الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

اختلاف تشخيص اضطراب طيف التوحد بين الإناث والذكور

اختلاف تشخيص اضطراب طيف التوحد بين الإناث والذكور

اختلاف تشخيص اضطراب طيف التوحد بين الإناث والذكور

ترجمة: أ. شروق السبيعي

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) قد يبدو مختلفًا تمامًا عند الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث انه قد يكون من الصعب استخدام معايير تشخيص اضطراب طيف التوحد الحالية؛ وذلك لأن معظم الدراسات المبكرة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ركزت على الذكور ولكن قد تكون هناك أسباب أخرى.

غالبًا ما يتم تجاهل التشخيص عند الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد قد يحدث هذا لأن لديهم سمات أقل شدة (مثل الإعاقة العقلية) من الذكور أو لأن الإناث قادرات على إخفاء السمات التي لديهن، تجاهل التشخيص يعني تأخر التدخل الذي يمكن أن يؤثر على الحياة وإمكانية حدوث اضطرابات مصاحبة مثل القلق.

ستناقش هذه المقالة الاختلاف بين الأطفال الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد والأطفال الذكور من ذوي اضطراب طيف التوحد، والإشارة إلى الذكور والإناث على أساس الجنس المحدد لهم عند الولادة، مع الاعتراف بوجود اختلاف كبير في الهوية الجنسية بين الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد (ولكن لا يوجد توافق واضح في الآراء بشأن العلاقة).

هل اضطراب طيف التوحد أكثر شيوعًا عند الذكور مقابل الإناث ؟

يعد تشخيص اضطراب طيف التوحد أكثر شيوعًا أربعة مرات أكثر عند الذكور، ويواصل الباحثين العمل لفهم الأسباب، بعض الأسباب المحتملة:

  • الأنماط العائلية والعلاقة الوراثية التي قد تكون “مانعة” عند الفتيات.
  • التأثيرات الهرمونية (مثل مستويات هرمون التستوستيرون الجنيني) المنسوبة إلى الاختلافات بين الجنسين.

تشير الدراسات إلى أن معدل التشخيص باضطراب طيف التوحد أعلى بالفعل بين الذكور، ولكن النسبة أقرب إلى ثلاثة مقابل انثى واحدة لأن العديد من تشخيصات اضطراب طيف التوحد “مموهة” وبالتالي لا يتم اكتشافها بين الإناث.

تشمل بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى تجاهل سمات اضطراب طيف التوحد  أو تحديدها بشكل خاطئ عند الإناث تشمل ما يلي: 

  • التغييرات في كيفية تشخيص اضطراب طيف التوحد مع تضمين سمات اضطراب طيف التوحد الأكثر دقة الآن.
  • اختبار لكيفية تقييم اضطراب طيف التوحد الذي له تحيز متأصل عند الذكور.
  • الاختلافات بين الجنسين في كيفية التعبير عن سمات اضطراب طيف التوحد (مهارات اللغة، على سبيل المثال).
  • الضغوط الاجتماعية والتوقعات المتأثرة بالنوع الاجتماعي لسلوك الإناث اللاتي يخفين سمات اضطراب طيف التوحد.
  • قدرة بعض الإناث بإخفاء سمات اضطراب طيف التوحد والسمات قد تكون أقوى مما هي عليه عند الذكور.

ويشير بعض مؤلفي الدراسة إلى أن نتائجهم تستند إلى الجنس المحدد عند الولادة، ولكن من المعروف أن هناك اختلافات أكبر في الجنس والهوية الجنسية (واضطراب الهوية الجنسية) بين الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

كيف هو الاختلاف بين الإناث والذكور ذوي اضطراب طيف التوحد 

هناك بعض الأدلة التي تشير إلى إحراز تقدم في كيفية تشخيص الإناث ذوي اضطراب طيف التوحد، فقد أجريت دراسة على 2684 شخصاً في تسع دول أوروبية بحثت في الجنس والعمر وعوامل أخرى، عند تقييم نتائج اختبارات تشخيص اضطراب طيف التوحد في سن الرابعة إلى الخامسة، والتي تعتبر نافذة التشخيص الأكثر شيوعًا من قبل الباحثين، وجد أن سمات اضطراب طيف التوحد النمطية عند الإناث تظهر بشكل أقل، ومع ذلك، واجهن تحديات مشابهة مع التلميحات الاجتماعية عند اختبارهن، على الرغم من أن هذه التحديات قد لا تظهر في المواقف الاجتماعية اليومية، هناك حاجة إلى مزيد من البحث، لكن الدراسة تشير إلى أن الوعي بهذه الاختلافات الجنسية المحتملة عند تشخيص اضطراب طيف التوحد يمكن أن يساعد.

المهارات الاجتماعية واللعب 

من الشائع أن تظهر أساليب لعب مختلفة بين الذكور والإناث الطبيعيين يمكن لهذه الاختلافات أن تجعل تشخيص اضطراب طيف التوحد أكثر وضوحًا لدى الذكور، كما كان الحال في دراسة أجريت على 96 طفلاً: 24 من الذكور ذوي اضطراب طيف التوحد ، و24 من الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد، وفي المقابل أقرانهم الطبيعيين.

وجدو أن الذكور من ذوي اضطراب طيف التوحد يلعبون بمفردهم، لذا فإن هذا الأمر واضح للآخرين عندما لا يشاركون في ألعاب منظمة مع الذكور الآخرين، وتجد الإناث ذوي اضطراب طيف التوحد أنه من الأسهل “الاندماج” بين أصدقائهن وإخفاء سمات اضطراب طيف التوحد لديهن لأن الإطار الاجتماعي يسمح لهن بالبقاء بالقرب من دعم الأصدقاء.

ولكن قد ينحرف الموجهين للإناث ذوي اضطراب طيف التوحد عن مسارهم عندما يصلن الإناث إلى مرحلة المراهقة ويجدون اهتمامات أخرى أو مجموعات من الأصدقاء، وقد يجدن الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد اللاتي يعتمدن على التنكر صعوبة أكبر في القيام بذلك مع تزايد المتطلبات الاجتماعية والعلاقات في مرحلة المراهقة والبلوغ، مما يؤدي إلى تأخر في التشخيص.

ويُظهِر الذكور أيضًا سمة اضطراب طيف التوحد المتمثلة في السلوكيات شديدة التركيز والمتكررة أكثر من الإناث، ولدى الإناث اهتمامات مركزة (تتمحور حول موضوع واحد، مثل نجوم التلفزيون أو الموسيقى)، ولكن من الممكن أن تبدو هذه الاهتمامات طبيعية أكثر من التركيز الشديد عند الذكور على مواعيد القطارات أو إحصائيات البيسبول.

اللغة والتواصل الاجتماعي 

في حين تصبح مشاكل التواصل الاجتماعي لدى الذكور صعبة للغاية في مرحلة الطفولة المبكرة، فقد يتمكنون الإناث من إدارة المتطلبات الاجتماعية في مرحلة الطفولة المبكرة ولكنهن يواجهن صعوبات عندما يدخلن مرحلة المراهقة المبكرة.

قد يميلون الذكور من ذوي اضطراب طيف التوحد إلى القيام بسلوكيات غير مرغوب فيها للحصول على الأشياء، بينما قد يميلون الإناث من ذوي اضطراب طيف بالتوحد إلى القيام بسلوكيات غير مرغوب فيها للفت الانتباه، من غير الممكن أن يتصرفون الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل عدواني أو حاد وأكثر عرضة للسلبية أو الانطوائية، لكنهن قد يكونون أكثر عرضة للاضطرابات المصاحبة مثل القلق والاكتئاب.

ملخص

يتم تشخيص كل من الذكور والإناث باضطراب طيف التوحد ،على الرغم من الاضطراب أكثر شيوعًا بين الذكور، حددت بعض الدراسات الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدل تشخيص اضطراب طيف التوحد عند الذكور، لكن الاختلافات الجينية والجنسية لا تفسر بشكل كامل انخفاض معدل التشخيص بين الإناث.

وتشير دراسات أخرى إلى التحيزات الثقافية، بما في ذلك الطرق التي تستخدم بها الاختبارات لتشخيص اضطراب طيف التوحد، وقد قدرت الدراسات مدى عدم اكتشاف اضطراب طيف التوحد عند الإناث أو تشخيصه خطأً، ودعت إلى زيادة الوعي لضمان تشخيص وعلاج النساء والإناث بدقة.

المرجع: 

https://www.verywellhealth.com/differences-between-boys-and-girls-with-autism-260307