جدول غذائي للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد
ترجمة : أ. غادة العنزي
لماذا النظام الغذائي المتوازن مهم
بالنسبة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد يمكن أن يعالج النظام الغذائي المتوازن الصعوبات المختلفة مثل: مشاكل الجهاز الهضمي، والحساسية الغذائية، ونقص العناصر الغذائية، التغذية السليمة تساعد على تطور الدماغ والوظائف الإدراكية والتنظيم العاطفي.
النظام الغذائي الغني بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية مهم للحفاظ على مستويات الطاقة وتحسين التركيز وإدارة التوتر والقلق لتحقيق نظام غذائي متوازن للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، يجب على الأهل ومقدمي الرعاية مراعاة هذه الاعتبارات الغذائية الأساسية:
العناصر الغذائية الأساسية
غالبًا ما يكون لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد احتياجات غذائية محددة، ضمان حصولهم على كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية أمر ضروري، تتضمن هذه العناصر الفيتامينات مثل B6 و B12، والمعادن مثل المغنيسيوم والزنك، والأحماض الدهنية أوميغا 3، تلعب هذه العناصر الغذائية دورًا كبيرًا في وظائف الدماغ ونشاط الناقلات العصبية والصحة العامة.
البروتين
البروتين ضروري للنمو والتطور، يساعد في بناء وإصلاح الأنسجة وإنتاج الإنزيمات والهرمونات والحفاظ على جهاز مناعي صحي، تشمل مصادر البروتين عالية الجودة اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والبقوليات والمكسرات والبذور.
الدهون الصحية
تُعد الدهون الصحية وخصوصًا الأحماض الدهنية أوميغا 3 ضرورية لصحة الدماغ، تدعم هذه الدهون الوظائف الإدراكية وتقلل من الالتهابات وتحسن المزاج، تعتبر الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين مصادر ممتازة للأوميغا 3، تشمل المصادر الأخرى بذور الكتان وبذور الشيا والجوز وبذور القنب.
الكربوهيدرات المعقدة
توفر الكربوهيدرات المعقدة إطلاقًا مستقرًا للطاقة وتساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ثابتة، تعتبر الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات مصادر ممتازة للكربوهيدرات المعقدة، كما أنها توفر الألياف التي تساعد في الهضم وتدعم صحة الأمعاء.
الألياف
تناول كميات كافية من الألياف مهم لصحة الجهاز الهضمي، تساعد الألياف في تنظيم حركة الأمعاء ومنع الإمساك ودعم ميكروبيوم أمعاء صحي، وايضًا الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات غنية بالألياف.
الترطيب
الترطيب السليم ضروري للصحة العامة، الماء هو الخيار الأفضل للترطيب ولكن يمكن أيضًا تضمين الشاي العشبي والعصائر المخففة، تجنب المشروبات السكرية والكافيين الزائد حيث يمكن أن تساهم في فرط النشاط وتقلبات المزاج.
الأساليب الغذائية لاضطراب طيف التوحد
تم اكتشاف العديد من الأساليب الغذائية لإدارة أعراض اضطراب طيف التوحد، على الرغم من أن جميع الأساليب قد لا تناسب كل طفل، فقد أظهرت بعضها نتائج واعدة، من المهم استشارة مختص في الرعاية الصحية قبل إجراء تغييرات غذائية كبيرة.
كيفية إنشاء خطة غذائية شخصية
إنشاء خطة غذائية شخصية لطفل مشخص باضطراب طيف التوحد يتطلب مراعاة تفضيلاته الشخصية وروتينه اليومي وحساسياته واحتياجاته الغذائية، فيما يلي بعض الخطوات الأساسية لتطوير خطة غذائية فعالة:
–استشارة المختصين : العمل مع مختصي الرعاية الصحية مثل أطباء الأطفال وأخصائيي التغذية وخبراء التغذية أمر ضروري يمكنهم تقديم توجيهات حول المتطلبات الغذائية وتحديد النقص المحتمل ومراقبة تقدم الطفل.
– دمج الأطعمة الطازجة : ركز على الأطعمة الكاملة وغير المصنعة التي توفر العناصر الغذائية الأساسية، يجب أن تشكل الفواكه والخضروات الطازجة والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة والدهون الصحية أساس النظام الغذائي.
– التعامل مع المشكلات الحسية: يعاني العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من حساسية حسية تؤثر على اختياراتهم الغذائية، قد يساعد تقديم الأطعمة الجديدة بشكل تدريجي وبطريقة ملائمة للحواس، يمكن أن يشجع تقديم الأطعمة بأشكال مختلفة من حيث القوام والألوان والأشكال على تقبلها.
– الحفاظ على مذكرات طعام: يمكن أن يساعد الاحتفاظ بمذكرة طعام في تتبع مدخول الطفل الغذائي وتحديد أي علاقات بين الأطعمة المحددة والسلوك أو المشاكل الصحية، يمكن أن توفر هذه المعلومات رؤى قيمة لضبط النظام الغذائي.
– ضمان التوازن الغذائي: التوازن بين المغذيات الكبيرة (البروتينات، الدهون، الكربوهيدرات) والميكروغذائية (الفيتامينات والمعادن) أمر ضروري، يضمن التنوع في النظام الغذائي مجموعة واسعة من العناصر الغذائية، على سبيل المثال: دمج مزيج من اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض والبقوليات والمكسرات والبذور والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يمكن أن يوفر ملفًا غذائيًا شاملاً.
جدول غذائي نموذجي للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد
رغم أن احتياجات كل طفل فريدة، يقدم الجدول الغذائي التالي إطارًا عامًا يمكن تعديله بناءً على التفضيلات والاحتياجات الفردية
– وجبة الإفطار : يفضل تناول بيض مقلي مع السبانخ والطماطم وقطعة من خبز الحبوب الكاملة مع الأفوكادو وحصة من الفاكهة الطازجة مثل التوت أو الموز وكوب من حليب اللوز أو الماء.
– الوجبة الخفيفة في منتصف الصباح : يمكنك تناول كمية صغيرة من المكسرات مثل اللوز أو الجوز وقطعة من الفاكهة مثل التفاح أو الكمثرى.
– وجبة الغداء: يفضل تناول الدجاج المشوي أو السمك مع جانب من الكينوا أو الأرز البني والخضروات المطهية على البخار مثل البروكلي والجزر والبازلاء وسلطة خضراء مختلطة مع زيت الزيتون وعصير الليمون وكوب من الماء أو الشاي العشبي.
– وجبة العشاء : يُنصح بتناول السلمون المشوي أو اللحوم الخالية من الدهون مع البطاطا الحلوة والخضروات المشوية مثل الفلفل الحلو والكوسا والهليون وجانب من الخضروات المختلطة مع تتبيلة الخل وكوب من الماء أو عصير الفاكهة المخفف.
المكملات الغذائية والاعتبارات الإضافية
في بعض الحالات، قد تكون المكملات الغذائية ضرورية لمعالجة نقص غذائي معين، من المهم استشارة مختصي الرعاية الصحية قبل إدخال المكملات الغذائية.
تشمل بعض المكملات الغذائية الشائعة التي قد تفيد الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد :
– الأحماض الدهنية أوميغا 3 : تدعم هذه الدهون الأساسية صحة الدماغ والوظائف الإدراكية، تعتبر مكملات زيت السمك مصدرًا شائعًا للأوميغا 3.
– البروبيوتيك : يمكن أن تساعد البروبيوتيك في الحفاظ على ميكروبيوم أمعاء صحي، مما يرتبط بتحسين الهضم ووظيفة المناعة، قد تكون مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة مثل الزبادي والكفير مفيدة.
– فيتامين د : مهم لصحة العظام ووظيفة المناعة، يمكن يساعد التعرض لأشعة الشمس والمصادر الغذائية المدعمة والمكملات في الحفاظ على مستويات كافية.
–المغنيسيوم : يدعم المغنيسيوم وظائف العضلات والأعصاب وكذلك إنتاج الطاقة، تشمل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم الخضروات الورقية والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة، يمكن النظر في مكملات المغنيسيوم إذا تم اكتشاف نقص في هذا العنصر الغذائي.
– فيتامينات ب : تعد فيتامينات ب ضرورية لإنتاج الطاقة ووظائف الدماغ والصحة العامة، تشمل الأطعمة الغنية بفيتامينات ب الحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون والبيض ومنتجات الألبان والخضروات الورقية، قد يتم توصية تناول مكملات فيتامينات ب إذا تم اكتشاف نقص.
الخلاصة
يمكن للنظام الغذائي المتوازن والمخصص أن يؤثر بشكل كبير على صحة وراحة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، من خلال التركيز على العناصر الغذائية الأساسية ومعالجة التفضيلات والحساسيات الفردية، والعمل عن كثب مع مختصي الرعاية الصحية ويمكن لمقدمي الرعاية تطوير خطة غذائية تدعم وظائف الدماغ المثلى والصحة الجسدية وجودة الحياة بشكل عام.
على الرغم من أن الأساليب الغذائية قد تختلف، إلا أن الهدف يظل واحدًا: توفير تجربة تناول طعام مغذية وممتعة تلبي الاحتياجات الفريدة لكل طفل مشخص باضطراب طيف التوحد.
المرجع:
Golden-User. (2024b, July 15). Diet chart for autistic child. Golden Care. https://goldencaretherapy.com/blogs-diet-chart-for-autistic-child
