كيف يتم تطوير مهارة المحادثة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
ترجمة: أ. شروق السبيعي
إن المحادثة هي تواصل تفاعلي بين شخصين أو أكثر، ومن الخطوات الأولى في التواصل الإجتماعي هي تطوير مهارة المحادثة، بالنسبة للكثير منا تطورت لدينا مهارة المحادثة بسهولة وعادةً نستخدم أجسادنا دون وعي لنقل الرسائل من خلالها، ولا نواجه صعوبة في الحفاظ على التواصل البصري أثناء التحدث مع الآخرين.
ولكن كل هذه التفاصيل من التفاعل الاجتماعي تسبب الارتباك والإحباط لدى العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث أن الصعوبات التي يواجهونها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في بدء المحادثات والحفاظ عليها غالبًا تمنعهم من تطوير الصداقة وتعيق أدائهم في المدرسة، في بعض الأحيان يعتقد الناس أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد غير مهتمين بالتواصل مع الآخرين، ولكن في الواقع غالبًا تكون صعوبة تواصلهم الاجتماعي بسبب عدم اكتسابهم لمهارات التواصل والمهارات الاجتماعية وليس السبب عدم اهتمامهم بالآخرين.
بالرغم من أن مهارة التواصل لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لا تتطور بشكل طبيعي، إلا أنه يوجد استراتيجيات مختلفة تساعد على تطوير مهارة المحادثة وتعزز ثقتهم بأنفسهم، ومن أجل اكتساب مهارة المحادثة مع الآخرين يجب تدريب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على مكونات المحادثة المختلفة، بما في ذلك:
- بدء الحوار
- اختيار الموضوع
- تبادل الأدوار في المحادثة
- القدرة على طرح الأسئلة والرد عليها
- إنهاء المحادثة بشكل مناسب
في هذه المقالة نركز على الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن استخدامها لتدريب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على كيفية اجراء المحادثة
خطوات لتدريب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على كيفية اجراء المحادثة:
اختيار موضوع يثير اهتمام الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
في كثير من الأحيان يكون لدى كل طفل ذو اضطراب طيف التوحد لعبة مفضلة أو شخصية كرتونية أو بطل خارق، يتم محاولة اختيار موضوع يجذب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لإثارة المشاركة في الحديث.
القيام ببدء المحادثة:
تعتبر أدوات بدء المحادثة أدوات عملية لتهيئة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على بدء المحادثة مع الآخرين، حيث تقدم دلالات مفيدة حول مجموعة متنوعة من المواضيع المحتملة. ومن الأمثلة الرائعة لأدوات بدء المحادثة هي خرائط المحادثة، وهي عبارة عن وسيلة بصرية يتم تقديمها للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لتدريبهم على بدء المحادثة وتغطي هذه الوسيلة مواضيع مختلفة وكتابة البداية المحتملة لبدء المحادثة.
استخدام القصص الاجتماعية:
تُعد القصة الاجتماعية أداة فعّالة لمساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على فهم المواقف المختلفة بشكل أفضل ومساعدة الأطفال على التفاعل والتصرف بطريقة مناسبة، تقوم القصص الاجتماعية بإظهار التفاعل الاجتماعي المناسب من خلال وصف موقف ما بإشارات اجتماعية ذات صلة، وعرض وجهات نظر الآخرين، وكتابة الاستجابة المناسبة.
استخدام النمذجة بالفيديو:
في النمذجة بالفيديو، يمكن إيجاد شخص يقوم بتقليد السلوك الاجتماعي السليم ومساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تقليد هذا السلوك.
تمثيل الأدوار:
من أفضل الطرق لمساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على اكتساب مهارة التواصل والمهارات الاجتماعية ممارسة هذه المهارات في سيناريو خيالي، أثناء تمثيل الأدوار يمكن تمثيل شخصية خيالية ويمكن للأطفال ممارسة مهارة المحادثة كما تدرب عليها من خلال بدء المحادثة أو النمذجة بالفيديو. لـ مساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تمثيل الأدوار:
- محاولة لعب دور الشخص أو الشخصية المثيرة للإهتمام والممتعة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
- محاولة اختيار موضوع يثير اهتمام الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، في البداية يتم اختيار موضوع يعرفه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بالفعل حتى يتمكنون من المشاركة في المحادثة بشكل مريح، على سبيل المثال: يمكن القول: رأيت أنك ترتدي قميصًا عليه صورة سبايدرمان، هل تحب سبايدرمان؟
- عند تمثيل الأدوار دائمًا يتم طرح أسئلة مفتوحة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حتى يتم بعد ذلك طرح المزيد من الأسئلة
التعزيز الإيجابي:
إن التعزيز هو أساس عملية التدريب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، يساعد التعزيز الإيجابي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على اكتساب سلوكيات مناسبة وملائمة، كما أن تقديم التعزيز الإيجابي مهم أيضًا لخلق بيئة ممتعة ومحفزة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
المرجع:
https://luxai.com/blog/how-to-improve-conversational-skills-in-children-with-autism/