
استراتيجيات حسنت سلوكيات أطفالي ذوي اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. حنان الأحمري
كتبت هذه المقالة كريسي كيلي، وهي أم لطفلين من ذوي اضطراب طيف التوحد
إن وجود اضطراب طيف التوحد في حياتي أدى إلى نمو عقلي ألف مرة، الكثير من استراتيجيات تدريب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يتعارض مع الحدس، أقول وأفعل أشياء لم أكن أعتقد أبدًا أنها ستنجح لكنها تنجح، فيما يلي مجموعة مختصرة من الاستراتيجيات التي تم استخدامها يوميًا وتساعد في خفض نوبات الغضب وزيادة الفهم واتباع التوجيهات وتشعرنا بالسعادة، لا توجد استراتيجية واحدة ناجحة مع جميع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ولا يوجد حل واحد سريع، ومع ذلك فإن العديد من هذه الاستراتيجيات نجحت مع العديد من الأطفال سواء كانوا من ذوي اضطراب طيف التوحد أم لا
1- استخدم التوقيت لخفض نوبات الغضب
يواجه العديد من الأطفال صعوبة في مغادرة الأماكن والأنشطة المفضلة، هذه قصة طفلي البالغ من العمر 5 سنوات كان هناك أوقات لم اصطحبه فيها إلى حديقة الحي الذي نعيش فيه لأنني كنت خائفة جدًا من تلك اللحظة الفظيعة عند المغادرة، لقد كان متقلب ومضطرب وفي بعض الأحيان كان يصرخ ويسقط على الأرض، أو يحاول الركض إلى الشارع للابتعاد عني، أو يندفع ليضربني، لقد حطم قلبي وأخافني.
أحد الأشياء التي غيرت حياتنا بالنسبة لنا هو استخدامنا للتوقيت، قد يحتاج طفلك إلى توقيت مدته 5 دقائق أو دقيقتين أو دقيقة واحدة قبل أن يحدث تغيير في النشاط، هذه الاستراتيجية تساعد الطفل على الاستعداد للانتقال، سـ يدرك أن بعد المؤقت يأتي التغيير، وفي النهاية يصبح المؤقت أمرًا روتينيًا حتى بدون وجود مهمة تالية.
مثل:
“في خمس دقائق عليك أن تستحم.”، “بعد دقيقتين سنغادر الحديقة”
وهذا يساعد الطفل على الشعور بمزيد من التحكم دون التحكم بنا، عندما يتوقف المؤقت ولا يستجيب الطفل عليك أن تستمر في كل مرة، لقد فعلنا ذلك بشكل مستمر لمدة أسبوعين قبل أن نبدأ في رؤية النتائج، الآن مرت سنوات وما زلنا نستخدمه لفعاليته، ضع القيود والتزم بها، وتابعها.
2- أولًا / ثانيًا
الكثير من نوبات الغضب الأخرى تتعلق برغبة الطفل في الحصول على شيء لا يمكنه الحصول عليه في تلك اللحظة، لعبة أو وجبة خفيفة أو رحلة إلى مكان ما الآن، أو أن هناك شيئًا لا يريد أن يقوم به، في العديد من هذه المواقف نستخدم أولاً/ثانيًا، تُستخدم هذه الاستراتيجية لمساعدة الطفل على إنهاء مهمة ما قبل الحصول على المعزز.
مثل:
“أولا ننتهي من الغداء، ثانيًا يمكننا الخروج.”، “أولاً سنقوم بالتنظيف، ثانيًا يمكننا الذهاب إلى الحديقة.”
يمكنك القيام بذلك إما لفظيًا أو استخدام الصور أو كتابة العناصر على لوح في مكان واضح وذلك بناء على حالة طفلك، العديد من الأطفال ذوي التوحد يستجيبون من خلال الصور، غالبًا ما تكون هذه هي الطريقة الأولى، إنها عبارة بسيطة تنظم عقل الطفل وتساعده على اتباع التوجيهات الموجودة في متناول اليد، يمكن أن تساعد في تقليل إحباط الطفل لأنه يستطيع فهم ما هو متوقع منه بالضبط، هذا يعمل مثل السحر مع طفلي البالغ من العمر 5 سنوات، ربما استغرق الأمر حوالي شهرين حتى يفهم أنه سيحصل على ما يريد طالما أنه قام أولاً بما يُطلب منه، ما زلنا نستخدم هذه الاستراتيجية لأنه في يوم من الأيام عندما يفهمها سوف يفهم أهميتها.
3- تعزيز السلوك الإيجابي
يكون التعزيز اللفظي بعد قيام الطفل بسلوكيات إيجابية وهذا يؤكد للطفل انها سلوكيات إيجابية ويشجعه على تكرار سلوكياته المناسبة
على سبيل المثال: قام طفل بمشاركة أرجوحته مع طفل آخر في الحديقة، يمكنك أن تقول: “أنا حقًا أحب الطريقة التي شاركت بها ولعبت بها بشكل لطيف مع هذا الطفل الصغير في الحديقة”، من المهم التعرف على سلوكيات عادة ما يجد الطفل صعوبة في القيام بها مثل: المشاركة والهدوء واتباع التوجيهات، من خلال التعزيز يتعلم الطفل أن سلوكياته الإيجابية قد تمت ملاحظتها.
نقوم بتعزيز السلوكيات الإيجابية بإستمرار في المجالات التي يواجه فيها صعوبة عند القيام بها: “تعجبني الطريقة التي تشارك بها شاحنتك مع باركر.”، “عمل جيد في تنظيف الغرفة الخاصة بك يا باركر.“، إن إدراك السلوكيات الإيجابية يزيد من احتمالية حدوثها مرة أخرى، بالنسبة لبعض الأطفال التعزيز اللفظي لا يعني لهم شيئًا فهي ليست مجزية وبالتالي لا تدفعهم على تكرار السلوكيات، في هذه الحالة يجب معرفة المعزز الذي يفضلونه، في بعض الأحيان يتم تقديم معزز صغير: قطعة من الحلوى أو رمز مميز أو ملصق يمكن استخدامه عند تجميعه للحصول على مكافأة أكبر، لقد سمعت بعض الناس يقولون: “أنا لا أحب رشوة طفلي”، بالنسبة لي إنه مثل الحصول على شيك أجر مقابل العمل، نحن جميعًا نعمل من أجل المكافأة سواء كانت اجتماعية أو مادية.
4- ركز على ما تريد أن يفعله الطفل وليس ما تريد أن يتوقف عن فعله
كم منكم صرخ في وجه طفله توقف عن الصراخ؟
قلل من استخدام عبارات “لا تفعل” و “توقف”، على سبيل المثال: يمكن أن تكون عبارة “امشي على الرصيف” أكثر فعالية من عبارة “لا تمشي على العشب”، وهذا يتيح للطفل معرفة ما تريد منه أن يفعله بالضبط، العبارات مثل: “توقف عن الصراخ” و “أهدأ من فضلك” و “لا تلوّن على الطاولة” يتم استبدالها “لون على الورق فقط “، إن الطرق التي عادة ما نقوم بها معظمنا كـ آباءً هي تلقائية ولكنها تعمل، هناك أوقات نستخدم هذه العبارات “لا/توقف”، “لا تلون على الكلب” و “توقف عن ضرب أخيك”، استخدم أفضل حكم لديك، ستكتشف متى تحتاج إلى وضع قانون “لا تفعل”،
مثال: أتجاهل صراخ الطفل لأنه كان غاضباً ولأنني أعطيت إحدى سياراته لأخيه عندما كان لا يريد أن يشاركها، هنا اقوم بتعزيزه واقول : “عمل رائع أن تكون هادئًا وتلعب بسيارتك.”، أعلم أن الأمر غريب بعض الشيء في البداية، حيث تتجاهل طفلك عندما يصرخ أو يرمي نفسه على الأرض، ولكن عندما يفعل ذلك فإنه يبحث عن الاهتمام، و عند منحه أي نوع من الاهتمام يعزز هذا السلوك، سوف يتعلم أن الأمر لا ينجح ويدرك أنه يحصل على المزيد من الاهتمام عندما يقوم بسلوك مرغوب به.
5- البقاء هادئًا
لقد كان من الصعب علي أن أتعلمه وما زال من الصعب علي أن أتذكره لأن ما يحدث عادةً هو أن الطفل يخرج عن نطاق السيطرة ثم تتبعه بسرعة، إنه أمر مرهق ومستنزف ومحبط، آخذ نفسًا عميقًا وأتأكد من أن كلماتي تبدو هادئة حتى لو لم أشعر بذلك، أذكّر نفسي بأنني شخص بالغ لأن اقوم بتغيير سلوك طفلي فيجب عليّ ذلك أيضًا، لا يمتلك الطفل دائمًا المهارات اللغوية لشرح ما يريده وما يحتاج إليه، وقد يكون ذلك محبطًا للغاية بالنسبة لهم، لقد أمضيت سنوات عديدة من الممارسة لذا أحتاج إلى أن أكون أفضل و أن أكون لطيفة وهادئة وصابرة حيث يقتدي طفلي بي.
تذكر أن الأبوة والأمومة هي رحلة قصيرة، وغالبًا كل شيء صعب نمر به مع أطفالنا هي مجرد مرحلة سوف تنتهي، في بعض الأحيان كل ما يقف بينك وبين سعادة طفلك هو القليل من التنظيم والتحكم الإضافي.
المرجع:
https://www.autismspeaks.org/blog/five-tips-helped-improve-my-childs-behaviorالعبارة