السلوكيات التكرارية لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد
الكاتبة: جيسيكا روبلز ,BCBA
إن السلوكيات التكرارية و الاهتمامات و الأنشطة المحدودة تمثل أهم معايير تشخيص اضطراب طيف التوحد والذي أصدر من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي في إصدارها الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النمائية (DSM-5)
إن غالبًا ما يكون ظهور السلوكيات التكرارية مصدرًا للقلق عند الآباء الذين لديهم طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، لذلك هناك العديد من المصطلحات المستخدمة عند وصف هذه السلوكيات وقد يُشار إليها من قبل المختصين على أنها ” السلوكيات النمطية التكرارية” وتشير هذه السلوكيات إلى تكرار الحركات الجسدية أو تكرار الأصوات والكلمات المسموعة والتي ليس لها هدف.
قد نلاحظ إن البعض يقوم بتسمية هذه السلوكيات باسم “سلوكيات التحفيز الذاتي” أو “سلوكيات التعزيز الذاتي” ولكن عند استخدام هذه المصطلحات يمكن أن تكون مضللة واستخدامها في غير محلها لأنها من الممكن أن تشير إلى أن وظيفة هذا السلوك هي التعزيز الذاتي وليس هذا ما نود أن نتكلم عنه في هذه الحالة.
إن جميع الأفراد قد ينخرطون في بعض من أشكال السلوكيات التكرارية مثل، هز الساق عند الجلوس ولف الشعر حول الأصابع، النقر بالقلم بشكل متكرر. ولكن غالباً ما يظهر الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بعض من هذه السلوكيات التكرارية، وعلى الرغم من السلوكيات التكرارية التي لا حصر لها، إلا أن هناك بعض من أشكال السلوكيات التكرارية والتي تظهر بشكل شائع عند الأطفال من ذوي اضطراب التوحد، منها:
- رفرفة اليدين.
- ضرب بعض أجزاء الجسم على الحائط.
- الدوران.
- السرعة ذهابًا وإيابًا بشكل متكرر.
إن الطفل ذو اضطراب التوحد قد يعمل على صف السيارات أو الدمى بشكل منظم، وبدلاً من اللعب بها سوف يقوم بالتصفيق أو رفرفة اليدين بشكل متكرر نتيجة شعوره بالحماس والتحسن، ويمكن أن تكون هذه السلوكيات وسيلة لتهدئة الطفل أو وسيلة للتعبير عن شعوره بالإحباط.
متى يجب علينا القلق بشأن السلوكيات التكرارية؟
قد تصبح السلوكيات التكرارية لدى الأطفال المشخصين باضطراب التوحد مصدراً للقلق عندما يكون السلوك نفسه مصدر إلهاء للطفل، أو قد تعمل على التداخل مع الفرص التعليمية والأنشطة اليومية للطفل، أو قد تكون مصدراً للإزعاج أو إذا كان السلوك يشكل الخطر على نفسه أو الأشخاص المحيطين به.
مثال، انشغال الطفل أحمد برفرفة اليدين أكثر من الانتباه في الفصل الدراسي وهنا السلوك يمثل مشكلة بحيث يتمثل هذا السلوك بعدم استفادة الطفل من العملية التعليمية، أيضًا يمكن أن يكون السلوك يشكل الخطر على الفرد أو الآخرين إذا كان الفرد يستخدم القوة الجسدية أو العنف الشديد.
مثال، دوران الطفل حول نفسه بشكل مفرط لدرجة التقيؤ بانتظام و بشكل مستمر و في حالة حدوث أي من هذه المواقف يجب على الأشخاص المتواجدين التدخل لمنع هذا السلوك.
كيف يمكننا إيقاف السلوكيات التكرارية وما هو التدخل المناسب؟
يجب أن نتذكر أن لكل حالة من الحالات هي حالة مختلفة عن الأخرى، لذلك من المهم قبل التدخل إجراء التقييمات اللازمة من قبل محلل السلوك المعتمد وإدراج الخطة اللازمة للسلوك التكراري، لذلك يجب علينا اتباع هذه التوصيات:
- يجب التواصل مع محلل السلوك المعتمد من البورد الأمريكي (BCBA) و الذي لديه الخبرة الكافية في العمل مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد وخاصة في تقديم الخطط العلاجية للسلوكيات التكرارية.
- سوف يعمل محلل السلوك المعتمد (BCBA) على مراقبة وملاحظة السلوك والعمل على تقييم السلوك المستهدف ومتى وكيف سوف يحدث هذا السلوك، أيضا سوف يقوم بتحديد تأثير هذا السلوك على حياة الطفل اليومية ومناقشة الوالدين والأخصائيين العاملين مع الطفل حول أهمية هذا السلوك وكيفية التعامل معه.
- في حال إذا تطلب السلوك التغيير، سوف يعمل محلل السلوك المعتمد من (BCBA) على تطبيق التدخل بالاستراتيجيات الاستباقية عن طريق إحداث تغيير بالمثير القبلي حيث يمكن استخدام هذه الاستراتيجيات للتقليل أو الحد من تكرار هذا السلوك، سوف يعمل محلل السلوك المعتمد (BCBA) على إعطاء التوصيات والتعليمات للوالدين أو الأخصائيين العاملين مع الطفل لتنفيذ هذه الاستراتيجيات عند حدوث السلوك المستهدف.
- سوف يقوم محلل السلوك المعتمد (BCBA) بالعمل على تضمين السلوكيات البديلة والتي تساعد الطفل على الانخراط فيها بدلاً من الانخراط في السلوكيات التكرارية، حيث تعمل السلوكيات البديلة على تلبية نفس الاحتياجات التي توفرها السلوكيات التكرارية.
- يجب أن يعمل أخصائي العلاج الوظيفي مع محلل السلوك المعتمد (BCBA) للتقليل أو الحد من تكرار هذا السلوك حتى يتمكن الطفل من التركيز عند أداء مهام الأنشطة اليومية.
- إن التدخل والدعم المناسب للسلوك من أهم العلاجات القائمة على نهج السلوكي والذي يعتمد على مبادئ تحليل السلوك التطبيقي في الحد من السلوكيات التكرارية لدى الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى.
المرجع:
How to Know When a Child’s Repetitive Behaviors Are a Problem – 360 Behavioral Health