
كيف يمكنني مساعدة طفلي على تقليل تعلقه بالأجهزة الإلكترونية؟
ترجمة: أ. رزان بن دهر
في عصرنا الرقمي، أصبحت الأجهزة الإلكترونية منتشرة على نطاق واسع مما يؤثر على حياة الأطفال في جميع الفئات العمرية، بالنسبة لآباء وأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD)، قد يمثل التعامل مع تعلق الأطفال بالأجهزة الإلكترونية تحديًا فريدًا، ويمكن أن يؤثر الجلوس أمام الشاشة لوقتٍ طويل بشكل سلبي على الجوانب التنموية الأساسية مما قد يؤدي إلى تفاقم بعض السمات المرتبطة باضطراب طيف التوحد، وتستعرض هذه المقالة استراتيجيات وتدخلات لمساعدة الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية على الحد من هذا التعلق وتعزيز علاقة متوازنة وصحية مع الأجهزة الإلكترونية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
فهم التحديات:
للتعامل مع مشكلة الإفراط في استخدام الأجهزة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، من الضروري أولًا فهم التحديات التي قد يواجهونها، فغالبًا ما يواجه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وقد تصبح الأجهزة الإلكترونية وسيلة للتكيف أو مصدرًا للراحة، لذا معرفة الأسباب الكامنة وراء تعلقهم بهذه الأجهزة أمر أساسي لتطوير استراتيجيات فعالة، ومن المفيد أيضًا معرفة ما هي الاحتياجات التي توفرها لهم الأجهزة والتي قد تكون مفقودة في أنشطتهم اليومية والعمل على تعويضها بطرق مناسبة.
وضع قواعد وإرشادات واضحة لتقنين وقت استخدام الأجهزة:
يعد تحديد قواعد وإرشادات واضحة ومتسقة لوقت استخدام الأجهزة أمرًا ضروريًا لمساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تقنين استخدامهم للأجهزة الإلكترونية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون مع المختصين في الرعاية الصحية والمعلمين والأخصائيين النفسيين لتحديد الوقت المناسب بناءً على عمر الأطفال ومستوى نموهم واحتياجاتهم الفردية، ومن الممكن أن يساهم الالتزام بهذه الإرشادات بانتظام في خلق بيئة منظمة تمنح الأطفال الشعور بالاستقرار وتمكنهم من توقع ما سيحدث لاحقًا.
تعزيز الأنشطة البديلة:
تشجيع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على المشاركة في أنشطة بديلة يمكن أن يساعد في تقليل اعتمادهم على الأجهزة الإلكترونية، ويمكنك أن تقدم لهم أنشطة تتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، مثل: الأنشطة الحسية، واللعب في الهواء الطلق، أو الأنشطة الإبداعية، وقد تسهم الخيارات المتنوعة والجذابة في جذب انتباههم وتوفير وسيلة صحية للتعبير عن أنفسهم، كما يُفضَّل تجنب توجيه انتباههم نحو الأنشطة الأكاديمية حيث قد يؤدي ذلك إلى تعزيز رغبتهم في العودة إلى الألعاب الإلكترونية بشكل أكبر.
استخدام الوسائل البصرية والمؤقت:
الوسائل البصرية، مثل: الجداول البصرية والمؤقت يمكن أن تكون أدوات فعالة في تقنين وقت استخدام الأجهزة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث يساعد إنشاء جدول بصري يحدد أوقاتًا مخصصة لاستخدام الأجهزة والأنشطة البديلة على تعزيز فهمهم لما هو متوقع، بالإضافة إلى ذلك يساعد استخدام المؤقت في الإشارة إلى انتهاء وقت استخدام الأجهزة مما يسهل عملية الانتقال إلى أنشطة أخرى ويحدّ من التوتر الناجم عن التغيرات المفاجئة.
التعاون مع المختصين:
اطلب المشورة والدعم من المختصين في مجال اضطراب طيف التوحد، مثل أخصائيي السلوك، وأخصائيي العلاج الوظيفي، وأخصائيي النطق والتخاطب فمن الممكن أن يساهم التعاون بين الآباء والأمهات والمعلمين والمختصين في تطوير استراتيجيات مخصصة تلبي الاحتياجات الفريدة لكل طفل، بالإضافة أن وجهات نظر المختصين قد توفر منظورًا قيمًا حول إدارة السلوك وتنمية المهارات.
في الختام، التعامل مع مشكلة الإفراط في وقت استخدام الأجهزة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يتطلب اتباع نهج شامل يأخذ في الاعتبار احتياجاتهم وتحدياتهم الفردية، من خلال فهم الأسباب الكامنة وراء تعلقهم بالأجهزة الإلكترونية، وتنفيذ إرشادات واضحة، وتعزيز الأنشطة البديلة، واستخدام الوسائل البصرية، ويمكن للآباء والأمهات ومقدمي الرعاية أن يلعبوا دورًا مهمًا في تكوين علاقة متوازنة وصحية مع الأجهزة الألكترونية، وقد يضمن التعاون مع المختصين أن تكون التدخلات مخصصة لتلبية الاحتياجات الخاصة بكل طفل، مما يعزز في النهاية صحتهم بشكل عام وتطورهم.
المرجع
https://www.healisautism.com/post/help-child-be-less-attached-electronic-devices