على ماذا يدل عدم تواصل الأطفال بصريًا؟
تلخيص: أ. منى الجبرين
إن التواصل البصري يبدأ عند الأطفال في عمر مبكر جدًا وبشكل فطري وعندما لا يتواصلون الأطفال بصريًا على الأسر أن تقوم باستشارة طبيب مختص حيث إن عدم تواصل الاطفال بصريًا يعتبر إشارة ليست إيجابية و يدل أن هناك سببًا ما ومن المهم على الأسر الانتباه لهذا العرض والذهاب بأطفالهم إلى طبيب مختص للتشخيص الطبي ومعرفة سبب عدم التواصل البصري قد تكون الأسباب بأن لديهم أحد الاضطرابات النمائية أو مشكلة عضوية أو أسباب أخرى، إن التشخيص المبكر مهم فهو يساعد في عملية التدخل المبكر الذي من خلاله يتم اكتساب مهارة التواصل البصري بسهولة
إن الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD يواجهون صعوبة في المهارات الاجتماعية بشكل عام، وعادةً الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يتواصلون بصريًا لمدة طويلة حيث أنه من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وهو من المهارات الاجتماعية، كما أن أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تتشابه مع أعراض اضطراب طيف التوحد وأهم الأعراض: صعوبة في التركيز وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية، وظهور سلوكيات تخريبية، وأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يكون التواصل البصري لديهم سريع و ثم يقطعونه مقارنة بأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد غير قادرين على التواصل البصري، على كل حال من المهم على الأسر ملاحظة الأعراض التي تظهر على أطفالهم سواء عدم التواصل بصريًا أو غيره، وتسجيلها بشكل دقيق وبعناية ثم الذهاب إلى الطبيب لتحديد التشخيص
قد تكون أسباب عدم التواصل بصريًا تتعلق بصحة العين نفسها وسلامة أجزاء العين وعدم القدرة على الرؤية والإبصار، فمن المهم على الأسر الذهاب إلى طبيب عيون متخصص بعد التأكد من أن احدى هذه الأعراض موجودة لديهم:
- فرك العينين باستمرار
- حساسية شديدة للضوء
- عدم القدرة على تركيز البصر
- عدم القدرة على تتبع الأشياء والأشخاص والحركة من حولهم
- حركة غير طبيعية للعين أو محاذاة للعين بعمر فوق 6 شهور
- احمرار مزمن في العينين
- دمع مستمر ومزمن
- بياض في بؤبؤ العين
إن هذه الأعراض تشير إلى ضرورة اللجوء لطبيب عيون متخصص حيث أن هذه الأعراض تؤثر بشدة على التواصل البصري عند الأطفال، وقد ترتبط مشكلة عدم التواصل البصري بسبب مشاكل سمعية وتؤثر هذه المشاكل على التفاعل الاجتماعي بشكل كبير حيث لا يستطيعون الأطفال في هذه الحالة معالجة الرسائل اللفظية بصورة مثالية من جهة، ويتم تركيز النظر على شفاه المتحدث بدلاً من عيونه في محاولة لتعويض ضعف السمع من جهة أخرى
أسباب أخرى لعدم التواصل البصري لدى الأطفال:
قد تكون اسباب عدم التواصل البصري لدى الأطفال مرتبطة ببعض المشاكل النفسية المؤقتة أو المزمنة، وعلى الأسر فهم هذه الأسباب بشكل عميق لعلاجها ولحل مشكلة عدم التواصل البصري، وأبرزها:
- الخوف والقلق
- تدني احترام وتقدير الذات عند الأطفال وشعورهم بالقلق والخجل الاجتماعي، فنجد أن الأطفال يميلون للنظر إلى أسفل بدلاً من النظر في عين المتحدث مباشرة
- كتم المشاعر وقد لا يرغبون الأطفال بالتعبير عن مشاعرهم الحقيقية، ربما لأنهم يعتقدون أنه عند التعبير عن مشاعرهم ستكون ردة فعل الأسر غير مرغوبة ولذلك لا يتواصلون بصريًا لأنها طريقة فعالة لإخفاء مشاعرهم الحقيقية
- الشرود الذهني والتفكير بشيء آخر وهنا على الأسر التمييز بين التشتت والشرود الذهني الطبيعي الذي نقوم به جميعاً، إن التشتت من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وايضًا اضطراب طيف التوحد، فـ الأطفال الطبيعيين قد ينشغل فكرهم بأمور أخرى، مما يجعله شارداً وغير مهتم بالتواصل البصري
- بعض التقاليد الاجتماعية المتوارثة يتم توبيخ الأطفال عندما ينظرون مباشرة في أعين آبائهم، والتوبيخ المستمر للأطفال قد يجعلهم يتعودون على عدم التواصل البصري مع الآخرين
أهمية التواصل البصري للأطفال:
- دلالة على تطور النمو العصبي الطبيعي للأطفال: يشير التواصل البصري الطبيعي إلى سلامة التطور العصبي عند الأطفال ويعتبر التواصل البصري من أهم العلامات على سلامة الأطفال من الاضطرابات النمائية وعلى رأسها اضطراب طيف التوحد
- اكتساب وتطوير المهارات الحركية والذهنية: إن جميع مهارات الأطفال تقريبًا تتطور بناءً على التواصل البصري مع من حولهم ويشير الأطباء أن التواصل البصري الطبيعي عند الأطفال يساعدهم على اكتساب عدة مهارات منها: التآزر البصري الحركي مثل: التقاط الأشياء، مما ينعكس على مهارات أخرى مستقبلاً مثل الحبو والمشي ثم اللعب وحتى الكتابة والقراءة والتواصل مع الآخرين
- تنمية مهارات التواصل الاجتماعي: إن الأطفال يكتسبون المهارات الاجتماعية من خلال التواصل البصري الفعال، حيث يساهم التواصل البصري في تعزيز التواصل اللفظي، كما أن عند التواصل بصريًا يساعد على الانتباه المشترك المتبادل، ويعتبر التواصل البصري مهارة لا بد منها لبناء العلاقات الاجتماعية والتعبير عن المشاعر في هذه العلاقات، إن أطفال اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يواجهون صعوبة لبناء علاقة مع الآخرين لأنهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم وذلك بسبب عدم التواصل البصري
- إن التواصل البصري يبني الثقة: فقدرة الأطفال على التواصل البصري يساعدهم على استقبال وإرسال الرسائل غير اللفظية التي تلعب دوراً حاسماً في بناء الثقة بين الأطفال ومحيطه
نصائح تعزيز التواصل البصري مع الأطفال:
- عدم إجبار الأطفال على التواصل البصري، إن الهدف من اكتساب التواصل البصري لدى الأطفال ليس بإجبارهم على التواصل البصري بل لتعزيز قدرتهم على محاولة أن يكون التواصل مستقر ومستمر برضاهم ، وعند إجبار الأطفال على التواصل البصري سيكون ضرره أكثر من نفعه، من المهم الاهتمام وعدم التجاهل عندما يقومون الأطفال بالتواصل والنظر إلى العينين
- عندما يتم تدريب الأطفال على التواصل البصري وكانت استجابة الأطفال صحيحة ولو كانت قصيرة من المهم أن يتم تعززيهم مثل الابتسامة أو المداعبة أو اللعب
- عند تدريبهم على التواصل من المهم التأكد أن يكون المدرب على مستوى نظر الأطفال
- القيام بالتدريب عندما يكونون الأطفال مرتاحين، لن يكون الوقت مناسب عندما يتم تدريب الأطفال في حالات التعب أو الجوع أو المرض أو القلق
- التحلي بالصبر أثناء تدريب الأطفال ومحاولة عدم ظهور علامات الغضب أو التوتر أو القلق أثناء التدريب على التواصل البصري مع الأطفال، قد يكون التطور بطيئاً عند بعض الأطفال
- عدم تردد الأسر لطلب الاستشارة من المختصين لتشخيص مشاكل التواصل البصري لأطفالهم
المراجع:
العبود،عامر،أسباب تجنب التواصل البصري عند الأطفال وتمارين التواصل البصري