سلامة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد عند استخدام الإنترنت
ترجمة: أ. أشواق العنزي
عندما نتحدث عن استخدام الأجهزة الرقمية، فإن معظمنا يقضي جزءًا كبيرًا من يومه متصلًا بالإنترنت، بغض النظر عن العمر أو الخلفية. تتزايد فترات استخدام الأجهزة الرقمية، مثل الهواتف الذكية، في بعض الأوقات، مثل فترات العطلات أو الإجازات، حيث نستمتع بفترة راحة عن المدرسة أو العمل. ورغم أن استخدام الأجهزة الرقمية لا يكون ضارًا في حد ذاته، إلا أن غياب الوعي يجعلنا أكثر عرضة لتأثيراته السلبية.
تستعرض هذه المقالة كيفية تحديد أولويات السلامة عبر الإنترنت لنفسك أو لطفلك أو حتى لعائلتك بشكل عام، مما يضمن لك وللأشخاص المحيطين بك الاستمتاع بالوقت الذي تقضيه عبر الإنترنت دون المساس بصحتك أو سلامتك أو رفاهيتك.
إنشاء الروتين
الروتين يلعب دورًا حيويًا في مساعدة الأفراد على التطور في الفترة القصيرة والطويلة، ويظهر أقوى تأثير له خلال فترات التغيير أو الفترات المزدحمة مثل: موسم العطلات. من خلال عمل روتين حول متى وأين وكيف يتم استخدام الأفراد للأجهزة الرقمية، سواء كان الطفل ذو اضطراب طيف التوحد أو كان ذلك يتعلق بطفلك أو شخص صغير في حياتك، ستتمكن من الاستمتاع بفوائد الوقت عبر الإنترنت دون أن يتسبب ذلك في تكوين عادات غير صحية. هناك بعض الأمور التي يجب النظر فيها عند عمل روتين حول وقت استخدام الأجهزة الرقمية:
- المكان:
- يمكن أن يؤدي وجود الأجهزة الرقمية في غرف نومنا إلى جعل أدمغتنا تربط هذه المناطق بالعمل والترفيه والنشاط بدلاً من الراحة. حاول الحفاظ على الحواسيب الشخصية والكمبيوترات المحمولة والهواتف بعيدًا عن غرفة النوم الخاصة بك، أو على الأقل وضع قيود على الوصول إلى بعض التطبيقات خلال الليل.
- وقت اليوم:
- تجنب النظر إلى الشاشة أو استخدام الجهاز الرقمي فور استيقاظك مباشرة من النوم أو قبل النوم. يمكن أن يؤثر ذلك على جودة نومك ويزيد من قلقك. بدلاً من ذلك، قم بتحضير وجبة إفطار أو كوبًا من الشاي/القهوة، والذهاب للنزهة أو قضاء بعض الوقت في الجلوس خارجًا.
- المدة الزمنية:
- عندما يكون لدينا المزيد من الوقت لاستخدام الأجهزة الرقمية، يمكن أن نقضي غالبًا ساعات في القراءة أو المشاهدة أو اللعب دون أن ندرك حتى ذلك. بينما لا يكون وقت استخدام الشاشة قليلاً بشكل يومي ضارًا بالتأكيد، إلا أنه من المهم أن يكون هناك توازن بين الوقت المستغرق عبر الإنترنت وأداء أنشطة أخرى، خاصة ممارسة الرياضة وقضاء وقت في الهواء الطلق.
يُفضل تقليل وقت اللعب إلى أن لا يزيد عن ساعتين يوميًا، خاصة للأطفال. لذلك حاول تقليل وقت اللعب حتى ولو بمقدار عشر دقائق يوميًا حتى تصل إلى هذا الحد الأقصى المحدد بساعتين.
الفحص المستمر لمستوى الوعي الرقمي
مع انتشار الأجهزة الرقمية وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، يفترض العديد من الأشخاص أنهم لن يقعوا أبدًا في فخ الاحتيال والنصب عبر الإنترنت. ومع ذلك، يمكن أن يتورط أي شخص في عمليات احتيال أو هجمات إلكترونية يمكن أن تؤدي إلى التعرض للمعلومات الشخصية والخسائر المالية.
على الرغم من أن الكثيرون من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد يتمتعون بفهم قوي للأمان الرقمي، يمكن أن يكون البعض الآخر أكثر عرضة للاحتيالات والهجمات الإلكترونية. من المهم للغاية توفير الأدوات والتعليم اللازمين لحماية هويتهم ومعلوماتهم الشخصية.لضمان أمان الوصول إلى العالم عبر الإنترنت، يجب على الأفراد أن يكونوا على دراية بالنقاط التالية:
- المعلومات المناسبة:
- يجب على الأفراد معرفة المعلومات المناسبة وغير المناسبة للنشر أو المشاركة عبر الإنترنت.
- التعامل مع البيانات الشخصية:
- يجب تجنب إجراء عمليات بنكية وتسوق عبر الإنترنت على شبكة Wi-Fi العامة.
- التعامل مع محتوى مشبوه:
- يجب على الأفراد أن يتعلموا كيفية التعرف على عمليات الاحتيال من خلال النصوص أو البريد الإلكتروني أو الرسائل أو المكالمات الهاتفية.
- التصرف في حالات الشك:
- يجب على الأفراد أن يعرفوا كيفية التصرف إذا تلقوا رسالة مشبوهة ولم يتم التفاعل معها، وما الذي يجب القيام به إذا تعرضوا لهجوم أو احتيال.
- خارج هذه الحالات، يمكنك أنت أو عائلتك اتخاذ بعض الإجراءات للحفاظ على أمان حساباتك وأجهزتك، مثل، تحديث البرامج بانتظام:
- تأكد من أن جهازك/جهاز طفلك يحتوي على أحدث تحديثات البرامج لضمان وجود أحدث التدابير الأمنية.
- قم بنسخ احتياطية للأجهزة بانتظام للتأكد من أن ملفاتك وبياناتك آمنة في حالة فقدان الجهاز أو حدوث خلل.
- قم بإعداد المصادقة متعددة العوامل لجعل حساباتك أكثر أمانًا.
- قم بإعداد كلمات مرور آمنة أو استخدم عبارات مرور لجعل تفاصيل تسجيل الدخول صعبة التخمين.
- قم بالإبلاغ عن الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والإعلانات ومحاولات الاحتيال بمجرد رؤيتها.
- تابع أحدث الأخبار حول الاحتيال والنصائح لتحديها وتجنبها.
مع الوعي وإتباع إجراءات الأمان الرقمي، يمكن للأفراد، بما في ذلك ذوي اضطراب طيف التوحد، الاستمتاع بتجربة إيجابية عبر الإنترنت دون المساس بسلامتهم الشخصية.
- احرص على سلامتك عند استخدام الإنترنت
مع الأسف، يمكن أن يكون العالم الرقمي عدوانيًا وغير آمن، خاصةً بالنسبة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد. حيث أنهم أكثر عرضة للتنمر والتحرش عبر الإنترنت من أقرانهم العاديين، مما قد يؤثر بشكل كبير على تقدير الذات والصحة والرفاهية لديهم.
التنمر الإلكتروني والتحرش عبر الإنترنت
التنمر والتحرش والسلوك المعادي للمجتمع هو أمر هام لدرجة مثلما هو في الحياة الواقعية. في الواقع، يمكن أن يكون أحيانًا أصعب في بعض الأحيان إيقافه، حيث يمكن للمتنمرين إنشاء حسابات متعددة أو حسابات مزيفة مع البقاء مجهولين. يمكن أيضًا للأشخاص أن يتعرضوا للتنمر والتحرش عبر الإنترنت من قبل أشخاص يعرفونهم. قد يكون بعض الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد ووالديهم على غير دراية وعلم بظاهرة التنمر عبر الإنترنت. إليك كيف يمكن أن يظهر ذلك:
- رسائل عدوانية أو تهديدية أو غير لطيفة (سواءً خاصة أو في محادثات جماعية)
- إنشاء منشورات تنمر أو تهديد علنيًا لشخص ما
- إنشاء منشورات تنشر شائعات أو معلومات خاطئة علنيًا حول شخص
- تحفيز الناس على التنمر أو التحرش أو التهديد عبر الإنترنت
- التحرش بشخص بشكل شفهي أو من خلال رسائل في لعبة فيديو
- مشاركة رسائل أو صور أو مقاطع فيديو أو معلومات عن شخص دون إذنه
- مشاركة صور أو مقاطع فيديو لشخص يتعرض للتنمر أو التحرش أو الهجوم عبر الإنترنت
- اختراق ملف شخصي لشخص وتغييره للإساءة إليه أو التنمر عليه أو تهديد سلامته
- إنشاء ملف تعريف مزيف لخداع شخص ما لتكوين علاقة أو إرسال صور أو مقاطع فيديو أو مال أو معلومات شخصية أخرى (ظاهرة التظاهر)
- إنشاء ملف تعريف مزيف لتقمص شخص ما والتحرش/التنمر على الناس أو مشاركة صور أو مقاطع فيديو أو رسائل غير لائقة
أحيانًا، قد يخفي الناس حقيقة تعرضهم للتنمر عبر الإنترنت بسبب الخوف أو الذنب أو الخجل. قد لا يكون لديهم أيضًا اللغة أو الوعي حول كيفية الكشف عن تعرضهم للتحرش عبر الإنترنت.
فيما يلي بعض العلامات التي قد يظهرها شخص يمكن أن يكون يتعرض للتنمر عبر الإنترنت:
- يظهر انزعاجًا أثناء أو بعد استخدام جهاز أو الإنترنت
- يتجنب الحديث عن أنشطة الكمبيوتر أو الهاتف ويكون حذرًا وسريًا جدًا حول سلوكه عبر الإنترنت
- يظهر عصبية أو انزعاجًا عند تلقي رسالة أو نص أو بريد إلكتروني
- ينعزل عن المدرسة والأصدقاء وأفراد العائلة والأنشطة
- أداء ضعيف في المدرسة أو العمل
- يظهر تصرفات غاضبة في المنزل
- يقضي وقتًا أطول من المعتاد بمفرده خاصة في غرفته
- يكره فجأة استخدام جهاز أو يرغب في التوقف عن استخدامه
- يواجه تغييرات في المزاج أو السلوك أو النوم والشهية والتي لا يمكن تفسيرها بطرق أخرى.
إذا كنت تتعرض للتحرش عبر الإنترنت، من المهم أن تخبر شخصًا تثق به، مثل أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء. يمكن أن يتعاملوا مع التحرش مباشرة معك أو المساعدة في العثور على شخص يمكنه ذلك. من المهم أيضًا إنشاء بيئة آمنة وداعمة حيث يمكن لطفلك أو شخص آخر تحديد هويتهم وذلك بالإبلاغ عن تعرضهم للتنمر عبر الإنترنت. إن وجود مكان لتبادل الأفكار والتجارب والعواطف بدون حكم يعتبر قيمًا لسلامة ورفاه الشخص. هناك بعض الإجراءات الفورية التي يمكن للشخص اتخاذها إذا كانوا يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت. حيث يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية والأقران المساعدة في:
- تجنب التفاعل مع الفاعلين أو الرد بأي شكل من الأشكال.
- في حالة تورطك في موقف يتعلق بالابتزاز، اتصل بالشرطة على الفور ولا تدفع أي أموال أو تقدم أي معلومات.
- قم بالإبلاغ عن المنشورات والتعليقات والرسائل إلى قناة وسائل التواصل الاجتماعي ذات الصلة.
- قم بحظر المستخدمين أو الحسابات الذين يثيرون أو يمكنهم تمكين التنمر.
- احتفظ بأدلة التنمر عبر الإنترنت أو التحرش أو الأنشطة غير القانونية/الإشارات إلى الأنشطة غير القانونية. يمكن أن تكون هذه بشكل لقطات للشاشة، صور أو ملاحظات كتابية حول حادثة وقعت.
- في حالة حدوث التنمر في مكان فعلي انتقل إلى الإنترنت (على سبيل المثال، في المدرسة أو في مكان العمل)، اتصل بالأفراد ذوي الصلة للمساعدة في منع التنمر من حدوثه مرة أخرى.
- خذ وقتًا للابتعاد عن الإنترنت وحتى الابتعاد عن جهازك لتنظيم الوصول إلى الدعم.
صداقات عبر الإنترنت
يشكل العديد من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد صداقات افتراضية ويحافظون عليها، سواء مع أشخاص قابلوهم شخصيًا أو أشخاص يعرفونهم حصريًا عبر الإنترنت. يمكن أن تكون هذه العلاقات ذات مغزى كبير، خاصةً بالنسبة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث تتيح لهم التفاعل الاجتماعي بدون ضغوط العلامات الاجتماعية التقليدية مثل النظر المباشر وتفسير لغة الجسم، وقد يكون من السهل أيضًا على الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد العثور على أشخاص ذوي اهتمامات مماثلة عبر الإنترنت.
المرجع:
‘’Autism and Online’’ Safety.(2019).Autism Awareness Australia.
https://www.autismawareness.com.au/aupdate/autism-and-online-safety