أعراض اضطراب صعوبات التعلم
ترجمة : أ. شروق السبيعي
إن من السهل اكتشاف بعض الأعراض لوضوحها وإن أول من يلاحظ أعراض اضطراب صعوبات التعلم على الطلاب هم المعلمين، على سبيل المثال: عدم تقدم الطالب في القراءة أو عدم قدرته في فهم وحفظ جدول الضرب وعلى الرغم أنه يحاول ويبذل جهد واضح، لكن بعض الأعراض ليست واضحة دائمًا حيث أن العديد من الطلاب لا يظهرون الأعراض بسبب شعورهم بالخجل وأنهم يبذلون جهد من أجل القيام بالأشياء التي تبدو سهلة بالنسبة للأطفال الآخرين فـ يحاولون إخفاء الصعوبات التي يواجهونها
فيما يلي بعض أعراض اضطراب صعوبات التعلم التي لا تظهر بشكل واضح لدى الطلاب والتي يجب مراقبتها في الفصل الدراسي:
عدم إنجاز المهام والمتطلبات التي في مستواهم الدراسي
التوقع بأن الطالب قادر على اتمام دروسه او قادر على أداء مهامه بشكل عام ولكنه لا يقوم بذلك قد تكون هذه إشارة بأنه من ذوي اضطراب صعوبات التعلم، وغالبًا ما يوصف هذا بأنه تناقض بين القدرة والكفاءة، أي وجود فجوة بين ما يبدو أن الطالب يجب أن يكون قادرًا على فعله وما يستطيع القيام به بالفعل، من الأمثلة لتوضيح كيفية ظهور هذه الفجوة في الفصل الدراسي ما يلي:
- طالب يكتب بشكل رائع ولكنه يواجه صعوبة كبيرة في إتمام واجباته في مادة الرياضيات، والعكس صحيح
- طالبة تجيد المشاركة والاجابة على الأسئلة في الفصل ولكنها لا تستطيع كتابة وجهة نظرها على الورق
- طالب يكون ذكاؤه واضحًا على المستوى الشخصي، لكن لا ينعكس ذلك في درجات المواد
عدم المحاولة بشكل كافي
قد يكون الانطباع العام على الطلاب الذين لا يحققون أداءً جيدًا في المدرسة بأنهم كسالى، في حين أنهم في الواقع قد يكون لديهم اضطراب صعوبات التعلم، حيث أن الطلاب الذين تم تشخيصهم باضطراب صعوبات التعلم قالوا بأن قبل تشخيصهم قد تم إخبارهم مرارًا وتكرارًا أنهم لا يبذلون قصارى جهدهم، فمن المهم ملاحظة الطلاب الذين يبدو كأنهم لا يحاولون قد يكونون في الواقع يحاولون ولكن محاولاتهم تفشل او يحاولون إخفاء الصعوبات التي يواجهونها
التشتت
إذا كان يجب تذكير الطالب باستمرار بما يجب فعله وقد يعتقدون المعلمين أنه لا ينتبه، ولكن قد يكون ذلك إشارة على أنه لديه مشكلة في ” الذاكرة العاملة ” وتعني عدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة ومعالجتها والبناء عليها، وهذه مشكلة شائعة لدى الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم
تشمل الإشارات الأخرى التي يجب مراقبتها ما يلي:
- صعوبة اتباع التوجيهات، خاصة إذا كانوا الطلاب يسمعون المعلومة لأول مرة أو كان هناك عدة خطوات يجب تذكرها
- احلام اليقظة
- صعوبة النسخ من السبورة
- صعوبة في تذكر المهام وتنفيذها بشكل صحيح
محاولة الاختفاء
غالبًا ما يحاولون الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم إخفاء الصعوبات التي يواجهونها عن المعلمين واقرانهم في الصف، إذا تم ملاحظة الطالب بأنه خجول بشكل مبالغ فيه أثناء الفصل الدراسي مثل التراجع وعدم المشاركة أثناء تأدية نشاط جماعي مع أقرانه ، أو الجلوس في الصف الخلفي، أو بذل كل ما في وسعه لتجنب المشاركة أثناء الحصة، فهو قد يحاول إخفاء الصعوبات
التصرف بشكل غريب
يتصرف البعض الآخر من طلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم بشكل غريب، قد يحاولون أن يلفتون الانتباه بعيدًا عن الصعوبات التي يواجهونها من خلال أن يكونون كوميديين في الفصل، أو التظاهر بأنهم “رائعون جدًا” ولا يهتمون بأدائهم في المدرسة
صعوبة تسليم الواجبات المدرسية
غالبًا ما يواجهون الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم صعوبة تسليم واجباتهم المدرسية في الوقت المحدد من أسباب هذه الصعوبة:
- عند تسليمهم للواجبات وتكون غير صحيحة أو غير مكتملة وبعد اشعارهم بذلك يشعرون بالخجل
- النسيان بأن لديهم واجب مدرسي
- النسيان وعدم إحضار الواجب بعد حله الى المدرسة
عدم تسليم الطلاب واجباتهم المدرسية في الوقت المحدد هو امر طبيعي ولكن إذا كان يحدث بشكل مستمر يعتبر مشكلة وانه من أعراض اضطراب صعوبات التعلم
صعوبة في إدارة الوقت
غالبًا ما يواجهون الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم صعوبة في إدارة الوقت يمكن أن تسبب مشاكل التوقيت هذه مشاكل في المدرسة والمنزل، على سبيل المثال:
- طالب يستغرق “وقتًا طويلاً” لإنجاز المهام مثل: ارتداء حذائه لوقت طويل بعد الانتهاء من اللعب
- أفاد والدا أحد الطلاب أن الطالب يستغرق ساعات لإنجاز واجباته المدرسية في المنزل
- طفل يتأخر بشكل متكرر عن المدرسة بسبب تفويت وقت وصول الحافلة الى منزله
مشاكل تحدث أثناء الاختبارات
يعاني معظم الطلاب من قلق الاختبارات بين الحين والآخر، ولكن إذا بدأ أن الطالب يواجه مشاكل أكثر من المتوقع، فقد يكون ذلك دليلاً على أن لديه اضطراب صعوبات التعلم، بعض الإشارات التي يجب مراقبتها:
- الطالب الذي ينتهي به الأمر دائمًا عند إنهاء الاختبار في الوقت المحدد أو يتجاوز الحد الزمني لتسليم ورقة الاختبار بشكل مستمر
- الكتابة على ورقة الاختبار تكون فوضوية للغاية
- القلق الشديد قبل البدء بالاختبار
- عدم نجاح الطالب في العديد من الاختبارات رغم مذاكرته
مشاكل نفسية
يمكن أن تكون المدرسة حقل ألغام للطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم، بسبب بذل جهد كبير من أجل الإلحاق بأقرانهم وتكون فرص الشعور بالسوء تجاه أنفسهم كثيرة
- غالبًا ما يعاني الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم من مشاعر الخجل والإحراج وتدني احترام الذات، إذا كان يبدو على الطلاب في كثير من الأحيان بأنهم محبطين أو مكتئبين فقد يكون لديهم اضطراب صعوبات التعلم
- قد يكون لدى الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم قلق شديد مرتبط بالمدرسة وخاصة قبل أن يتم تشخيصهم وذلك بسبب عدم فهم سبب اختلافهم عن أقرانهم
- غالبًا يواجهون الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم صعوبة في “ضبط النفس”، مما يعني أنهم يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لإدارة ومعالجة مشاعرهم مما قد يؤدي إلى نوبات غضب
التجنب
غالبًا ما يبذل الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم قصارى جهدهم لتجنب المواقف المدرسية التي تثير القلق أو التوتر لديهم، تتضمن بعض إشارات التجنب التي يجب مراقبتها ما يلي:
- الغياب المتكرر
- التظاهر بأهم مريضين أثناء فترة الاختبارات أو عند الطلب منه بالقيام بمهام مهمة أخرى
- رفض الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم في المشاركة في الأنشطة الصعبة
- الاستئذان المتكرر إلى دورة المياة أو الاستئذان للذهاب إلى مكان آخر في المدرسة عند مواجهة المهام أو اختبارات صعبة
- عدم الذهاب الى المدرسة لفترة قصيرة أو عدم الذهاب اليها نهائيًا
في الختام.. إن مساعدة الطلاب ذوي اضطراب صعوبات التعلم في الحصول على التشخيص والاهتمام والدعم الذي يحتاجون إليه أمر مهم وذلك من خلال تشجيعهم والتوضيح لهم بأنهم قادرين على تخطي كل الصعوبات التي يواجهونها حتمًا سيكون الاثر إيجابيًا عليهم وممتد لسنوات سواء في المدرسة أو خارجها
المرجع :
https://childmind.org/article/recognizing-learning-disorders-in-the-classroom/