مستويات الدعم للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. بشاير السلوم
تتراوح درجة الاضطراب لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد من البسيط إلى الشديد وذلك كما هو واضح من المصطلح فهو اضطراب طيف، قد يظهر على الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد أعراض مختلفة حيث أنه لا يوجد شخصان من ذوي اضطراب طيف التوحد بنفس الأعراض ويكون لدى العديد من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد أعراض أخرى مرتبطة بالأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد مثل ضعف اللغة، ولكي يتمكن الأطباء وغيرهم من المتخصصين والأشخاص من وصف كل حالة تم تشخيصها باضطراب طيف التوحد بشكل أفضل فإن القائمون على الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) حددو ثلاث مستويات من الدعم، حيث يتم تصنيف الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد أما المستوى الأول او المستوى الثاني او المستوى الثالث وذلك من قبل الأطباء، تشير مستويات الدعم في (DSM-5) إلى تحديد قدرة الشخص على التواصل وإدارة حياته اليومية واهتماماته المحددة، وذلك أن الأشخاص في المستوى الأول يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية مع القليل من الدعم والأشخاص في المستوى الثالث قد يحتاجون إلى الكثير من الدعم، لقد اختلف تشخيص اضطراب طيف التوحد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) على مر السنين ومع هذه التغييرات تم إدراج مستويات دعم ASD، تصف المستويات المختلفة من اضطراب طيف التوحد شدة المهارات والسلوكيات الاجتماعية
كيف اختلف تشخيص اضطراب طيف التوحد؟
اختلف تشخيص اضطراب طيف التوحد على مر السنين، على الرغم من عدم وجود وضع قانوني إلا أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر من الجمعية الأمريكية للطب النفسي والذي يحدد الاضطرابات النفسية والنمائية كان له تأثير كبير على تشخيص اضطراب طيف التوحد، حيث من خلال (DSM) فهموا الأطباء والمدارس ومقدمو الخدمات اضطراب طيف التوحد وكيفية تقديم الخدمات العلاجية بشكل أكثر، في السابق وصف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية خمسة تشخيصات مستقلة حيث كان تشخيص الأشخاص ذوي “الأداء العالي” في ذلك الوقت بمتلازمة أسبرجر، وايضًا كان اضطراب طيف التوحد يصنف على انه توحد شديد، وأصدر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية أن الأشخاص الذين ليست لديهم جميع أعراض اضطراب طيف التوحد يتم تشخيصهم بالاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة (PDD-NOS)، وتضمين متلازمة ريت و متلازمة X الهشة في اضطراب طيف التوحد، ولكن في عام 2013 تم اصدار النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية وتم تضمين كلًا من اضطراب التوحد ومتلازمة اسبرجر والاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة تحت مصطلح واحد وهو اضطراب طيف التوحد وتم اسقاط متلازمة ريت من فئة اضطراب طيف التوحد
لماذا من المهم فهم مستويات اضطراب طيف التوحد؟
إن اضطراب طيف التوحد مصطلح واسع و أن بعض الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم مواهب متعددة و البعض الآخر يواجهون صعوبات في اكتساب المهارات الادراكية وقد يكونون غير ناطقين، كما أن العديد من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد غير قادرين على التواصل في حياتهم اليومية والبعض منهم عند تقدمهم في العمر يتطور أدائهم حيث يكون أدائهم في مهارة التحدث ممتازة أو ناجحين في أعمالهم، ولهذا تم إدراج مستويات الدعم لاضطراب طيف التوحد ليتم التعامل مع هذه الأختلافات، حيث تتضمن معايير التشخيص DSM-5 ثلاثة مستويات فعالة تم تحديد كل مستوى من هذه المستويات و مقدار الدعم بناءً على احتياج الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، إن تحديد مستوى فعال مع تشخيص اضطراب طيف التوحد يمكن أن يقدم صورة أوضح لـ قدرات الأشخاص واحتياجاتهم وايضًا يساعد الأسر ومقدمي الرعاية بشأن ما يجب فعله للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد
ما هي مستويات اضطراب طيف التوحد؟
تم إدارج مستويات اضطراب طيف التوحد من قبل DSM-5 إن هذه المستويات تساعد الأطباء في تشخيص اضطراب طيف التوحد بشكل أدق، وتشير مستويات الدعم لاضطراب طيف التوحد بشكل أساسي على شدة الأعراض وتتراوح ما بين بسيطة إلى شديدة، يتم تحديد مستويات اضطراب طيف التوحد استنادًا على عرضين من أعراض تشخيص اضطراب طيف التوحد، وهما المهارات الاجتماعية والسلوكيات النمطية، وللتوضيح أكثر فيما يخص مستويات الدعم:
المستوى الأول: يتطلب دعم
هذا المستوى هو الأقل خطورة ويمكن تصنيفه بأنه بسيط، الأشخاص الذين تم تصنيفهم في هذا المستوى يمكن أن يواجهون صعوبة في المواقف الاجتماعية و يظهرون سلوكيات نمطية، ومع ذلك فإنهم بحاجة إلى ادنى حد من الدعم لأداء مهامهم اليومية، وأن هذا لا يعني أنهم لا يواجهون أي صعوبة أخرى على الإطلاق، قد يواجهون صعوبة في إجراء محادثة و قد يكون من الصعب عليهم تكوين صداقات والحفاظ عليها بشكل طبيعي وبدون أي دعم، يمكن أن يؤدي الى عجز في التواصل الاجتماعي وضعف ملحوظ، إنهم يبذلون جهد للتفاعل مع الآخرين وتسبب سلوكياتهم غير المرنة مشاكل و ينزعجون عندما تتوقف أعمالهم الروتينية، يمكن للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في المستوى الأول التحدث بجمل كاملة ومع ذلك قد يجدون صعوبة في اجراء المحادثة والمشاركة في المحادثات
المستوى الثاني: يتطلب دعم كبير
إن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في المستوى الثاني تكون شدة الأعراض متوسطة مقارنةً مع الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في المستوى الأول، يحتاج الأشخاص في هذا المستوى إلى مزيد من الدعم، ويواجهون صعوبة أشد في اكتساب المهارات الاجتماعية وعند مقارنتهم بالأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في المستوى الأول، فإن صراعهم في المواقف الاجتماعية يكون أكثر وضوحًا للآخرين من حولهم، قد يظهر على الأشخاص ذوي اضطراب طيف في هذا المستوى عجزًا واضح في مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، يصبح عجز المهارات الاجتماعية واضح على الرغم من وجود الدعم، وقد لا يفهمون الإشارات غير اللفظية من الآخرين مثل: نبرة الكلام أو تعبيرات الوجه وقد يتواصلون لفظيًا أو لا يتواصلون وإن تواصلو لفظيًا قد يحتاجون إلى دعم كبير للمشاركة في التفاعلات الاجتماعية حيث أن قد تكون جملهم قصيرة و تقتصر المحادثات على مواضيع محددة فقط، وتظهر سلوكياتهم غير المرنة أو غيرها من السلوكيات المقيدة والمتكررة بشكل متكرر وتكون واضحة لمن حولهم، بالمقارنة مع المستوى الأول من اضطراب طيف التوحد، وقد يكون الروتين المعتاد أمرًا ضروريًا لهم وإذا حدث تغيير فإن ذلك يسبب لهم الانزعاج وعدم الارتياح، ويمكن أن يتحدثون بجمل بسيطة، ولديهم القدرة على التواصل الغير لفظي ويهتمون بـ مواضيع محدودة وضيقة الاهتمام
المستوى الثالث: يتطلب دعم كبير جدًا
هذا المستوى هو الأشد من بين مستويات اضطراب طيف التوحد، حيث يُظهر الأشخاص في المستوى الثالث صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية، ويكون لديهم سلوكيات مقيدة ومتكررة إلى الحد الذي يعيقهم عن العمل بشكل مستقل في حياتهم وأنشطتهم اليومية وصعوبة بالغة في التعامل مع التغيرات وتسبب التغيرات ضغطًا كبيرًا وصعوبة في التقبل، يمكن البعض منهم التواصل بالكلمات، ومع ذلك فإن الكثير منهم لا يتواصلون لفظيًا أو لا يستخدمون كلمات كثيرة في التواصل قد تكون لديهم حساسية مفرطة أو منخفضة أكثر من اللازم تجاه بعض المدخلات الحسية، فـ هم ناطقين لكلمات قليلة ونادرًا ما يبدون تفاعل وحتى إن أبدو تفاعل فإنه يقتصر على تلبية احتياجاتهم ويمارسون سلوكيات مقيدة ومتكررة مثل المصاداة أو التأرجح ذهابًا وإيابًا أو تدوير الأشياء، إن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في هذا المستوى يحتاجون إلى دعم كبير جدًا من أجل اكتساب المهارات المهمة ومساعدتهم في حياتهم اليومية
إن مستويات دعم ASD هي دليلاً مفيدًا في تحديد مستوى الشخص ذو اضطراب طيف التوحد، على الرغم من أن فكرة مستويات دعم اضطراب طيف التوحد تبدو منطقية من حيث المنطق، إلا أن الأطباء لا زالوا يواجهون صعوبة في تحديد المستوى المناسب لكل شخص، يمكن أن تكون هذه المستويات ذاتية بطريقة ما، إن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وخاصة أولئك ذوي الأداء العالي قد يكون لديهم اضطراب القلق ويمكن أن يسبب هذا تحديات في مواقف متعددة، على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص أذكياء و ناطقين، وعندما يكون لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد اضطراب القلق أو الاكتئاب قد يحتاجون إلى دعم كبير لتأدية مهامهم في الحياة اليومية، وهذا يجعل الأمر معقدًا لتصنيف هؤلاء الأشخاص في أي مستوى من مستويات الدعم، وأيضًا فإن بعض الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يقومون بعمل جيد في المنزل ولكنهم يحتاجون إلى مساعدة مكثفة في المدرسة، والبعض الآخر من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يقومون بعمل جيد في المدرسة ولكنهم يواجهون صعوبات في المنزل، حيث إن إختلاف مستويات الدعم الذي يحتاجونه الأشخاص غير واضح
المرجع: