اضطراب طيف التوحد والمشي على أطراف الأصابع: الأسباب والحلول
تعتبر سلسلة من المعالم محطات هامة في تطور كل طفل — من أول كلماتهم إلى أول مرة يزحفون فيها، وأخيرًا أولى خطواتهم. أحيانًا، يلاحظ الآباء والأطباء مشي الأطفال على أطراف أصابعهم خلال هذه الفترة الحاسمة من النمو.
تشير الدراسات البحثية إلى زيادة معدل المشي على أطراف الأصابع بين الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. وقد يؤدي ذلك إلى تساؤلات لدى الآباء مثل: هل يُعتبر المشي على أطراف الأصابع عرضًا إضافيًا لاضطراب طيف التوحد؟ وإذا كان الأطفال يمشون على أطراف أصابعهم، هل هم معرضون لخطر اضطراب طيف التوحد؟ هناك الكثير من المعلومات المتاحة حول هذا الموضوع؛ وفيما يلي ما يجب أن يعرفه الآباء.
ما مدى شيوع المشي على أصابع القدم عند الأطفال؟
كما يوحي الاسم، فإن المشي على أطراف الأصابع هو عدم قدرة الأطفال على ملامسة الأرض بكعوبهم في المراحل الأولية من دورة المشي. ووفقًا لمؤسسة أوكسفورد هيلث، في المتوسط، الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين يبدأون في المشي بشكل متقطع على أطراف أصابعهم. ومع ذلك، تختفي هذه العادة بشكل طبيعي بين ستة أشهر وسنتين. ويقال إن المشي على أطراف الأصابع يصبح مستمرًا إذا استمرت هذه العادة بعد سن الثانية. وتصبح المخاوف المحتملة بشأن التطور العصبي للأطفال واضحة في هذه المرحلة.
العلاقة بين المشي على أطراف الأصابع والاضطرابات المختلفة
تشير مقالة بحثية نشرتها مجلة Sage Journals إلى وجود علاقة بين الإعاقة الذهنية أو تأخر تطور اللغة والمشي على أطراف الأصابع لدى المرضى غير المشخصين باضطراب طيف التوحد. لا يرتبط المشي على أطراف الأصابع فقط باضطراب طيف التوحد، بل يظهر أيضًا لدى الأطفال الذين يعانون من حالات مثل:
- الشلل الدماغي.
- ضمور العضلات.
- مرض شاركو-ماري-توث.
- اعتلالات الأعصاب والعضلات الأخرى.
الأطفال الذين يمشون على أطراف أصابعهم دون وجود اضطرابات في التطور الحركي يختلفون عن أولئك الذين يعانون من اضطرابات عصبية عضلية مرتبطة. ومن أمثلة الاضطرابات العصبية العضلية الشلل الدماغي.
هل المشي على أصابع القدمين علامة على اضطراب طيف التوحد ؟
يبدأ العديد من الأطفال عادةً في المشي بين سن 12 إلى 15 شهرًا. في المراحل الأولى، يميل الأطفال إلى تغيير أنماط مشيهم أو أوضاعهم.
إحدى هذه الأنماط هي المشي على أطراف الأصابع. وعندما يبلغ الأطفال سن 24 شهرًا، يبدأون في المشي بشكل طبيعي على أقدامهم بالكامل.
تشير الأبحاث المنشورة في مجلة “Brain & Development” إلى أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يشكلون 20% من الأطفال الذين يمشون على أطراف أصابعهم دون سبب واضح. ومع ذلك، تُظهر دراسة أخرى أن 9% من العينة التي تم مسحها يتضمنون أطفالًا من ذوي اضطراب طيف التوحد وتم تشخيصهم بالمشي على أطراف الأصابع.
بينما يشكل 0.5% من الأطفال الذين يمشون على أطراف أصابعهم لكنهم غير مشخصين باضطراب طيف التوحد. وهذا يشير إلى أنه، رغم أن نسبة أكبر من الأطفال الذين يمشون على أطراف أصابعهم تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد، إلا أن هذه العادة بحد ذاتها ليست عرضًا من أعراض اضطراب طيف التوحد.
ما هي أسباب المشي على أطراف الأصابع لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
قد يكون المشي على أطراف الأصابع مرتبطًا بخلل في النظام الدهليزي، وهو أمر شائع في اضطراب طيف التوحد.
يمكن أن يؤثر خلل في النظام الدهليزي على ما يلي:
- التوجه المكاني.
- التنسيق.
- التوازن.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون في كثير من الأحيان من خلل في السمع والنظام الدهليزي. وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في التخطيط الحركي، عدم استقرار الوضعية، ضعف حركة العين، والمشي على أطراف الأصابع.
كيف توقف المشي على أطراف الأصابع في اضطراب طيف التوحد؟
المشي المستمر على أطراف الأصابع غير المعروف سببه يمكن أن يسبب ضررًا لعضلات الساق والساق الخلفية. التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية لتصحيح عادة المشي على أطراف الأصابع لدى الأطفال الصغار.
العديد من الأطفال الذين يمشون على أطراف أصابعهم يخضعون للعلاج الطبيعي أو التجبير المتسلسل قبل النظر في التدخل الطبي أو الجراحة. تشير الأبحاث إلى وجود علاجات أخرى لتصحيح المشي على أطراف الأصابع، مثل:
- التجبير.
- الدعامات.
- تقوية وتر أخيل.
لنلقِ نظرة على بعض التمارين المبكرة التي يمكن أن تساهم في معالجة اضطراب طيف التوحد والمشي على أطراف الأصابع.
تمارين الإطالة الساكنة/التمدد الساكن لعضلات القدم
تساعد هذه التمارين في تحسين مرونة وقدرة الحركة في القدم والكاحل، مما قد يقلل من ميل الأطفال للمشي على أطراف أصابعهم.
إليك بعض منها:
- تمارين إطالة عضلة الساق يدويًا.
- إطالة الجدار.
- إطالة باستخدام المنشفة – أثناء الجلوس، استخدم منشفة حول القدم وامددها باتجاه الجسم.
- تمارين إطالة الكعب – قف على درجة؛ دع الكعب ينخفض بينما يبقى الجزء الأوسط من القدم ملامسًا للدرجة.
تمارين الإطالة النشطة وتقوية العضلات
المشي على أطراف الأصابع يمكن أن يسبب اختلالات عضلية ويقيد حركة عضلات الكاحل والساق. يمكن أن تساعد التمارين التالية في إطالة وتقوية هذه العضلات:
- تمرين القرفصاء – يلعب الأطفال في وضعية القرفصاء أو الجلوس على كرة اليوغا مع التأكد من أن الأقدام ملامسة للأرض.
- المشي مثل الدب – مد العضلة للأمام مع الحفاظ على القدم ملامسة للأرض.
- تجربة وضعية “طفل اليوغا”.
- ممارسة المشي على الكعب.
العلاج البديل: TAGteach
تشير الأبحاث إلى وجود طريقة بديلة لعلاج المشي على أطراف الأصابع تسمى “التعليم باستخدام الإرشاد الصوتي” (TAGteach). تستخدم هذه الطريقة التعزيز الإيجابي لتعزيز السلوكيات المرغوب فيها من خلال المحفزات السمعية، مثل صوت “النقرة”.
يتم تنفيذ العلاج على ثلاث مراحل:
- مرحلة التصحيح.
- طريقة التصحيح مع استخدام TAG.
- مرحلة “التلاشي” (إزالة تدريجية للصوت المشروط للنقر بعد كل خطوتين إلى أربع خطوات بأقدام مسطحة).
يُنصح بالحصول على تشخيص مهني
يُعد المشي على أطراف الأصابع أكثر شيوعًا لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مقارنة بأقرانهم ذوي التطور العصبي الطبيعي. لكن من الضروري أيضًا أخذ عوامل أخرى في الحسبان مثل العمر، مدى التقدم في النمو، والتاريخ العائلي.
يُوصى للآباء بالبحث عن تشخيص مهني وفقًا لمعايير اضطراب طيف التوحد الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس (DSM-V)، خصوصًا للأطفال الذين يظهرون سلوك المشي على أطراف الأصابع بشكل متكرر. كما يُوصى بالتدخل المبكر في الحالات المستمرة لتحقيق أفضل النتائج.
الأسئلة الشائعة
س: هل يعد المشي على أطراف الأصابع علامة على اضطراب طيف التوحد؟
ج: رغم أنه شائع بين الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، إلا أن المشي على أطراف الأصابع ليس دائمًا علامة على وجود اضطراب طيف التوحد. يمكن أن يحدث المشي على الأطراف لدى الأطفال الغير مشخصين باضطراب طيف التوحد. يصبح الأمر مقلقًا عندما يرتبط بسلوكيات أخرى متعلقة باضطراب طيف التوحد.
س: هل يمكن للبالغين ذوي اضطراب طيف التوحد أن يظهروا سلوك المشي على أطراف الأصابع؟
ج: قد يظهر لدى بعض البالغين ذوي اضطراب طيف التوحد أنماط مشي مميزة، مثل المشي على أطراف الأصابع، لكن من المهم ملاحظة أن هذه السمة ليست سمة شائعة بين الجميع. يختلف أسلوب المشي لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد بناءً على عوامل متعددة، مما يجعل كل حالة فريدة.
س: متى يجب القلق بشأن المشي على أطراف الأصابع؟
ج: يجب مناقشة الأمر مع الطبيب إذا كان طفلك يمشي على أطراف أصابعه بعد سن الثانية. من الأفضل تحديد موعد مع الطبيب في وقت أبكر إذا كان الطفل يعاني من شد في عضلات الساق أو يجد صعوبة في تنسيق حركاته.
س: ما هي الآثار طويلة المدى للمشي على أطراف الأصابع؟
ج: يمكن أن يؤدي المشي على أطراف الأصابع إلى مشاكل مثل تشنج الكاحلين وضعف التوازن، مما يسبب السقوط المتكرر. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الوضعية السيئة إلى اختلالات عضلية تؤثر على قوة الورك والعضلات الأساسية.
س: هل يمكن تصحيح المشي على أطراف الأصابع في اضطراب طيف التوحد؟
ج: نعم، يمكن غالبًا تصحيح المشي على أطراف الأصابع في اضطراب طيف التوحد من خلال التدخلات المناسبة، مثل العلاج الطبيعي والاستراتيجيات السلوكية. يمكن أن يكون الكشف المبكر والتدخل مفيدًا بشكل خاص في معالجة هذا السلوك.
المرجع:
