والمستدامة، مما يساهم في تحقيق توازن أكبر داخل الأسرة بأكملها.
يجب أن يدرك الآباء والأمهات أن العديد من الأطفال قد يجدون صعوبة في التعبير عن مخاوفهم بشأن أخيهم أو أختهم ذو اضطراب طيف التوحد، لذلك من الضروري أن يخلق الآباء والأمهات بيئة تساهم في تعزيز التواصل، وأن يبادروا بفتح الحوار وتقديم الدعم. ويمكن للمختصين المدربين في التدخل القائم على تحليل السلوك التطبيقي (ABA) المساعدة في تسهيل هذه المحادثات، كما يمكنهم تقديم الموارد والأدوات التي تساهم في بناء علاقة قوية بين الإخوة.
من أين تبدأ:
- وقت مخصص: قضاء وقت مع طفلك يعد وسيلة رائعة لضمان عدم شعوره بالإهمال وسط الروتين اليومي والمواعيد المختلفة، ابدأ ببعض الأنشطة الفردية معه فهي ستتراكم مع مرور الأيام.
- عرّف ابنك أو ابنتك عن اضطراب طيف التوحد: اعتمادًا على عمر طفلك هناك مجموعة من الموارد التي قد تساعد الأطفال على فهم اضطراب طيف التوحد، مثل: الكتب، ومجموعات الدعم، والأفلام، وغيرها، نقطة جيدة للبدء هي تعليمهم كلمة “التوحد” ومعناها، وخذ بعين الاعتبار ألا تنشغل بالقيود واجعل الشرح مختصرًا وبسيطًا.
- تقبل مشاعره/مشاعرها: ربما كان هناك وقت شعرت فيه بالإحباط أو الإحراج بسبب نوبة غضب، قد يشعر طفلك أحيانًا بنفس هذا الإحباط أو الإحراج، اشعر طفلك أنه من المقبول أن يعبر عن مشاعره تجاه كل ما يمر به من تقلبات مع أخيه أو أخته – دون القلق من العواقب.
- استخدم المديح الإيجابي: لا تنسَ أن تمدح وتمنح طفلك الاهتمام بشكل متكرر، ابدأ بالإنجازات الصغيرة ثم انتقل إلى الأكبر. إذا لم يكن الأمر سهلاً، حاول استخدام عبارات مثل (أحب كيف أنك…) أو (عمل رائع في…) أو (يسعدني كثيرًا عندما تقوم بـ…).
- حدد توقعات معقولة: هل أنت شخص مثالي؟ لا أحد منا كذلك، تقبل أن الأمور قد لا تسير دائمًا كما هو مخطط لها، فالأطفال سيظلون أطفالًا، سيرتكبون الأخطاء، وسيسوء سلوكهم في بعض الأحيان، كل هذا جزء من عملية التعلم.
- حث على ممارسة الأنشطة العائلية: ابحث عن لحظات طوال الأسبوع لتخصيص أنشطة ممتعة وآمنة للجميع، تعزيز هذا النوع من الأنشطة يمكن أن يقوي العلاقات مع جميع أفراد الأسرة.
- مجموعات الدعم: في بعض الأحيان معرفة أنك لست وحدك أو الوحيد الذي يواجه همومًا خاصة يمكن أن يمنحك شعورًا بالراحة، تقدم مجموعة دعم الإخوة الفرصة للأشقاء الذين لديهم أخ أو أخت من ذوي باضطراب طيف التوحد ليكتشفوا أن هناك أطفالًا آخرين يمكنهم التشارك معهم والتواصل معهم وأنهم (يفهمونهم)، اكتشف أين يمكنك إيجاد هذه المجموعات في مجتمعك والتواصل معها.
المرجع:
https://360behavioralhealth.com/enhancing-sibling-relationships-in-families-with-kids-with-autism/