كيفية إدارة انفجار الإطفاء في تحليل السلوك التطبيقي
ترجمة: أمجاد مسلم الفهمي
انفجار الإطفاء (Extinction Bursts) هو مصطلح يستخدم لوصف ظاهرة شائعة تحدث أثناء استخدام الإطفاء في تحليل السلوك التطبيقي، تحدث هذه الظاهرة عند عدم حصول الأطفال على التعزيز مما يسبب بظهور السلوك غير المرغوب فيه وتزداد شدته، على سبيل المثال: إذا كان الطفل الصغير يبكي عادةً للحصول على ما يريده ولكن البكاء لم يعد يجدي نفعًا فقد تزيد شدة أو مدة البكاء على أمل الحصول على ما يرغب به.
عندما نتوقف عن تقديم التعزيز الذي كان يحفز ظهور السلوك، قد يشعر الأطفال بالحاجة الملحة للحصول على هذا التعزيز، إن الزيادة في شدة السلوك أثناء انفجار السلوك هي علامة على أن الأطفال يدركون أن طريقتهم المعتادة لا تنجح، وأنهم يحاولون بالمزيد من الطرق في محاولة أخذ التعزيز المطلوب.
إدارة حالات انفجار الإطفاء في تحليل السلوك التطبيقي:
بعد أن تعرفنا على مفهوم انفجار الإطفاء وما هي أسباب حدوثه، نستعرض هنا الاستراتيجيات المستخدمة لإدارة انفجار الإطفاء والتعامل معه بفعالية في تحليل السلوك التطبيقي
الثبات والبقاء هادئًا: أثناء نوبات انفجار الإطفاء، يجب المحافظة على الهدوء وتجنب الاستسلام، ورغم أن الأمر قد يكون صعبًا فإن الإلتزام بإجراءات الإطفاء بثبات وبدون تردد هو المفتاح، لأن التعزيز المتقطع قد يطيل مدة نوبة الانفجار ويؤدي إلى ارتباك الأطفال.
على سبيل المثال: عند العمل مع طفل يسعى للحصول على جذب الانتباه من خلال قيامه بسلوكيات غير مرغوب فيها، أثناء حدوث نوبة انفجار الإطفاء قد تزيد شدة سلوكياته غير المرغوب فيها لجذب الانتباه، يكون الإجراء في خطة التدخل السلوكي للطفل هو عدم تقديم الانتباه في وقت حدوث السلوكيات غير المرغوب فيها، فمن المهم عدم تقديم الانتباه حتى أثناء زيادة شدة السلوك.
تقييم العوامل البيئية: قد يساعد تقييم العوامل البيئية التعرف على ما قد يعزز السلوك غير المرغوب فيه لدى الأطفال أثناء انفجار الإطفاء، وإن تحديد هذه العوامل والعمل على تعديلها يمكن أن يقلل من حدوث انفجار الإطفاء وشدته، وهو ما يٌعرف بالتدخل القبلي.
على سبيل المثال: إذا كان الطفل ينخرط في السلوكيات غير المرغوب فيها بشكل أكثر عندما يكون جائعًا، فإن التأكد من تناوله للطعام بشكل جيد قبل بدء الجلسة وبذلك يمكن أن يقلل من احتمالية حدوث انفجار الإطفاء.
المراقبة وتسجيل التقدم: تتبع تكرار السلوك وشدته ومدته بعناية أثناء انفجار الإطفاء، من خلال ذلك يمكن أن نقيس التقدم بشكل موضوعي وضبط التدخل والاستمرار مع العلم ان التغيير في السلوك يحدث، إن إستخدام أدوات جمع البيانات أو أنظمة التسجيل لتتبع تكرار السلوك أو مدته أو شدته طوال عملية الإطفاء يساعد في تقييم الطريقة وتغيير التدخل حسب الحاجة.
خفض نوبات انفجار الإطفاء في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)
إن تعلم كيفية التعامل مع نوبات انفجار الإطفاء فور حدوثها أمر بالغ الأهمية لخفض السلوكيات غير المرغوب فيها أثناء الجلسات، مع ذلك فإن الهدف النهائي هو منع حدوثها تمامًا عند الأطفال، لذا نستعرض فيما يلي بعض الطرق التي تمكننا من تحقيق ذلك:
أولًا – إجراء التقييم الوظيفي للسلوك (FBA):
لإدارة نوبات انفجار الإطفاء بفعالية، يعد إجراء التقييم الوظيفي للسلوك أمر في بالغ الأهمية إذ يعتبر من الطرق الفعالة في التدخل وخفض المشاكل السلوكية وذلك لأنه يقوم بمعرفة أسباب حدوثها عن طريق جمع المعلومات بشكل مباشر وغير مباشر، ومن خلال فهم وظيفة السلوك يمكن تنفيذ تدخلات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل طفل، يقدم تقييم السلوك الوظيفي نظرة ثاقبة حول الأسباب وراء نوبات الإطفاء ومعرفة استراتيجيات التدخل المناسبة.
ثانيًا – التدريب على التواصل الوظيفي (FCT):
إن إحدى الطرق الأكثر فعالية لتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها أثناء انفجار الإطفاء هي تدريب الأطفال على التواصل الوظيفي، وهو اكتساب سلوكيات تواصلية وظيفية مناسبة، يحصل الأطفال على نفس الاستجابة و يحصلون بعدها على نفس المعزز في كل مرة، يقدم التواصل الوظيفي للأطفال طرق بديلة للتواصل والتعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم ومن الممكن يساعد بتقليل حدوث السلوكيات غير المرغوب فيها.
على سبيل المثال: إذا كان طفل ينخرط عادة في سلوكيات غير مرغوب فيها لجذب الانتباه، فإن تدريبه على استخدام إشارة بسيطة أو نظام تبادل الصور (PECS) لطلب الانتباه بطريقة مناسبة يمكن أن يقلل بشكل كبير من حدوث نوبات انفجار الإطفاء، إن طرق التواصل البديلة ملائمة ومقبولة اجتماعيًا وتقدم للأطفال فرص أكثر للتعبير عن أنفسهم.
ثالثًا – تنظيم البيئة:
يمكن أن تساعد البيئة التي يمكن أن نتوقع أنها تشعر الأطفال بالمزيد من الأمان وتقليل احتمالية حدوث انفجار الإطفاء، إن الروتين المناسب والتوقعات الواضحة والجداول البصرية تساعد بشكل كبير الأطفال في القدرة على توقع الأنشطة القادمة.
من خلال تقليل الأحداث المفاجئة وغير المتوقعة للأطفال، فإننا نمنحهم الشعور بالتحكم والاستقرار، وعند فهمهم ما يتوقع منهم فإن احتمالية قيامهم بالسلوكيات غير المرغوب فيها تكون أقل.
رابعًا – تقديم الدعم البصري والبيئي:
يمكن أن تساعد وسائل الدعم البصري مثل: (الجداول البصرية، القصص الاجتماعية) بشكل كبير في التعامل مع إنفجار الإطفاء، تقدم هذه الوسائل للأطفال معلومات واضحة وصريحة حول بيئتهم.
على سبيل المثال: يمكن أن يساعد الجدول البصري الأطفال على توقع وفهم ما سيحدث أثناء الجلسة، مما يساعد في خفض شعورهم بالقلق والسلوكيات غير المرغوب فيها، ويمكن أيضًا استخدام الجداول البصرية لتذكير الأطفال بالسلوكيات المناسبة أثناء المواقف الصعبة، مع تقديم الدعم والتوجيه الذي يحتاجون إليه.
خامسًا – إكتساب المهارات الاجتماعية:
يعد تدريب الأطفال على اكتساب المهارات الاجتماعية أمرًا بالغ الأهمية لضمان قدرة الأطفال على التواصل والتفاعل وإدارة مشاعرهم في المواقف الاجتماعية المختلفة بشكل فعال، من خلال استهداف نقاط الضعف في المهارات الاجتماعية المحددة، يمكن أن نقلل من حدوث نوبات انفجار الإطفاء الناجمة عن الصعوبات التي يواجهونها في التعامل مع التفاعلات الاجتماعية.
من خلال لعب الأدوار والقصص الاجتماعية وأنشطة تساعد الأطفال في اكتساب المهارات الاجتماعية، يمكن للأطفال تعلم وممارسة السلوك المرغوب فيه في مواقف مختلفة، ومع اكتساب الأطفال مهاراتهم الاجتماعية فمن الممكن أن تنخفض السلوكيات غير المرغوب فيها أثناء جلسات تحليل السلوك التطبيقي.
المرجع:
https://therapybrands.com/blog/how-to-manage-extinction-bursts-during-aba-therapy/