
ترجمة : أ. شروق السبيعي
قد نعتقد أن الأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم بأن الصعوبات التي يواجهونها تؤثر فقط في الجانب الأكاديمي وهذا الاعتقاد غير صحيح، إن هذه الصعوبات قد تؤثر في جميع جوانب الحياة وليس فقط في الجانب الأكاديمي وهذا التأثير قد يسبب مرض نفسي وقد يبدأ في عمر مبكر، وجدت الأبحاث أن الأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب ويزداد الخطر في مرحلة المراهقة.
من أعراض مرض الاكتئاب والذي قد يكون لدى الأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم:
- شعورهم بالحزن أو الغضب
- مشاكل في النوم
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة بالنسبة لهم
- الشعور بالتعب طوال الوقت
- اكتساب أو فقدان الكثير من الوزن
إن جذور مرض الاكتئاب لدى الأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم تكمن في مشاعر اليأس وتدني قيمة ذواتهم، وتشير الدراسات أنه من الممكن أن تكون البيئة المدرسية مصدر لهذه المشاعر السلبية.
وان الأطفال الذين لديهم اضطراب صعوبات تعلم ولكن لم يتم تشخيصهم بذلك قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب بسبب عدم فهمهم لأسباب معاناتهم، إن التشخيص يساعد في تقديم الدعم المناسب الذي يحتاجون إليه.
الصعوبات التي يواجهونها الأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم:
صعوبات أكاديمية
تقول الأخصائية النفسية فيليبس: “يتعلمون الأطفال القراءة من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني ابتدائي، وفي الصف الثالث يصبح التركيز على التعلم من خلال القراءة، تبدأ معاناة الأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم عند الانتقال بين هذه المراحل الدراسية”.
وتقول الأخصائية الاجتماعية هيلين: “من المهم على الوالدين أن يفهموا مشاعر أطفالهم عند التعبير عنها، نحن نميل بشكل طبيعي إلى تجاهل المشاعر السلبية وتشجيعهم “أنت ذكي جدًا وقادر على ذلك” وحينها من الممكن أن يشعرون الأطفال بالوحدة لعدم وجود من يستمع إليهم”.
صعوبات إجتماعية
إن الأطفال في عمر 8 أو 9 سنوات تقريبًا يبدأون يتأثرون من أقرانهم والمقارنة بهم وعندما لا يتمكنون الأطفال من حل مسألة حسابية أو يتم استدعاؤهم لعدم إنهاء واجباتهم قد يشعرون أن لديهم صعوبات و يقارنون أنفسهم بأقرانهم وهذا قد يؤدي الى عدم مشاركتهم في الصف ويفضلون البقاء بمفردهم في فترة الاستراحة، ومن الممكن أن يواجهون صعوبة في المهارات الاجتماعية مثل التحدث بطلاقة أو الرد بالكلمات المناسبة، وقد يتجنبون التواصل الاجتماعي تمامًا إذا تلقوا ردود فعل سلبية من الآخرين، وبعض الأطفال يفضلون ان لا يظهرون هذه الصعوبات أمام الجميع ويمثلون بأنهم طبيعيين، ولكن ذلك لا يشعرهم بتحسن او حل هذه الصعوبات.
معدل انتشار اضطراب صعوبات التعلم بين الجنسين
لا يوجد اختلاف كبير في معدل انتشار اضطراب صعوبات التعلم بين الجنسين، ولكن من الممكن أن يتم تشخيص الذكور مبكرًا بسبب ميلهم الى التخريب في الفصل وهي إشارة حمراء واضحة. بينما الإناث يميلون إلى الانسحاب مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة.
البيئة المدرسية وتأثيرها على كيفية تعلم الأطفال
إن البيئة المدرسية يمكن أن تؤثر على كيفية تعلم الأطفال بالشكل الصحيح وتؤثر أيضًا على ثقتهم بأنفسهم، يجب أن يدرك المعلمين لحالات الأطفال والعوامل المؤثرة عليهم، من المهم أن الأطفال يشعرون بالأمان عند التعلم ويكونون قادرين على طلب المساعدة إذا احتاجوا إليها.
أهمية وجود الدعم النفسي في البيئة المدرسية
بدأت المدارس تدرك أهمية وجود الدعم النفسي للأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم وأن الدعم الأكاديمي لا يكفي لأنهم يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم عندما يكونون غير قادرين على التعلم، اغلب المدارس تستخدم التعلم العاطفي الاجتماعي (SEL) لمساعدة الأطفال على تطوير وعيهم بالمشاعر، يمكن تدريب الأطفال على عدة استراتيجيات لإدارة المشاعر التي تؤثر على التعلم، على سبيل المثال: الأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم عندما يُطلب منهم حل المسائل الرياضية يشعرون بالقلق ويبدأ الصراع داخل أنفسهم والتحدث بطريقة سلبية تجاه أنفسهم، إن الحديث السلبي مع النفس يتعارض مع حل المشكلات، توضح الأخصائية النفسية فيليبس: “إن الحديث السلبي يرهق الذاكرة العاملة إلى الحد الذي لا يمكن حل المشكلات بشكل فعال ويكون الأداء سيئًا ومن ثم يدركون الأطفال بأنهم سيئين، من الحلول التي تساعدهم التحدث بصوت مسموع عند حل المسائل الرياضية وذكر خطوات الحل وذلك أثناء كتابتها فلن يتمكنوا حينها من مخاطبة أنفسهم بأحاديث سلبية وبالتالي تعمل لديهم الذاكرة العاملة”.
في الختام عندما يظهر على الأطفال اعراض مرض الاكتئاب فمن المهم طلب العلاج من طبيب متخصص، وعلى الآباء والمعلمين فهم أن صعوبات التعلم تؤثر على الجانب النفسي.
المرجع:
https://childmind.org/article/learning-disabilities-and-depression/