
تعليم الكتابة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. شروق السبيعي
عند تعليم الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد الكتابة، من المهم أن نأخذ في الاعتبار الاحتياجات والقدرات الفردية لهؤلاء الطلاب. إن تقديم تعليم فعّال للكتابة يمكن أن يمكّنهم من التعبير عن أنفسهم وتطوير مهارات التواصل الأساسية. في هذا القسم، سوف نستكشف أهمية تعليم الكتابة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد والصعوبات التي قد يواجهونها في عملية الكتابة.
أهمية تعليم الكتابة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد
يلعب تعليم الكتابة دورًا مهمًا في التطور العام للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، إذ يوفر لهم وسيلة فعّالة للتواصل مع أفكارهم ومشاعرهم. من خلال الكتابة، يستطيع الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد تحسين قدرتهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، وتطوير مهاراتهم في التعبير عن أنفسهم، بالإضافة إلى تعزيز قدراتهم اللغوية والعقلية.
بالإضافة إلى تطوير مهارات التواصل، يسهم تعليم الكتابة أيضًا في تنمية مهارات حياتية هامة مثل حل المشكلات، التفكير النقدي، والتنظيم. تُعتبر هذه المهارات أساسية لتحقيق النجاح في كل من البيئات الأكاديمية والحياتية. من خلال تزويد الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد بالأدوات والاستراتيجيات اللازمة ليصبحوا كتابًا ماهرين، نُمكنهم من التعامل مع المواقف الاجتماعية والأكاديمية المختلفة بثقة.
الصعوبات التي يواجهونها الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد في الكتابة
قد يواجه الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبات معينة عندما يتعلق الأمر بالكتابة. قد تختلف هذه الصعوبات حسب كل طالب، ولكن بعض الصعوبات الشائعة تشمل:
- اللغة والتواصل: العديد من الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد يواجهون صعوبات في تطوير اللغة، مما قد يعيق قدرتهم على التعبير عن أفكارهم وآرائهم بشكل فعال في الكتابة. قد تكون هناك صعوبات في القواعد النحوية والمفردات وتركيب الجمل.
- المهارات الحركية الدقيقة: تتطلب الكتابة مهارات حركية دقيقة للقيام بمهام مثل حمل القلم وتكوين الحروف والحفاظ على خط يد مقروء. قد يواجه بعض الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبات في هذا المجال، مما يجعل الفعل البدني للكتابة أكثر صعوبة.
- التنظيم والتخطيط: قد يواجه الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبات في تنظيم أفكارهم وترتيب كتاباتهم. وقد يواجهون صعوبة في توليد الأفكار وتسلسل المعلومات والحفاظ على تدفق منطقي في كتاباتهم.
- المشاكل الحسية: يمكن للمشاكل الحسية، مثل الحساسية تجاه مواد أو أصوات معينة، أن تؤثر على قدرة الطلاب على المشاركة في أنشطة الكتابة بشكل مريح. إن إنشاء بيئة داعمة وصديقة للحواس يمكن أن يساعد في التخفيف من هذه الصعوبات.
فهم هذه الصعوبات يساعد المعلمين والآباء على تطبيق استراتيجيات وأنظمة دعم ملائمة لمعالجتها بشكل فعال. من خلال تقديم تعليم مخصص وتعديلات فردية، يمكن للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد التغلب على هذه الصعوبات وتطوير مهارات الكتابة لديهم بأقصى قدراتهم.
لتعزيز دعم الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد في مسيرتهم الكتابية، يُنصح باستخدام دمج مواضيع كتابة ملهمة وتنفيذ تدخلات كتابية موجهة خصيصًا لاحتياجاتهم الفردية. علاوة على ذلك، تدريس التهجئة والنحو بطريقة منظمة وسهلة الفهم يساعد في تحسين مهارات الكتابة العامة لديهم.
استراتيجيات التعليم الفعال للكتابة
عندما يتعلق الأمر بتعليم الكتابة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، فإن تنفيذ استراتيجيات فعّالة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تجربة التعلم الخاصة بهم. من خلال إنشاء بيئة منظمة وتوفير التعليم الفردي والتسهيلات، يمكن للمعلمين دعم الاحتياجات الفردية للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد.
إنشاء بيئة منظمة للكتابة
الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد يزدهرون في البيئات المنظمة، وهذه القاعدة تنطبق أيضًا على تعليم الكتابة. من خلال وضع روتين وهيكل واضح لأنشطة الكتابة، يمكن للمعلمين مساعدة الطلاب على الشعور بمزيد من الراحة والثقة في مهام الكتابة الخاصة بهم.
وفيما يلي بعض الاستراتيجيات لإنشاء بيئة منظمة للكتابة:
- جدول كتابة مستمر: حدد وقتًا منتظمًا لأنشطة الكتابة، وتأكد من أن الطلاب يعرفون متى يتوقعون مهام الكتابة ويستعدون لها.
- الدعم البصري: استخدم الجداول أو المخططات أو قوائم المراجعة البصرية لتقديم إشارات وتذكيرات بصرية حول الخطوات المتبعة في عملية الكتابة.
- تنظيم أدوات الكتابة: احرص على تنظيم أدوات الكتابة بشكل جيد وجعلها في متناول اليد بسهولة. استخدم صناديق أو وعاء تخزين مُسمّاة لمساعدة الطلاب في تحديد موقع الأدوات الضرورية لإنجاز مهام الكتابة الخاصة بهم.
- توقعات واضحة: تواصل بوضوح مع الطلاب حول التوقعات المتعلقة بمهام الكتابة، بما في ذلك الإرشادات الخاصة بالمحتوى والطول والتنسيق. قم بتقسيم المهمة إلى خطوات قابلة للإدارة، مما يساعد الطلاب على فهم واضح لما هو مطلوب منهم.
إن إنشاء بيئة منظمة لا يساعد الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد على الشعور براحة أكبر فحسب، بل يوفر لهم أيضًا شعورًا بالقدرة على التنبؤ والوضوح، مما يمكن أن يعزز تجربة الكتابة لديهم.
التعليم الفردي والتسهيلات
إن التعرف على الاحتياجات الفريدة وأساليب التعلم لدى الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد أمر بالغ الأهمية لتحقيق تدريس فعّال لمهارات الكتابة. إن توفير التعليم الفردي والتسهيلات يمكن أن يساعد الطلاب على التغلب على الصعوبات وتعظيم إمكاناتهم في الكتابة.
وفيما يلي بعض الاستراتيجيات للتعليم الفردي والتكيف:
- التعليم المتمايز: قم بتخصيص تعليم الكتابة لتلبية الاحتياجات المحددة لكل طالب. قم بتعديل المهام أو الطلبات أو الأنشطة لتتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم.
- الدعم المتدرج: قم بتقسيم عملية الكتابة إلى خطوات أصغر يمكن إدارتها. قدم دعماً بصرياً ومنظمات رسومية لمساعدة الطلاب على تنظيم أفكارهم وبناء كتاباتهم. يمكن لاستراتيجيات الدعم أن تسهم في مساعدة الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد على تحسين مهارات الكتابة لديهم بشكل تدريجي.
- التسهيلات: تقديم التسهيلات اللازمة لدعم الاحتياجات المحددة للطلاب. قد يشمل ذلك تقديم وقت إضافي لمهام الكتابة، أو السماح باستخدام التكنولوجيا المساعدة أو طرق التواصل البديلة، أو تعديل البيئة المادية لتقليل عوامل التشتيت.
- التعاون: التعاون المستمر مع الآباء وفرق الدعم والأخصائيين أمر بالغ الأهمية لضمان اتباع نهج مشترك في تعليم الكتابة. من خلال تبادل الاستراتيجيات، والتقدم، والرؤى، يمكن توفير دعم مستمر للطلاب. يُعد التعاون مع الآباء وفرق الدعم عنصرًا أساسيًا لبناء نهج شامل في تعليم الكتابة.
من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن للمعلمين إنشاء بيئة تعليمية داعمة وشاملة تمكن الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد من تطوير مهارات الكتابة لديهم بشكل فعال. تذكر أن كل طالب فريد من نوعه، لذا من المهم تكييف هذه الاستراتيجيات لتلبية احتياجاته المحددة.
أنشطة ما قبل الكتابة
قبل الخوض في عملية الكتابة، من الضروري إشراك الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد في أنشطة ما قبل الكتابة التي تساعد في بناء المهارات الأساسية. تركز هذه الأنشطة على بناء المفردات وتنمية مهارات اللغة وتطوير المهارات الحركية الدقيقة، وهي جميعها أمور أساسية للكتابة الناجحة.
بناء المفردات ومهارات اللغة
بالنسبة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، يعد توسيع المفردات وتنمية مهارات اللغة خطوة أساسية في تعزيز قدراتهم على الكتابة. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات لدعم هذه العملية:
- استكشاف الكلمات: قم بتقديم كلمات جديدة من خلال أنشطة تفاعلية متعددة الحواس. قم باستخدام الوسائل البصرية والإيماءات والأمثلة الواقعية لمساعدة الطلاب على فهم وتذكر معنى الكلمات. فكر في دمج ألعاب الكلمات أو البطاقات التعليمية أو الألغاز اللفظية لجعل تعزيز المفردات أكثر متعة.
- أنشطة القراءة: شجع على القراءة المنتظمة لتمكين الطلاب من التعرف على مجموعة متنوعة من الكلمات وتركيبات الجمل. اختر كتبًا أو مقاطع تتناسب مع أعمارهم واهتماماتهم. بعد القراءة، شارك الطلاب في مناقشات لتعزيز فهمهم وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم. يمكن أن تكون القراءة نقطة انطلاق لتوليد أفكار الكتابة.
- دروس اللغة المنظمة: نفذ دروسًا منظمة تركز على القواعد اللغوية، وبنية الجمل، وفن السرد. قم بتقسيم المفاهيم المعقدة إلى أجزاء قابلة للإدارة وقدم دعماً بصرياً مثل الجداول أو المنظمات الرسومية. قم بدمج التعليمات المباشرة حول أجزاء الكلام، وأنواع الجمل، واستراتيجيات توسيع الجمل.
تطوير المهارات الحركية الدقيقة
تلعب المهارات الحركية الدقيقة دورًا أساسيًا في العملية الجسدية للكتابة. قد يستفيد الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد من الأنشطة التي تساعد في تحسين تنسيق اليد والعين والمهارة الحركية الدقيقة. فكر في الاستراتيجيات التالية:
- تمارين المهارات الحركية الدقيقة: دمج الأنشطة التي تقوي عضلات اليد وتحسن التنسيق، مثل تمارين الأصابع، ضغط كرات الضغط، أو استخدام الملاقط لالتقاط الأشياء الصغيرة. يمكن دمج هذه التمارين في الروتين اليومي أو خلال جلسات مخصصة لممارسة المهارات الحركية الدقيقة.
- أدوات الكتابة والمقابض: وفر للطلاب مجموعة متنوعة من أدوات الكتابة، مثل أقلام الرصاص أو الأقلام أو المقابض القابلة للتكيف، للحصول على ما يناسبهم أكثر. يمكن للمقابض القابلة للتكيف أن تساعد الطلاب في الحفاظ على قبضة مناسبة للقلم الرصاص وتعزيز التحكم في أداة الكتابة.
- التتبع والرسم: قم بتقديم أنشطة التتبع لتعريف الطلاب بتكوين الحروف وأشكالها. شجعهم على ممارسة رسم خطوط وأشكال وأنماط بسيطة. يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في تطوير التحكم باليد وتعزيز الثقة في قدرتهم على إنتاج خطوط دقيقة.
من خلال التركيز على بناء المفردات ومهارات اللغة، بالإضافة إلى تطوير المهارات الحركية الدقيقة، يمكن للمعلمين والآباء أن يضعوا أساسًا قويًا لعملية الكتابة. تساهم هذه الأنشطة التحضيرية للكتابة في خلق بيئة داعمة تعزز ثقة الطلاب وتُمهّد الطريق لتجارب كتابة ناجحة.
استراتيجيات تعليم الكتابة
عندما يتعلق الأمر بتعليم الكتابة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، فإن استخدام استراتيجيات فعالة هو مفتاح نجاحهم. سيركز هذا القسم على استراتيجيتين مهمتين: تقسيم عملية الكتابة واستخدام وسائل الدعم البصري والمنظمات الرسومية.
تحليل عملية الكتابة
بالنسبة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، قد تبدو عملية الكتابة مرهقة بسبب طبيعتها المعقدة. تقسيم العملية إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة يمكن أن يساعد الطلاب على بناء فهم دقيق وواضح لكل مرحلة من المراحل. ومن خلال القيام بذلك، يمكنهم بناء ثقتهم وتعزيز مهاراتهم في الكتابة.
فيما يلي مثال لكيفية تقسيم عملية الكتابة:
- ما قبل الكتابة: تبادل الأفكار، وتنظيم الأفكار، والتخطيط لهيكل القطعة الكتابية.
- الصياغة: وضع الأفكار في الجمل والفقرات، والتركيز على توليد المحتوى بدلاً من إتقانه.
- المراجعة: مراجعة المسودة وإجراء التعديلات عليها، وتحسين التنظيم والوضوح وتماسك الكتابة.
- التحرير: تصحيح الأخطاء النحوية وعلامات الترقيم والإملائية.
- النشر: مشاركة القطعة النهائية من الكتابة.
من خلال تعليم الطلاب كيفية الاقتراب من الكتابة بشكل منهجي، يمكنهم فهم المكونات المختلفة المتضمنة ويشعرون بثقة أكبر في قدراتهم. يمكن أن يكون استخدام الوسائل البصرية، مثل المخططات الانسيابية أو قوائم المراجعة، مفيدًا في تعزيز خطوات عملية الكتابة.
استخدام الوسائل البصرية والمنظمات البصرية
تُعد الوسائل البصرية والمنظمات البصرية أدوات قيمة في تعليم الكتابة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد. توفر هذه المساعدات بنية بصرية يمكنها تعزيز الفهم والتنظيم وكفاءة الكتابة بشكل عام.
يمكن أن تشمل الوسائل البصرية جداول بصرية، ومحفزات بصرية، وإشارات بصرية تساعد الطلاب على فهم عملية الكتابة ومتابعتها. على سبيل المثال، استخدام المحفزات البصرية مثل الصور أو الرموز يمكن أن يساعد الطلاب في توليد الأفكار أو تذكر التفاصيل المتعلقة. يمكن أن تحدد الجداول البصرية خطوات عملية الكتابة، وتعمل كتذكير بصري بالمهام التي يجب إكمالها.
المنظمات البصرية عبارة عن أدوات بصرية تساعد الطلاب على تنظيم أفكارهم وآرائهم قبل الكتابة. يمكن أن تتخذ هذه المنظمات أشكالاً مختلفة، مثل الخرائط الذهنية أو المخططات البيانية أو القصص المصورة. من خلال استخدام المنظمات البصرية، يمكن للطلاب رسم أفكارهم بصريًا، وإنشاء روابط بين المفاهيم، وإنشاء إطار منظم لكتاباتهم. يمكن أن تكون هذه العملية مفيدة بشكل خاص للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد الذين قد يواجهون صعوبة في تنظيم أفكارهم بشكل متماسك.
من خلال تقسيم عملية الكتابة ودمج الدعم البصري والمنظمات البصرية، يمكن للمعلمين والآباء تزويد الطلاب بالأدوات والبنية التي يحتاجون إليها للتفوق في الكتابة. لا تعمل هذه الاستراتيجيات على تعزيز مهارات الكتابة لديهم فحسب، بل إنها تعزز أيضًا الاستقلالية والتعبير عن الذات.
تعزيز التعبير عن الذات
بالنسبة للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، فإن تطوير التعبير عن الذات من خلال الكتابة يمكن أن يكون تجربة تمكينية وتحويلية. من خلال تقديم الفرص للإبداع والخيال، بالإضافة إلى تعزيز الاختيار والاستقلالية، يمكن للمعلمين والآباء دعم نمو وتطوير مهارات الكتابة لدى الطلاب.
تشجيع الإبداع والخيال
يلعب الإبداع والخيال دورًا مهمًا في الكتابة. تشجيع الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد على استكشاف جانبهم الإبداعي يمكن أن يساعدهم في اكتشاف صوتهم الخاص والتعبير عن أنفسهم بحرية أكبر. لتعزيز الإبداع، قدم محفزات كتابية تحفز الخيال وتتيح إجابات مفتوحة. يمكن تخصيص هذه المحفزات وفقًا لاهتمامات وتفضيلات كل طالب بشكل فردي.
بالإضافة إلى المحفزات الكتابية، فكر في دمج أنشطة السرد ضمن عملية الكتابة. إن السرد يتيح للطلاب استكشاف وجهات نظر وشخصيات وأماكن مختلفة. شجع الطلاب على ابتكار قصصهم الخاصة أو إعادة سرد القصص المألوفة بكلماتهم الخاصة. هذا لا يعزز إبداعهم فحسب، بل يقوي أيضًا مهاراتهم في السرد.
توفير فرص الاختيار والاستقلالية
الاستقلالية والاختيار هما دافعان قويان للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد. من خلال إشراكهم في عملية اتخاذ القرارات، يمكن للمعلمين والآباء تعزيز مشاركتهم واهتمامهم في مهام الكتابة. قدم لهم خيارات لمواضيع الكتابة أو أشكالها أو أنواعها، مما يسمح لهم باختيار ما يثير اهتمامهم أو يشعرون بالراحة معه. هذا الإحساس بالملكية يمكن أن يعزز من ثقتهم وحماسهم تجاه الكتابة.
لتعزيز الاستقلالية بشكل أكبر، شجع الطلاب على تحديد أهداف كتابية شخصية. يمكن أن تكون هذه الأهداف موجهة لتحسين مهارات كتابة معينة، مثل التهجئة أو القواعد اللغوية. من خلال السماح للطلاب بتحمل مسؤولية تقدمهم في الكتابة، يصبحون أكثر التزامًا واستثمارًا في رحلة تعلمهم.
من خلال رعاية الإبداع والخيال والاستقلالية، يمكن للمعلمين والآباء خلق بيئة داعمة تمكّن الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد من التعبير عن أنفسهم من خلال الكتابة. تذكر أن تقدم تعزيزًا إيجابيًا وملاحظات للاحتفال بتقدمهم وإنجازاتهم. كما أن التعاون مع فريق الدعم وإشراك الآباء في عملية الكتابة يمكن أن يساهم في نجاح الطلاب بشكل عام. معًا، يمكننا مساعدة الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد في تطوير مهارات الكتابة لديهم واحتضان أصواتهم الفريدة.
دعم عملية الكتابة
لدعم الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد بشكل فعال في رحلتهم الكتابية، من الضروري التركيز على جانبين رئيسيين: تقديم التعزيز الإيجابي والملاحظات والتعاون مع الآباء وفريق الدعم. يمكن لهذه الاستراتيجيات أن تعزز بشكل كبير تجربة الكتابة لدى الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد وتعزز نموهم ليصبحوا كتّابًا واثقين.
تقديم التعزيز الإيجابي والتعليقات
يلعب التعزيز الإيجابي دورًا مهمًا في تحفيز وتشجيع الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد طوال عملية الكتابة. إن الاعتراف بجهودهم وإنجازاتهم، مهما كانت صغيرة، يمكن أن يعزز ثقتهم ويجعل الكتابة تجربة ممتعة أكثر.
يمكن للمعلمين والآباء استخدام استراتيجيات مختلفة لتقديم التعزيز الإيجابي. يمكن أن يشمل ذلك الثناء اللفظي أو المكافآت أو الرموز لتحفيز تحقيق أهداف الكتابة أو إظهار التقدم الملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، يعد تقديم ملاحظات محددة وبناءة أمرًا ضروريًا. ركز على إبراز نقاط قوتهم، مثل الإبداع أو التنظيم أو الاهتمام بالتفاصيل، مع توجيههم بلطف لتحسين المجالات التي تحتاج إلى التطوير.
من خلال تقديم التعزيز الإيجابي والملاحظات، سيشعر الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد بالدعم والتحفيز لمواصلة رحلتهم في الكتابة.
التعاون مع الآباء وفريق الدعم
يعد التعاون بين المعلمين والآباء وفريق الدعم أمرًا بالغ الأهمية لضمان اتباع نهج متسق وشامل في دعم الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد في عملية الكتابة. يمكن للتواصل المفتوح والاستراتيجيات المشتركة أن تُسهم بشكل كبير في تقدم الطلاب.
يمكن أن تساعد الاجتماعات والمناقشات المنتظمة في تنسيق الأهداف والاستراتيجيات عبر البيئات المختلفة، مثل المنزل والمدرسة. يمكن للآباء أن يزودوا المعلمين برؤى هامة حول اهتمامات أطفالهم ونقاط قوتهم وتحدياتهم، والتي يمكن أن تساعد في تحسين استراتيجيات تعليم الكتابة داخل الفصل الدراسي. وبالمثل، يمكن للمعلمين مشاركة الاستراتيجيات والموارد الفعّالة مع الآباء، مما يمكنهم من دعم تطوير مهارات الكتابة لأطفالهم في المنزل.
إن العمل بشكل تعاوني مع فريق الدعم، والذي قد يشمل أخصائيي النطق وأخصائيي العلاج الوظيفي وأخصائيي السلوك، يمكن أن يقدم أيضًا رؤى وتدخلات قيمة لمعالجة الصعوبات الخاصة بالكتابة التي يواجهها الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد. من خلال الاستفادة من خبرة فريق الدعم، يمكن للمعلمين والآباء تطوير استراتيجيات وتسهيلات فردية لتلبية الاحتياجات الفردية لكل طالب.
من خلال تعزيز الشراكة القوية بين المعلمين والآباء وفريق الدعم، يمكن للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد الحصول على الدعم والتوجيه المستمر طوال رحلتهم في تعلم الكتابة.
تذكر أنه من خلال تقديم التعزيز الإيجابي والملاحظات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين المعلمين والآباء وفريق الدعم، يمكننا تمكين الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد على التعبير عن أنفسهم بثقة من خلال الكتابة.
خاتمة
يتطلب دعم الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد في الكتابة أنشطة ما قبل الكتابة واستراتيجيات تعليم فعالة وبيئة داعمة. يمكن أن تساعد أنشطة بناء المفردات ومهارات اللغة وتطوير المهارات الحركية الدقيقة وتقسيم عملية الكتابة إلى خطوات أصغر. إن تشجيع الإبداع والخيال والاستقلالية والتعزيز الإيجابي يمكّن الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد من التعبير عن أنفسهم بثقة.
يعد التعاون بين المعلمين والآباء وفرق الدعم أمرًا أساسيًا لتقديم الدعم والتوجيه المستمر. يمكننا بناء بيئة تعليمية شاملة تحتفل بالتنوع وتعزز النجاح لجميع المتعلمين.
المرجع: