
كيف يؤثر الطقس على سلوك الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
ترجمة: أ. شروق السبيعي
إخلاء المسؤولية: يرجى ملاحظة أن هذه المقالة تركز على الطقس في سنغافورة، والذي يكون عادةً حارًا ورطبًا مع فترات من الأمطار ودرجات حرارة منخفضة قليلاً.
دعونا نتعمق في كيفية تأثير الطقس المتغير باستمرار على الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
كيف يؤثر الطقس على سلوك الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
بصفتك أحد الوالدين، لست وحدك إذا وجدت صعوبة في إدارة سلوكيات طفلك أثناء ظروف جوية معينة. أفاد 66% من الآباء المشاركين في استطلاع أجرته SEIL عام (2017) بوجود اختلافات ملحوظة في سلوك أطفالهم عندما يكون الطقس أكثر دفئًا. وأظهرت نتائج استبيانات أخرى للآباء أن مزاج الأطفال كان أيضًا يتأثر قبل العواصف، مع زيادة في الشكوى، والقلق، وعدم الرغبة في اللعب، من بين آثار أخرى تم الإبلاغ عنها. (داب، 1997).
قبل أن نستمر، دعونا نلقي نظرة على كيفية تأثير الطقس على الناس بشكل عام!
الطقس هو نظام معقد يشمل درجة الحرارة والضغط الجوي وهطول الأمطار والعديد من العوامل الأخرى. ورغم أن الأدبيات الحالية لا تقدم فهماً كاملاً حول كيفية تأثير الطقس على مزاجنا، فإن الضغط الجوي المرتفع – الذي يشير عادةً إلى الطقس المعتدل – مع انخفاض الرطوبة يرتبط بتحسن الحالة المزاجية. إنه يحفز السيروتونين، الذي يجلب مشاعر السعادة (Dabb، 1997؛ Herbuela et al، 2024). بالنسبة للأطفال، يزيد هذا من اهتماهم، ويجعلهم أكثر عرضة للانخراط في اللعب بالألعاب (Dabb، 1997). من ناحية أخرى، يؤدي الضغط الجوي المنخفض أو المتقلب – المصحوب عادةً بالمطر والعواصف، إلى زيادة عدم الانتباه والاندفاع والقلق والتهيج والسلوكيات غير المرغوب فيها (Dabb، 1997؛ Dover، 2023؛ Herbuela et al، 2024؛ Speech & Dot، 2017). وقد تؤدي مثل هذه الظروف الجوية إلى إثارة أمراض مثل الصداع النصفي وأعراض الاكتئاب لدى البالغين (Herbuela et al، 2024).
تم العثور على أن الضغط الجوي مرتبط بالحالات المزاجية البشرية والتغيرات السلوكية، ولكن التأثيرات قد تكون أكثر تعقيدًا من ذلك. كما ذكرنا سابقًا، الطقس هو نظام معقد، وقد تتحدد تأثيراته من خلال مجموعة من العوامل البيئية المتعددة. على سبيل المثال، قد يؤدي الغطاء السحابي المتزايد في الأجواء المشمسة إلى مزيد من التفاعل، ولكنه قد يكون له تأثير سلبي في فصول الشتاء أو الطقس البارد (Herbuela et al، 2024). ورغم أن متغيرًا واحدًا مثل (الغيوم) قد يبقى ثابتًا، إلا أن الظروف البيئية بشكل عام تتشكل نتيجة لتفاعل عدة عوامل. لذا، لا يمكننا ربط المزاج بأي متغير واحد فقط!
لماذا قد يكون الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أو الأطفال ذوي الاعاقة أكثر حساسية لظروف الطقس؟
كما هو الحال مع الأطفال الطبيعيين، هناك ارتباط بين انخفاض الضغط الجوي والسلوكيات المتضاربة (Speech & Dot, 2017). ومع ذلك، وفقًا لبولتون وآخرون (2020)، فإن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من تأثير أكبر على أنشطتهم اليومية ومزاجهم. سنناقش سبب ذلك أدناه:
- غالبًا ما يفضل الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وجود بيئة قابلة للتنبؤ – وهو ما لا توفره الأحوال الجوية عادةً. علاوة على ذلك، قد يؤدي الطقس الممطر أيضًا إلى تعطيل الروتين اليومي إذا كان الأمر يتطلب الخروج إلى الهواء الطلق.
- قد يبدأ الأطفال المحبوسين في المنزل في الشعور بالضيق والقلق. وينطبق هذا بشكل خاص عندما لا توجد طرق لتفريغ طاقتهم، وهو ما يحدث غالبًا. وهذا ليس مثاليًا للأطفال العاديين، ناهيك عن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين قد يواجهون أيضًا صعوبة في تنظيم مشاعرهم.
- يميل الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد إلى التحسس الحسي، ما يمكن أن يؤثر على قدرتهم على التعامل مع التغييرات في درجات الحرارة (العلاج السلوكي المتقدم، 2024؛ بولتون وآخرون، 2020؛ سبيتش آند دوت، 2017). في الواقع، ذكر براون (2024) وهولاندر (2023) أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يظهرون نفورًا أكبر من الظروف الجوية القاسية، وغالبًا ما يواجهون صعوبة في تنظيم درجة حرارة أجسامهم. كما يمكن أن تسبب أشياء مثل العواصف الرعدية الصاخبة والرياح القوية مشاعر بعدم الراحة. وبغياب وسيلة للتنظيم، يصبح من السهل أن يعانوا من الضغط الحسي المفرط.
تساهم كل هذه الأمور في الشعور بالقلق والضيق. وبالتالي، يؤدي هذا إلى زيادة السلوكيات المعارضة، وخاصة بين أولئك الذين لديهم مهارات تواصل محدودة وغير قادرين على التعبير عن انزعاجهم أو ضيقهم (Herbuela et al., 2024). بالنسبة للآباء الغير قادرين على فهم أو معالجة احتياجات أطفالهم للتهدئة، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل أو التأثير السلبي بينهم وبين أطفالهم.
كيف تساعد طفلك ذو اضطراب طيف التوحد؟
وبما أننا نعلم الآن أن سلوك الإنسان يمكن أن يتأثر بالطقس، فإليك بعض الخطوات التي يمكننا اتخاذها لخلق حالة أفضل للطفل (Herbuela et al.، 2024؛ Hollander، 2023):
- أثناء الطقس الحار – حافظ على درجة حرارة داخلية ثابتة باستخدام تكييف الهواء أو المراوح أو طرق التبريد الحسية الإبداعية الأخرى لمنع التهيج.
- خلال الأيام الممطرة أو العاصفة – ابتكر تجارب مهدئة باستخدام الأضواء والأصوات والقوام لمساعدة طفلك على تخفيف مشاعر القلق لديه. هذه أيضًا فرصة لجعل الأمور ممتعة لطفلك!
- قم بتوفير الأنشطة المناسبة لاحتياجات طفلك، وفقًا للطقس. خطط لمشاريع إبداعية داخلية تساعده على توجيه تفكيره بشكل إيجابي في الأيام الممطرة. خطط لأنشطة خارجية محفزة تتيح له الاستفادة من حماسه وطاقته في الأيام المشمسة.
- قدم ملابس مناسبة لكل حالة من حالات الطقس.
عندما نتخذ الخطوات اللازمة لتحسين كل تجربة للطفل، قد يتعلم أيضًا أن يكون أكثر سلامًا مع التقلبات في الطقس، حيث يتأكد من أنه سيحصل دائمًا على الدعم الذي يحتاجه للتكيف بشكل أفضل!
المرجع:
https://www.healisautism.com/post/weather-affects-behaviour-children-autism