خفض السلوكيات العدوانية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد
يروي الكاتب بزيارته لعيادة التوحد في مدينة ألبانيا، وهي واحدة من أكثر البلدان التي تفتقر إلى الإمكانيات والموارد، كان لقائي بفتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات حيث كانت تخضع للتقييم الإكلينيكي لتشخيص اضطراب طيف التوحد. من الواضح لنا أن الطفلة أرادت من والديها أن يتوقفوا عن التحدث إلينا و الخروج من العيادة، لذلك قامت الطفلة بعض وركل والدها ومن ثم بدأت بضرب رأسها. كانت هذه الطفلة تحاول التحدث لوالديها عن اهتماماتها ولكنها كانت تفتقر إلى الكلام. حيث أن العدوانية كانت طريقتها في توصيل احتياجاتها لوالديها.
مهما كانت أعمار الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد فإن البعض قد يتصرف بالعدوانية، حيث أنه قد يؤثر هذا على الأفراد المحيطين به. تعد العدوانية من بين أكثر التحديات شيوعًا والتي قد تؤثر بشكل كبير على والدين الأطفال والبالغين من ذوي باضطراب طيف التوحد.
ما الذي يمكن أن يساعد في خفض السلوكيات العدوانية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟
على الوالدين العمل مع الفريق متعدد التخصصات وذلك من خلال أربعة مراحل للتقليل والحد من العدوانية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. تتضمن المراحل الأربع: التحديد، الفهم، الإدارة، الوقاية
التحديد
التحديد وهو وصف المشكلة السلوكية. يمكن للوالدين والأخصائيين تدوين شكل العدوان الذي يظهره الفرد بالإضافة إلى الوقت والمكان الذي يحدث فيه هذا السلوك.
الفهم
إن غالبًا ما يستخدم محللي السلوك أدوات التقييم الوظيفي للسلوك وذلك لتفسير وفهم الأسباب المؤدية لهذا السلوك. وبمعنى آخر ما هي وظيفة هذا السلوك الذي أصدره الفرد ذو اضطراب طيف التوحد؟ هل يخبرك بأنه لا يحب ما يفعله؟ هل يخبرك الفرد ذو اضطراب طيف التوحد معلميه بالصف الدراسي بأن هذا العمل معقدًا للغاية؟ هل يريد الفرد ذو اضطراب طيف التوحد شيئًا لا يستطيع الحصول عليه؟ إن تحديد التواصل وراء السلوك هو الخطوة الأولى لتعليم السلوكيات المناسبة والتي يمكن أن تخدم احتياجات الفرد ورغباته.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي بعض المشاكل الأساسية إلى العدوانية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، منها:
- تغيير الروتين
- اضطرابات النوم
- المثيرات الحسية (الضوضاء، الأضواء العالية، الروائح)
- المشاكل الصحية
لذلك من المهم النظر في السلوك لتحديد السبب الأساسي وراء السلوكيات العدوانية.
يساعد نهج السلوك التطبيقي ABA الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد على تعلم السلوكيات المناسبة والفعَالة والتقليل من السلوكيات غير المرغوب فيها حتى يسهل على الفرد توصيل رغباته واحتياجاته، أظهرت الأبحاث فاعلية نهج تحليل السلوك التطبيقي ABA في خفض السلوكيات العدوانية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد.
عندما تقل فعالية تحليل السلوك التطبيقي في خفض السلوكيات العدوانية فمن المهم النظر للحالات الطبية الأخرى المصاحبة للفرد ذو اضطراب طيف التوحد. على سبيل المثال، يمكن أن ترتبط اضطرابات النوم واضطرابات الجهاز الهضمي باضطراب طيف التوحد حيث أن معالجة هذه الحالات الطبية يمكن أن تحدث الفرق في الحد من السلوكيات العدوانية. لذلك يجب على الوالدين ملاحظة طفلهم ذو اضطراب طيف التوحد عند ظهور السلوكيات العدوانية المفاجأة حيث من الممكن أن يعاني الفرد من الألم أو المرض أو الإرهاق.
تم استخدام الأدوية بنجاح لتقليل السلوكيات العدوانية وسلوكيات إيذاء النفس لدى الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف بالتوحد. وقد خضع الريسبيريدون، على وجه الخصوص الاختبارات المكثفة. تمت الموافقة على كل من ريسبيريدون (ريسبردال) وأريبيبرازول (أبيليفاي) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الانفعالات الشديدة لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. تشمل، السلوكيات العدوانية ونوبات الغضب وسلوكيات إيذاء النفس. أظهرت دراسة حديثة أن الجمع ما بين تدريب الوالدين في التدخل السلوكي والريسبيريدون قد يقلل من نوبات الغضب وغيرها من السلوكيات غير المرغوب فيها لدى الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد إلى درجة أكبر من الدواء لوحده.
الوقاية
الوقاية وهي آخر مرحلة من المراحل الأربع و تشمل بعض الاستراتيجيات لتقليل السلوكيات العدوانية من خلال العمل مع الأخصائيين والمعلمين لخلق البيئة الجيدة التي يمكن التنبؤ بها لدى الفرد ذو اضطراب طيف التوحد. أيضًا تشمل الجداول البصرية والجداول الزمنية المنظمة حيث إن كلاهما يساعدان في تسهيل الانتقال بين الأنشطة. أيضًا يمكن للوالدين والمعلمين استخدام التعزيز الفوري للسوك الإيجابي للفرد ذو اضطراب طيف التوحد.
المرجع: