الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

ما هو الاشتراط الإجرائي في تحليل السلوك التطبيقي؟

pexels cottonbro 5052875

ما هو الاشتراط الإجرائي في تحليل السلوك التطبيقي؟

ترجمة: أ. شروق السبيعي

إن مصطلح الاشتراط الإجرائي شائع لدى معالجين تحليل السلوك التطبيقي حيث أنه يستخدم مع الاستراتيجيات التي تهدف إلى تغيير سلوك معين من خلال التعزيز الإيجابي أو السلبي وكما يمكن استخدامه مع الأشخاص البالغين أو الأطفال وأحيانا مع الحيوانات، فهو يتناسب مع مبادئ تدخل تحليل السلوك التطبيقي.

في هذه المقالة سنتعرف أكثر عن كيفية استخدام الاشتراط الإجرائي بشكل فعال ومعرفة التفاصيل الرئيسية وراء كيفية عمله، ولماذا يتم استخدامه ومعرفة ما إذا كان الاشتراط الإجرائي مناسب ممارسته في تدخل تحليل السلوك التطبيقي

تاريخ الاشتراط الإجرائي

ظهر الاشتراط الإجرائي في أوائل القرن العشرين والعديد من مبادئه الأساسية هي من الدراسات التي أجراها إدوارد إل ثورندايك، وهو الذي قام بتطوير “قانون الأثر” قامت جمعية علم النفس الأمريكية بتعريف قانون الأثر بأنه “المبدأ الذي ينص على أن نتائج السلوك تؤدي إلى تكرار حدوث هذا السلوك في المستقبل” ويخدم هذا القانون بشكل أساسي لكيفية استخدام التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي في علم النفس التنموي والتربوي والسلوكي.

قام عالم النفس السلوكي الشهير بي إف سكنر بإيجاد تفسيرات أخرى للسلوكيات الظاهرة كما ركز أيضًا على كيفية تعزيزها أو تغييرها كانت نظرية سكينر الاشتراط الإجرائي تدور حول مفهوم مفاده أن ظهور السلوكيات دائمًا ليست بسبب الأفكار والمشاعر، وأن على محللي السلوك يجب أن ينظروا إلى المؤثرات الخارجية والملاحظة الموضوعية لـ بيئة الشخص ومعرفة الأسباب المحتملة لسلوكه، وركز على كيفية تأثير نتائج أفعال الشخص على اختياراته وسلوكه في المستقبل، أحدثت نظرية ب. ف. سكينر الاشتراط الإجرائي ضجة كبيرة في عالم علم النفس في أوائل القرن العشرين، ولا تزال تستخدم حتى اليوم في العديد من المجالات الفرعية ضمن علم النفس والاستراتيجيات العلاجية، وفي تحليل السلوك التطبيقي أيضًا.

ما هي مبادئ الاشتراط الإجرائي الأساسية؟

تسعى نظرية الاشتراط الإجرائي إلى إيجاد أفضل طريقة لفهم الأشخاص من خلال سلوكياتهم الملحوظة، والهدف هو إنتاج بيانات قابلة للقياس ويمكن تحليلها وتتبعها وهذا يساعد لـ أخصائي تحليل السلوك التطبيقي بوضع الاستراتيجيات المناسبة لتغيير السلوكيات وعند تطبيقها بشكل منهجي وموضوعي تساعد بيانات تحليل السلوك التطبيقي مقدمي الخدمة على فهم المستفيدين لديهم والطريقة التي يستجيبون لها بشكل أفضل.

  • التعزيز الإيجابي لزيادة تكرار السلوكيات المرغوب فيها 

من المهم معرفة أن ليس كل سلوك إيجابي يحتاج إلى تعزيز أو تغيير، الهدف الأساسي من استخدام التعزيز الإيجابي والسلبي في الاشتراط الإجرائي هو “اشتراط” الأشخاص بتكرار أو عدم تكرار سلوك معين، يميل معالجين تحليل السلوك التطبيقي الذين يعملون مع الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد بإستخدام هذه الإستراتيجية.

  • استراتيجيات التعزيز لـ خفض السلوكيات الغير مرغوب فيها 

كما اعتقد بي إف سكينر أن التعزيز والعقاب يمكن أن يساعد في خفض السلوكيات الغير مرغوب فيها أو المزعجة، والمبدأ هو أن السلوكيات يمكن تغييرها من خلال التكرار، وفيما يتعلق بتدخل تحليل السلوك التطبيقي من الممكن استخدام استراتيجيات الاشتراط الإجرائي لتوجيه الحالات وخفض السلوكيات الغير مرغوب فيها.

  • تقييم كيفية تأثير البيئة على السلوكيات 

الاشتراط الإجرائي يعمل أيضًا على فكرة أن بيئة الأشخاص تؤثر بشكل مباشر على سلوكياتهم، على سبيل المثال: قد يصدر الطفل سلوكيات غير مرغوب فيها بشكل مزعج في بيئة معينة مثل صالة الألعاب الرياضية أو فصل الموسيقى ولكن لا تظهر هذه السلوكيات في الفصل الدراسي، إن معرفة ما الذي يحفز السلوكيات الغير مرغوب فيها في البيئة يجعل من السهل تغيير هذه السلوكيات عندما يكون الطفل في صالة الألعاب الرياضية أو في فصل الموسيقى.

  • معرفة كيفية تعلم السلوكيات

يقدم المبدأ الذي تعمل عليه نظرية الاشتراط الإجرائي للأطباء نظرة ثاقبة حول كيفية تعلم الأشخاص السلوكيات، يعتقد بي إف سكنر أن السلوكيات الظاهرة يتم تعلمها وغرسها، وهذا قد يعني أن الطفل في المثال السابق الذي تصرف بسلوكيات غير مرغوب فيها ربما مر بتجربة سيئة أو سلبية سابقة أدى إلى تكرار هذه السلوكيات.

  • استخدام التعزيز والعقاب

يتم تغيير سلوكيات الأشخاص بناءً على النتائج وهي التعزيز والعقاب في الاشتراط الإجرائي ويتطلب ممارسة مستمرة، وفي الاشتراط الإجرائي لا يكون العقاب أو التوبيخ بطريقة مقصودة أو انفعالية بل يطبق التعزيز الإيجابي أو السلبي بشكل موضوعي، وقد يساعد الاشتراط الإجرائي الأشخاص على معالجة التوبيخ أو العقاب حتى يتمكنون من فهم الأحداث بصورة واضحة، ومن الممكن أن يساعدهم في تغيير سلوكياتهم في المستقبل.

استخدام نظرية الاشتراط الإجرائي مع نهج تحليل السلوك التطبيقي

إن تحليل السلوك التطبيقي هو نهج قائم على الأدلة ومصمم لمساعدة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد على تغيير سلوكهم مع مساعدتهم أيضًا على اكتساب مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية والاكاديمية بهدف تعزيز نجاحهم في حياتهم الشخصية والمهنية.

يقدم الاشتراط الإجرائي لمعالج تحليل السلوك التطبيقي مجموعة من الأدوات والاستراتيجيات التي تمكنه من استخدام التعزيز الإيجابي أو السلبي بشكل موضوعي لمساعدة الأشخاص على خفض السلوكيات الغير مرغوب فيها.

إن جمع البيانات يشكل أهمية بالغة في تطوير استراتيجيات الاشتراط الإجرائي وتتبع التقدم من خلال النتائج القابلة للقياس، إذا لم يقم الأخصائي بفعل هذا أثناء الجلسات فلن يتمكن من معرفة تقدمهم بمرور الوقت وهذا يجعل من المستحيل تحديد أهداف قابلة للتحقق.

ما نعنيه هو إن جمع البيانات باستخدام قلم وورقة أو استخدام أداة أخرى يساعد بتتبع السلوكيات الغير مرغوب فيها أثناء جلسة ما وبعد ذلك يتم جمع البيانات التي تم تسجيلها من جلسات متعددة في جدول بيانات حيث يساعد ذلك بتتبع تقدم الأشخاص ومع مرور الوقت يمكن استخدام البيانات هذه لتغيير السلوكيات ووضع أهداف يمكن قياسها وتحقيقها.

المرجع: 

https://operantbilling.com/what-is-operant-conditioning-for-aba-therapy/