الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

الفرق بين تأخر الكلام واضطراب طيف التوحد

الفرق بين تأخر الكلام واضطراب طيف التوحد

الفرق بين تأخر الكلام واضطراب طيف التوحد 

ترجمة: أ. شروق السبيعي 

ربما تم ملاحظة الأطفال بأنهم لا يتحدثون بطلاقة مثل باقي الأطفال الذين بنفس أعمارهم وربما لم ينطقوا بكلماتهم الأولى، يتم بعدها التفكير في أمرين : هل تأخر الكلام واضطراب طيف التوحد مثل بعض؟ هل تأخر الكلام هو أحد المؤشرات المبكرة لاضطراب طيف التوحد؟

إن تأخر الكلام وتأخر اللغة واضطراب صعوبات التعلم غالبًا تكون من سمات اضطراب طيف التوحد، ولكن تأخر الكلام وحده لا يعني أن الأطفال لديهم اضطراب طيف التوحد ، إذن ما هو الفرق بين تأخر الكلام واضطراب طيف التوحد؟

يعد تأخر الكلام واللغة أمرًا شائعًا بين الأطفال، إن الأطفال الذين لديهم تأخر مراحل النمو يكون لديهم تأخر الكلام أو اللغة، غالبًا ما يتم الخلط بين تأخر الكلام واللغة ولكن لكل منهما خصائص مميزة 

يشير الكلام إلى كيفية قيام الأطفال بما يلي:

  • الكلام 
  • التعبير عن 
  • التحكم بالأصوات المستخدمة في الكلمات

على سبيل المثال: النطق السيئ لأصوات الحروف التي يصعب نطقها مثل s وz  قد يجعل من الصعب فهمها، يمكن أن يكون تأخر الكلام بسبب عوامل نمو، أي أن الأطفال يتبعون طريقة الكلام المعتادة ولكن بمعدل أبطأ من أقرانهم كما يمكن أن يكون تأخر الكلام بسبب اضطراب في حركة الكلام مما يؤثر على قدرة الأطفال على تنسيق الشفتين والفك واللسان

تأخر اللغة لا يؤثر تأخر اللغة على نطق الأطفال للأشياء بل على مالذي يقولونه، ويشار إلى ذلك باسم اضطراب اللغة التعبيرية، قد يكون هؤلاء الأطفال قادرين على نطق الأصوات والكلمات بشكل مثالي ولكنهم يواجهون صعوبة في صياغتها في عبارات للتعبير عن أفكارهم، بالإضافة إلى ذلك تأخر اللغة الاستقبالية يمكن أن يؤثر على كيفية معالجة الأطفال للمعلومات، حيث أنهم غالبًا ما يواجهون صعوبة في:

  • فهم ما يحاول الناس قوله  
  • تعلم مفردات جديدة
  • معرفة المعنى من الكلمات الشفهية والكتابية

هل تأخر الكلام إشارة بوجود اضطراب طيف التوحد؟

على الرغم من أن تأخر الكلام قد يكون سمة مرتبطة باضطراب طيف التوحد، إلا أنه لا يشير بالضرورة إلى وجود اضطراب طيف التوحد، هناك أسباب مختلفة تؤدي إلى تأخر الكلام مثل ضعف السمع أو مشاكل النمو أو عوامل بيئية، إذا كانوا الآباء قلقين في حال حدوث تأخر الكلام لأطفالهم فمن الضروري معرفة أن تأخر الكلام لا يعني بأن لديهم اضطراب طيف التوحد، نوصي بالتوجه إلى الطبيب أو أخصائي نمو للحصول على تقييم شامل وتقديم الإرشادات لهم 

الفرق بين تأخر الكلام واضطراب طيف التوحد

يمر النمو الطبيعي للأطفال بمراحل قبل أن ينطقون الأطفال بكلماتهم الأولى، تبدأ تظهر الأصوات في سنوات الطفولة المبكرة من خلال الثرثرة والمناغاة، يتم استخدام اللغة غير اللفظية للتعبير عن احتياجاتهم وبناء علاقة اجتماعية قوية مثل التواصل بالعين والإشارة واستخدام الإيماءات، وبمرور الوقت يتعلمون الأصوات ويستخدمونها لتكوين كلماتهم الأولى، وفي النهاية فإنهم يبدأون في ربط الكلمات في عبارات و يكتسبون قدرات لغوية أكثر عادةً ما يتبعون الأطفال الذين لديهم تأخر في الكلام أو اللغة نفس أنماط النمو التي يتبعونها أقرانهم لكنهم بطيئين في الوصول إلى هذه المراحل ومع ذلك فإن الاستجابات الاجتماعية مثل العناق والابتسامة تحفزهم بقوة، فـ هم لديهم الرغبة في بناء علاقة اجتماعية قوية مع والديهم وأقرانهم و يستجيبون بشكل إيجابي لـ إهتماماتهم ويقلدون حركات الآخرين، بينما في اضطراب طيف التوحد قد يواجهون الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في اكتساب المهارات الاجتماعية وقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرتهم في بناء علاقة اجتماعية هادفة مع الناس

فيما يلي سنوضح بالتفصيل الفروقات الرئيسية بين تأخر الكلام واضطراب طيف التوحد في بعض المجالات:

اضطراب طيف التوحد وصعوبات التواصل الأخرى

بعض الصعوبات المتعلقة بالتواصل والتي تدل على وجود اضطراب طيف التوحد، بما في ذلك:

  •     عدم الإستجابة عند المناداة بأسمائهم 
  •     صعوبة لفت انتباههم
  •     تطور بطيء في استخدام الإيماءات اللازمة للتعبير عن احتياجاتهم
  •     الثرثرة في عامهم الأول ثم التوقف
  •     الاستخدام المتكرر لكلمة أو عبارة واحدة
  •     التحدث مثل الروبوت 

في حال تم ملاحظة وجود أي من هذه الأعراض على الأطفال، فمن الأفضل التحدث إلى الطبيب للحصول على التشخيص المناسب

اضطراب طيف التوحد والصعوبات الاجتماعية

يواجه بعض الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في التواصل مع الآخرين والاختلاط بهم، وقد تشمل العلامات ما يلي:

  • نقص في إدراك الوعي الاجتماعي
  • عدم الاستجابة للإشارات الاجتماعية، مثل الترحيب بكلمة “مرحبًا”
  • عدم القدرة على التركيز مع شخص آخر على نفس الشيء (الانتباه المشترك)
  • صعوبة في اكتساب المهارات الاجتماعية مثل: المشاركة وتبادل الأدوار والحفاظ على الصداقات
  • تجنب التواصل البصري
  • الاهتمام بألعاب أو أنشطة معينة بشكل محدود 
  • انخفاض الاهتمام بالمشاركة في أنشطة اللعب مع الآخرين

اضطراب طيف التوحد والمشاكل السلوكية

إن عدم قدرة الأطفال على التعبير عن أنفسهم بشكل مناسب يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من المشاكل السلوكية المحتملة، بما في ذلك:

  •  ظهور سلوكيات متكررة مثل: هز الرأس ذهابًا وإيابًا أو صف الألعاب بطريقة محددة 
  •  تجنب اللمس 
  •  الانزعاج بسهولة لأسباب غير معروفة
  • التعلق القوي بأشياء معينة: مثل الألعاب أو أحد البرامج التلفزيونية
  •  صعوبة الثبات أو البقاء ساكنين 
  • الشعور بالانزعاج أو الضيق عند حدوث تغيير مفاجئ في روتينهم اليومي

متى يتم طلب تقييم من قبل الأخصائي؟

بالنسبة للأطفال الذين لا تتطور لديهم مهارات الكلام الأساسية أو يتأخرون عن أقرانهم، فمن المهم طلب تقييم من قبل طبيب أو أخصائي نطق وتخاطب، وهذا أمر بالغ الأهمية بغض النظر عما إذا كانوا الأطفال لديهم تأخر الكلام أو أعراض اضطراب طيف التوحد ، يمكن أن يساعد الفحص والتقييم النمائي في تحديد ما إذا كانوا الأطفال لديهم تأخر في الكلام أو اضطراب طيف التوحد أو كليهما، إن فهم حالة الأطفال وعوامل الخطر التي قد تكون لديهم يمكن أن تساعد في اتخاذ قرار التدخل المناسب ، حتى الآن نادرًا ما يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد قبل سن 3-4 سنوات، ومع ذلك تدعم الأبحاث الحالية التشخيص عن اضطراب طيف التوحد بسن مبكر من أجل الاستفادة من التدخل المبكر، يتم ملاحظة وجود تأخر الكلام واللغة من عمر 18 شهر إلى عامين وقد يتمكنون الآباء من اكتشاف العديد من الإشارات المهمة في هذا العمر وبشكل عام فإن هذا العمر مناسب لإجراء تقييم للأطفال، هناك العديد من الأدوات والأساليب التي يستخدمونها الأطباء أو أخصائي النطق والتخاطب لتحديد ما إذا كان تأخر الكلام لدى الأطفال بسبب اضطراب طيف التوحد أو لا علاقة به 

تطوير مهارات التواصل لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال علاج تأخر الكلام

من المهم تذكر أنه لا يوجد طفلان متماثلان، فـ مشاكل التواصل يمكن أن تختلف بشكل كبير من طفل لآخر، إن أخصائي النطق والتخاطب والمعلمين وغيرهم ممن يقومون برعاية الأطفال يلعبون دورًا رئيسيًا في خطة علاج الأطفال، إن أخصائي النطق والتخاطب هم قادرين على تشخيص وعلاج الصعوبات المتعلقة بالتواصل حيث أنهم يساعدون في بناء خطة العلاج الفردية لتلبية كل احتياجات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والتي يمكن أن تعمل على تطوير تواصلهم اللفظي وغير اللفظي ويساعدون الأطفال على التعبير عن أنفسهم وتحسين علاقاتهم الشخصية والاجتماعية وتطوير أدائهم في الأنشطة اليومية

بينت الدراسات أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات والذين لديهم تأخر شديد في اللغة تم اكتسابهم لمهارات اللغة وتطور أدائهم وذلك بسبب التدخل المناسب، إن الأطفال قادرون على تحقيق الأشياء العظيمة ولكن قد يحتاجون إلى الكثير من المساعدة وبناءً على ذلك هناك بعض من مهارات التواصل التي يمكن تطويرها من خلال تدخل علاج النطق والتخاطب: 

التواصل اللفظي

يستطيع اخصائي النطق والتخاطب مساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على نطق الأصوات والكلمات بشكل أفضل، وهذا يساعد الأطفال على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الاستراتيجيات والآليات اللازمة

السياق الاجتماعي

يتدرب الأطفال على معرفة كيفية ومتى يستخدمون التواصل في المواقف الاجتماعية على سبيل المثال: إن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد قد يكونون متمكنين بقول “مرحبًا”، إلا أنهم قد لا يفهمون أن هذه الكلمة تُستخدم لتحية الآخرين،  يمكن لـ أخصائي النطق والتخاطب مساعدة الأطفال على تعلم السياق الاجتماعي المناسب لاستخدام كلمات وعبارات معينة

لغة الجسد

تعد تعبيرات الوجه وحركات اليدين والإيماءات من أكثر الأجزاء تعبيرًا يمكن لأخصائي النطق والتخاطب مساعدة الأطفال على مطابقة المشاعر مع تعبيرات الوجه والتعرف على الإشارات الدقيقة التي تشير إلى ما إذا كان الشخص سعيدًا أو حزينًا أو غاضبًا

نبرة الصوت 

نبرة الصوت هو مستوى الصوت وايقاعه أثناء المحادثة، فعندما نتحدث، يرتفع صوتنا وينخفض بشكل طبيعي ولكن بعض الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يواجهون صعوبة  في النطق مما قد يجعل أصواتهم تبدو آلية وخالية من المشاعر، يساعد أخصائي النطق والتخاطب مساعدة الأطفال على ضبط نبرة الصوت وارتفاعه عندما يتحدثون

قواعد اللغة

قد يرتكب بعض الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أخطاء نحوية متكررة أو يشيرون إلى أنفسهم بضمير الغائب، يساعد أخصائي النطق والتخاطب في معالجة هذه المشاكل الشائعة وتعزيز استخدام الكلمات بشكل صحيح

المهارات الاجتماعية

قد يكون عدم وجود علاقات اجتماعية والوعي بها من أعراض اضطراب طيف التوحد، يمكن لـ أخصائي النطق والتخاطب مساعدة الأطفال على التعرف على مهارات التواصل الاجتماعي

مهارات المحادثة

على الرغم من أن العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يمكنهم نطق عبارات بسيطة وقصيرة، إلا أنهم قد يجدون صعوبة في إجراء محادثة، مثل:

  • الرد على شريك المحادثة
  • عدم المقاطعة
  • بدء حوار 
  • الأخذ والعطاء في المحادثة بشكل طبيعي

يمكن لـ اخصائين النطق والتخاطب مساعدة الأطفال في تنمية مهارات المحادثة حتى يتمكنوا من ممارستها في المواقف اليومية 

الأسئلة الشائعة

س: هل تأخر الكلام هو دائما اشارة على وجود اضطراب طيف التوحد؟

ج: لا، قد يحدث تأخر الكلام بشكل مستقل عن اضطراب طيف التوحد إلا أنه قد يكون مؤشرًا مبكرًا في بعض الحالات

س: ما هي الأسباب الشائعة لتأخر الكلام عند طفل يبلغ من العمر 3 سنوات ولم يتم تشخيصه باضطراب طيف التوحد؟

ج: يمكن أن يحدث تأخر الكلام نتيجة لعوامل مختلفة مثل مشاكل السمع أو اضطرابات اللغة أو المؤثرات البيئية، ومن المهم معرفة السبب من خلال طبيب أطفال أو أخصائي نطق وتخاطب

س: هل يمكن أن يساعد علاج النطق الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

ج: نعم، يعد علاج النطق مفيدًا للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث يمكنه معالجة صعوبة التواصل وتطوير قدرتهم على التعبير عن أنفسهم

س: هل التدخل المبكر مفيد لعلاج تأخر الكلام؟

ج: يمكن للتدخل المبكر أن يساعد بشكل كبير في تطور الكلام واللغة، مما يحسن من صحة الطفل العامة ونوعية حياته 

س: ما هي المشاكل السلوكية التي يواجهونها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

ج: غالبًا ما يصاحب اضطراب طيف التوحد مشاكل سلوكية مختلفة، وتشمل المشاكل الشائعة: الحركات المتكررة وتجنب اللمس والحساسية تجاه محفزات غير واضحة والتعلق القوي بأشياء معينة وصعوبة البقاء بثبات، والانزعاج عند حدوث تغيرات مفاجئة في الروتين

المرجع: 

https://www.autismparentingmagazine.com/speech-delay-vs-autism/