بيانات ABC: مفتاح لفهم السلوك
ترجمة: أ. شروق السبيعي
تقدم بيانات ABC إطارًا لفهم السلوك وتشكل الأساس في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، مصطلح (ABC) هو إطار حدث سلوكي يصف الأحداث التي تحدث قبل وبعد السلوك الذي ترغب بمعرفة المزيد عنه.
المتخصصين في مجال تحليل السلوك التطبيقي غالبًا ما يشيرون إلى بيانات ABC بأنها تتضمن ثلاثة مصطلحات، وهي: السوابق (A) السلوك (B) النتيجة (C)، يساهم كل مصطلح في فهم سبب استمرار السلوك ثم يمكنك استخدام هذه المعلومات لإنشاء خطة تدخل سلوكية (BIP) أو لتطوير خطة لاكتساب المهارات.
على الرغم من أن غالبًا ما يتم ربط تقييم بيانات ABC بإجراء تقييم سلوكي وظيفي (FBA) وتطوير خطة للحد من السلوك، فإن هذه البيانات توفر أيضًا معلومات لتوجيه اكتساب المهارات ، يساعد في تقييم الظروف الذي يحدث فيه السلوك على فهم هذا السلوك، سواء كان سلوكًا تريد رؤيته أكثر أو أقل فهذا غير مهمًا، يتبع السلوك سواء سلوك مرغوب او غير مرغوب فيه القوانين الطبيعة مثل الجاذبية.
النقاط الرئيسية
- بيانات ABC تسجل التفاصيل: تساعد بيانات ABC في تحديد العوامل البيئية المحيطة بسلوك ما من خلال تسجيل ما يحدث مباشرة قبل (السوابق) وبعد (النتيجة) حدوث السلوك، مما تقدم صورة واضحة عن وظيفته.
- منظم ومرن: إن هيكل جمع بيانات ABC مرن، مما يسمح للممارسين بتسجيل معلومات مفصلة حول الأحداث الطبيعية بدلاً من الاعتماد على أسبابتم تحديدها سابقًا، مما يجعلها مرنة في مواقف مختلفة.
- يعد تحديد السلوك أمرًا بالغ الأهمية: إن تحديد السلوك المستهدف بوضوح قبل جمع بيانات ABC يضمن الاتساق والدقة، مما يسمح بتحليل أفضل وتخطيط التدخل.
- تحديد الأنماط: تساعد بيانات ABC في تحديد أنماط السلوك، مثل: المثيرات المتكررة أو النتائج الشائعة، والتي يمكن أن تساعد في وضع استراتيجيات لتغيير السلوك.
- الاستعانة بنقاط البيانات المختلفة: يعد جمع بيانات ABC على مدار الوقت عبر مواقف مختلفة أمرًا ضروريًا لتجنب وضع افتراضات بناءً على حالة واحدة من السلوك، مما يساعد على ضمان صحة الاتجاهات وموثوقيتها.
- تقييم السلوك الوظيفي (FBAs): تعمل بيانات ABC كأساس لإجراء تقييم السلوك الوظيفي من خلال توفير معلومات أولية لطرح فرضية حول وظيفة السلوك، والتي يمكن تأكيدها بعد ذلك من خلال إجراء تقييمات أكثر رسمية.
أبجديات السلوكيات
تحدث جميع السلوكيات في سياق معين، يحدث حدث أو فعل ما قبل السلوك ويحدث شيء آخر بعد ذلك السلوك، يساعدك هذا السياق على تحديد العوامل التي تسبب السلوك بالإضافة إلى المتغيرات التي تحافظ عليه، يؤدي هذا إلى فهم الدافع مما يسمح بتطوير خطة لتغيير السلوك، تميل الظروف القريبة من السلوك أن يكون لها التأثير الأكثر، ومع ذلك فإن بعض الأحداث أو الظروف التي تحدث قبل ساعات أو حتى أيام من السلوك قد تؤثر أيضًا على هذا السلوك.
إن جمع بيانات ABC هو عنصر أساسي عند إجراء تقييم وظيفي لمعرفة وظيفة السلوك المستهدف، والتقييم الوصفي يتيح لك وضع خطة لتغيير العوامل الثابتة لتغيير السلوك، على الرغم من أن التقييم الوظيفي (FA) يُعتبر غالبًا “المعيار الذهبي” لتحديد الوظيفة إلا أن التقييم الوصفي يقدم العديد من المزايا المتميزة وفقًا لمارتينز وديجينارو وريد وسزكزك وروزينثال (2008):
- يتم جمعها في البيئة الطبيعية ولا تبدو مصطنعة لدى الشخص مما يؤدي إلى الحصول على بيانات أكثر دقة
- اكتشاف المعلومات المميزة عن الشخص أو البيئة
- كشف النتائج التي تم تسليمها وفقًا لجدول زمني يصعب تكراره في موقف مصطنع
- مرونة عالية في التطبيق
- قياس مباشر للأحداث السلوكية أثناء حدوثها
السوابق
السوابق قبل السلوك بلحظات هو محل الاهتمام، وعادةً في غضون 30 ثانية، يمكن تسمية السوابق بالمثير أو ما يثير السلوك، تشمل الأحداث السابقة التي تؤدي عادةً إلى سلوك غير مرغوب فيه ما يلي:
- الطلب
- لفت الانتباه
- تم رفض الوصول إلى العنصر أو النشاط المفضل
- المثيرات البيئية مثل: الأضواء أو الضوضاء أو درجة الحرارة
- التنقلات
- عدم تنظيم الوقت
لفهم السوابق، يتم التساؤل بينك وبين نفسك مثل:
- أين حدث السلوك؟
- متى حدث السلوك؟ (أي الوقت من اليوم)
- من كان مع طفلك عندما حدث هذا السلوك؟
- ماذا يحدث أيضًا عندما يحدث السلوك؟ (أي الضوضاء في الغرفة، أو الأشخاص الآخرون في المكان)
على سبيل المثال: تريد أن تفهم سبب هروب الطالب منك عندما يحين وقت الجلوس على الكرسي للقيام بالعمل، انظر إلى ما يحدث قبل هروبه مباشرة، ماذا قلت أو فعلت؟ من كان موجودًا في الغرفة؟ ماذا كان يحدث في الغرفة في ذلك الوقت؟ ماذا كان يفعل؟
عند النظر في بيانات ABC لاكتساب المهارات فإن السوابق هو المثيير التمييزي، ويستدعي المثيير التمييزي استجابة محددة تم تعزيزها في الماضي (أو هي استجابة يتم التخطيط لها لتعليمها)، يشير المثيير التمييزي إلى توفر المعزز عند القيام بالاستجابة المحددة وهو جوهر تعليم أي مهارة.
على سبيل المثال: تريد من الطالب أن يصفق بيديه عندما تقول له “صفق”، فأنت تقدم له المعزز باستمرار عندما يصفق بعد تقديم المثير التمييزي (“قول صفق”) وتمنع المعزز عندما يحدث السلوك في غياب المثير التمييزي، وهذا الذي يبني التحكم في المثير وهو ما يطور المهارات.
السلوك
السلوك هو أي فعل يقوم به الشخص، هو السلوك الذي تريد معرفة المزيد عنه من بيانات ABC، قد يكون هذا السلوك مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه.
في تحليل السلوك التطبيقي من المهم تعريف السلوك بمصطلحات يمكن ملاحظتها وقياسها، بعد قراءة التعريف يجب على أي شخص تحديد ما إذا كان السلوك يحدث أم لا، يجب أن يكون التعريف المسمى بالتعريف الاجرائي واضحًا تمامًا لضمان جمع البيانات بدقة، خاصةً إذا كان أكثر من شخص سيجمع البيانات.
عند تحديد السلوك المستهدف، قم بتضمين أمثلة و أمثلة غير مباشرة وللتوضيح أكثر على سبيل المثال:
سلوك الرمي: أي وقت يحرك فيها هنري أشياء غير مخصصة للرمي ورميها لمسافة أبعد من قدم واحد باستخدام أي جزء من جسمه.
وتشمل الأمثلة ما يلي:
- دفع العناصر من على الرف أو الطاولة.
- رمي القلم أبعد من قدم واحدة.
- ركل الوعاء مما يؤدي إلى إلقاء العناصر الموجودة في الوعاء على الأرض.
- حمل قطع التركيب المركبة مما أدى إلى سقوط القطع على الأرض.
تشمل الأمثلة الغير مباشرة ما يلي:
- قلب لعبة التركيب رأسًا على عقب فوق طاولة قبل إكمالها مما أدى إلى سقوط قطعة واحدة أو أكثر على الأرض.
- ركل أو رمي الكرة في أماكن حركية
يجب أن يساهم كل مثال أو مثال غير مباشر في دقة التعريف، وتجنب الوصف الخارجي وتضمين ما يكفي لتغطية المواقف الشائعة التي تحدث والتي قد تثير أسئلة الأخصائي.
النتيجة
تحدث النتيجة فورًا بعد السلوك الذي ترغب بمعرفة المزيد عنه، وعادةً في غضون 30 ثانية، وعلى الرغم من أن بعض النتائج المتأخرة تؤثر على سلوك بعض الطلاب، فعند جمع بيانات ABC ركز على ما يحدث فورًا بعد السلوك.
تشمل النتائج الشائعة التي تؤدي إلى الحفاظ على السلوك ما يلي:
- الحصول على الانتباه أما مدح أو كلام أو توبيخ
- الهروب من مهمة مزعجة أو مثير حسي
- الحصول على شيء أو النشاط المفضل
تؤدي هذه النتيجة المستمرة إلى فرضية وظيفة هذا السلوك (أي الحصول على شيء أو الهروب)، عندما تتبع إحدى النتائج سلوكًا ويحدث هذا السلوك بشكل متكرر (أو بكثافة أكبر أو لفترات أطول)، فإن هذه النتيجة لها تأثير تعزيزي، وعندما تتبع إحدى النتائج سلوكًا ويحدث هذا السلوك بشكل أقل (أو بكثافة أقل أو لفترات أقصر)، فإن هذه النتيجة لها تأثير عقابي، التعزيز أو العقاب لا نقصد فيها نتيجة جيدة أو سيئة بطبيعتها، ولكن نصف فيها تأثير المثيرات على السلوك (أي هل يزيد السلوك أم ينقص).
وهنا تفشل العديد من الاستراتيجيات التي يُنصح بها عادة للحد من السلوكيات غير المرغوب فيها، فالاستراتيجيات مثل “1-2-3 Magic” تقدم حلاً واحدًا بغض النظر عن سبب قيام الطالب في هذا السلوك، وعندما الفشل في التفكير عن وظيفة السلوك، فإنك تخاطر بتعزيز السلوك الذي تحاول الحد منه.
على سبيل المثال: يوصي خبراء التربية مثل SuperNanny بوضع الطفل في فترة عقاب عندما يسيء التصرف، وإذا قام الطفل في سلوك غير مرغوب فيه من أجل الهروب من موقف معين فإن فترة العقاب تصبح معززًا فعالًا وسيتكرر السلوك بشكل مستمر في المستقبل.
تحديد الظروف
غالبًا ما يشار إلى تحديد الظروف بالمصطلح الرابع، وهو العوامل التي تحدث قبل السلوك الذي ترغب في معرفة المزيد عنه بوقت طويل وأحيانًا قبل ساعات أو أيام، وبينما لا تؤثر هذه الظروف بشكل مباشر على السلوك فلا تأخذ في الاعتبار الظروف التي غالبًا ما تؤثر على سلوك المتعلم، تتضمن الظروف الشائعة ما يلي:
- الجوع
- تغيير في الدواء
- قلة النوم
- حضور أو غياب شخص معين
- الظروف في الغرفة (أي درجة الحرارة، الضوضاء، التحفيز البصري، وما إلى ذلك)
- تغيير في الروتين
على سبيل المثال: وجد ماجيتو ماكلولين أن سوء التفاهم أدى إلى زيادة في سلوك الهروب، في حين انخفض هذا السلوك في وجود الموظفين الذين أقاموا علاقة جيدة مع الشخص المعني، لا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًا عندما تفكر في مشاعرك وسلوكياتك تجاه أولئك الذين لا تحبهم مقابل أولئك الذين تشعر بالقرب منهم، ومع ذلك فمن السهل تجاهل هذا باعتباره حدثًا محتملًا إذا كانت المشاعر غير معروفة أو لم يكن الشخص عبر بشكل مباشر من خلال التفاعل أو السلوك.
على الرغم من إمكانية ملاحظة العديد من الأحداث المحيطة، إلا أن بعضها مثل الحالة المزاجية لا يمكن قياسها (Ramey, D., Healy, O., Lang, R., Gormley, L., & Pullen, N., 2019)، وهذا قد يجعل من الصعب رسم أوجه التشابه بين السلوك والظروف المحيطة إلا أن فهم الظروف المحيطة يمكن أن يساعدك في تحديد سبب حدوث السلوك في ظل ظروف مختلفة.
المرجع: