
الأسباب المؤدية إلى تلقي الأطفال خدمات تحليل السلوك التطبيقي
ترجمة: أمجاد مسلم الفهمي
يسعى الآباء إلى تقديم أفضل رعاية لأطفالهم ودعمهم بكل الطرق الممكنة، ولكن في بعض الأحيان قد يكون من الصعب معرفة التدخل العلاجي المناسب لأطفالهم، عندما يتم تشخيص الأطفال بأحد الاضطرابات النمائية أو بوجود سلوكيات غير مرغوب فيها يوصى لهم بتدخل تحليل السلوك التطبيقي
إن تحليل السلوك التطبيقي (ABA) هو تدخل قائم على الأدلة ويستخدم على نطاق واسع، ويقدم استراتيجيات منهجية تعتمد على البيانات للتركيز على فهم السلوك وتغييره ولتطوير الأداء العام للطفل وجودة حياته
لقد ثبت أن تحليل السلوك التطبيقي يطور العديد من مجالات نمو الأطفال مثل المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل ومهارات اللغة التعبيرية والاستقبالية، و هذا التدخل يقدم عادة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ويمكن أن يفيد أيضًا الأطفال الذين لم يخضعوا للتشخيص بعد
هل يمكن أن يكون تدخل تحليل السلوك التطبيقي مفيدًا للأطفال؟
دعونا نستكشف بعض الأسباب الرئيسية التي تدفع الآباء إلى البحث عن خدمات تحليل السلوك التطبيقي لأطفالهم:
- معالجة السلوكيات الصعبة
إن السبب الشائع الذي يدفع الآباء إلى طلب خدمات تحليل السلوك التطبيقي هو معالجة السلوكيات الصعبة التي يواجهونها الأطفال، مثل:
- نوبات الغضب
- العدوان
- إيذاء الذات
- سلوكيات أخرى غير مرغوب فيها
يساعد مقدمي خدمة تحليل السلوك التطبيقي الآباء على فهم الأسباب الجذرية للسلوكيات الغير مرغوب فيها لدى أطفالهم ووضع تدخلات مناسبة لمعالجة هذه السلوكيات الغير مرغوب فيها
تتضمن استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي المستخدمة لتدريب الأطفال على السلوكيات البديلة المناسبة ما يلي:
- التعزيز الإيجابي
- التلقين
- تشكيل السلوكيات
من خلال استخدام هذه الاستراتيجيات في التدريب المستمر في جلسات تحليل السلوك التطبيقي يتم تكرار السلوكيات المرغوب فيها ، وبالتالي تنخفض السلوكيات الغير مرغوب فيها أو السلوكيات الصعبة
- تنمية المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل
غالبًا ما يواجه الأطفال ذوي الاضطرابات النمائية من صعوبات في اكتساب المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل، وفي الواقع تعتبر هذه الصعوبات من السمات المميزة لاضطراب طيف التوحد، وقد ثبت أن تحليل السلوك التطبيقي يطور المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل لدى الأطفال، كما يمكن أن يساعد تحليل السلوك التطبيقي الأطفال على تطوير عدة مهارات أخرى مثل: مهارات التفاعل مع الآخرين وتكوين صداقات ومهارات المحادثة، يتم تدريب الأطفال لاكتساب هذه المهارات وتعزيزها بشكل منظم من خلال تقسيم المهارات إلى أهداف صغيرة يمكن تحقيقها وتدريب الأطفال عليها في الجلسات التدريبية، على سبيل المثال: عند تدريب الطفل على بدء محادثة بشكل مناسب يتم في البداية تدريبه على جملة بسيطة مثل قول: “مرحبًا، كيف حالك؟”، وعند إتقانه لهذا الهدف بشكل مستقل يتم تعميم هذا الهدف وتطبيقه مع أشخاص آخرين وفي أماكن جديدة، والبناء على هذا الهدف وذلك بإضافة أهداف أخرى
- تنمية المهارات الأكاديمية
أشارت الأدلة أن تحليل السلوك التطبيقي يمكن أن يساعد بعض الأطفال باكتساب المهارات الأكاديمية، وأن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أو الأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم أو الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يستفيدون من هذا التدخل لتنمية المهارات الأكاديمية، على سبيل المثال: غالبًا ما يواجه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من صعوبة اكتساب المهارات الأكاديمية بسبب الصعوبات التي يواجهونها في المهارات الإدراكية والمهارات الاجتماعية، يساعد نهج تحليل السلوك التطبيقي بتنمية المهارات الأكاديمية وذلك من خلال وضع خطة علاجية فردية وكتابة أهداف أكاديمية مناسبة وتحديد الاستراتيجيات المناسبة لكل طفل ودمجها في الفصول الدراسية
- تنمية المهارات الاستقلالية
إن تدخل تحليل السلوك التطبيقي يمكن أن يساعد الأطفال باكتساب المهارات الاستقلالية من خلال تنمية مهارات إدارة الذات، وتتضمن مهارة الوعي بالمشاعر ومهارة حل المشاكل والتحكم في الانفعالات والتأمل والتعامل مع الضغوطات ، ومن ضمن المهارات الاستقلالية والتي غير مكتسبة لدى بعض الأطفال:
- النظافة الشخصية
- استخدام المرحاض
- اللبس
- العناية بالذات
يركز تدخل تحليل السلوك التطبيقي على تجزئة المهارة إلى خطوات صغيرة قابلة للتدريب ويتم تعزيز الأطفال بتعزيز مستمر الى أن يتم اتقان جميع الخطوات باستقلالية وبذلك يتم إتقان المهارة بسهولة، وذلك يساعد الأطفال على التنقل باستقلالية في الأنشطة اليومية
- تعميم المهارات
يمكن للآباء طلب خدمات تحليل السلوك التطبيقي لمساعدة أطفالهم على نقل المهارات المكتسبة إلى أماكن مختلفة، إن أحد الاستراتيجيات المهمة لتحليل السلوك التطبيقي هو تعميم المهارات في أماكن مختلفة و مع أشخاص آخرين، حيث يتم ممارسة المهارات المكتسبة في الجلسات العلاجية وتعزيزها في مواقف الحياة الواقعية مثل: المدرسة و المنزل، يمكن للأخصائي مرافقة الآباء والأطفال في الأماكن التي من الممكن أن تحفز ظهور سلوكيات غير مرغوب فيها، وتطبيق الاستراتيجيات التي تم تدريب الأطفال عليها في الجلسات السابقة لتعميم المهارات، مثال: الأطفال الذين تم تدريبهم على المهارات الأكاديمية في بيئة واحدة (مثل إكمال المهام في غرفة المصادر) يتم تعميم المهارات في الفصل الدراسي
- نهج فردي قائم على البيانات
إن تحليل السلوك التطبيقي هو تدخل فردي قائم على البيانات، قد يسعى الآباء إلى حصول أطفالهم على خدمات تحليل السلوك التطبيقي لأن الخطط العلاجية القائمه على هذا التدخل عادة ما تكون فردية لتلبية الاحتياجات وتحقيق الأهداف المحددة لكل طفل، حيث يبدأ المختص بإجراء تقييم شامل وقد يقوم بعمل مقابلات مع الآباء والمعلمين وغيرهم من المشاركين في رعاية الطفل وبعد ذلك يحدد الأخصائي المهارات المحددة التي يحتاجها الطفل للتركيز عليها ويقوم بوضع أهداف قابلة للقياس وتتبع التقدم من خلال البيانات، إن تتبع البيانات يتيح للآباء والمختصين تقييم فعالية التدخلات وهذا يساعدهم بتعديل الإستراتيجيات أو الأهداف حسب الحاجة لضمان تحقيق التقدم للطفل
- تدخل مناسب للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أو الإعاقات العقلية أو الإضطرابات النمائية
إن تحليل السلوك التطبيقي هو تدخل علاجي سلوكي يوصى به للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والأطفال ذوي الإعاقة العقلية و الأطفال ذوي الاضطرابات النمائية، كما أشارت دراسة نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن حوالي (64%) من الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد يتلقون خدمات تحليل السلوك التطبيقي، وتشير منظمة (Autism Speaks) إلى أن تدخل تحليل السلوك التطبيقي يعتبر أفضل تدخل علاجي قائم على الأدلة من قبل الجمعية الأمريكية لعلم النفس والجراح العام الأمريكي، ولقد ثبت أن التشخيص والتدخل المبكر يؤديان إلى تطور طويل الأمد في المهارات الإدراكية للأطفال وتتطور مهارات اللغة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وعندما يتلقون الأطفال تشخيصًا باضطراب طيف التوحد غالبًا ما يُنصح ببدء خدمات تحليل السلوك التطبيقي
المرجع:
https://therapyworks.com/blog/autism/when-to-seek-aba-therapy/